عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

ثنائية الديموقراطية والتنمية

الثلاثاء ٢٥ يونيو ٢٠١٣

مع التغير الذي يمر به العالم العربي بما يُسمى بـ«الربيع العربي» أو «الثورات العربية»، يبدو أن هناك معوقات كبيرة ومتأجذرة لعملية التحول الديموقراطي الحقيقي في هذه البلدان، فتلك الدول ومنذ استقلالها عاشت مرحلة ضعيفة من حيث العملية التنموية الشاملة التي هي الأساس في أي عملية تحول ديموقراطي حقيقي يحمي المكتسبات التنموية في حال وجودها، في معظم البلدان العربية، ومع الأسف الشديد، لم تتحقق التنمية من حيث نوعية التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية ولم نجد دوراً حقيقياً فاعلاً لمنظمات المجتمع المدني في دولنا، تلك المنظمات المدنية تابعة للأنظمة وليست مستقلة، كما نشاهد دور منظمات المجتمع المدني في الغرب، لذا نجد دورها ضعيفاً في عملية التحول الديموقراطي في مجتمعاتنا، أما من حيث وجود الأحزاب المعارضة في بعض بلدان الربيع العربي فلقد كانت مؤسسات تكميلية لتجميل الأنظمة العربية، مثل هذا الضعف في البنية السياسية والثقافية في مجتمعاتنا هو ما يجعلنا نعيش هذا التخبط السياسي في منطقتنا العربية، فمثلاً دول أوروبا الشرقية وعند خروجها من المنظومة الاشتراكية لم تمر بفوضى وعنف وإقصاء كما نشهده في عالمنا العربي، والحال تنطبق على دول أميركا اللاتينية التي خرجت من أشكال حكم شمولية وعنيفة إلا أنها لم تواجه حالاً من التخبط والحروب كما تطل علينا الآن في منطقتنا، بل إن الكنيسة كان لها دور مهم في عملية التحول الديموقراطي…

معارضة حضور المرأة في الملاعب كمتفرجة… ما الجديد؟

الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٣

قرار السماح للمرأة السعودية بدخول الملاعب كمشجعة ومتفرجة نسمع عنه هذه الأيام أخباراً متناقضة وكأنه قرار كوني سيغير العالم، فرئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم يُصرح في بعض وسائل الإعلام بتوجه للسماح للمرأة السعودية للحضور بالملاعب السعودية، وبعد فترة قصيرة جداً ينفي ذلك ويقول إن مثل هذا القرار سيادي وليس الاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب هما من يتخذ القرار، في الوقت نفسه نجد المتحدث الرسمي للاتحاد يدلي بعد ذلك بتصريحات لوكالة الأنباء الألمانية يؤكد فيها القرار والسماح للمرأة السعودية بالدخول إلى الملاعب السعودية كمشجعة، وأن القرار سوف يطبق بشكل تدريجي في بعض الملاعب السعودية، خصوصاً في استاد الملك عبدالله الذي يجري إنشاؤه في مدينة جدة، إذ سيخصص 15 في المئة من مقاعده للنساء، على شكل كبائن عائلية تتمتع بخصوصية تمنع الاختلاط، ولو أننا لم نفهم ماذا يرمي له بالخصوصية المحلية التي، مع الأسف، أصبحت شماعة تؤخر الكثير من القرارات لدينا وتكلفنا الكثير من الجهدين الذهني والمادي في حياتنا اليومية. أتمنى أن يُتخذ القرار بشكل واضح وصريح وأن يُسمح للمرأة لدينا بالوجود كمشجعة في الملاعب الرياضية بكل أنواعها وليس فقط كرة القدم، فبعض النساء كما الرجال قد يكون لهن اهتمامات بألعاب أخرى غير كرة القدم، أسهل طريقة وأكثرها عملية أن يُخصص جزء من أحد المدرجات للعوائل والنساء والأطفال، كما…

وانكشف «حزب الله» !

الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٣

الأزمة والصراع في سورية باعتقادي فضحا المنادين بالحرية والديموقراطية والعدالة، فعندما كانت الثورة المصرية مثلاً في أوج مراحلها لم يتوان هؤلاء باتهام نظام الرئيس حسني مبارك بالعمالة للغرب، وكأن من يستمع لهم يعتقد أنهم يعيشون في واحات من الديموقراطية والعدالة في بلدانهم، ولكن بانتصار الثورة المصرية، على رغم كل العثرات التي تعيشها الآن، وانتقال الربيع العربي إلى بلدانهم، خصوصاً في سورية، نجد أن هؤلاء، وعلى رأسهم حزب الله في إيران ومن خلفه ربيبته إيران، يتملصون من مبادئهم التي ضحكوا على بعض السذج في منطقتنا العربية لسنوات وأسسوا لمحور ممانعة عربية ضد العدو الإسرائيلي ودخلوا في حرب معه في 2006، ولكن ما حدث في سورية من ثورة شعبية سلمية تنادي بما كانوا يتغنون به نجدهم يرتدون عن ذلك الخطاب الدعائي المكشوف. الغريب أنهم لم يصمتوا فقط على ما يحدث في سورية من مذابح ضد المدنيين السوريين، ولكنهم، مع الأسف، أصبحوا جزءاً من الصراع في سورية، فحزب الله، مناصر الضعفاء في العالم، كما يدعي في أدبياته السياسية، أصبح يرسل كوادره للداخل السوري، وأكبر دليل على تورطه ووقوفه مع نظام بشار الأسد، تلك الجنائز التي تقام في لبنان لمن قتلوا في سورية، والغريب أن رئيسه الذي عودنا على خطبه الرنانة وتوزيعه للاتهامات للأنظمة العربية بسبب تخاذلها، كما يدعي في مقاومة المحتل الإسرائيلي، ولكننا…

برامجنا الحوارية ولغة الشتائم

الثلاثاء ٢٣ أبريل ٢٠١٣

البرامج الحوارية التلفزيونية تكشف لنا ضحالة وتناقضات ثقافتنا السائدة، سواء من المشاركين في تلك الحوارات، أو من جمهور المشاهدين، فالكل يحاول تحقيق النقاط لصالحه وبأي طريقة التي قد تصل إلى اتهامات خادشة للذوق والأخلاق العامة، المهم الانتصار لوجهة نظره في تلك المناظرات التلفزيونية، خصوصاً التي تبث حية على الهواء، فقلما نجد نقاشاً هادئاً وموضوعياً بين المشاركين في تلك البرامج ومع المتصلين من جمهور المشاهدين، ففي الغالب يقوم المتصلون على تلك البرامج بكيل الاتهامات لأحد المشاركين، واتهامهم بأبشع التهم الأخلاقية، والخروج عن الدين والأعراف، وتصل في بعض الأحيان للسب والقذف بعبارات جنسية فاضحة وسط صمت من مذيعي تلك البرامج الحوارية، وكأنهم ينتظرون هؤلاء المتصلين لزيادة سخونة برامجهم، وزيادة نسبة المشاهدة بأي طريقة كانت، فلا توجد معايير مهنية إعلامية لهذه المحطات تحدد ضوابط هؤلاء المشاركين على الهواء. فكما هو معروف فإن هناك مؤسسات إعلامية، سواء كانت مطبوعة، أو مرئية، أو مسموعة، لديها ضوابط محددة لطبيعة المشاركين في برامجها من المتحاورين، أو من المتداخلين من الجمهور في برامجها، فنلاحظ في بعض المحطات التلفزيونية، وعلى سبيل المثال محطة الـ«بي بي سي» العربية، وفي برامجها الحوارية مثلاً يقوم المذيع بإدارة الحوار بمهنية عالية تخدم فكرة البرنامج والتركيز عليها بعيداً من الهجوم الشخصي من المتحاورين في برامجها، أو من جمهور المشاهدين، على رغم أن السيطرة على…

خدمات الطرق… وقرار الانتشال

الثلاثاء ١٦ أبريل ٢٠١٣

في جلسته قبل الأخيرة وافق مجلس الوزراء على توصية اللجنة الوزارية المختصة بشأن تحسين وضع مراكز الخدمة، ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية تنفذ خلال مدة سنتين قابلة للتمديد، هذا القرار يأتي لمعالجة قضية طالما كتب وطالب الكثير من الكُتّاب والمواطنين تحسين أوضاعها المزرية التي تعطي صورة سلبية عن وطننا ولا تعكس الوجه الحضاري لنا جميعاً. مثل هذا القرار، ولو أنه أتى متأخراً جداً، إلا أن المعاناة التي يتحملها المسافرون على هذه الطرق تعكس ما وصلت إليه حال هذه الخدمات المقدمة فيها من سوء وعدم رقابة وفوضى تجعل من يسلك هذه الطرق يفضل عدم الوقوف في تلك المراكز فقط لحاجة الضرورة القصوى، ففي معظم دول العالم الأقل تطوراً اقتصادياً وحضارياً منا عندما تقبل على مراكز الخدمات في طرقها تغريك بالتوقف فيها وقضاء وقت مريح لوجود معظم الخدمات في تلك المراكز الخدمية من أسواق منظمة ومطاعم نظيفة لا تقل عما هو موجود في المدن، إضافة إلى فنادق صغيرة تتوفر فيها جميع الخدمات وعلى مستوى عالٍ من النظافة وبأسعار معقولة، ومن يقوم عليها كوادر بشرية مدربة، وليس كما هي حال استراحاتنا لا يقوم على معظمها إلا عمالة أجنبية بعيدة من الرقابة من الجهات ذات العلاقة. من حقنا أن نحلم بعد صدور هذا القرار بوجود مراكز خدمات على طرقنا السريعة، كما في بعض الدول…

المرأة تقود الدراجة الهوائية… «عقبال» السيارة!

الثلاثاء ٠٩ أبريل ٢٠١٣

هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي قرار مفاجئ يعبر عن التطور الذي تعيشه قررت أخيراً السماح للمرأة السعودية بقيادة الدراجة الهوائية، على رغم النفي غير الواضح، وأن من صرح بذلك لا يملك المعلومات، المهم أن من صرح في البداية حدد شروط الهيئة لسماح المرأة بقيادة الدراجة الهوائية منها الحشمة والمحرم، ولكن لا نعرف: هل وجود المحرم معها عن قرب أي راكباً معها أو عن بعد أي في المكان نفسه؟ والغرابة أن الهيئة في اعتقادي ليست هذه قضيتها، فهناك أجهزة ذات علاقة مباشرة بالموضوع هي التي يجب أن تنظم مثل هذه الأمور، فالمرور هو الجهة المسؤولة عن ذلك وليس لهيئة الأمر علاقة بذلك، إلا أن تدخل الهيئة في ذلك يأتي في سياق "الفوبيا" من قضية المرأة بعامة، فكلنا نتابع اهتمام الهيئة بقضية عمل المرأة في المحال التجارية النسائية وتضخيم خروج المرأة للعمل، وكأن جلوس المرأة في بيتها سيحقق المعايير الأخلاقية التي تظنها الهيئة، فالهيئة إذا كانت جادة بالفعل في حماية المرأة مثلاً من التحرش في مواقع العمل فعليها العمل مع الجهات الأخرى لاستصدار أنظمة تحمي من الاعتداءات عليها، وليس مضايقتها في أماكن العمل. الرسالة واضحة بأن الهيئة هي بالفعل ضد عمل المرأة السعودية حتى لو أنها تنوي توظيف نساء في أجهزتها، والسؤال هو: هل النساء، سواء من ترغب في قيادة…

هزيمة «الإخوان المسلمين» في الجامعات المصرية… بداية الأفول

الثلاثاء ٢٦ مارس ٢٠١٣

هزيمة مرشحي جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الأخيرة في الجامعات المصرية لها أكثر من دلالة مهمة في مستقبل مصر السياسي، في المقابل نجد أن القوى المدنية والشعبية والمستقلة هي من فازت في هذه الانتخابات، يمكن القول إن المجتمع الطلابي الجامعي في أي مجتمع يمثل روح ذلك المجتمع، وفي الغالب يكون متقدماً عليه لظروف التجانس والاهتمام بالشأن العام بعكس المجتمع العام، خصوصاً في حال وجود ظروف موضوعية، مثل درجة الفقر والوعي وانتشار الأمية، التي قد تستغل من بعض القوى السياسية للفوز في أي انتخابات، وقد تكون هذه الحال موجودة في مجتمعاتنا العربية، إذ نجد سوء استغلال المال السياسي للتأثير على الناخبين، في الجامعات والاتحادات المهنية والنقابات تكون درجة الوعي مرتفعة، ودرجة استغلال الناخبين أقل؟ الرئيس السادات، في عام 1973، دخل في لعبة خدمة انقلابه عن مبادئ النظام الناصري، وفي محاربة القوى اليسارية في المشهد السياسي المصري، عندما سمح لقوى الإسلام السياسي للدخول في العمل السياسي في الجامعات المصرية لضرب قوى اليسار، التيار الإخواني استغل تلك الفرصة التاريخية، وتسيد المشهد وسيطر على الانتخابات في الجامعات المصرية، وتخرج من تلك الاتحادات الطلابية معظم القيادات السياسية لحركة الإخوان المسلمين في مصر، في الوقت ذاته تم تهميش القوى الليبرالية والمدنية في الجامعات المصرية، وهو ما انعكس على دور تلك الأحزاب في مصر، فأحزاب مثل الوفد…