محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الإماراتية.. امرأة من ذهب

الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠١٥

يقولون إن المرأة الإماراتية تعيش عصرها الذهبي، ويقولون إن المرأة الإماراتية هي المدللة في وطنها من بين نساء دول المنطقة والعالم في ظل قيادة تؤمن بقدراتها، ومجتمع يشجع إبداعاتها، ورجل لا يتوقف عن دعمها ... ونقول إن المرأة الإماراتية هي الذهب ومعدنها أغلى من الذهب. والمرأة الإماراتية لم تكن متميزة ومختلفة فقط منذ قيام دولة الاتحاد قبل 44 عاماً، وإنما قبل ذلك بقرون، فمنذ أن استوطن الإنسان هذه الأرض كان أهلها دائماً متميزين، والمرأة تعيش على هذه الأرض متميزة ومختلفة عن بقية النساء بتحملها ظروف الحياة القاسية ومواجهة التحديات الصعبة مع مجتمعها، وبحبها لأسرتها واحترامها لعاداتها وتقاليدها .. وهي المرأة التي تعمل إلى جانب زوجها في حِلّه، سواء كانت بدوية أو حضرية، وهي الأمينة على بيتها في غياب زوجها في ترحاله، ورحلات الغوص، أو خلال رحلاته البرية.. لذا لا نبالغ عندما نقول إنها ذهب ومعدنها أغلى من الذهب. اليوم أصبح لهذه المرأة ذهبية المعدن يوم نحتفل فيه بها كل عام، يوم يقدرها فيه مجتمع الإمارات، فيذكر إنجازاتها ويشكر خدماتها ويقدم لها الورود شكراً وامتناناً، إنه يوم الثامن والعشرين من أغسطس من كل عام. وليكن يوم فخر لها، ترى فيه تقدير وعرفان المجتمع لها كزوجة وأم وامرأة عاملة... فلا نحتفل اليوم بنسائنا فقط لأنهن عاملات، بل نحتفل بهن أيضاً كأمهات عاملات،…

السويس الجديدة.. عندما يريد الشعب

الأحد ٠٩ أغسطس ٢٠١٥

المشهد المصري الذي عشناه خلال اليومين الماضيين في القاهرة كان مشهد عرس وطني وفرح كبير، وعلم مصر يرفرف فوق المباني وعلى السيارات، ويحمله الكبار والصغار، فالمواطن المصري كان يترقب بكل جوارحه يوم أمس، حيث يعلق عليه آمالاً كبيرة. لقد كان يوم أمس، السادس من أغسطس، يوماً تاريخياً عظيماً في تاريخ الإمارات وتاريخ الأمة العربية، بإعلان رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي افتتاح قناة السويس الجديدة رسمياً، وعبرت ناقلتان في اتجاهين متعاكسين في الوقت نفسه، ليحتفل الجميع بنجاح هذا المشروع، الذي نجح القائمون عليه في إنجازه خلال وقت قياسي لم يتجاوز السنة. لقد أبهر المصريون الجميع، واستضافوا العالم، ليشهدوا بأم أعينهم هذا الإنجاز، مما يعطي المؤشرات الإيجابية لما سيحققه مشروع التوسعة من نتائج إيجابية تعود على مصر وشعبها، وهذا سيكون التحدي المقبل للرئيس السيسي وحكومته، فآمال المصريين معقودة على الآمال التي تعطيها لهم الحكومة، وواحدة منها كان مشروع توسعة قناة السويس الذي دعمه الشعب المصري مادياً ومعنوياً، وقاوموا حملات التشويه والتشكيك التي أطلقها «الإخوان» وغيرهم للتقليل من أهمية هذا المشروع، لكن الرد بالأمس كان عملياً قوياً وقاطعاً، بالأفعال وليس بالأقوال.. ويؤكد أن الشعب عندما يريد شيئاً يحققه. هذا المشروع هو هدية لشعب مصر، بقدر ما هو هدية مصر للعالم، وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس…

«خصوصي فوول»

السبت ٠١ أغسطس ٢٠١٥

أكثر ما أثار انتباهي وأثار استياء الكثيرين قبل الإعلان عن أسعار الوقود لشهر أغسطس، ما ذهب إليه أحد الشباب في تعليقه على موضوع تحرير أسعار الوقود، ومحاولته التهويل من تأثير ارتفاع سعر البنزين على حياة المواطنين، وهو مثل البعض ممن تكلموا واتخذوا موقفاً رافضاً وسلبياً قبل أن يعرف نسبة الزيادة ومدى تأثيرها! هذا الشخص وآخرون نعرفهم جميعاً ليسوا من ذوي الدخل المحدود، فراتبه الشهري لا يقل عن خمسين ألف درهم، وعلى الرغم من ذلك فهو يهاجم القرار وينتقده! فقط لأنه سيزيد الأعباء على كاهله، والغريب أن ذوي الدخل المحدود لم يتكلموا، أما أمثال هذا الذي يتسلم ذلك الراتب الذي ربما يتجاوز جهده وكفاءته، فإنه حزين ورافض لتحرير الأسعار، لأنه سيزيد من صرفه الشهري على البنزين أقل من 30%!! مع العلم أن صرف الفرد في الإمارات على الوقود من دخله الشهري لا يتجاوز 4%.. فكم هو مقدار الزيادة التي سيدفعها هذا الشخص من راتبه الشهري؟! لا نقول إن تحرير سعر الوقود، وبالتالي ارتفاع أسعار البنزين لن يكون مؤثراً، بل على العكس، فإن هذا الارتفاع قد يكون مؤثراً في طريقة حياة فئة من الناس قد يضطرون إلى إعادة ترتيب أولوياتهم بشكل كامل، لكننا نستغرب رد فعل البعض ممن أخذوا وشبعوا حتى إنهم لم يعودوا يريدون أن يتحملوا مع دولتهم التي لم تبخل…

مواجهة أنفسنا قبل مواجهة «داعش»

الإثنين ١٣ يوليو ٢٠١٥

من هم «داعش»؟ من أين أتوا؟ من يقف وراءهم؟ من أين لهم هذه الأموال؟ كيف يمتلكون كل هذه القوة؟ كيف يمكن التغلب عليهم؟.. أسئلة لها بداية ولا نهاية لها، في أي مجلس ومع أي مجموعة مثقفة أو غير مثقفة، مهتمة بالسياسة أو غير مهتمة، وعلى جميع المستويات، كبار المسؤولين، ومن هم أدنى منهم، بل وحتى الأطفال أصبحوا يطرحون التساؤلات حول «داعش»! لقد تمكنت هذه الجماعة الخارجة عن الإنسانية، وعن الأخلاق، وعن الأديان والتحضر من أن تشغل المنطقة، بل وتشغل العالم بمتابعتها، حتى أنها أصبحت تنتج الأفلام الاحترافية وتصور مشاهد القتل والتعذيب والغرق والحرق وتروج لأخبار تجنيد الأطفال وسبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة دون خوف أو خجل! ومن يؤيدون «داعش» أو يعارضونهم يشاهدون أفعالهم ويتابعون أخبارهم، بل والغريب أن مناهضيهم يروّجون لتلك الأفعال الشنيعة، إما بتناقلها والحديث عنها، أو بنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو بالخوف والتخويف من تلك الأفعال ومرتكبيها بدلاً عن مواجهتهم!.. والإعلام سواء العربي، أو الغربي شريك في الترويج «المجاني» لذلك الإرهاب المنظم ولتلك الفوضى الإنسانية، فتتسابق بعض وسائل الإعلام في نقل جرائم هذه المجموعات وأخبارها الدموية دون شعور بأن كل ذلك يساعد على الترويج لأفعالها ويجعل انتشارها أكبر، وهذا ما تريده بالضبط، بعد أن أصبح إرهابيو القرن الحادي والعشرين يدركون أهمية الإعلام وتأثيره، وهو ما جعلهم…

المرأة الإماراتية وكسر «السقف الزجاجي»

الثلاثاء ٢٣ يونيو ٢٠١٥

في وقت لا تزال فيه المرأة في كثير من دول العالم والمنطقة تعاني من التمييز سواء في التعليم أو الحصول على العمل أو المشاركة في صنع القرار، فإن المرأة في الإمارات تعيش عصرها الذهبي أو تكاد. وقد اختارت الأمم المتحدة أن يكون أحد أهم أهدافها في الألفية الحالية هو خلق التكافؤ بين الجنسين من أجل المشاركة في التنمية وبناء المجتمع وإنهاء أشكال التمييز ضد المرأة، فالاختلاف البيولوجي لم يعد مبرراً مقبولاً للتمييز ضد المرأة، خصوصاً بعد أن أثبتت نجاحات كبيرة في جميع المجالات بلا استثناء. في الإمارات نجحنا في أن نكسر «السقف الزجاجي» على الرغم من محاولات البعض وضع سقف لطموح المرأة وحدود لأحلامها، إلا أن المرأة الإماراتية نجحت في أن تقفز إلى المستقبل من خلال دعم الرجل لها والدعم الرسمي، وقبل ذلك بفضل حماسها ومهارتها الفائقة التي أثبتتها على مر السنين لتؤكد أنها كانت الشريك الطبيعي للرجل في مواجهة تحديات الماضي، وهي اليوم معه في جهود البناء والتنمية والتخطيط للمستقبل. في حكومة دولة الإمارات اليوم أربع وزيرات، وفي برلمانها سبع عضوات يشاركن بشكل فعال في المجلس الوطني الاتحادي، وتتوزع في قارات العالم سبع سفيرات وقناصل من بنات الإمارات يؤدين أدوارهن بكل ثقة واقتدار.. بل أصبحت المرأة الإماراتية تشغل 30% من الوظائف القيادية العليا في الدولة.. وهذا الوضع المتميز للمرأة…

تركيا.. هل يخلع «السلطان» عمامته؟!

الأحد ١٤ يونيو ٢٠١٥

لقد كانت نتائج الانتخابات التركية صادمة بالنسبة لحزب "أردوغان" الذي خسر الأغلبية المطلقة في البرلمان، وبالتالي خسر القوة والصلاحيات التي تمتع بها طوال 13 عاماً، بل وأصبح من الصعب تشكيل حكومة توافق.. فالمسافة بين حزب العدالة والتنمية وباقي الأحزاب صارت شاسعة بسبب أردوغان وسنوات من الخلافات الطويلة والملفات المعقدة وعلى رأسها ملف الفساد ومحاسبة الفاسدين. وبعد أربعة أيام على إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية ظهر "أردوغان" ليطلب من «جميع السياسيين تقديم مصلحة الوطن على مصالحهم من أجل تشكيل حكومة ائتلافية» في أسرع وقت ممكن لتفادي الفراغ. ودعا «كل التشكيلات السياسية إلى التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها، لكي تتمكن البلاد من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة»... لكن المعارضة بمختلف أطيافها، اعتبرت هذه الدعوة «تهمة مردودة على صاحبها»، مؤكدة أن أردوغان هو الذي يقف بينها وبين التفاهم مع «حزب العدالة والتنمية» على تشكيل حكومة أقلية بعد حصول الحزب على أكبر عدد من الأصوات من دون غالبية تمكنه من التفرد بالحكم. هذه النتيجة كان يراها كثير من المراقبين والمتابعين للشأن التركي، فقد كانت واضحة ماعدا لأردوغان فلا هو ولا حزبه كانوا يتوقعون ذلك التراجع في تأييدهم، وإلا ما ورّط رئيس الوزراء داوود أوغلو، نفسه بتصريح لا يمكن الإلتزام به، فمن فرط الثقة بالفوز أعلن في أحد اللقاءات الانتخابية الشهر الماضي أنه سيستقيل إذا لم…

قمة الحزم..عزم عربي جديد

الإثنين ٣٠ مارس ٢٠١٥

من حضر القمة العربية الـ26 التي أنهت أعمالها بالأمس في شرم الشيخ في مصر، واستمع إلى كلمات القادة فيها وتجول في أروقة قاعات المؤتمر، ونظر إلى وجوه المشاركين والحضور سيشعر بشيء مختلف، وبأن شيئاً قد تغير في هذه المنطقة، وأن أشياء تتغير. روح هذه القمة فيها شيء مختلف مزيج من التفاؤل والريبة.. وكثير من الإيجابية ومن الرغبة في إثبات أن الأمور قد تغيرت... بعض العرب متحمس للتغيير، للتقدم إلى الأمام، للفعل بدل انتظار رد الفعل، البعض الآخر من العرب لا يزال يعيش الريبة والشك، ولا يؤمن بقدرته على فعل شيء، أو أي شيء! وهذا متوقع في ظل سنوات من التشرذم العربي، لكن كل شيء قابل للتغير والإصلاح. بلا شك أن ما جعل قمة العرب في 2015 مختلفة هو أنها جاءت بعد عملية «عاصفة الحزم» من أجل إعادة الشرعية لليمن، وجاءت في وقت لم يكن أحد في العالم العربي أو خارجه يعتقد أن العرب يمكن أن يتخذوا قراراً بهذا الحجم، وأن يحركوا جيوشهم وطائراتهم لحماية شعب من اعتداء ميليشيات انقلبت على الشرعية، وأصبحت تفرض الأمر الواقع بالقوة والترهيب على الناس، ومن خلال دعم خارجي كبير.. لا أحد كان يتوقع شيئاً غير «التعاطف العربي والشجب الأممي»، لكن عندما استيقظ العرب صباح 26 مارس اكتشفوا أن جيوشاً عربية مؤيدة من أطراف إقليمية ودولية…

القرصنة تزيدنا قوة وصلابة ضد الإرهاب

الإثنين ١٦ فبراير ٢٠١٥

لغة الإرهاب لن توقف الأقلام الحرة ولا أصحاب الضمير الحي في هذه الأمة التي وإن خُدع بعضها وضل الطريق ليكون مع الإرهاب، إلا أن الأغلبية العظمى تعرف الحق وتتمسك به وتسير عليه.. قرصنة داعش على موقع جريدة «الاتحاد» بالأمس، كانت رسالة ساذجة اعتقد من كتبها أنها ستنال من إيماننا بديننا وتمسكنا بعقيدتنا التي تأمرنا بنبذ الإرهاب والتصدي للإرهابيين. رسالة صحيفة «الاتحاد» رسالة سلام ومحبة وسبيلها إلى ذلك المهنية الصحفية والموضوعية وهي رسالة واضحة وضوح الشمس.. ومنذ ظهر الإرهاب في عالمنا و«الاتحاد» ككثير من الصحف في العالم التي تحترم قراءها، تعمل على توعية الناس بالأخطار المحدقة بهم وتكشف حقيقة الإرهاب والإرهابيين والمتطرفين، ونشرت «الاتحاد» مئات المقالات وآلاف الموضوعات من أجل حماية أجيالنا من أنياب الإرهاب الكاذب والمخادع الذي يلعب ويتلاعب باسم الدين ويحرق الأخضر واليابس باسم الجهاد الإسلامي، والجهاد منهم براء، وهم أبعد ما يكونون عن أرض الجهاد التي لا يعرفون طريقها. قد لا يعرف داعش لماذا نقوم بذلك والاجابة في كلمتين وهي أننا "نحن المسلمون الحقيقيون" من يحمي هذا الدين من العابثين والمتلاعبين بتعاليمه واللاوين لعنق نصوصه الصريحة.. واقول لداعش كما قالت لهم تلك السيدة السورية العجوز "ارجعوا الى الله.. ارجعوا الى الله". ندرك أن كلمة الحق تؤلم الظالمين، كما أنها تكشفهم وتعريهم وندرك أن المعركة مع الإرهاب طويلة وشاقة،…

رحيل كبير العرب

السبت ٢٤ يناير ٢٠١٥

رحل رجل المواقف ورجل الأفعال الكبيرة.. رحل كبير العرب الذي كان يلجأ إليه الجميع عند الاختلاف فيكون بيده الحل وله القول الفصل.. رحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بعد صراع مع المرض.. رحل ليكون هناك مع العظماء من أبناء هذه الأمة ممن أبوا أن يرحلوا إلا بعد أن قدموا لها الكثير. لقد كان الحزن العميق هو عنوان يوم أمس.. جمعة الحزن هي التي شيع فيها السعوديون، والعرب، والمسلمون، أحد أهم رموز هذه الأمة، الرجل الشجاع، وصاحب المواقف التاريخية.. الرجل الذي لم يكن يخاف في الله لومة لائم، فيضع مصلحة دينه وأمته قبل أي مصلحة.. لا تهمه في ذلك علاقة مع الشرق والغرب.. لذا كسب احترام الغرب والشرق ورثاه العالم. أما في الإمارات فللملك عبدالله، رحمه الله، مكانة خاصة فحب شعب الإمارات للملك كحبهم للراحل الكبير والد الجميع الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وهو بمثابة الوالد الحريص.. ومن تابع الشارع الإماراتي بالأمس رأى أن حزن أبناء الإمارات لم يختلف كثيراً عن حزن أهلنا في السعودية.. فعلاقة الإمارات بالسعودية عميقة تبدأ من الشعبين، وتقوى بين القيادتين، فعلاقة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، كانت متميزة وقوية بالملك عبدالله بن عبدالعزيز، كما أن لها خصوصيتها وقوتها بالملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي تولى مقاليد…

قمة الاستقرار الخليجي

الثلاثاء ٠٩ ديسمبر ٢٠١٤

لن تنفع دول الخليج ثرواتها ولا بترولها ولا غازها ولا مشاريعها العقارية ولا استثماراتها الداخلية والخارجية، لن ينفعها أي شيء إذا لم تكن يداً واحدة وعلى قلب رجل واحد، هذا ما يعرفه ويؤمن به كل مواطن خليجي، وقبلهم يعرفه قادة مجلس التعاون الخليجي الذين هم أكثر حرصاً على هذا المجلس وعلى مستقبله. عندما يجتمع قادة مجلس التعاون الخليجي في قمتهم الخليجية الـ 35 في الدوحة، فإنهم يجتمعون بعد أشهر صعبة ومؤلمة شهدت خلافات حقيقية هي الأولى من نوعها في تاريخ المجلس بهذا الحجم وبتلك القوة، وبذلك المستوى من الاختلافات في وجهات النظر والمواقف وفي تقييم الأمور التي تجري في المنطقة وحولها، وفي طريقة التعاطي معها والتعامل معها.. وبلا شك أن الاختلاف أمر وارد، وفي بعض الأحيان يكون أمراً صحياً، ولكن يبقى للخلاف حدود أما الاتفاق فيجب أن يكون في الخليج له آفاق واسعة بلا قيود.. ولقد آن الأوان أن نقول «يكفي ما جرى»، وأن نضع مصلحة هذه الأرض ومصلحة شعوب المنطقة أمام أعيننا، وأن لا تنتهي هذه القمة إلا وطويت صفحة الماضي نهائياً.. فمصلحة دول المنطقة وشعوبها تقتضي أن تتوحد الرؤى، خصوصاً في مواجهة الأخطار الواضحة، كما تقتضي أن تسير الدول قدماً نحو مستقبل ثابت على أرض صلبة في محيط تتقاذفه أمواج التخريب والتغيرات غير المنطقية ويزداد فيه عدد المتربصين…

الشرق الأوسط و«الفوضى الفتاكة»

الأحد ٢٨ سبتمبر ٢٠١٤

نجحت الدول العربية في المنطقة في تجاوز مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كان يفترض أن يقوم عبر نشر الفوضى الخلاقة فيها.. فبعد أن صمدت مصر- الدولة العربية الكبرى في المنطقة- أمام ما كان يسمى بالربيع العربي، توقف انتشار الفوضى الخلاقة التي لم تتجاوز عدة دول عربية. وبعد فشل نشر الفوضى الناعمة التي كانت أداتها جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها «الإخوان» التي كانت تقدم نفسها على أنها جماعات وسطية تقبل الديمقراطية وتحاور الجميع.. جاء البديل سريعاً في صورة «الفوضى الفتاكة» فهي الوجه الآخر -الحقيقي- لهذه الجماعات وهي الوجه المتطرف منها الذي تحاول أن تخفيه تلك الجماعات، فظهرت «داعش» وأخواتها من تنظيمات لبست عباءة الإسلام وتكلمت باسمه.. إلى جانب الفوضى التي تسببها إيران بتدخلاتها المتزايدة في الدول العربية وآخرها ما تحدثه من فوضى في اليمن مع حلفائها الحوثيين. بكل وضوح نستطيع أن نقول إننا نعيش اليوم حالة من الفوضى الفتاكة في المنطقة.. فوضى تأكل الأخضر واليابس، تضرب الناس بعضهم ببعض، فوضى تقطع أوصال المنطقة وتقطع رؤوس البشر وتنشر النار في كل مكان، في سابقة لم تشهدها منطقتنا في تاريخها الحديث. استنفار العالم ضد «داعش» جاء متأخراً جداً، ويبدو أن الفوضى الفتاكة التي أرادها البعض للمنطقة قد تحققت بعد أن سيطر تنظيم «داعش» على مدن بأكملها في سوريا والعراق وأصبح يدير تلك المدن…

جمهوريات الشك وشعوب اليقين

الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤

الأحداث التي مرت بها المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية -ولا تزال - تجعل التساؤلات تُطرح باستمرار ولا تتوقف خصوصا بعد سقوط أكبر الجمهوريات العربية خلال ما كان يسمى بـ «الربيع العربي» في الوقت الذي صمدت فيه الملكيات والدول غير الجمهورية في وجه التغيير الذي بات من الواضح أن الأيدي الخارجية كان لها دور مباشر أو غير مباشر فيه. جمهوريتنا العربية التي يفترض أن من يحكمونها وصلوا إلى كراسي الحكم بعد فوزهم في انتخابات ديمقراطية فوجئ الجميع بها فقد تبين للجميع أنها دول ضعيفة لدرجة الهشاشة الأمر الذي جعل أنظمة الحكم فيها تسقط خلال أيام معدودة. وفي المقابل، فإن الممالك العربية والدول غير الجمهورية التي نالها نفس ما نال دول ما يُسمى بـ «الربيع العربي» صمدت ونجحت في عبور الخريف العربي بأقل الخسائر.. والملفت أن شعوب تلك الدول كان لها الدور الأكبر في حماية دولها وعدم السماح لموجات ذلك الخريف بالوصول إليها أو التأثير عليها، واليوم وبعد مرور كل ذلك الوقت على اندلاع ما سمي بـ«الربيع العربي» أصبح المواطن العربي أكثر حذراً ومقاومة لذلك التغيير، بل أصبح جزء كبير من المواطنين ينظرون إلى أحداث المنطقة بشكل مختلف تماما. خلال الأيام والأسابيع الماضية هناك ما أثار انتباه المراقبين، وهو زيارة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية إلى تونس، فبكل المقاييس تعتبر تلك…