محمد عبدالله القرقاوي
محمد عبدالله القرقاوي
وزير شؤون مجلس الوزراء في دولة الإمارات

من مثلك يا صديقي ؟

الأحد ١٤ فبراير ٢٠٢١

لا يطلق مسمى الصداقة على كل عابر يمر بحياتنا ... حتى لا يُقال "الأصدقاء يتغيرون" .. تذكرت مقولة جبران وأنا أذكر مسيرتي معك.. مسيرتي مع صديق حقيقي .. من النوع الذي يصعب إيجاده .. ويصعب تركه .. ويستحيل نسيانه .. جمعتنا منطقة واحدة في نشأتنا .. في أسواق ديرة القديمة .. جمعتنا العلاقات الأسرية والأخوية.. جمعتنا الحياة الجميلة .. الأحلام الكبيرة ... التشابه الفكري.. الرغبة التي تملك كل شاب لتغيير العالم للأفضل .. علاقاتي العملية معه -بعد العلاقات الأسرية- كانت مع بدايات حياتي العملية في الدائرة الاقتصادية عندما كان هو في غرفة التجارة .. أكثر ما ميزه .. رقي أسلوبه .. وحسن منطقه .. وعمق ثقافته .. أعجبني أن يكون لي صديق مثله .. صديق يغذي عقلك بالأفكار .. وتستطيع أن تتبادل معه الآراء حول كل شيء وحول أي شيء .. وترسخت العلاقة بيننا أكثر .. جمعني به العمل مرة أخرى في مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للإعلام ( والتي أصحبت مؤسسة أبوظبي للإعلام لاحقاً) ... كان يؤمن بما يفعل .. كان يحدثني أن الإعلام هو صناعة يمكن أن تخلق ثقافة .. ثقافة يمكن أن تغير مجتمعاً .. وتغير دولة .. وتغير أمة .. كنت دائما معجباً بنظرته الواسعة للحياة .. بتحليله العميق والشامل لأية قضية أو مشروع .. كان يعطيني…

خمسة توجهات جديدة لحكومات المستقبل

الإثنين ٠٤ يناير ٢٠٢١

بعد ستة أعوام من معارك طاحنة شارك فيها أكثر من 30 دولة، من بينها كلُّ القوى العظمى في العالم ضمن محورين متناحريْن، وبعد أكثر من 50 مليون قتيل وأكثر من 80 مليون جريح وخسائر اقتصادية تقدر بأربعة تريليونات دولار أميركي، انتهت الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، التي شكّلت أكبر كارثة بشرية من صُنع الإنسان في القرن العشرين، مخلِّفة تداعيات إنسانية واقتصادية وسياسية غير مسبوقة. غير أنه من رحم الأزمات والتحديات تولد الفرصُ والتغييرات، كما تُعلّمنا الحياة. وكنتيجة للحرب وما أفرزته من نتائج مأساوية، تأسّست الأمم المتحدة واتفق العالم على ميثاق لحقوق الإنسان وإنشاء صندوق للنقد الدولي وبنك عالمي، وتم تسريع اختراع العديد من المنتجات التي توقف العمل عليها ما قبل الحرب، لتغيِّرَ وجهَ البشرية تماماً، مثل الكومبيوتر والمحرك النفاث والطاقة النووية والبنسلين وآلات النسخ والطائرات المدنية الحديثة وقطاع الفضاء وغيرها. واليوم، تخوض البشرية «حرباً» لا عهد لها بها، من حيث سلاحها غير التمييزي وحجم تأثيرها الأوسع نطاقاً، جغرافياً واقتصادياً وجيوسياسياً؛ «حرباً» شكّلت العنوان الأول والأخير لعام 2020 وهزّت أعتى المنظومات الصحية في العالم وأكثرها صلابة ومناعة، ولم تبقَ دولة بمنأى عن ميدانها، وسط اصطفاف البشرية في جبهة واحدة للتصدي لتداعياتها. نتحدث هنا بالطبع عن وباء فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، هذه الجائحة العالمية التي راح ضحيتها حتى اليوم…