خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

«داعش» واليمين المتطرف

السبت ١٧ سبتمبر ٢٠١٦

لا يمكن الحديث عن حسنة واحدة أسفرت عن رعونة وغلو وتطرف "داعش" و"القاعدة" و"جبهة النصرة" وكل قوى الإرهاب الذي لامس أذاه المسلمين وغير المسلمين. قبل ظهور أشقياء "القاعدة" و"داعش" وسواهما من جيوب التطرف، كان هناك احترام وتقدير للإسلام والمسلمين في أوروبا وأمريكا، حتى المتطرفين هناك كانوا يترددون ألف مرة قبل أن يعبروا عن مواقف عنصرية ضد المسلمين. تلك الصورة اهتزت كثيرا بعد جريمة "القاعدة" خلال أحداث 11 أيلول (سبتمبر). كانت عاصفة الغضب، التي اجتاحت أكثر من بلد، تمثل المقدمة الأولى لحصاد زرعه أشقياء "القاعدة" وزعيمها الشقي أسامة بن لادن وبقية أزلامه وخليفته أيمن الظواهري. ثم جاء شقي آخر تكنى بأبي مصعب الزرقاوي، وضع النواة الأولى لـ"داعش" بعد أن كان أحد أزلام "القاعدة". وقد تجاوزت "داعش" ورأسها المتصدع أبو بكر البغدادي "القاعدة" من خلال ممارستها التوحش والقتل. المحصلة التي تحققت من خلال إرهاب "القاعدة" و"داعش" وبقية الأذناب استعداء العالم وتفجير العنصريات وتوليد الأنظمة التي كانت نتيجتها التضييق على الأقليات المسلمة في أوروبا، وظهور مواقف عدائية ضد المسلمين في المطارات وعلى متن الطائرات في أمريكا وأوروبا، واستصدار قرارات تستهدف عددا من الحقوق التي يتمتع بها المسلم هناك مثل الحجاب وبعض المظاهر المرتبطة بالزي. ناهيك عن النظر بارتياب إلى كل مظهر ديني. ومن الواضح أن اليمين المتطرف في أوروبا وأمريكا وجد في غلو…

توثيق “عاصفة الحزم”

السبت ٠٣ سبتمبر ٢٠١٦

السعودية دولة تأسست على المبادئ والقيم النبيلة. وخلال مسيرتها، كانت ولا تزال الحليف الصادق والداعم والمساند للأشقاء والأصدقاء. ويحفظ التاريخ للمملكة مواقفها في قضايا كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال الموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية، الذي كان ولا يزال يستحضر مصالح الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه، ودعم خيارات الفلسطينيين. وفي المسار نفسه كانت المملكة تقف مع الدول الشقيقة والصديقة. ولن ينسى التاريخ وقفة المملكة إلى جوار شعب الكويت الصديق، إثر احتلال العراق لأرضه. ومن المؤسف أن شباب وبنات هذا الجيل لا يتذكرون تلك الأحداث المشرفة التي شهدتها تسعينيات القرن الماضي. وقد تكررت الصورة في مواقف عدة من بينها التصدي للتهديدات الإيرانية في البحرين من خلال قوات درع الجزيرة، وكذلك الأمر في اليمن من خلال “عاصفة الحزم” التي قادتها المملكة مع دول “التحالف” من أجل الوقوف في أقلية حوثية باغية استقوت بالرئيس المخلوع وبدعم من إيران، من أجل كسر خيارات الشعب وتغيير هويته. كانت “عاصفة الحزم” نقطة فاصلة، أوشكت أن تؤتي ثمارها. من المهم هنا الحديث عن أهمية حضور الصورة والمعلومة الدقيقة، وتغذية الشارعين العربي والعالمي بها. وفي هذا السياق اطلعت على كتاب مصور أهداني إياه الدكتور سليمان الهتلان اسمه “عاصفة الحزم.. إعادة الأمل”. الكتاب الصادر عن “الهتلان ميديا” يتضمن مجهودا جيدا، يبرز من خلاله رصد مميز لمسارات أحداث “عاصفة الحزم”…

أمن ضيوف الرحمن

الإثنين ٣١ أغسطس ٢٠١٥

عمل سنوي جبار تبذله المملكة بدأب من أجل تأمين ضيوف الرحمن. هذا أمر لا يخفى على المنصف، استقبال نحو مليوني حاج في وقت واحد وفي بقعة محدودة، مهمة عظيمة، يدرك مدلولاتها من يتعاملون مع إدارة الحشود البشرية. ومن هنا يمكن النظر إلى التوجيهات التي قدمها نائب الملك الأمير محمد بن نايف ولي العهد رئيس لجنة الحج العليا، إذ طالب ـــ يحفظه الله ـــ خلال ترؤسه لجنة الحج العليا "أن ينصرف حجاج بيت الله الحرام إلى أداء مناسك الحج والتفرغ للعبادة، بعيدا عن التصرفات والشعارات التي تخالف تعاليم الإسلام وتعكر صفو الحج وتؤذي مشاعر الحجاج". ("الاقتصادية" 21/8/2015). هذه الدعوة التي تؤكد عليها المملكة كل عام، تتسق مع قدسية المكان، والأحكام والتوجيهات الربانية، المرتبطة بشعيرة الحج؛ حيث لا رفث ولا فسوق ولا شعارات سياسية متناقضة من شأنها أن تؤدي إلى تعكير الأمن ـــ لا سمح الله. لقد كانت المملكة العربية السعودية منذ تأسيس هذا الكيان الشامخ، تعتبر أن خدمة حجاج بيت الله الحرام شرف وواجب، تتوخى من خلاله رضا الله سبحانه وتعالى. وهي تصرف بشكل دائم على مشاريع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وتسعى كل عام إلى التيسير على ضيوف الرحمن. ومن يتابع اقتصاديات الحج، يدرك إن المملكة تركز على المنافع التي تنعكس على الحجاج، ولا تنتظر أي مردود اقتصادي. الأمر هنا لا…

النميمة ضد التعايش

السبت ١٥ أغسطس ٢٠١٥

إذا أتاك شخص وقال لك إن فلانا يذمك، حاول أن تستخدم عقلك، وعليك أن تسأل: ما مصلحة الناقل في مثل هذه النميمة أو البهتان؟ غالب الناس يلتقطون مثل هذه الكلمات ويتعاملون معها باعتبارها حقائق. وكثير منهم لا يسألون الطرف المعني عن حقيقة هذا الكلام. والناقل غالبا يراهن على حالة التصديق التي يمارسها البعض لأي كلام يتم نقله له؛ وهذا التسليم والتصديق يحدث دون إعطاء الشخص المعني فرصة الدفاع عن نفسه. وهذه اللعبة التي يمارسها الانتهازيون، تؤدي قطعا إلى النيل من الأبرياء واستهدافهم. وغالبا ما يكون المصابون في حالة الارتياب والخوف الهدف السهل والصيد الثمين للانتهازيين. لقد أعطى الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم- قاعدة إنسانية عظيمة، حينما نهى عن النميمة، باعتبار أنها فعل غير سوي، ينتج عنه شحن وتحريش وتغيير للنفوس. وقرن القرآن الكريم الغيبة والنميمة بأمر تعافه كل النفوس السوية وهو أكل اللحم البشري ميتا. يقول الحق سبحانه وتعالى: “وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ”. إن الوضوح والكلام المباشر هو أقصر طريق لمواجهة أصحاب الأهواء. البعض عندما تواجهه بأخطائه، يصفو ويرتقي ويسمو. والبعض عندما تكاشفه يتحول إلى كائن أعمى لا يرى الحق، وهذا يجعله يتغول فيأكل نفسه. فاحرص أن تتمتع بسموك، وانأ بنفسك عن السقوط في حفرة…

“داعش” ضد الإيمان

الأربعاء ١٢ أغسطس ٢٠١٥

مزاج جيل الألفية الثانية يشهد تبدلا وتحولا، يأخذ أشكالا مختلفة. بين الشك واليقين، والإفراط والتفريط، والغلو والتشدد. من هنا، تتسيد فكرة النظر إلى الماضي بغضب، كما تتسيد النظرة إلى الرفض أيا كان مصدره باعتباره فكرة جاذبة تجد لها سوقا رائجة حتى في المجتمعات المتباينة في الثقافات والآراء والأديان. الجيل الذي كان يضع صورة جيفارا على التيشيرتات في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، عمد الجيل الذي بعده إلى استنساخ فكرة الرفض والتطرف الديني، وجعل من بعض رموز الإرهاب أيقونات يجعلها تحمل رسائل قد لا تتسق مع طبيعتها. لقد رأينا هذا المشهد خلال تسيد فكرة القاعدة، وعلى الأخص بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) في أمريكا، ونحن نلحظه أخيرا فيما يخص عصابة “داعش” وزعيمها أبو جهل البغدادي. وهذا يفسر انخراط مجاميع من أوروبا شبابا وفتيات ضمن هذا التشكيل العصابي الضال. فكرة اليقين بالنسبة لهؤلاء الشباب والفتيات لا تمثل محركا حقيقيا، خاصة بالنسبة لغير المسلمين، إذ إن من الأمور الجالبة للسخرية، أن تجد شبابا وفتيات غير مسلمين ينخرطون في عصابة متطرفة تقتل غير المسلم، بل تعتبر كل المسلمين مرتدين، عدا تنظيمهم الشاذ. لكن جيل الألفية الثانية، الذي سئم كل شيء وجد نفسه يأخذ بهذه الموضة الدموية المتوحشة، باعتبار الأمر لا يعدو عن كونه تسلية وتغييرا وبحثا عن الذات. في الإطار نفسه، نجد شبابا عربا مسلمين،…

حتمية توطين الوظائف

الإثنين ١٠ أغسطس ٢٠١٥

بعض من يتحدثون عن توطين الوظائف عبر المنابر، لا يؤمنون بالفكرة، أو على الأقل لا يعملون بجدية لتحقيق ذلك، وهذا أمر بائس. عدم انضباط أدوات تمكين الشباب من العمل في القطاع الخاص، تمثل حائط صد يعمل على رسم صور سلبية عن الآثار التي تترتب على عملية التوطين. وهذه الصور السلبية تأخذ مناحي متعددة، تبدأ بالترويج لمفاهيم غير دقيقة على غرار: ارتفاع رواتب السعوديين ومرورا بعدم انضباطهم وانتهاء بانخفاض الإنتاجية. لكنني وآخرين من خلال تجارب مباشرة، نلمس أن كل هذه الأمور غير دقيقة. ورغم ذلك لا يزال إيقاع القطاع الخاص أقل من المأمول في مسألة توطين وسعودة الوظائف. والبعض يردد أسطوانة مشروخة، عن جاهزية الشباب والفتيات، وكأن أبناءنا وبناتنا أتوا من كوكب آخر. إن الحد من البطالة، ودمج الشباب والفتيات العاطلين عن العمل، مسألة وطنية، لم يعد من المجدي التلكؤ فيها، في وقت يتم فيه إفساح المجالات للآخرين، وتركهم يقفون في وجه هذه العملية التي وضعت لها القيادة العليا استراتيجيات واضحة. إن إيقاعات التغيير والعلاج لمختلف قضايانا، هي حزمة واحدة، إذ لا يمكن فصل التطرف عن القضايا المجتمعية الأخرى مثل إدمان المخدرات أو البطالة. وإذا لم يحصل شبابنا وبناتنا على فرص عادلة في التوظيف، فإنهم يبقون رهينة بين مطرقة المخدرات والضياع وسندان الغلو والتطرف. لقد كانت الدولة دوما عند حسن الظن،…

المبادئ السعودية

الأربعاء ٠٥ أغسطس ٢٠١٥

الجيل الجديد في الكويت والسعودية وبقية دول الخليج العربي، لا يتذكر حادثة احتلال العراق للكويت في الثاني من أغسطس عام 1990. كانت السعودية العمق الآمن لشعب وحكومة الكويت. وكان الملك فهد ــ يرحمه الله ــرجل الحزم في ذلك الحين، إذ وقف بصلابة ضد الجور العراقي، وتم بناء تحالف عاصفة الصحراء الذي أفضى إلى تحرير الكويت وعودة شعب وحكومة الكويت إلى وطن النهار. شاهدت في جدة المؤتمر الشعبي الكويتي الذي انعقد في قصر المؤتمرات، برئاسة الشيخ سعد الصباح ــ يرحمه الله ــ وقابلت حينها عددا من الرموز، من بينهم الدكتور إسماعيل الشطي، الذي كان يرأس تحرير مجلة المجتمع الكويتية لسان حال جمعية الإصلاح التي تمثل إخوان الكويت. كان الرجل يذرف الدموع بسبب موقف الجماعة المنحاز للاحتلال العراقي للكويت. هذا الشعور بالمرارة تكرر كثيرا في مواقف مصيرية لاحقة. مواقف السعودية، ومسؤوليتها تجاه الأشقاء في الدول العربية أمر ثابت لا يتغير مطلقا؛ هذا الأمر يتجلى أولا في الشأن الفلسطيني، وفي مختلف القضايا التي تتعلق بالأشقاء في دول الخليج العربي وبقية الدول العربية. وهكذا وقفت المملكة بحزم ضد تهديد الأمن في البحرين. وكانت قوات درع الجزيرة التابعة لدول الخليج العربي صمام أمان. وكان للسعودية موقف داعم لمصر الشقيقة في كل الأوقات، وأعطى الموقف السعودي ضوءا للجهود المصرية لإنعاش البلد وانتشاله في أعقاب الثورة الثانية.…

امتحان إيران

الأربعاء ١٥ يوليو ٢٠١٥

من الصعوبة بمكان قراءة المشهد، إذ إن هناك مؤثرات سلبية عدة، تجعل الصورة العربية تحتشد بجملة من مقومات الضعف والهشاشة. وإذا استثنينا السعودية وبقية دول الخليج العربي، فإن المشهد السياسي يبدو مرتبكا. ولولا بعض المبادرات العربية تجاه مصر تحديدا ربما كان المشهد شديد السوء. وقد انتظمت بادرة التحالف العربي عبر عاصفة الحزم لانتزاع اليمن من المخلب الحوثي الإيراني. وهناك صراع محتدم في سورية يأخذ شكل ثورة تتقاطع في ثناياها قوى دولية وإقليمية. ولا يزال المخلب الإيراني مؤثرا هناك. وبالأمس خرجت إيران باتفاق دولي فيما يخص الشأن النووي. هذا الخبر إيجابي بالنسبة لإيران وسلبي بالنسبة لأطراف عدة في الخليج العربي وخارجه، بسبب التخوفات من السلوك الإيراني غير المنضبط تجاه الدول المجاورة وفي كامل المنطقة العربية. ولعل إيران التي يحلو لي أن أصف اتفاقها النووي بالتهيؤ للخروج من غرفة الإنعاش، تجد في الانفراج فسحة تنتهزها للانفتاح على جيرانها العرب، وإعادة تقويم موقفها، خاصة فيما يتعلق بالتدخل في ملفات عربية خليجية وإقليمية. إن الظرف التنموي الإيراني وقبله الظرف الإقليمي والدولي يتطلبان إغلاقا عاجلا للملفات في سورية واليمن. وربما تدفئة العلاقات مع العرب وبدء حقبة استثمارية واقتصادية تستحضر المصالح بين هذه البلدان. إن الصلف الذي يمكن أن ينتج عن إبرام هذا الاتفاق؛ قد يكون سلبيا .. الطريق حاليا ممهدة أمام إيران، لسلوك يخلو من…

أثر توحش «داعش»

الثلاثاء ١٤ يوليو ٢٠١٥

عمل "داعش" والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيون وأشياعهم على تقديم خطاب ديني متطرف، وجد له سوقا لدى المأزومين. في مقابل ذلك كان هناك أناس في مجتمعاتنا العربية، يفهمون الحضارة بشكل خاطئ، ونشأت أجيال، تعتقد أن الحرية تتعارض مع الدين، وأن التقدم والتطور ينبغي ألا يصحبه ممارسات دينية. وبعض من ركبوا موجة الليبرالية وسواها من أفكار، يتصورون أن هذه الممارسة تبدأ بقطيعة المسجد. هذه الأفكار حتما لا علاقة لها بالواقع، فأينما اتجهت شرقا أو غربا، شمالا أو جنوبا، تجد أن الدين عامل مهم في الفعل الإنساني. ومن يتابع جولات البابا الحالية واهتمام وسائل الإعلام الغربية بها، والمضامين الدينية التي يتم ضخها عبر التقارير الإخبارية، لا بد أن يقتنع أن ممارسة الحرية لدى البعض في مجتمعاتنا، يشوبها خلل. ولذلك هم قد يخجلون حتى من القول إنهم يؤدون الصلاة ويرتادون المساجد. وفي المقابل فإن الأسوياء من الطيفين السني والشيعي يترددون أيضا في الإفصاح عن مذاهبهم لبعضهم بعضا، خشية الخوض في نقاشات ومحاكمات تستحضر الخطاب المتطرف لدى الطيفين. غياب الاعتدال، وخفوت أصوات المعتدلين، جعل التعصب والتطرف والغلو والتشدد يصوغ خطابات شيعية وسنية تصدرت المشهد لوقت طويل. إن الطبيعي أن يكون للإنسان دين ومذهب ينتمي إليه، هذه هي المحاضن التي تحفظ المجتمع. بعض ضحايا فكر "داعش"، هم نتاج حالة اغتراب وعزلة لم يتم معالجتها بذهنية حاضرة،…

شهادة الأثر

الأربعاء ٠٨ يوليو ٢٠١٥

لقد كرس تجاهل الآثار في سنوات ماضية فكرة مغلوطة عن المملكة لدى بعض الخصوم الذين لم يكونوا يرون في السعودية سوى رمال ونفط. قبل ضم قطاع الآثار إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ عانت آثارنا إهمالا. وكان هناك قصور في الوعي يمعن في تغييب هذه الآثار. عندما تسلمت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ملف الآثار، لم يكن قد تم تسجيل أي أثر سعودي في اليونسكو. وكانت كل المواقع الأثرية تحتاج إلى إعادة تأهيل. عمل دؤوب بذلته هيئة السياحة والتراث الوطني بقيادة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، تحقق خلالها لقطاع الآثار والتراث الوطني إنجازات مشهودة، وقد تم تتويج ذلك بإنجاز عالمي رابع تحقق السبت الماضي تمثل في تسجيل الرسوم الصخرية في منطقة حائل ضمن قائمة التراث العالمي. آثار جبة والشويمس يعدها البعض واحدة من أقدم آثار العالم. قبل ذلك كان قد تم تسجيل مواقع العلا والدرعية وجدة التاريخية. وفي الطريق للتسجيل أكثر من عشرة مواقع. وقد واكب هذا الجهد العالمي تحديث في نظام الآثار، وإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري. لا شك أن حجم ما تحقق في غضون هذه السنوات القليلة، يدعو إلى الغبطة. الاستثمار في الآثار والتعامل معها في العالم العربي يحتاج إلى إنسان عاشق ودؤوب، هذا هو حال الفريق الذي يعمل في الهيئة. وهكذا كان حال…

تغول «داعش»

الإثنين ٢٩ يونيو ٢٠١٥

المتأمل في مسيرة "داعش" وبقية فرق الضلال التي ابتلي بها العالم خلال هذا العصر مثل بوكو حرام والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين ومتطرفي الحشد الشعبي الشيعي وبقية أطياف التطرف الشيعي والسني سيكتشف أن المحصلة المشتركة لكل هذه الأطياف تتمثل في شيطنة الإسلام والمسلمين. لا يمكن لأي عاقل، أن يرى أي مصلحة في استهداف دور عبادة أو أهداف مدنية. لكن المتطرفون وصل بهم الأمر إلى السعي بدأب لإيجاد المسوغات لإراقة المزيد من الدم. كان المشهد يوم الجمعة الماضية بشعا للغاية: ضحايا في مسجد في الكويت، وضحايا آخرون في تونس وفرنسا. والمجرم في كل هذه البلدان أحد المنتمين إلى "داعش". لقد استن الحركيون في أيام الجمعة، خلال ما يسمى بالربيع العربي، حركات رفض وغضب، كانت تمثل مكونا من مكونات التظاهر. وقد أخذت "داعش" هذا المسار من خلال السعي إلى تكريس يوم الجمعة موعدا للإجرام والتوحش والبطش؛. إنه لأمر محزن للغاية أن يتحول عيد المسلمين الأسبوعي، إلى موعد لإراقة الدماء. إذ لم يعد المنتمون لهذه الفئات الضالة يحفلون بيوم جمعة ولا شهر رمضان. وكيف يحفلون بهذه المواسم؟ وهم أصلا لم يحفلوا بقيمة الإنسان، فراحوا يستهدفونه غيلة وقتلا، وهو راكع بين يدي الله. لقد جاء الدين ليحفز الإنسان على عبادة ربه وعمارة الأرض. ولكن الحركيون أسسوا فقها جديدا يتوسل بالدم من أجل الفوز بالجنة. غير…

نشر الكاميرات الأمنية

الجمعة ٢٦ يونيو ٢٠١٥

يسعى الإرهاب ممثلا في داعش والقاعدة وسواهما، إلى الإضرار بالبلاد والعباد. هذا الإرهاب يقوم على تجنيد بعض المرضى وذوي العقول الضعيفة، ويغريهم بإراقة الدم وإزهاق الأرواح والانتحار بتفجير النفس، بزعم أن هذا الطريق يفضي بهم إلى الجنة. ولأن الأمة جمعاء تتعامل مع فكر شاذ عصي على العلاج، فقد صار من اللازم أن يكون هناك مسار أمني يتسق ويواجه هذا الشذوذ بمنتهى الحزم. لقد استطاعت وزارة الداخلية أن تكون بالمرصاد، لهذه الشراذم التي لا تريد الخير بالمجتمع. ولكن هذا المجهود يحتاج إلى أن تنسجم معه كل الجهات الخاصة والعامة، وذلك من خلال نشر الكاميرات في كل مكان. عندما ظهرت كاميرات ساهر، روج الإرهابيون ومن يشايعونهم وبعض الساذجين أن هذه الكاميرات تكشف عورات الناس، وهذه الكلمات كانت تتوخى الباطل وتتعصب له، بينما واقع الحال يؤكد أن كل المصارف والمولات والأسواق الكبرى وأجهزة الصرف الآلي مزروعة بالكاميرات التي ترصد السلوك العام وتتصدى للحرامية والمجرمين. والمأمول الآن، أن تكثف كل جهة وجود هذه الكاميرات، وأن يكون توفيرها شرطا أساسيا، وذلك لرصد كل متربص وإيقافه عند حده. لقد أصبحت الكاميرات في المولات عاملا مساعدا لتقليل التحرش، وكانت رادعا للصوص الذين تمتد أياديهم للسرقة من هذا المحل أو ذاك. إن عبارة "المحل مراقب بالكاميرات" ينبغي أن تكون موجودة في المساجد والحدائق وبقية الأماكن الأخرى، حتى يتردد…