عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

حديقة نسائية في بريدة

الثلاثاء ٢٦ أغسطس ٢٠١٤

في خطوة غريبة عجيبة وافقت أمانة منطقة القصيم منذ فترة قصيرة على إنشاء حديقة خاصة بالنساء، أو بتطوير حديقة كانت مهملة منذ 15 عاماً، وقبلها بفترة قرأنا بمنع مشاركة بنات صغيرات في مهرجان صيفي بالقطيف بسبب بعض الأصوات الدينية المعترضة على ظهورهن في تلك الاحتفالية، وآخر ما قرأت عنه هو اعتراض أحد المحتسبين في مدينة الطائف على مشاركة شاعرة خليجية في مهرجان للشعر لدول مجلس التعاون الخليجي، وتبعه خطاب من بعض رجال الدين معترضين على تلك المشاركة، معللين أن ذلك يتعارض مع أنظمة الدولة الرسمية. في حقيقة الأمر أن هذا ليس بالجديد لدينا في مجتمعنا، وتتكرر مثل هذه التدخلات من بعض المتشددين دينياً في كل مشروع تحديثي نحاول كمجتمع ودولة أن نخرج من شرنقة الخصوصية المحلية المزعومة، وكأننا شعب يعيش خارج إطار هذا الكون. وكلنا يتابع صولات وجولات تلك الجماعات إلى أبواب الوزراء والمسؤولين عندما تقوم بعض الجهات الرسمية بفتح آفاق لعمل المرأة السعودية مثلاً، فكم من هؤلاء قابلوا وزير العمل الحالي عندما اتخذت الدولة قراراتها بفتح مجالات المشاركة للمرأة في التنمية بشكل أوسع، ونسمع من بعضهم حكايات الابتزاز والتحرش بالعاملات لدينا ويقدمون أرقاماً خيالية لذلك، وكأنها أصبحت ظاهرة اجتماعية، ولا يترددون من التركيز على الدراسات الانتقائية لما تتعرض له المرأة في الغرب مثلاً من تحرش في مراكز العمل، ويحاولون…

في السعودية.. «الحب» ثمنه السجن!

الثلاثاء ١٩ أغسطس ٢٠١٤

الحب بجميع أشكاله العذري وغير العذري مطارد ومرغوب فيه بين كل شعوب الأرض، وتغنّت به كل الشعوب وصورته في ملاحمها الشعرية قديماً وحديثاً، خصوصاً في ثقافتنا العربية ما قبل الإسلام وما بعده. الحب حال إنسانية ستبقى ما دام الإنسان باقياً، وحاولت الأديان وأخلاقيات المجتمعات تهذيب سلوكياته، ولكن الحب حال «تمرد» بجماله على كل ذلك، وكم نركض لقراءة الروايات الرومانسية التي يكون الحب محورها في مطلع شبابنا، ونظل نتابع الأفلام السينمائية العربية والأجنبية التي تصوّر قصص الحب والغرام التي قد تعوّض معايشة الحب على أرض الواقع، أي أن الحب الإنساني ومنه العاطفي يهذّب النفس ويرتقي بها إلى أعلى درجات الخيال والتضحية والعذابات، وبيئتنا المحلية خلدت الكثير من قصص الحب وتوارثتها الأجيال في قصص شعبية ترويها الجدات والأمهات، وذهب غالب شعرنا العربي من الفصيح والشعبي وبقيت قصائد الحب وقصصه الجميلة! الحب حال إنسانية صافية باقية تعبّر عن مكنونات النفس البشرية، وكم تسمرنا أمام شاشات التلفزة نتابع قصص الحب والغرام ومعاناة المحبين وفراقهم، في لحظة من هذا الزمن يأتي من يحارب الحب ويحاول أن يجعله حالاً «إجرامية»، وكأننا شعوب هذه المنطقة حرّم علينا الحب، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت إن التشدد والتطرف في مجتمعاتنا هو بسبب قتلنا لمفهوم الحب في حياتنا، وقد تكون الحياة بائسة ومملة وجامدة المشاعر متى ما حورب الحب…

خطورة اشتغال رجال الدين بالسياسة

الثلاثاء ١٥ يوليو ٢٠١٤

في خطوة متقدمة للتعاطي مع استغلال رجال الدين للسياسة، ولما لهم من تأثير قوي ومتقدم مقارنة بالأحزاب والآيدلوجيات القومية والعلمانية، أصدر العاهل المغربي أخيراً قانوناً يمنع اشتغال رجال الدين بالسياسة، الذي أعتقد أنه جاء على خلفية ما يجري في العالم العربي من صراعات سياسية وصلت إلى حد الحروب الأهلية بخاصة في سورية والعراق، فمن هذا المشهد نجد أن رجال الدين ومجموعات الإسلام السياسي هي من تقود المشهد، وتتخاصم وتتقاتل فيما بينها كل منها يقول إنه يمثل الإسلام الصحيح، فهل ما يقوم به رجال الدين في هذا المجال لمصلحة الدين الإسلامي خصوصاً أننا نشاهد القتل بشكل غير مسبوق بين المسلمين، كل هذا يعطي صورة للعالم أن العنف والقتل مرتبط بالإسلام، ومن يشاهد القنوات التلفزيونية العالمية يصدم بربط القتل والإرهاب بالدين الإسلامي. لا يمكن التشكيك في ما لرجل الدين من تأثير في مجتمعاتنا، ولكن هل انخراطه في العمل السياسي له إيجابيات أم أن سلبياته تطغى على ذلك؟ السياسة تنظم علاقة الإنسان بشؤونه الدنيوية، والسياسي وكما هو معروف لا يثبت على موقف ولا تحكمه أخلاقيات أو مبادئ، فالذي يحركه هو مصلحة بلاده أو حزبه وليس قيم سماوية محددة، أما الدين فهو يقوم على مبادئ وأخلاقيات ثابتة ومنصوص عليها في النصوص الدينية، فإذا اشتغل الديني بالسياسة وتزعم حزباً معيناً في العملية السياسية فلا يمكن…

وزير شيعي.. مرحباً مليون!

الثلاثاء ٠٨ يوليو ٢٠١٤

تعيين الدكتور محمد أبوساق وزيراً لشؤون مجلس الشورى وعضواً في مجلس الوزراء، الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين في بداية شهر رمضان المبارك، في اعتقادي أنه نقلة نوعية وتاريخية في مشروع خادم الحرمين الشريفين في مشروعه الإصلاحي، الذي يرمي إلى المشاركة السياسية لجميع أبناء الوطن، على أسس المواطنة والكفاءة بعيداً عن الأطر الضيقة والمعايير المذهبية والمناطقية، فالدكتور أبوساق أتى من خلفية عسكرية وسياسية، تمثلت في عمله بمؤسسة الحرس الوطني ومجلس الشورى في تجربة مميزة. فالوطن للجميع ومن تجد فيه القيادة القدرة على خدمته فهو الأهل لذلك الموقع، ولكن من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي و«الهشتاقات» التي تابعت بعضها على موقع «تويتر» على خلفية هذا القرار يصدم كيف أن الطائفية متغلغلة في أطناب المجتمع، ومن يقرأ تعليقات القراء على هذا الخبر سيصاب بالصدمة إلى الحال التي وصل إليها البعض في تغييب العقل، وكم لوث البعض خطابنا الثقافي، فغالب من يعترض على مثل هذا القرار يرتكز على أسس طائفية تنادي بإقصاء المكونات والأقليات في مجتمعنا، وهذا باعتقادي مصيبة عظيمة، فالوطن ملك للجميع، ولنا الحق بخدمته والدفاع عنه، بغض النظر عن خلفياتنا المذهبية والإثنية والمناطقية. لكن البعض للأسف وعلى خلفية هذا القرار يقارن أنه مثلاً في إيران لا توجد مساجد لأهل السنة، ولا يوجد وزراء أو مسؤولون في ذلك البلد من الطائفة السنية، ولكن هل…

محتسبون.. وإزالة شاشات كأس العالم!

الثلاثاء ٠١ يوليو ٢٠١٤

الطائف عاصمة المصايف في بلادنا، والتي تتمتع بمزايا طبيعية للرقي بالسياحة الداخلية، إذ تجذب السياح من داخل المملكة وخارجها وبخاصة من دول الخليج، يمكن أن تأخذ نصيبها من السياح، ولكن هناك وللأسف فئات تقف في وجه ذلك بادعاء خصوصية موجودة فقط في أذهانهم وتحاول وتعمل على فرض رؤاها، وأن الآخرين خارجون على القيم الدينية. وتمثل ذلك في الخطوة التي قام بها بعض المحتسبين قبل أيام بإزالتهم لشاشات تلفزيونية نصبتها أمانة الطائف في بعض الحدائق العامة لإتاحة الفرصة للسكان والسياح لمتابعة مباريات كأس العالم، ولكن هذه الخطوة البريئة لم تعجب البعض وقاموا بالتعدي عليها وإزالتها في وقت كانت تقام فيه إحدى المباريات. حجتهم في ما أقدموا عليه وكالعادة هي أن تلك الحدائق وبعد تجمع الأهالي مع أطفالهم وأبنائهم أصبحت أماكن للاختلاط بين الشبان والفتيات. إنها أسطوانة مكررة، للأسف في كل خطوة تحاول بعض الجهات الرسمية القيام بمشاريع ترتقي بالإنسان في جميع المجالات نجد هذا الهجوم من هؤلاء المحتسبين، فكلنا يذكر زياراتهم المكوكية لوزارة العمل عندما بدأت الوزارة برنامج عمل المرأة في محال المستلزمات النسائية، وغيرها كثير. الغريب أن بعض شبان الطائف الذين كانوا يتابعون تلك المباراة عبروا عن أسفهم واستغرابهم من هذا السلوك، ونفوا أن يكون هناك أصلاً فتيات يتابعن المباريات في حديقة العنود. وأنا أضيف حتي لو كان هناك فتيات…

صوت المواطن.. يفضح واقعنا

الثلاثاء ٢٤ يونيو ٢٠١٤

الإعلام الرسمي في أي بلد في العالم يميل إلي الموضوعية، ويبتعد عن الإثارة ويؤمن بالمسؤولية الاجتماعية تجاه قضايا المجتمع الذي يعمل فيه، ولا يشكل العامل التجاري والإعلانات ضغطاً عليه، يجعله يسابق المؤسسات الإعلامية الخاصة على حساب الرسالة التي يأمل أن يؤديها بكل موضوعية وشفافية على رغم الانتقادات التي يتعرض لها الإعلام الرسمي في دولنا بسبب ضيق الهامش في الحرية الإعلامية التي ترى بعض وسائل الإعلام الخاصة أنها متحررة من القيود الرسمية. وفي تجربتنا المحلية للأسف أم محطات الإذاعة الخاصة لم ترتقِ إلى درجة من الجدية في مضامين رسالتها الإذاعية، فكم نسمع في هذه الإذاعات من سخف ونشر لثقافة سطحية للأسف من بعض هذه الإذاعات الخاصة. هذه مقدمة للحديث عن برنامج إذاعي تبثه إذاعة الرياض أربعة أيام في الأسبوع، وهو برنامج «صوت المواطن» الذي يقدمه المذيع المتألق محمد العقيلي مع بعض زملائه في فريق عمل البرنامج، ويقدم بعض حلقاته المذيع الذي لا يقل تألقاً الأستاذ خالد الشهوان، وهو برنامج مباشر يفتح الفرصة للمواطنين لبث شكواهم عما يرون فيه نقصاً في مدنهم وقراهم ومناطقهم، ويبتعد البرنامج عن القضايا الشخصية. من يستمع إلى هذه البرنامج -وأنا أحدهم- يحس بالحرقة والمعاناة، لما تعانيه بعض مناطق المملكة من قصور في الخدمات، التي هي في الغالب في مناطق بعيدة عن المدن الرئيسة، وهو ما يعطي دلائل…

دورات للعمل أم للاصطياف الخارجي؟

الثلاثاء ١٧ يونيو ٢٠١٤

بقدرة قادر تُنظَّم الدورات والانتدابات والأيام الثقافية وغير الثقافية في أجهزتنا الرسمية في تواريخ تتوافق مع إجازات مدارسنا، ولاسيما في فترة الإجازة الصيفية، ويلاحظ ترتيب هذه المؤتمرات والدورات في أجمل بقاع الأرض والمفروض أن تكون هذه المؤتمرات متوافقة مع أوضاع الدول التي تقام فيها تلك الفعاليات. ولكن آخر ما يفكر به من ينظِّمون هذه المناشط هو أن يتركوا أثراً لما ذهبوا من أجله، ولكن هذه هي الحال الغريبة التي لا أعرف من المسؤول عنها وقد يكون من الظلم مطالبة «نزاهة» بمراقبة مثل هذا الخلل، وقد تكون هي نفسها تسيح صيفاً، كما الإدارات الحكومية الأخرى. أما وزارة الخدمة المدنية فقد انشغلت بقضايا أهم من هذه الدورات والمؤتمرات الورقية غير الموجودة على أرض الواقع، التي يمكن تسميتها بدورات الإجازات الحكومية الترفيهية، فالموظف يرتبها بحسب إجازة الزوجة والأولاد. أما ما سيقدمه ويتعلمه في تلك المؤتمرات فهو آخر ما يفكر فيه، وهو يعرف أن إدارته لن تسأله عن مدى استفادته من تلك الدورات، بسبب أن المديرين وكبار المسؤولين هم أكثر المستفيدين من تلك الرحلات العملية، والغريب أن الدول التي ترتب فيها المؤتمرات الشكلية تكون مقسمة بحسب المراتب والدرجات التي يشغرها الموظفين، فكلما ارتفعت درجته الوظيفية كانت الدولة المستهدفة في قلب أوروبا أو على شواطئ شرق العالم أو غربه، وكلما قلت نجد مقارَّ تلك المهام…

نفق الخدمات الموحد

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤

نشرت صحيفة «الحياة» قبل أسابيع خبراً مفاده بأن أمانة مدينة الرياض تدرس البدء في إنشاء نفق للخدمات الموحد في شوارع العاصمة، وقد ذكرت الصحيفة أن «الأمانة» أصدرت في الأعوام الخمسة الماضية حوالى 119 ألف رخصة لإقامة مشاريع الخدمات، وبلغت أطوال تلك الحفريات 27 ألف كيلومتر (أي بمعدل 79 رخصة يومياً لحفر 18 كيلومتراً). أتمنى ألا تطول دراسة هذا المشروع، لما له من انعكاسات خدمية واقتصادية، وله علاقة بمكافحة الفساد، فمثل هذا المشروع - إن تم البدء فيه - فسيريحنا أولاً من عمليات الحفر والحفر المستمر في شوارعنا، التي لا تزال مستمرة منذ أعوام، وتخلف الحفر وتدمر المركبات وتشوه الشوارع، فمثلاً شركة الكهرباء تحفر وتأتي بعدها شركة المياه الوطنية بمشاريعها المتعددة من إيصال المياه وتصريف السيول وشبكات الصرف الصحي، ومع كثرة شركات الاتصالات، التي تعمل بهمة ونشاط لإيصال خدمات الإنترنت إلى منازلنا، كل واحدة تقوم بالحفر والدفن لإيصال هذه الخدمة، فأين دور هيئة الاتصالات في تنسيق عمليات التوصيل هذه؟ لماذا لا تُلزم هذه الشركات بأن تشترك بنفق موحد لهذه الخدمات وتريحنا من الإزعاج وتسهِّل علينا الوصول إلى منازلنا وتحمي مركباتنا من التلف، مما تخلف تلك الحفريات من خراب ودمار للشوارع، التي لا نعرف كيف هي متهرئة إلا أوقات الإمطار، حيث لا نستطيع معرفة وتلافي الحفر التي أمامنا. كثير من دول العالم…

وزارة العمل.. ونقاب العاملات السعوديات

الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠١٤

وزارة العمل في قرارها الأخير بإلزام العاملات السعوديات بمحال المستلزمات النسائية بارتداء النقاب وعدم التحدث مع زملائهن في تلك المحال. الوزارة باعتقادي تدخلت في قناعات العاملات وماذا يلبسن ومع من يتحدثن، وهذا منافٍ لأبسط حقوق الإنسان في أي بقعة في العالم. وزارة العمل عليها أن تهتم بظروف وبيئة العمل وتحسنها، التي تخدم المرأة في الاستمرار بأداء وظيفتها بشكل مريح، فأما ماذا ترتدي هذه العاملة أو تلك من «طرحة» أو «نقاب» فهذا سيفتح الباب التدخلات من جهات أخرى في ممارسة ضغوط على المرأة السعودية في تلك المحال، ونحن نعرف أن معظمها، ولاسيما في المراكز التجارية الكبيرة مغطاة بكاميرات تستطيع أن تعرف وتكشف أي مضايقات تتعرض لها المرأة، سواء عميلة أو عاملة. نقطة أخرى ألا وهي من سيتولّى تنفيذ هذا القرار؟ وهل يكون من ضمن شروط الحصول على الوظيفة أن تكون على استعداد في لبس النقاب من عدمه؟ علينا أن نترك مثل هذه التفصيلات للمرأة نفسها فمن أرادت النقاب فهذا حقها، ولكن أن نفرضه على من لا يردن ذلك فهذا هو من سياسة التطفيش والإقصاء ضد مفهوم خروج المرأة للعمل من بعض الجهات، والتي قدمت وزارة العمل تنازلات لها، للأسف أن هناك قلة لدينا صوتها مرتفع وتصادر رأي الغالبية بأن هذا هو موقف المجتمع من عمل المرأة، وكلنا يتذكر وفود المحتسبين إلى…

لماذا يهاجر السعوديون؟

الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠١٤

من حيث المبدأ تعد هجرة الإنسان من وطنه إلى دول ومناطق أخرى سلوكاً طبيعياً منذ خلق البشرية، وتعددت أسباب الهجرة البشرية، فمنها الهروب من الاضطهاد السياسي والديني والاجتماعي، والغالبية في وقتنا المعاصر تهاجر لأسباب اقتصادية، ولكن دولة مثل المملكة يقصدها الملايين للعمل، وكثير يتمنون الحصول على تأشيرة تحقق طموحاتهم للعمل في بلادنا، مع هذه الصورة الغريبة نقرأ بعض الإحصاءات عن أعداد من السعوديين هاجروا أو قدّموا طلبات هجرة في بعض البلدان، ولاسيما الدول الغربية المتقدمة، فقد أشار إحصاء لمكتب إحصاءات الهجرة التابع لوزارة الأمن الوطني الأميركية أن هناك حوالى 11700 طلب هجرة لسعوديين بين عامي 2001و2010، فهذه الأرقام في اعتقادي مفزعة وتحتاج إلى دراسة، فالقضية ليست هجرة عقول ونخب مهنية، وهذه القضية تعاني منها دول العالم الثالث أجمع، ولكن الحالة التي أتحدث عنها تفضح وفي شكل واضح الفشل في إيجاد وظائف لمن تعلموا ودرسوا في تلك الجامعات الغربية، وبعضهم عاد وتمت محاربته في الحصول على وظيفة تناسب تحصيله العلمي، بسبب عدم العدالة والمحسوبية في التعيين. وإن من يُجري المقابلات الوظيفية لبعض أبناء هذا الوطن- ولاسيما في القطاع الخاص - من الأجانب، فمن الطبيعي ألا يحصلوا على وظائف، وإن حصلوا عليها فإنه يُهمَّشون بطرق عدة، وينتهي بهم المطاف إلى الهروب من تلك الوظائف. بعضهم يعتقد بأن سبب هجرة السعوديين هو الانبهار…

ثوراتنا السياسية الهشة

الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠١٤

المعارضة في الدول الديموقراطية، التي يطلق عليها في معظم الأحيان حكومة الظل تهتم بكل شؤون بلادها وتراقب السلطة والحزب الحاكم، وهي عملية سياسية متعارف عليها، وتسعي المعارضة دائماً إلى الوصول إلى الحكم من خلال برامجها السياسية ومن خلال الأنظمة والتشريعات التي نصت عليها دساتير تلك الدول المتقدمة ديموقراطياً. في عالمنا العربي نجد دائماً التخوين للمعارضة والمعارِض السياسي، وقد يكون ذلك بسبب عدم نضج التنمية السياسية في عالمنا العربي، فالمعارضة لدينا، ولاسيما بشقها الإسلامي السياسي مثلاً تطمح للوصول إلى الحكم، وهذا حق مشروع لها، ولكن الاختلاف معها أنها تريد أسلمة المجتمع، بحسب ما تراه كما حدث في مصر مثلاً عند وصول «الإخوان المسلمون» للسلطة، والسؤال: هل هذا يعتبر حقاً لمن يصل إلى الحكم في دولنا؟ العائق هو أن معظم دولنا، التي تدعي العلمانية لا تطبق منها إلا الاسم فقط، إذ ليس فيها دساتير متفق عليها من غالبية شعوبها، وهذا يجعل هذه الدول حقل تجارب، ويخلق صراعات وحروباً في داخلها. فنحن نتذكر مثلاً التجربة الاشتراكية في اليمن الجنوبي، فتلك التجربة لم يكن لها من الاشتراكية إلا في خطابات الحزب الاشتراكي اليمني ولجنته المركزية وبعض النخب السياسية، ولكن الشعب اليمني في الجنوب في تلك الفترة لم يتأثر بتلك الحقبة، بل إن الزعامات الاشتراكية كانت ترتكز على ولاءات قبلية وجهوية، والحال الآن في من…

«مترو الرياض».. هل ينجو؟!

الثلاثاء ١٥ أبريل ٢٠١٤

بعد أشهر من تنقل معرض مترو الرياض في عدد من الجامعات في مدينة الرياض، أطلق أمير منطقة الرياض ونائبه البداية الفعلية لهذا المشروع الذي طال انتظاره، وقد طالب أمير «الرياض» مراراً وتكراراً ساكني العاصمة بتحمل ما سيترتب على هذه المشروع من تبعات، ولاسيما الزحام المروري الذي ستشهده العاصمة جراء تنفيذ هذا المشروع العملاق، ونحن سكان العاصمة في الأصل نعيش حالاً مرورية صعبة ولن تفرق كثيراً معنا زيادة في وضع الحال المرورية، ولاسيما أن هذا المشروع الضخم أملنا في حل أزمة المرور في مدينة الرياض. لقد طال وتأخر تنفيذ هذا المشروع، ولكن المهم أنه بُدئ في تنفيذه، وبحسب ما هو معلن فإن مدة تنفيذه 48 شهراً، أي أربعة أعوام. ومن المفترض أن يتم الانتهاء من تنفيذه في بداية عام 2018، وهذه فترة ليست طويلة، ونحن نعلن استعدادنا للتحمل والصبر في الفترة المقبلة، ولاسيما أن وضع الحركة المرورية ليست جيدة أساساً، والمسألة هي زيادة معاناة ليس إلا، ولكن التحدي الكبير والخوف الذي بتداوله سكان الرياض هو: هل يتم تنفيذه في الفترة التي أُعلنت؟ وهذا هو المحك الحقيقي، لأننا قرأنا كثيراً عن المشاريع الحكومية المتعثرة، التي رصدت لها بلايين الريالات. وهذا الطرح ليس تشاؤماً أو عدم ثقة في ما ذكره أمير «الرياض» ونائبه تجاه إنجاز هذا المشروع العملاق الذي سيغير وجه مدينة الرياض…