د. خليفة علي السويدي
د. خليفة علي السويدي
ــ عضو هيئة التدريس بكلية التربية ـ جامعة الإمارات ــ حاصل على الدكتوراة من جامعة جنوبي كاليفورنيا و الماجستير من جامعة جورج واشنطن ــ عميد سابق لوحدة المتطلبات في جامعة الإمارات ووكيل لكية التربية ــ من أبرز كتبه: المنهاج و أراء في التربية

أزَلْنا غبار الكتب وزيادة

الأحد ٣٠ أكتوبر ٢٠١٦

«غرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا».. عبارات تصاغ بمداد من الذهب تلخص رؤية «مشروع تحدي القراءة العربي»، والتي تم اقتباسها من كلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي. أما رسالة المشروع العربي الذي انطلق من الإمارات فقد كانت «إحداث نهضة في القراءة عبر وصول مشروع (تحدي القراءة العربيّ) إلى جميع الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، شاملةً أبناء الجاليات العربيّة في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من الناطقين بغيرها». إنه المشروع التربوي النهضوي الذي قطفنا ثماره الأسبوع الماضي في احتفال مهيب. فرح به كل محب للعربية، وكل متطلع إلى نهضة الأمة من جديد لنَيل مكانها الذي تستحقه ضمن البناء الحضاري العالمي، عندما انطلق مشروع تحدي القراءة قبل قرابة السنة بحلته العربية وبدعم سخي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله ورعاه، كانت له أهداف استراتيجية ملخصها تنمية الوعي العام بواقع القراءة العربي، وتعزيز الحس الوطني والعربي، إضافة إلى نشر قيم التسامح والاعتدال وقبول الآخر، وتكوين جيل من المتميزين والمبدعين، وتطوير مناهج تعليم اللغة العربية في الوطن العربي وأخيراً تنشيط حركة التأليف والترجمة والطباعة والنشر كما تم تحديد أربعة أهداف خاصة بمسابقة تحدي القراءة العربي هي: زيادة الوعي بأهمية القراءة لدى…

سوريا لغز.. مَن يحله؟!

الأحد ٢٥ سبتمبر ٢٠١٦

آلاف الأبرياء قضوا نحبهم في مختلف أنحاء سوريا. فبعد أن كانت هذه البلاد مهداً للحضارة الإنسانية، بتراثها وتاريخها، أضحت ميداناً للعبة الأمم وتصارع القمم، وقد عجز العرب عن حل هذا اللغز، لذلك قرروا التفرج والانتظار كي يلعب في ساحتهم الكبار بآلياتهم الخفية والجلية. فهناك حرب تراق فيها الدماء تقوم بها عصابات مأجورة تحت رايات متعددة، حزبية منها أو متحررة، وكل حزب بما لديهم فرحون، وهناك حرب واضحة تتصارع فيها أمّم كثيرة، بطائراتها وصواريخها العابرة والقصيرة، لكن الضحايا هم الأبرياء من السوريين الذين سالت دماؤهم الطاهرة أمام الناس وعلى الهواء مباشرة، فكيف نفهم هذا اللغز؟ دول دخلت حرب سوريا بجيوشها وعتادها من أجل مصالحها؛ فروسيا لا تريد فقدان آخر موضع قدم لها في البحر المتوسط، وأميركا لها فرصة ذهبية لتأمين حليفتها الاستراتيجية (إسرائيل)، وإيران لا تريد خسران هلالها الشيعي وقطع طريق الإمدادات إلى «حزب الله» في لبنان، وتركيا وجدت ضالتها في حربها على الأكراد، وإبعادهم قدر المستطاع عن تحقيق حلم دولتهم.. ولكل دولة راية تقاتل باسمها في سوريا، وما عجزت عنه الجيوش الرسمية تمكنت منه الرايات الخفية، لذلك كثر الهرج والمرج، فهل رأيتم منذ الحرب العالمية الثانية حرباً بمثل هذا التعقيد؟ ومنذ متى تتحالف الولايات المتحدة وروسيا في حرب مشتركة؟ ومن أجل ماذا؟ لسنا أغبياء كي نصدق أن كل هذه الجيوش…

مجالس للابتكار

الأحد ٠٢ أغسطس ٢٠١٥

تحت شعار «الابتكار يثريه الحوار»، نظمت وزارة الداخلية مجالسها الرمضانية لهذا العام، والتي بلغ عددها 47 مجلساً شملت كافة مناطق الدولة تقريباً، خرجت بأكثر من ستين توصية ستسعى وزارة الداخلية إلى اعتمادها وتطبيقها، كما صرّح بذلك الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. وقد ذكر سموه أن المجالس باتت تمثل مصدراً مهماً لرسم سياسات وزارة الداخلية التطويرية، الساعية إلى تلبية آمال شعب الإمارات والمقيمين على أرضها. هذه التجربة لها أربع سنوات، لكنها هذا العام حملت بعداً جديداً، فقد خصصت المجالس لتثري ابتكارات وإبداعات وزارة الداخلية، حيث تقوم قطاعات الوزارة المختلفة، مثل المرور والترخيص، والجنسية والإقامة، ومراكز الشرطة والتحقيق، والدفاع المدني والسلامة العامة، وحماية المجتمع والوقاية من الجريمة. بعرض تجاربها ورؤيتها على جمهور المجالس الذي يناقش بكل حرية مع ممثلي الوزارة والخبراء المشاركين في المجلس من أجل تمحيص التجارب واستمطار الأفكار. هذه التجربة المتميزة للوزارة الرائدة تمثل معلماً رمضانياً يسعى القائمون عليها من أجل تجديدها سنوياً. وفي كلمة خاصة جمعتني مع الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان والعقيد الدكتور صلاح الغول مدير مكتب ثقافة احترام القانون في الأمانة العامة لمكتب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمر سموه بتقييم هذه التجربة من أجل تطويرها، والاستفادة من نتائجها. وإذا كانت وزارة الداخلية قد…

الزمان لن ينسى الشيخ زايد بن سلطان

الأحد ٠٥ يوليو ٢٠١٥

قدّر الله تعالى أن تكون وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- في رمضان، كي يتذكره كل من أحبه في مثل هذه الأيام المباركة، ويمد يده إلى السماء، سائلاً الله تعالى أن يجازيه عن وطنه خير الجزاء. في تلك الليلة التي تصادف 19 من رمضان كنت في المطار متجهاً للأراضي المقدسة، وفجأة بدأت سيدة بجانبي في البكاء، وعزتني في وفاته -رحمه الله- كأنها البارحة ذكرى لا تُمسح من فكري كلما مرت بي، والسؤال الذي مازال مطروحاً: لماذا يترحم الناس على الشيخ زايد بعد كل هذه السنوات، بينما نرى عند غيرنا من العرب نسيان قادتهم بمجرد وفاتهم؟ البعض يعتقد أن وفاء أهل الإمارات لقادتهم هو سر هذا الأمر. قد يكون التحليل صحيحاً، لكني أزعم أن صدق نية الشيخ زايد- رحمه الله- في كل ما قدمه لوطنه والأمة العربية والإسلامية هو سر هذا الولاء، فغيره من القادة سخّر أجهزة الإعلام وأنفق عليها بسخاء كي ينال الولاء، لكن زايد نيته كانت مطيته في سباق الآخرة. فكثيرة هي الأعمال في أرض الوطن وخارجه لم يعلمها الناس إلا بعد وفاته، لأن الرجال أعمالهم تسبق أقوالهم. قاعدة تعلمناها من زايد -رحمه الله- وغيره لم ير شعبه سوى خطاباته وتصريحاته، فانتكست رايته يوم وفاته. الشيخ زايد -رحمه الله- كان له همّ اسمه وحدة الوطن ونفعه،…

عندما يتحرر الفكر

الأحد ٢٨ يونيو ٢٠١٥

خلق الله تعالى الناس متفاوتين في أجسادهم لحكمة يجهلها الكثير، لكننا نجمع على وجود هذا الاختلاف في الأحجام والألوان، بيد أن الكثير من الناس لما يدركوا بعد، أن الناس كذلك متفاوتون في قدراتهم العقلية من حيث الجودة والنوع. فبعضنا عقله يجيد الحساب والمنطق، وآخرون يدركون ضعفهم في هذه القدرات، لكنهم مزودون بإمكانيات هائلة وقدرات كبيرة في جوانب أخرى، مثل الأدب والشعر. ومن افتقد هذه الملكات تجد عنده نبوغاً في أمور أخرى، هذه الحقائق أثبتتها الدراسات، لكن الناس تعيشها من زمن، ومع تفاوت الناس في الملكات تجد كذلك اختلافاً من نوع آخر، وهو جودة هذه الملكة، فبعضهم شاعر، لكن الآخر شاعر مبدع، وهذا مهندس وجاره لا يُجارى في فكره الهندسي. بعد هذه المقدمة دعوني أدخل معكم بيت القصيد في هذا المقال. الإنسان المفكر يختلف من حيث النوع وجودة فكره عن غيره من الناس، فهو يمشي معهم، لكنه لن يتماشى مع كل فكرهم، لذلك يعيش الكثير من المفكرين عزلة شعورية أو حقيقية تحول بينهم وبين مجتمعهم، فهم لا يسايرون كغيرهم مجريات الأحداث من حولهم، فمنطقهم يختلف عن أقرانهم، مما أدى إلى رفضهم من قبل حكوماتهم، وهجرانهم في وظائفهم من قبل مديريهم، فكما أن بعض المديرين رفع شعار «لا أريكم إلا ما أرى، ومن لا يعجبه رأيي فسيرى»، كذلك بعض الحكومات العربية تمجد…

الخدمة الوطنية والحياة الأكاديمية

الأحد ٠٧ يونيو ٢٠١٥

من أفضل المشاريع الوطنية التي تم تنفيذها في الإمارات مؤخراً كان إقرار قانون الخدمة الوطنية وتنفيذ ذلك القانون. لا يشكك مخلص للوطن في أهمية هذا القانون، وبالذات في المرحلة الحرجة التي تمر بها الأمة العربية. نحن بحاجة إلى جيل من الشباب يحتل أمن الوطن رأس أولوياته، وفي الوقت نفسه يكون قادراً على حماية الوطن ومكتسباته إنْ اقتضت مصلحة الوطن بالانخراط في مختلف المهام المدنية والعسكرية. مع تخرج أكثر من دفعة من ميادين الخدمة الوطنية المختلفة، وكغيرها من التجارب، تكون بحاجة إلى نوع من التقييم المحايد، الذي يطرح سؤالين مشروعين: أولهما هل حقق البرنامج بعد تنفيذه الأهداف الوطنية المقترحة. والثاني هو البحث عن فرص التطوير، واقترح تكليف كلية الدفاع الوطني أو مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية للقيام بهذه المهمة الوطنية التي نحن في أمس الحاجة إليها، كي تنضج التجربة وتتطور بما يتناسب مع تجربة الإمارات المتميزة. ويأتي ذلك بفتح مجال لأهل الاختصاص والخريجين من هذا البرنامج لطرح أفكارهم وتصوراتهم بعد مرورهم بالتجربة. ولأننا نعيش زمن الحكومة الذكية بإمكان الجهات المختصة تطوير استبانة الكترونية يتفاعل معها خريجو الدفعات الماضية من ميادين الخدمة الوطنية، الذين أكملوا جميع متطلبات التخرج من التدريب العسكري والواجبات التي تم تكليفهم بها لمعرفة انطباعاتهم. من القضايا التي يتم نقاشها في المجتمع الأكاديمي انخراط الطلبة المتخرجين من الثانوية العامة…

فتنة الفكر وفكر الفتنة

الأحد ٠٥ أبريل ٢٠١٥

الإنسان عند الفلاسفة كائن مفكر، وهي سمة اختصه الله تعالى بها أن جعله مفكراً كي يتمكن من صناعة قراراته، واختيار ما تصلح به حياته، لذلك وجدنا المدارس الفكرية المتعددة والاختلاف في وجهات النظر مسألة مشروعة، وتحميها جل الدساتير في العالم، حرية التفكير شعار يميز كل الحضارات والدول المتقدمة التي نجحت في بناء مجتمع المعرفة. لكن الفكر في بعض الأوقات يعد فتنة في حد ذاته عندما تكون حرية التفكير شعاراً للهدم لا البناء، وبهذا يتجاوز الإنسان حرية التفكير والتعبير إلى حرية الهدم والبناء، فكل من يختلف معي هو عدوي، وإنْ لم أجد في مجتمعي من ينصرني، ففي دول الجوار من يدعمني، بل ويمدني بالمستشارين العسكريين، وبالمال والعتاد ويختار الناس بين قيادتي أو هدم مجتمعي وشعارهم علي وعلى أعدائي. كان ما سبق مقدمة لقضية اليمن الذي تفاعلت أزمته حتى قادت دول مجلس التعاون ومن تحالف معها إلى قرار الحرب، من يعرف اليمن يجد فيه الحضارة والتاريخ، وأهم من ذلك التجانس الشديد بين كل المذاهب والأديان، فلم يكن الناس يفرقون بين الشيعة والسُنة، بل حتى اليهود كان لهم كيانهم المتجانس مع غيرهم. لكن عندما قرر بعض الشيعة تحويل قبلتهم إلى «قم»، بدأت الأزمة التي نعيشها. في دول الخليج هناك من يعتنق مذهب الاثني عشرية، ولهم كامل الحرية في اختيار مذهبهم، لكن أن تكون…

الطاقة «الذُرِّية» الإماراتية!

الأحد ٠١ فبراير ٢٠١٥

لست بصدد الحديث عن الطاقة النووية، والتي تسمى ذرية أحياناً، لكنني أكتب حول أهم ركيزة للمجتمع أنهم جيل المستقبل، والطاقة الفعلية التي تؤمن لمجتمعنا الاستمرارية، فمن دون ذُرِّية يصبح المجتمع مهدداً بالانقراض. في القاموس العربي يقولون ذُرّية اسم والجمع: ذُرِّيات وذَراريُّ والذُّرّيَّةُ نسل الإنسان. الذي دفعني لهذا المقال هو التقرير الذي أصدره مركز الإحصاء في أبوظبي، بعنوان «إحصاءات مواليد 2013»، حيث أشارت الإحصاءات إلى انخفاض مستمر في معدل المواليد المواطنين خلال 10 سنوات، فقد انخفض المعدل من 35.6 مولود لكل 1000 مواطن في عام 2003، إلى 33 مولوداً عام 2008، ثم 31.8 مولود خلال عام 2012، ثم إلى 31.4 مولود لكل 1000 مواطن عام 2013 نتائج مؤرقة لكل من يهتم بمستقبل الوطن. الشكر لمركز الإحصاء في أبوظبي لإفصاحه ونشره مثل هذه المعلومات، فمن حق الناس معرفة الواقع الذي يعيشون فيه حسب أحدث المؤشرات الإحصائية. السؤال الأزلي عند مناقشة هذه الظواهر هو لم؟ وكي أشرك الناس في قضية وطنية طرحت عليهم عدداً من التساؤلات عبر «تويتر». أشكر كل من أسهم في فك رموز هذا اللغز المحير، فنحن ولله الحمد نعيش في دولة رخاء وأمن وأمان. والأسرة لها مكانتها المتميزة في مجتمعنا، فلماذا قرر البعض اقتصار مشوار الأمومة والأبوة في رعاية طفلين أو ربما أقل. أستطيع أن ألخص الإجابات في ثلاثة اتجاهات…

أمة منتجة أمة مبتهجة

الأحد ٣٠ نوفمبر ٢٠١٤

يحتفل وطني الغالي هذا الأسبوع بذكرى التأسيس وقيام دولة الإمارات العربية المتحدة التي غرس أركانها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات من الجيل المؤسس، جيل من القادة تنازلوا عن أحلامهم الشخصية كي يكون لهم حلم واحد وهو قيام دولة الإمارات، فكان لهم ما توقعوا. وها هي السنون تمر سراعاً، ونطوي 43 عاماً من الإنجازات، هذا العمر عند غيرنا يمثل مرحلة الطفولة التي تتعلم فيها الدول الحبو قبل المشي، لكن عند قادة الإمارات نحن اليوم في مرحلة الرشد الذي تظهر علاماته في إنجازاته. فمن يزور دولة الإمارات، ويقارن صور الماضي القريب بما تحقق اليوم يعرف أننا في وطن حرق مراحل التنمية المتعارف عليها عند غيرنا، فإن قارنت الإمارات بدول تأسست في فترة متقاربة معنا، تجد أنهم ما زالوا في مرحلة الحبو، ولو قارنت الامارات ببعض الدول العربية التي قامت قبلنا لرأيت أنهم تحولوا إلى شيخوخة مبكرة بها أعراض الخرف الحضاري بشقيه المعنوي والمادي، بينما تسطع شمس الإمارات على ما حولها كي يستنيروا بنورها وينحوا نحوها، السؤال المحوري هنا: لماذا تميزت الإمارات عن غيرها؟ لا تكفي المساحة المخصصة للإجابة عن هذا السؤال، لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله. لعلي هنا أسلط الضوء على ما أراه مهماً في هذه المناسبة، النية الصادقة مع العمل المخلص سمة…

القنابل لن تحل جذور المشاكل

الأحد ١٦ نوفمبر ٢٠١٤

منذ أن بدأت أميركا حربها على الإرهاب، كانت القنابل الموجهة أحد أهم طرقها للتعامل مع ظاهرة الإرهاب عند «طالبان» و«القاعدة» أو «داعش» في الوقت الراهن. لكن الأصوات بدأت في التعالي من هنا وهناك حول جودة هذه الأساليب في التعامل مع الإرهاب وهل أصبح العالم بعدها أكثر أمنا أم أن هذا الأمر قاد تلك العصابات المتشددة إلى مزيد من الدهاء والعنف، لعلي قبل أن يتهمني بعضكم بالتعاطف مع الإرهاب أنقل لكم ما قاله «كريستوفر هارمر»، محلل الشؤون العسكرية البحرية الأميركي والباحث في مؤسسة دراسات الحرب، في حديث لـCNN، «الجيش الأميركي يقصف طالبان منذ 13 سنة دون نجاح». إن الإرهاب تطور في أساليبه كما ذكرت الـDPA: «قالت الاستخبارات الخارجية الألمانية: إن تنظيم داعش أخطر منظمة إرهابية على مستوى العالم، ويسبق في خطورته تنظيم القاعدة، ويعتبر جهاز الاستخبارات أن داعش أكثر المنظمات الإرهابية ثراء والأفضل تنظيما وتسليحا، وقال رئيس الجهاز جيرهارد شيندلر في خطابه أمام مؤتمر استخباراتي في برلين إن: «داعش يمتلك ويستخدم مفاتيح الإرهاب كافة، من الهجمات الإرهابية التقليدية، وصولاً إلى العمليات العسكرية المخطط لها بعناية وشمولية». وبالرغم من أن دول التحالف ضد الإرهاب لديها خطط وبرامج للحصار المالي والأيديولوجي إضافة للجهد العسكري، إلا أن الخرق اتسع على الراقع كما يُقال، فالمزيد من التأيد بات يأتي من دول مختلفة حسب تقرير نشرته…

الشيخ زايد تاريخ يتجدد

الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤

التاسع عشر من رمضان في كل عام موعد لا ينساه أهل الإمارات، ففيه من عام 1425 الموافق 2 نوفمبر 2004 للميلاد، فقد الوطن الزعيم الذي أسسه وأشرف على نهضته، إنه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ذلك الاسم الذي أينما ذُكر كان محل ثناء من الجميع، حتى مَن لم يعرفه يذكره بالخير لكثرة من ذكره. فلماذا لا يزال اسم الشيخ زايد في قلوب أهل الإمارات رغم تقادم السنوات؟ ثمة معانٍ لابد أن يتأملها كل إنسان، فالشيخ زايد بحكمته عرف أن الاتحاد قوة، فقبْل انسحاب البريطانيين من المنطقة اجتهد هو وأخوه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لإنشاء الاتحاد التساعي الذي يضم إضافة للإمارات مملكة البحرين ودولة قطر، لكن القدر كان له أمر، وكان الشيخ زايد رحمه الله ذا نظر ثاقب، فإمارة أبوظبي هي الأغنى والأكبر بين الإمارات، وكان بالإمكان أن تصبح دولة مستقلة، لكن الشيخ زايد أبصر أمراً غير ذلك، فـ«الاتحاد قوة» شعار نعرفه نحن العرب ونتغنى به، لكن التاريخ المعاصر يؤكد أن زايد هو من طبّقه وعمل على نجاحه رغم كثرة التحديات التي واجهته، والتي أفشلت كل مشاريع الوحدة العربية الأخرى، لكن لأن القائد في الإمارات كان الشيخ زايد، فقد نجحت تجربتها الوحدوية نجاحاً لا نظير له. الشيخ زايد الذي خبِر حياة الفقر التي مرت بها المنطقة، وكان يستدين…

لغز اسمه الإمارات

الأحد ٠٤ مايو ٢٠١٤

كتبت هذا المقال بعد مغادرتي مطار دبي في لحظة الذروة كما يُقال، حيث آلاف من البشر يتحركون في أرجاء المطار، منهم من وصل من رحلته وآخر يستعد لها. والسؤال الذي خطر في بالي: لماذا أحب هؤلاء الإمارات حتى فضلها بعضهم على بلده الأم؟ لن أتمكن بكل صراحة من الإجابة عن هذا السؤال، فقررت أن اسأل كل من أتعامل معه في هذه الرحلة، ولا تعتبر هذه الآراء نتيجة استطلاع علمي، ووصلت إلي إجابات مختلفة لعلي ألخصها في محورين أولهما الأمن والأمان وثانيهما المعايير الدولية في مستوى الحياة والخدمات التي تُقدم. من يتأمل في البنية التحتية في الإمارات ومستوى الطرق والفنادق والمنازل والمدارس أو المستشفيات وغيرها من لوازم الحياة الكريمة من الناحية المادية، يجد أن هناك معايير عالمية تم اعتمادها لهذه الخدمات جعلتها تضاهي ما هو موجود في كثير من مدن العالم الكبيرة مثل نيويورك وباريس أو سنغافورة. لاشك أن تأمين هذا المستوى من الخدمات استقطب الكثير من الناس لجعل الإمارات مركزاً لإدارة أعمالهم والسعادة في حياتهم الخاصة. وهم يتحدثون عن مستوى الحياة في الإمارات تذكرت فترة دراستي في أميركا عام 1987 عندما كنا نسافر في المطارات المزدحمة مثل «هيثرو» في بريطانيا وشيكاغو في أميركا مقارنين هذه المطارات بمطاراتنا المتواضعة حينها، ونقول كطلبة في حواراتنا متى تكون في الإمارات مثل هذه المنجزات.…