خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

بعض شيبان «تويتر»

الخميس ٢٠ فبراير ٢٠١٤

هناك صور إيجابية كثيرة من حولنا. لكن البعض يستغرقه الخوض في السلبي، حتى إنك تخشى أن تصيبك عدوى الإحباط. وهذه ظاهرة أتفهمها كثيرا من بعض الشباب المندفع، الذي يعيش فورة الحماس، ولكني أستنكرها من بعض شيبان “تويتر” الذين يعيشون تناقضات الماضي والحاضر، ومع ذلك يصر البعض منهم على أن تتلبسه صورة مخالفة لصورته في الواقع. هؤلاء يتعاملون مع بعض الصور والأخبار، كما تتعامل الفتيات الصغيرات مع قصص ساندريلا. هم يقومون بتجميع صور مختلفة من هنا وهناك، ثم يعمدون إلى إعادة إنتاجها باعتبارها تمثل منتهى المنى والأمل. ولكنهم يخدعون أنفسهـــم، ويضحكـــون علـــــى سواهم. فلا يمكن أن تتحدث عن جزء من صورة في لندن وأخرى في باريس وثالثة في جنيف... إلخ. ثم تضع هذه الصور في باقة أمنياتك لمدينتك المتخيلة. لا يمكن عقلا أن تثني على الأنهار وتتطلع إلى أن يكون لديك نهر يشق عباب هذه الصحراء. هنــــاك أمنيــــات مجتـــزأة، يصوغها البعض باعتبارها تعكس مظهرا متقدما، لكنهم في واقع الحال لا يؤمنون بهذا الواقع ولا يمكن أن يمارسوه أبدا. صحيح أنهـــــم لا يتوقفــون أبدا عن الثناء على هذه المدينة القريبة أو البعيدة. ولكن لو أعدت فتح الموضوع الذي يثني عليه مرة أخرى لوجدته لا يؤيد استيراد الفكرة. هو يثني على الظاهرة مجتزأة، ويرفضها عنـدمــــا تصــطبـــغ بالصبغة الاجتماعية المحلية. والحقيقة أن بعض الأمور…

مقاضاة المغرِّد المسيء

الإثنين ٢٠ يناير ٢٠١٤

وسائل التقنية الحديثة تعزز سلوك الثرثرة عند الإنسان. هذا أعطى أجهزة وتطبيقات التواصل النصي والسمعي والبصري الكثير من الرواج. في اليوتيوب وتويتر وكيك وفيس بوك وأيضا من خلال تطبيقات الدردشات.. إلخ. أنت تجد نفسك أمام تجربتك الشخصية أو تجارب الآخرين، بموازاة فعل ينطوي على تجاوزات قد لا تشعر بها في وقتها. هذا الأمر هو انعكاس للخلط والارتباك الناتج عن الشخصي والعام. أسهمت وسائل التواصل الافتراضية في كسر الحظر الذي كان ولا يزال يتلبس الإنسان عندما يجلس في مكان عام. عمومية وجودك في موقع للتواصل الاجتماعي، أضفى نوعا من المرونة الوهمية في القيود. هذا أعطى التجاوزات رواجا لا ينتبه له الإنسان. أنا مضطر لاستعراض نماذج سببت لي إزعاجا خلال الأيام الماضية، وتسببت في جراح لأسر مكلومة. في حادثة الطفلة لمى الروقي، يرحمها الله، تضمن الهاشتاق الذي يحمل اسمها على تويتر اجتهادات تستغربها من بعض العقلاء، هذه الاجتهادات أسهمت في زيادة الجرح الغائر لدى الأب والأم، واضطر الأب إلى الحديث والتوضيح أكثر من مرة رغم هذا الجرح. البارحة الأولى في حادثة غرق ست فتيات من أسرة واحدة في رماح، تكرر التجاوز نفسه من أشخاص آخرين. القاسم المشترك بين التجاوزين أن هناك مَن حاول أن يسبغ على الحادثين شبهة جنائية، دون مبرر يرجح كفة هذا الافتراء، بل كان اجتراء وتهورا غير حميد، ولم…

سعودة «الصحة» والجامعات

الخميس ١٦ يناير ٢٠١٤

هناك خط من المهم الحفاظ عليه ونحن نسعى لتوطين الوظائف. هذا الخط هو: خط الجودة. المسألة هذه لا ينبغي التنازل عنها، خاصة فيما يخص التعليم الجامعي والشأن الصحي. هذه مهن لا يمكن إخضاعها لمعايير شغور وظيفة باعتبار أن شاغلها من غير السعوديين. ومن الضروري أن يتم استحداث وظائف موازية في هذين القطاعين تحديدا تستوعب السعوديين وتسعى لإكسابهم الخبرات، قبل الحديث عن اعتبار هذه الوظائف شاغرة لأن من يشغلها غير سعودي. هذا سيحفظ حقوق خريجي كليات الطب والتمريض في الحصول على وظائف، مع عدم التفريط في الخبرات غير السعودية في المجال الصحي. الأمر نفسه ينطبق على التعليم الجامعي، وأنا هنا أتفق مع ما طرحه الدكتور سعيد السريحي أمس في مقالته في عكاظ تحت عنوان الفرق بين "سعودة الجامعات وسعودة أسواق الخضار". هو يقول باختصار شديد : "التعليم الجامعي لا يتقدم ولا يتطور إلا بواسطة التميز العابر للحدود والجنسيات" وأنا أضيف على حديثه أن الرعاية الصحية أيضا ينبغي أن يتم التعامل معها على هذا الأساس. كانت "الاقتصادية" وصحف أخرى قد نشرت تصريحات الدكتور عبد الرحمن البراك وزير الخدمة المدنية التي قال فيها إن عدد المتعاقدين غير السعوديين خلال العام المالي (1435/1434هـ) الذين لم توافق الوزارة على تجديد عقودهم وتم إلغاؤها (9267) متعاقداً، فيما وصل عدد من تم رفض التعاقد معهم (2607) متعاقدين…

التطرف ضد أم رقيبة

السبت ٠٤ يناير ٢٠١٤

حتى تتخلص من عبء التطرف، من الضروري إعادة بناء صورة المتطرف في ذهنك. هذه الصياغة يفترض أن تتخلص من عبء الصورة الذهنية السابقة التي كرستها الأحداث المتلاحقة. من يمارس الإرهاب في مجتمعاتنا هو متطرف حتما. هناك تطرف لا علاقة له بالغلو في الدين. هو تطرف قد يتلبس أي إنسان. ويأخذ أشكالا عدة، بعضها ظاهريا جميل، ولكن المغالاة فيه تجعله يأخذ منحى شديد الضرر. الوطنية سلوك جميل، والتحفيز عليها مسألة ضرورية، لكن من المهم أن تتسامى عن فخ العنصرية والاستعلاء المنبوذ. إن ممارسات هتلر التي لبست رداء الوطنية، وأدت إلى إعادة صياغة نظرية العرق الآري، جعلت العالم يدفع ثمنا باهظا لمثل هذه الخيبة الوطنية. تطرف الفكرة التي تستحوذ على عقل الإنسان، تجعله أسيرا لها، ولا يمكنه الخلاص من أثر هذا التطرف. وهو في سبيل فكرته يمارس الاستعداء والتهييج ضد كل الناس. وغالبا ما تكون النتائج التي يطالب باتخاذها سلبية للغاية. تابعت في الأيام الماضية دعوات تطالب بإلغاء مهرجان أم رقيبة. بداية أنا لم يسبق لي الذهاب إلى هناك، ولا ناقة ولا جمل لي في كل هذه القصة. لكن ما لفتني أن من يتبنون فكرة الإلغاء يتوخون من خلال هذا الطرح أهدافا سامية. هم في سبيل ذلك، يرجحون رؤيتهم للمشهد ويطأون في طريقهم على جزء من الترفيه المجتمعي المتوارث. إن وجود بعض…

حوار رسمي في تويتر

الأربعاء ١١ ديسمبر ٢٠١٣

أشعر بألم، حينما أجد غيابا كاملا لأجهزتنا الرسمية على تويتر. وهي إن وجدت لا تعدو أن تكون مجرد مرسل من طرف واحد، يقول ما يريد ولا يتفاعل. وأغلب ما يقال هو في الحقيقة ليس جديدا. هذا الأمر يعكس تباطؤا في الاستفادة من هذه الوسيلة المهمة. في مقابل ذلك، تظهر تجارب عربية وأجنبية حاملة في ثناياها نماذج شديدة الفاعلية. هناك نقاشات مفتوحة مع ممثلي الخارجية الفرنسية والبريطانية. وبعضها تتناول قضايا تقع في دائرة اهتمام من يتخاطبون إليهم. المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط روز ماري ديفز فتحت أمس نقاشا عن الوضع حول سورية واجتماع جنيف 2 لمدة ساعتين في فترة ما بعد الظهر. وقد طرحت على المتحدثة سؤالا قلت فيه: تبدو الصورة في الميدان في منتهى الفوضى، مع تسيد داعش وقوى القاعدة والميليشيات التابعة لحزب الله. كيف سينجح جنيف 2؟ وقد أجابت عن سؤالي قائلة: تنامي التطرف مصدر قلق بالغ لنا، وسيستمر في التزايد ما لم يتم وضع حد للصراع بسرعة، لذا إنهاؤه أمر ملح. كان هناك أسئلة مهمة للغاية، وكانت هناك إجابات عن هذه الأسئلة. نحن في السعودية والخليج العربي، بحاجة إلى مثل هذه الفاعلية مع الداخل والخارج. تصوروا لو فتح ممثل للخارجية نقاشا مفتوحا عبر تويتر يفسر الموقف المتخوف لدول الخليج من التوافق الأمريكي الإيراني. أو لو…

أصيح بالخليج … يا خليج

الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣

نحو 88 مليار دولار حجم التجارة البينية بين دول الخليج العربي في 2012. هذا ما جاء في التقرير الذي نشرته "الاقتصادية الإلكترونية" أمس، ويكشف التقرير أن هناك زيادة تجاوزت 9 في المائة على 2011. لا شك أن انطلاقة مجلس التعاون بين دول الخليج العربي الست، خلال القرن الماضي، كان حاملا لجملة من البشارات والآمال. صحيح أن الخطوات كانت ولا تزال بطيئة، لكنها أوجدت تناغما واندماجا وتواصلا بين دول المجلس. ولا يمكن إنكار الآثار الإيجابية التي تحققت، وكان ولا يزال هناك كثير من الوعود التي تنتظر التحقيق. تتويج هذه التجربة باتحاد، كما تأمل السعودية ودول خليجية أخرى، يبقى حلما يراه البعض قريبا، ويراه البعض الآخر عصيا. ويبدو أن الموقف السلبي من الاتحاد الخليجي للوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في عمان يوسف بن علوي قد أثار ضجيجا. لكن إذا تأملنا الصورة مع قراءة التاريخ، سنجد أن كثيرا من الأمور التي نتعامل معها حاليا باعتبارها بدهيات، كانت في يوم من الأيام مثار خلافات شديدة، ولعلي أذكر على سبيل المثال الاتفاقية الأمنية التي أخذ النقاش بشأنها عقودا، لكن الأيام جعلت أبرز الرافضين للاتفاقية يغدو الأكثر حرصا عليها. إن تطوير منظومة التعاون الخليجي وتحويلها إلى اتحاد، إن تحققت بثلاثة أو أربعة أعضاء، ستكون محفزة لانضواء الجميع تحت لوائه. فقط علينا أن نجعل حماسنا دافعا لمزيد…