محمد الحمادي
محمد الحمادي
رئيس تحرير صحيفة الرؤية

الإمارات.. السعودية.. مصر.. غد عربي أفضل

الأربعاء ٠٤ يونيو ٢٠١٤

إنه عهد جديد لمصر والأمة العربية كلها، لقد تحدثت مصر عن نفسها بقوة، حين اختار شعبها طريقه ونهجه بإرادة حرة، ومن خلال انتخابات نزيهة شهد لها العالم كله، وكانت نتيجتها فوزاً كاسحاً لعبدالفتاح السيسي رئيساً لأرض الكنانة. وها هي الشراكة الاستراتيجية الثلاثية بين الإمارات والسعودية ومصر، تعلن عن نفسها بقوة، من خلال رسالتي التهنئة اللتين بعث بهما صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية، إلى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي. أكثر من رسالة قوية ومعبرة وواضحة، جاءت في برقيتي التهنئة من قيادتي الإمارات والسعودية، ومن هذه الرسائل، إن هذه الدول الثلاث مصممة على المضي قدماً بلا هوادة في مواجهة الإرهاب واستئصاله من المنطقة العربية، والرسالة الثانية المهمة، هي مواجهة ما أطلق عليه البعض، الفوضى الخلاقة، التي كانت وما زالت تهدف إلى بعثرة أوراق المنطقة العربية، والإجهاز على النظام العربي كله، لصالح ما سمي بالشرق الأوسط الجديد أو الكبير. ولا شك أن ثورة الثلاثين من يونيو في مصر، وجهت ضربة قاضية لهذا المخطط الشيطاني، وكان لابد أن تسارع الإمارات والسعودية، بدعم هذه الثورة وبالوقوف الصلب مع شعب مصر، ليس من أجل مصر فقط، ولكن أيضاً من أجل أمة العرب التي أراد لها الأعداء وأذنابهم من…

قطر.. لماذا ترفض «التعاون» وتبقى في «المجلس»؟!

الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠١٤

عندما يأتي منْ يلتزم بالوعود ويقطع العهود في اجتماع الكبار، ويؤكد أنه جزء من كل، ويدّعي أنه ملتزم بكلمته، ويخرج من مجلس الرجال واجتماع الكبار بالتزامات واضحة، وعندما يوقع على اتفاقيات محددة البنود وواضحة المطالب ويحلف بأنه سيلتزم بها، ثم يخلف ما وعد وينسى ما كتب ويتجاهل ما دار بينه وبين الكبار.. ماذا يمكن أن ننتظر منه بعد ذلك؟ أسبوعان مرا على سحب السفراء، وقطر مُصرة على موقفها، تُعاندُ أشقاءها، وتُحاول أن تهرب إلى الأمام بالكلام من ناحية عن سيادتها وأنها لا تقبل أن يتدخل أحد في قراراتها -وهي تعرف أن الأمر ليس كذلك- وتارة أخرى بالإيحاء أن سبب الخلاف هو دعمها لـ «الإخوان» في مصر.. والحقيقة أن هذا السبب لم يتم التطرق إليه في اجتماع خادم الحرمين الشريفين بأمير الكويت وأمير قطر في الرياض في نوفمبر الماضي، ولا في اجتماع الكويت في فبراير الماضي.. والأسباب الحقيقية التي تعرفها قطر جيداً هي دعمها لكل من يعمل على زعزعة أمن واستقرار وسلام تلك الدول الثلاث ودول الخليج، قطر تعرف الأسباب وتدرك أن لدى تلك الدول ما يؤكد قوة موقفها، ولكنها إلى الآن من الواضح أنها لا تريد أن تحرج أو تجرح قطر بعرض تلك الأدلة، وإلى الآن تمنح قطر الوقت كي تتخذ القرار الذي يكون في مصلحتها ومصلحة شعبها ومصلحة المنطقة..…

ماذا تريد قطر؟!

الإثنين ٠٣ فبراير ٢٠١٤

قوية تلك العلاقات بين شعبي الإمارات وقطر، لدرجة أنه طوال أشهر المواجهات الباردة كان كثير من أبناء الإمارات وأبناء قطر يعملون على تلطيف الأجواء وتهدئة الخواطر.. ومتشعبة هي العلاقات التاريخية بين الإمارات وقطر، فقد كادتا أن تكونا ضمن بلد واحد في يوم من الأيام. ما بين الإمارات وقطر الكثير مما لا يمكن أن يحصى، وما يجمع البلدين أكثر مما يفرّق بينهما، لكنّ ما حدث مؤخراً من الشيخ يوسف القرضاوي تجاه الإمارات كان كبيراً جداً وخطيراً، وهو يتهم في خطبته الإمارات بشكل مباشر بأنها تعادي كل ما هو إسلامي، والمؤسف الأكثر في هذا الكلام أنه انطلق من مسجد قطري، ومن على أرض الشقيقة قطر، والمحزن في الأمر أن قطر وكأنها لم تسمع ولم ترَ، لذا فإنها لم تتكلم!! ولم تبد أي موقف تجاه هذه الإساءة الكبيرة والتحريض الواضح! وبدل أن تحتوي خطأ القرضاوي، فإنها حاولت أن تلتفّ حوله عندما قال وزير خارجيتها: إن القرضاوي لا يمثل السياسة الخارجية لقطر، وإنه لا يمثل إلا نفسه.. وهذا كلام لم يعد ينطلي على الشعوب فهل ينطلي على الدول؟! قطر لمست الغضب الشعبي الإماراتي اللاحق لذلك الكلام والموقف الرسمي الإماراتي، فلم تحرّك ساكناً وكأن كل ذلك لم يكن له أي قيمة تذكر! استدعت الإمارات السفير القطري في الدولة للاحتجاج على تطاول القرضاوي، فماذا كانت تتوقع…

الإمارات و«قطرات» القرضاوي

الأحد ٢٦ يناير ٢٠١٤

كلام القرضاوي يوم الجمعة الماضي هو تحريض مباشر وواضح وصريح ضد دولة الإمارات العربية المتحدة وشعبها، وضد كل من يعيش على أرضها عندما قال «الإمارات تقف ضد كل حُكم إسلامي». على الرغم من أن القرضاوي يعرف أن دستور الإمارات ينص على أن دين الإمارات الإسلام، وأن أحكامها تستمد من الشريعة الإسلامية... ولمن لا يعرف هذه المعلومة، فإن المادة السابعة من دستور الإمارات تنص على «الإسلام هو الدين الرسمي، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع....». والإمارات لا تنتظر أن يأتي ذو مصلحة، وذو أجندة ليصنفها، ويحكم عليها، أو يفرض عليها أي شيء. إن كلام الداعية الإسلامي المثير للجدل الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، في خطبتي وصلاة الجمعة في مسجد عمر بن الخطاب بالدوحة، هو مساس، بل وتهديد للأمن القومي الإماراتي، وهو يعني بالضرورة تحريض الجماعات الإسلامية المتطرفة على الإمارات. القرضاوي يعرف تماماً أهداف تلك الجماعات -المعلنة على الأقل- ويعرف موقفها من كل من هو غير إسلامي أو ضد الإسلاميين، وبالتالي فإن إشارته تلك تعتبر دعوة للفت أنظار تلك الجماعات الإسلامية للإمارات، وتحريضاً ضدها. هذا التصريح الخطير من رجل كالقرضاوي لديه من يستمع إليه ويصدقه، بل وينفذ ما يقوله دون تردد، لا يمكن أن يمر مرور الكرام، فلا بد من اتخاذ الإجراءات القانونية ضد هذا التحريض المباشر. الإمارات…

2014… عام ما بعد انكشاف «الإخوان»

الأربعاء ٠١ يناير ٢٠١٤

الورقة الأخيرة التي كان يلعب بها «الإخوان» ويراهنون عليها دائماً للدعاية لأنفسهم، ولترويج أنهم أفضل في الحكم من غيرهم، سقطت، فنموذج حكم «الإخوان» في تركيا الذي يترنح، أسقط ورقة النزاهة وعدم التورط في الفساد التي كانوا يدعون أنهم بعيدون عنها، فبعد فضائح الفساد التي طالت وزراء في حكومة أردوغان، لم يعد من الممكن أن تدعي جماعة «الإخوان» نظافة اليد، خصوصاً بعد أن اعترف أردوغان بوجود فساد في أركان حكومته وبين المقربين منه ومن حزبه، ولم يكتفِ أردوغان بذلك، بل مارس ما يمارسه الآخرون ممن ينتقدهم في حكمهم عندما طالب القضاء والشرطة بالتستر على المشبوهين، وعدم كشف أسمائهم، الأمر الذي رفضته المحكمة! لم يمر على «الإخوان» عام أصعب من 2013، ولا أعتقد أن هناك جماعة فرحة بانقضاء هذا العام وسعيدة بقدوم العام الجديد، قدر فرحة «الإخوان» بذلك، فالخسائر التي تكبدوها في هذا العام لم تكن تخطر على بال أحد، وقد أبى عام 2013 أن يرحل إلا ويكمل قصة «الإخوان»، فبعد الانكشاف المريع لـ«الإخوان» في مصر وفي تونس، وفشلهم المدوي في الحكم وفي إدارة شؤون البلاد، ومحاولتهم الاستئثار بالسلطة، ها هي صورة أخرى تتهشم أمام الجميع في تركيا. في تقرير لمركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، تحت عنوان «وقائع التحريض على العنف وعلاقتها بأحداث القتل والتعذيب على أنصار مرسي» من 29 يونيو وحتى…

المرجفون في المدينة… هل ما زالوا فيها؟!

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

تعودت الإمارات أن يكون ردها على من ينتقدها ومن يهاجمها بالأفعال لا بالأقوال، سواء كان المنتقد الصحافة الأجنبية التي لم يألوا بعضها جهداً في انتقاد دبي والإمارات وقت الأزمة المالية أو كانوا من الفئة الضالة التي اتبعت أجندات خارجية، وأصبحت تتصيد أخطاء وطنها وتضخمها... أو غيرهم من المنتقدين. اليوم يحق لدبي وللإمارات أن تفتخر بأنها لم تتجاوز الأزمة المالية العالمية فقط، بل ونجحت في كسب ثقة العالم وفازت باستضافة معرض إكسبو العالمي في عام 2020. لقد كان الفوز بتنظيم المعرض حلماً منذ أشهر، وها هو يتحقق اليوم ويتحول إلى واقع نعيشه، وها نحن نرى «الطيور المغادرة» منذ أعوام تحاول العودة إلى المدينة. قد يكون من المفيد أن نرجع بالذاكرة أربعة أو خمسة أعوام إلى الوراء عندما عصفت الأزمة المالية بالعالم، وكان للإمارات نصيب من تلك الأزمة، وعندما نعود لتلك الأيام لا يمكن أن ننسى من حاول أن يُصور دبي وكأنها مدينة أشباح خرج منها المقيمون، وأنها أصبحت مدينة مفلسة ومديونة... كنا نسمع ونقرأ ذلك. ومن عاش تلك الفترة في الإمارات كان يشعر بذلك. عندما توقفت بعض معدات البناء عن العمل، وتوقفت الأبراج عن الارتفاع -لأسباب مالية تخص تلك الشركات المطورة في دبي- وعندما هبطت أسعار العقارات، وهوت أسعار الأسهم، اعتبر البعض أن القصة انتهت، فلم ير المرجفون في المدينة غير…

الاتحاد الخليجي وتطلعات الشعب الخليجي

الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٣

الموقف العُماني الرافض للاتحاد الخليجي كان صادماً للشارع الخليجي على الرغم من أنه ليس أول اعتراض من دولة عضو في مجلس التعاون على مقترح أو مشروع خليجي، فطوال الثلاثين سنة الماضية، شهد المجلس العديد من الاعتراضات والاختلافات، بل وحتى التهديد بالانسحاب من المجلس بسبب عدم الاتفاق، أو التوافق على مشروع أو موقف ما. ولا يبدو هذا الأمر مقلقاً جداً، فهذا المجلس يضم ست دول مستقلة، تعمل بأساليب ورؤى مختلفة، وإنْ تشابهت في كثير من جوانبها، إلا أن لديها ما تُنافس به بعضها بعضاً، وأموراً تتميز بها عن الدول الأخرى، ومشاريع قد تقدم، وربما تتعارض ومصالحها القُطرية في ذلك الوقت الذي تطرح فيه الفكرة، لذا فإن وضوح الموقف وشفافية القرار، أمر في غاية الأهمية. سواء اتفقنا أو اختلفنا مع الموقف العُماني من الاتحاد الخليجي، وسواء كان مقنعاً بالنسبة إلينا أم غير مقنع، فإن احترام موقف الشقيقة عُمان يجب ألا يتغير، فالموقف السياسي لعُمان ولغيرها من الدول لا يفترض أن يكون له تأثير على العلاقات مع عُمان، وما يدعو لهذا القول، أنه من خلال متابعتي خلال الأيام الماضية لردود الأفعال الشعبية لتصريحات وزير الدولة العُماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي التي أدلى بها خلال قمة الحوار في البحرين، هو مستوى وطريقة الانتقاد الخليجي الشعبي للقرار العُماني، وما قابله من دفاع شعبي عُماني…

ضد «الإخوان»… مع المسلمين

الخميس ١٥ أغسطس ٢٠١٣

محاولة السلطات المصرية فض اعتصامي رابعة والنهضة كان سيناريو متوقعاً، لكن ما لم يكن يتمناه أحد هو سقوط أعداد من القتلى والجرحى ووقوع خسائر. والسؤال: ألم يكن من الممكن تفادي موت كل ذلك العدد من ضباط وأفراد الشرطة ومن اتباع «الإخوان»؟ بلا شك كان من الممكن لو أن «الإخوان» كانوا صادقين مع أنفسهم ولم يصروا على المطالبة بالكرسي... ولو أنهم أخذوا تحذيرات الرئيس المؤقت على محمل الجد. «الإخوان» على مدى أشهر رفضوا كل المبادرات والوساطات السياسية التي سعت إلى تحقيق المصالحة الوطنية وإشراكهم في العمل السياسي من جديد، لقد أدى إصرارهم على شروطهم ورفضهم لتلك المحاولات إلى ما وصل إليه الحال بالأمس وفض اعتصاماتهم بالقوة... ولا شك أن هذا ما كانوا يسعون إليه... فمشهد الفوضى وإطلاق الرصاص والدماء والقتلى والجرحى هو ما كانوا يريدونه وهم يرفعون شعارات «كلنا شهداء»، فهذا ما بقي لهم لاستعطاف العالم والرأي العام العالمي! مشكلات «الإخوان» أصبحت اليوم كثيرة والرتق أوسع من أن يرقع، فخسائر «الإخوان» مركبة، ويوم أمس كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير... فمن شاهد التلفزيونات والصور الحية التي نقلت من ميادين مصر وكمية الأسلحة التي استخدمها «الإخوان» ضد قوات الشرطة، لابد أن يتساءل: من أين أتت كل تلك الأسلحة؟ والسؤال الأهم: كيف يستحوذ من يرفع شعار السلمية على كل تلك الأسلحة؟ ولماذا؟! لقد…

الإسلام السياسي وخديعة «تطبيق الشريعة»

الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٣

في خضم ما يعيشه العالم العربي هذه الأيام وفي ظل صعود تيار الإسلام السياسي الذي أصبح حاضراً في المشهد السياسي اليومي، صار مهماً أن يثار الحوار والنقاش حول مسألة «تطبيق الشريعة الإسلامية» وبعد ذلك مسألة «عودة الخلافة الإسلامية»... فما تدغدغ به جماعات الإسلام السياسي مشاعر العامة من المسلمين في الدول العربية هو إطلاق وعودها بتطبيق شرع الله على الأرض... وإنهاء القوانين الوضعية التي تفرق بين البشر وتسبب الفساد في الأرض -على حد قولهم- فهل تطبيق الشريعة ممكن وكيف؟ ولماذا فشل «الإخوان» في مصر بعد عام من حكمهم في أن يطبقوا شيئاً من الشريعة؟ بل لماذا تجاهلوا الشريعة في كل ما قاموا به؟ وفي تونس أيضاً لماذا وضعت الشريعة الإسلامية على جانب بعيداً عن فكرة تطبيقها؟ وما سر بحث «حزب النهضة» عن المبررات لعدم تطبيق الشريعة، وهو الذي كان يطالب بتطبيقها قبل صوله إلى الحكم؟! من المهم في هذه الفترة أن يتم البحث في هذا الموضوع وما تم فيه، وما يجعل البحث سهلاً فيه أن هناك تجارب تمت لتطبيق الشريعة على أرض الواقع، فهناك نموذج أفغانستان «طالبان»، وهناك باكستان، وكذلك إيران، وهناك تجربة الصومال والسودان... تجارب كلها أثبتت فشلها والأهم من هذا ما يقوله من ينظّرون لتطبيق الشريعة ويروجون له ويسعون من أجل تحقيقه وقد تكون أهم تجربة في ذلك هي…

2 يوليو … يوم للعدالة وكرامة الإنسان

الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣

رغم الهجوم المنظم والتشكيك الممنهج من قبل أتباع "الإخوان" في قضاء الإمارات، فإن ذلك لم يهز من ثقة المواطن الإماراتي في قضائه ورجال القانون، وفي العدل الذي يتوسمه في هذه المؤسسة المستقلة بحكم القانون والدستور، والمواطن الإماراتي مستعد اليوم أكثر من أي يوم سابق لتقبل ما سيحكم به القاضي في قضية "التنظيم السري". ويبدو أن هذا ما يزعج "الإخوان" الذين يزدادون إحباطاً يوماً بعد يوم، وهم يرون فشلهم المتراكم أمام حب شعب الإمارات لوطنه وقيادته ومؤسساته الدستورية والقضائية والتنفيذية. ما يقوم به بعض مؤيدي المتهمين، وما يروجه تنظيم "الإخوان" عن الإمارات خطأ استراتيجي جديد سيتحمله "إخوان الإمارات" الذين تؤكد الأحداث أنهم يفتقدون إلى أبسط قواعد الفهم السياسي، فضلاً عن الفهم الاجتماعي والأخلاقي. ففي الوقت الذي يوجه فيه تنظيم "الإخوان" في مصر تحديات في استمرار بقائه في الحكم، بعد فشله الذريع في إدارة البلاد، فإن أتباع هذا التنظيم في الإمارات لا يزالون يحلمون بـ"المستحيل"، فإن كان لدى بعض النخبة، أو عامة الناس شيء من الثقة بأن أتباع هذا الفكر، يمكن أن يضيفوا شيئاً للدول إذا حكموها، فبلا شك أن الجميع موقن اليوم أن هذا الأمر لم يعد وارداً، وإن أقصى ما يمكن أن يقوم به هذا التنظيم على وضعه الحالي هو إدارة تنظيم سري في الخفاء يدير ويحرك أتباعه بنظام "السمع…

الإمارات ومصر أكبر من العريان وجماعته

الخميس ٢٠ يونيو ٢٠١٣

بدل أن يتقدم الرئيس المصري باعتذار لشعب الإمارات وحكومتها على التصريحات اللا مسؤولة التي أدلى بها نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة» عصام العريان، خرج علينا رئيس وزراء مصر بالأمس طالباً من الإمارات أن تتجاوز «أي خلاف شكلي» وأن لا تعول على تصريحات العريان لأنها «غير رسمية». ويبدو أن رئيس الوزراء يعتقد أن أحداً لا يعرف أن كلام العريان قيل في اجتماع رسمي خلال جلسة إحدى اللجان في مجلس الشورى، ويبدو أنه يعتقد أن أحداً لا يعرف أن العريان هو زعيم الأغلبية في مجلس الشورى وأنه نائب رئيس «حزب الحرية والعدالة»، فضلا عن أنه عضو قيادي في تنظيم «الإخوان المسلمين» في مصر، وهو الحزب الحاكم. إذا كان رئيس الوزراء المبجل يعتقد أننا لا نعرف كل ذلك وأكثر، فإننا نؤكد له أن هذه الأمور معروفة لدى الجميع لذا فإن الاعتذار كان منه أولى من الاستخفاف بما قاله العريان، خصوصاً أنه هذه المرة تجاوز كل الخطوط والأعراف السياسية والأخلاقية فقام بتحريض الإيرانيين على غزو الإمارات وهدد شعب الإمارات بأن الفرس سيجعلونهم عبيداً عندهم! فإذا كان هذا الكلام يستحق التجاهل وعدم الرد كما طالب رئيس الوزراء المصري فذلك يعني أننا أمام أزمات أكبر وهذا يعني أن ما يحدث ليس خطأ عارضاً في لحظة حماس عابرة ولا موقفاً شخصياً من رجل يبدي رأيه الخاص وإنما…

زلزال بوشهر واهتزاز الخليج

الخميس ١١ أبريل ٢٠١٣

وقع زلزال على بعد 100 كيلومتر تقريباً من مدينة بوشهر الإيرانية الواقعة على ضفاف الخليج العربي، فقُتل 40 إيرانياً وأصيب أكثر من 900 آخرين، وفي المقابل اهتزت خمس مدن خليجية. وعاش سكان تلك المدن والمجتمع ساعات رعب حقيقي بسبب وجود المفاعل النووي الإيراني في تلك المدينة. وحتى هذه الساعة من غير الواضح للعالم مدى تأثر المفاعل بتلك الهزة التي بلغت قوتها 6٫2 درجة على مقياس ريختر، على الرغم من التطمينات الرسمية الإيرانية. وبعد تقديم تعازي الشعب الخليجي للشعب الإيراني في سقوط الضحايا والمصابين، فإن هذا الزلزال يعيد الجدل القديم المتجدد حول خطورة وجود المفاعل النووي الإيراني على ضفاف الخليج، فإذا كان سكان مدن الخليج قد شعروا بهذه الهزة وهم داخل بيوتهم، فما بالنا بتسرب نووي يحرق الأخضر واليابس؟ إن القلق الخليجي والعالمي من هذا المفاعل النووي، هو قلق حقيقي، وهو قلق مبرر في الوقت نفسه. وما تطلبه الدول العربية المطلة على الخليج ليس بالأمر الغريب، فرغبتها في التأكد من إجراءات الأمن والسلامة في ذلك المفاعل، أمر لا يمكن تجاهله، خصوصاً أنه يقع على مرمى حجر من بعض العواصم والمدن الخليجية. مواقف إيران والدول الكبرى (5+1) بشأن البرنامج النووي الإيراني، لا تزال متباعدة والمفاوضات متعثرة، فإيران تؤكد أن برنامجها النووي سلمي، وأنها لا تحتاج إلى سلاح نووي، في حين أن الدول…