نوح فيلدمان
نوح فيلدمان
أستاذ القانون الدولي بجامعة هارفارد

«تويتر» ليس مناسباً للنصائح القانونية

الجمعة ١٩ يناير ٢٠١٨

أصبح لدينا أول قاضٍ فيدرالي مؤكد عبر «تويتر»؛ القاضي دون ويليت من محكمة الاستئناف الأميركية بالدائرة الخامسة. وفي الوقت الحاضر، هناك أكثر من 500 متخصص بالمجال القانوني؛ شباب وكبار في السن، بجانب محامين، يستخدمون «تويتر» للتعليق والتحليل والمناقشة حول أمور قانونية. وعليه، يبدو أن الوجه القانوني لـ«تويتر» يزدهر. إلا أن التساؤل هنا: هل «تويتر القانوني» أمر جيد؟ ومع أن هذا التساؤل يجوب أرجاء «تويتر»، فإنه لم يجد إجابة شافية بعد. وتكمن أهمية هذا التساؤل في أن أساتذة القانون يضطلعون بخدمة عامة، فهم يعكفون على صياغة معاني القوانين قبل نقلها إلى المحاكم، بجانب أنهم يشرحون القوانين أمام العامة. وإذا ما اضطلعوا بعملهم على نحو رديء، فإن المنظومة القانونية تتضرر جراء ذلك. أما بالنسبة لما إذا كان ينبغي لهذا الجدال أن يدور عبر «تويتر» من الأساس، فإن طبيعة النقاش تسهم في توضيح الإجابة، ذلك أن «تويتر» يعد وسيبقى سبيلاً رائعاً لربط الناس بحجج منطقية ومناقشات بناءة. إلا أن الحقيقة تظل أنه حتى في صورته الموسعة التي تسمح بكتابة «تغريدات» من 280 «وحدة»، لا يزال «تويتر» سبيلاً غير مرض لعقد نقاش قانوني. الواضح أن «تويتر» يتوافق مع الكتابات الموجزة المكثفة، من عينة «فلان على صواب» أو «فلان على خطأ». وعادة ما تكون هذه بداية جدال قانوني، لكنها لا يمكن بأي حال من الأحوال…

أنصار ترامب يوم 9 نوفمبر!

الأربعاء ٢٦ أكتوبر ٢٠١٦

مع تضاؤل فرص فوز ترامب بالبيت الأبيض، ليس من المبكر أن نسأل: إذا ما فازت هيلاري بالرئاسة في نوفمبر، ما الموقف الذي سيتخذه الديمقراطيون والجمهوريون، على حدٍّ سواء، حيال ناخبي ترامب؟ ربما يكون من المغري أن يقوم الديمقراطيون والجمهوريون بانتقاد هؤلاء الناخبين، أو التعالي عليهم، أو العمل على اجتذابهم لقضيتهم، لكن كل هذه المقاربات ستكون مخطئة. هناك استراتيجية أفضل -بالنسبة إلى الحزبين- وهي الانخراط في شكل من أشكال الذاكرة الانتقائية، ومعاملة ناخبي ترامب، كما لو أن تلك القصة الانتخابية برمتها لم تحدث قط. قد يبدو هذا شيئاً مناقضاً للحدس، خصوصاً أنه ليس هناك من شك في حقيقة أن ترشيح ترامب، قد أظهر بجلاء أن النظام برمته محتاج إلى إصلاح. لكن الأمر قائم على حدس سليم مؤداه أن ناخبي ترامب، والكثير منهم جرى إقصاؤه بالفعل عن التيار العام لسياسات الحزب، سيتعرضون لمزيد من الإقصاء من قبل أي استراتيجية تربط بينهم وبين مرشح كان شعاره هو الفوز، لكنه لم ينتج سوى الهزيمة. وحتى مع افترض أن هيلاري ستحقق فوزاً مقنعاً، إلا أن هذا لا يحول دون القول بأن الكثيرين من الأميركيين سيصوتون لصالح ترامب في الثامن من نوفمبر المقبل. وهم سيفعلون ذلك لأسباب مختلفة، وأنا لا أريد هنا أن أرتكب خطأ افتراض أن هذه الأسباب يمكن اختزالها في عبارات قليلة. ما يمكن…