منيرة أحمد الغامدي
منيرة أحمد الغامدي
كاتبة سعودية مهتمة بقضايا العمل والبطالة والتوظيف

ماذا نريد من الإعلام؟

الثلاثاء ١٣ ديسمبر ٢٠١٦

كلنا أو لنقل أغلبنا نتذمر من إعلامنا على مدى سنوات أو عقود مضت ومازلنا حالنا في ذلك كما هو مع الصحة والتعليم، ولم نكن أبدا على رضا مع أي من الوزراء حتى وزير الإعلام الحالي. لكن هل نقدنا شخصي أم ماذا نريد فعلا من الإعلام؟ قبل أن أبدأ ما أراه في تصوري المتواضع هو وصف للحال دعوني أستعرض لكم قصة حقيقية وليست من نسج الخيال لا العلمي ولا القصصي، وهي أن إحدى السيدات وفي عصر «غصب 1 وغصب 2» كانت تحظى بإعجاب شديد من المحيطين بها ولاسيما زوجها وهي تتمايل بعشوائية معتقدة أن ذلك هو «الرقص» الاحترافي بكل ألوانه وجنسياته، وكان زوجها الذي لا يرى سواها في ظل انعدام القنوات الناقلة للفن الحقيقي يعتقد أيضا أنها ولا سامية جمال في عصرها، وكان دائما وأبدا يؤكد عليها بعدم الرقص أمام الأخريات خوفا عليها من العين. وشر البلية ما يضحك إذ إن هذا الزوج وبعد أن غزت القنوات الفضائية منزله بعد احتلال سطح منزله لأول «دش» بات لا يرى في رقص تلك الزوجة سوى تمايلات شيطانية أحيانا وخطوات غبية أحيانا أخرى وفي أحسن الحالات كان يسمي عليها معتقدا بأنها ممسوسة. ذلك أنه شاهد الرقص الاحترافي على أصوله وعرف أن ما كان يظنه موهبة فطرية يخشى عليها من العين لم يكن سوى خطوات…

ساعة الموظف والمسؤول الغائب

الثلاثاء ٠٨ نوفمبر ٢٠١٦

حين صرح أحد المسؤولين أن إنتاجية الموظف السعودي لا تتجاوز الساعة يوميا ثارت ثائرة المواطنين الذين يرون في ذلك التصريح إجحافاً وتجريحاً لما يقدمه الموظف الحكومي تحديدا على كافة الجبهات والأصعدة من مدنية وعسكرية. لكننا حين نقرأ ذلك التصريح من زاوية أخرى فنحن كمواطنين نتذمر باستمرار من عدم إنجاز الموظف الحكومي وعدم وجوده في مكتبه في أحيان كثيرة وانصرافه لصلاة الظهر وعدم عودته لمكتبه بحجة أو أخرى، أو تأخره في الدوام الصباحي بعذر إيصال أبنائه أو زوجته لمقر عملها، والقائمة طويلة وإن كان بعضها يبدو منطقيا. نتذمر أن ما يمكن إنجازه من خدمة يحتاجها المواطن من هذه الجهة الحكومية أو تلك قد تستغرق عدة أيام وربما أسابيع وأشهر ونقارن بين توفير تلك الخدمة في الوطن وفي دول أخرى قد تكون قريبة. نستاء من بيروقراطية الجهات وتسلط الموظفين و«المرمطة» ما بين هذا وذاك دون ما يستدعي فعليا، وقد يصل الأمر إلى «راجعنا بكرة» ويأتي «بكرة» ولا يأتي الموظف، لكننا انزعجنا كثيرا حين أتانا التصريح من مسؤول يعد الأعلى في هرم السلطة المتعلقة بإدارة الموظفين الحكوميين. أتصور أن تصريح المسؤول قد يكون على شيء من الصحة أو صحيحاً نسبياً، وإن كنا نعترض ربما على التشهير حتى باتت سيرتنا في الصحف العالمية، وأكثر من الاعتراض هو أننا كمواطنين نتأمل أن ينظر المسؤول إلى…

التراشق الانتخابي الأمريكي

الإثنين ٣١ أكتوبر ٢٠١٦

ومع كل الحب للشعب الأمريكي، إلا أن المتتبع للسجال والتراشق ونشر الفضائح بين هيلاري وترامب ليكون أحدهما الرئيس لأعظم دولة يجعلنا نشكك ونتساءل عن تعريف ومعنى ومدلولات العظمة! عشت في أمريكا لسنوات وأكن كل التقدير للشعب الأمريكي، إلا أن ما نتابعه على شاشات التلفاز يشعرنا بالحزن والتخوف من مصير مجهول للولايات المتحدة، لاسيما إذا ماترشح ترامب للرئاسة بعد كل هذا الانكشاف لشخصيته التي لايمكن وصفها إلا بأنها غير سوية. كيف يمكن لمثل ترامب أن يكون رئيسا لأمريكا وهو الذي يعد أسوأ مثل للأخلاق الحميدة ولاحترام الآخر المختلف عن ترامب، سواء كان أسود أو مكسيكيا أو عربيا أو مسلما أو امرأة يستطيع الحصول عليها حين يشاء كما أشار إلى ذلك بعبارات دونية سقيمة يخجل الإنسان أن تسمعها ابنته أو أخته أو أمه. وبالرغم من تباهي المجتمع الأمريكي بالعدالة والمساواة، إلا أني لا أعلم وأتساءل كثيرا كيف يمكن أن تصل الحال ببعض العقليات لدعمه ووصوله إلى هذه المراحل المتأخرة من الانتخابات وكل المؤشرات تدل على عنصريته وأنه أسوأ شخص لا يمكن له أن يدير تصرفاته ونزواته وعباراته رغم نضجه الزمني بحساب السنين، فكيف به أن يدير دولة بحجم أمريكا، ناهيكم عن مستوى نزاهته وتهربه من دفع الضرائب. هذه مرحلة أمريكا فيها أحوج ما تكون لتنصيب رئيس يجعل من أمريكا مثالا يقتدي به…

هل كثير أن أكون مواطنة

الجمعة ٠٩ سبتمبر ٢٠١٦

لم أكن يوما من المطالبين بحريات المرأة، لأني مؤمنة أن الله خلقنا جميعا أحرارا بكل الأديان والألوان والأجناس.  وأزعم أنني متحدثة ومحاضرة جيدة، ولكن -ومن واقع خبرتي العملية- فإنني لا أستطيع أبدا أن أتحدث عن شيء -وأمام أي جمهور- ما لم أكن مقتنعة تماما بما أتحدث عنه، قبل أن أكون ملمة بمعلوماته. لذا، وحين يأتي الحديث عن المرأة السعودية والحريات التي تتمتع بها، فإنني أتلعثم، ولا أستطيع النقاش ولا الرد، لا محليا ولا دوليا.  ذلك لأني أرى تلك الحقوق التي كفلها لها الدين، لن أقول لا وجود لها، لكنها ناقصة ومبتورة ومشوهة، وأنا لا أستطيع أن أكذب أو أتجمل. نطالب بمناصب قيادية للمواطنات، وهذا أبسط حقوقنا كما يقال، فما تعبنا وتعلمنا واكتسبنا سنوات الخبرة، إلا لنرد الجميل للوطن، من خلال دور قيادي يسهم في التنمية، ونأخذ بالوطن يدا بيد مع أشقائنا الرجال إلى مصاف الدول المتقدمة والمتحضرة. لكن، قبل المطالبة بتلك المناصب والأدوار، فإننا نطالب بحقوق أقل من ذلك، ولا ترقى عن كونها مماثلة لحقوق الأكل والشرب، وهي أسفل هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية، لمن يعرفه من متخصصي الإدارة. تلك الحقوق البسيطة لا تتجاوز "استطاعتي" كمواطنة سعودية استصدار جواز سفر أو تجديده دون "ولي أمر"، قد يكون ابني الذي لم تمض أشهر منذ حصوله على بطاقة أحواله الشخصية، ولا يقل الشعور…

المكاسب السريعة لهيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة

الخميس ٢٨ يوليو ٢٠١٦

أُثلج صدورنا قرار مجلس الوزراء إنشاء هيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة ضمن قرارات عدة أشعرتنا بالتميز والزهو، وهذه الهيئة ستكون أهدافها بلا شك حلا جذريا وحيويا لرفع نسبة التوظيف وتقليل نسب البطالة. هي هيئة والآمال معقودة على نتائجها والتي ستتضح على مدى السنوات القادمة، ولكن وربما كمواطنين نتطلع لبعض النتائج العاجلة حتى وان كانت تغييرا في صياغة لائحة أو إصدار قرار تأتي نتائجه لاحقا، لكننا حتما نتطلع إلى نتائج ملموسة ومكاسب سريعة أو كما تسمى باللغة الانجليزية Quick wins. ولذا قد يكون من مهام الهيئة الآنية رصد جميع الوظائف المشغولة حاليا بأجانب من واقع إحصائيات الجهات المختلفة في القطاعين العام والخاص، ووضع الحلول الجذرية اللازمة لشغلها بالمواطن وإشراكه في تلك الحلول من خلال الإعلام الاجتماعي كتويتر مثلا، وتذليل كل العقبات في سبيل ذلك، سواء كانت حلولا تدريبية أو غيرها، وتهيئة بيئة عملية مناسبة لشغلها. كما قد يكون من المهام الضرورية مراجعة التخصصات العلمية الحالية في جهات التعليم كافة على مستوى المملكة، ومقارنة مخرجاتها مع الحاجة الفعلية للسوق بعد رصد احتياجاته القائمة حاليا، والمستقبلية التي تتطلبها رؤية المملكة 2030، فهذه معلومات متوفرة وتحتاج إلى جمع وتحليل فقط. ومن المهام الآنية دراسة الأنظمة الحالية والإجراءات المنظمة لسوق العمل في كافة الجهات الحكومية والخاصة وتطويرها بما يساهم في تحقيق الرؤية وتحفيز وتسهيل الالتحاق…

الحذار الحذار وعليكم يا سادة بالبغل وبالحمار

الإثنين ٢٣ ديسمبر ٢٠١٣

بالأمس تكررت «جريمة» السواقة في أحد شوارع العاصمة الرياض، وتم إيقاف السيدات لعدد من الساعات بحجة استدعاء ولي الأمر في حين ذكرت السيدات أنهن «أوليات» أمور أنفسهن لاسيما وهن بالغات عاقلات راشدات وأتشرف أن منهن صديقات «واتسبات» معي. وفي كل مرة اسمع عن قصة مشابهه أتساءل يا رب إلى متى؟ ولماذا؟ كيف وما هي الجريمة البشعة التي لم ترصد شرعاً ولا نظاماً؟ ثم أتساءل وكيف يتم المعاقبة على «لا جريمة»؟ وبناء عليه تفتقت قريحتي الملهمة وحتى نتمكن نحن النسوة «الراغبات» في السواقة بمحض إرادتنا أن ننتقل بحرية ونقضي حوائجنا دون أن يتم القبض علينا متلبسات باللاجريمة فإنني سأستشهد بشرع الله حين قال في محكم كتابه {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} وعليه أطالب المعنيين من القطاع الخاص بتأمين أسطول من الحمير والبغال لاستخدام السيدات ولا مانع من طلائها باللون الوردي أو الأحمر الذي أحب حتى يستطيع الآخرون تمييزها عن حمير الرجال وبغالهم ولعل من الأحوط أن تكون بغلة وحمارة بالإضافة إلى نخبة مختارة من الخيول أو ربما وفي ذات السياق مهرات لنخبة سيدات المجتمع. وربما منحها عن بدل النقل للوزيرات حين يفتح الله علينا ويكون هناك وزيرات ولنائبات الوزراء وعضوات الشورى والمرشحات المحتملات في المجالس البلدية، لكون المهرات بالإضافة إلى «البرستيج الملائم» أسهل وأسرع كما تعلمون. كما…