عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

«صندقة واحدة».. للأكل والنوم والطبخ

الثلاثاء ٠٨ أبريل ٢٠١٤

قرأتُ في مجلة «إنسان»، الصادرة عن جمعية إنسان قصة «أم منيف» من خلال حوارها معها، إذ تسكن في صندقة في أحد أحياء الرياض، وهي - كما تقول المجلة - امرأة مكافحة تعمل مستخدمة في إحدى الإدارات الحكومية، وهي إنسانة دارت عليها دوائر الزمن فلم ينفعها عملها وكدها وكرامتها من الفقر وشروره، فهي تسكن مع أبنائها في «صندقة» هي بيتهم ومبيتهم ودورة مياههم، ولا تملك وسيلة نقل للوصول إلى عملها، وهذا يكلفها جزءاً كبيراً من راتبها. وبعد وفاة زوجها وكبر أبنائها عظمت مشكلتها، فلم يجد الأولاد لهم وظائف، وهو ما دفع بعضهم إلى براثن المخدرات والسجون والصحة النفسية. مثل هذه القصص تُدمي القلب من قلة الحيلة، فالمشكلة ليست فردية لهذه الإنسانة التي قد تحل مشكلتها عن طريق الجمعية التي نشرت قصتها في المجلة التي تصدرها، ولكن ماذا عن آلاف الحالات التي قد لا نعرف عنها الكثير؟ نقطة سلبية في مسيرتنا التنموية أن يكون لدينا فقراء تصل بهم الحال إلى هذه الدرجة من المأسوية، ونحن لا نعرف الطريقة المثلى لانتشالهم من أوضاعهم المزرية. فكل يوم نسمع ونقرأ عن حالات مماثلة لحالة «أم منيف» وقيام بعض المسؤولين بمساعدتهم، وهم مشكورون على تلك الجهود، ولو أن بعضهم يرى أن تلك الفزعات منهم هي لتجميل صورتهم في المجتمع، ولكن لا يهمنا إذا كان ما يقومون…

مؤتمرات المرأة.. لقمعها!

الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠١٤

في مجتمعنا وفي الآونة الأخيرة كثيرة هي المؤتمرات التي تعقد حول أوضاع المرأة السعودية، ولاسيما قضية عمل المرأة، والغريب أن أول ما يتبادر إلى الذهن أن تلك الجهات هي بالفعل تسعى إلى الدفاع عن حقوق المرأة وحقها في العمل في بيئة مناسبة تحفظ حقوقها، ولكن الغريب أن الصور لتلك المؤتمرات تعطينا كيف ينظر منظمو تلك المؤتمرات إلى المرأة في مجتمعنا، إذ نشاهد صور الرجال فقط وهم يناقشون قضايا المرأة، فيما المرأة - للأسف - لا حضور لها. إما أنها غير موجودة فعلاً، والرجال هم من يناقشون قضاياها أو أن صور النساء المشارِكات ونشرها في تلك المؤتمر يمثّلان أزمة للجهات المنظمة، فكيف بهذه العقلية والنظرة الدونية إلى المرأة نتوقع أن تخرج توصيات من تلك التجمعات تعطي المرأة حقوقها؟ قد لا أكون متشائماً إذا رجّحت أن الهدف غير المعلن لتوصيات تلك المؤتمرات هي ضد المرأة لإقصائها، ونحن نقرأ ونشاهد المحافظة على المرأة في مجتمعنا وكأنّ من يسمع مثل تلك التصريحات يوقن أن نساءنا خرجْن عن الأوضاع الطبيعية في أي مجتمع، فنجد مثلاً التركيز - ولو في شكل غير مباشر - على أننا نعيش في مجتمع له خصوصيته. وكم استُخدمت هذه المفردة لدينا في التهميش لدور المرأة وحرمانها من حقوقها، فمثلاً لم أقرأ في توصيات أي من تلك المؤتمرات حق المرأة في أن…

نصف السعوديين يشعرون بالتمييز القبلي

الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤

في ندوة أقيمت الأسبوع الماضي في النادي الأدبي بحائل بالشراكة مع هيئة حقوق الإنسان في المملكة بمناسبة اليوم العربي لحقوق الإنسان الذي يوافق 16 من آذار (مارس) الجاري، أظهرت دراسة قامت بها هيئة حقوق الإنسان أن حوالى 65 في المئة من عينة الدراسة من السعوديين يشعرون بالتميز القبلي والمناطقي وأن نحو 19 في المئة منهم يشعرون أحياناً أنهم مميزون، وهذه باعتقادي نتيجة مخيفة وتعكس أننا - على رغم التقدم المادي - لا نزال ندور في حلقة ضيقة على المستوى الفكري، فمسألة تعدد الولاءات للقبيلة والمنطقة والقرية تعبّر عن ثقافة جهلنا، على رغم رسوخ مؤسسة الدولة، إلا أن الأشكال الاجتماعية التقليدية، مثل القبلية والإقليم، هي صاحبة الولاء في المقام الأول قبل الولاء للوطن، ولكن التساؤل لدينا عن مثل هذه الولاءات المتعددة التي تكون العلاقة بالوطن فيها في مرتبة متأخرة لدى المواطنين. يمكن القول أن مفهوم المواطنة هو السلاح القوي في تذويب مثل هذه المؤسسات الاجتماعية التقليدية، ولكن يبدو أن مسألة المواطنة لم تترسخ عندما إلا في شكل سطحي، فبعضنا - للأسف - يلجأ إلى القبلية والإقليمية في حياته فيجد العون والمساعدة في حياته العملية والاجتماعية أكثر مما يستطيع أن تنصفه الأنظمة والقوانين الرسمية، بل قد تُستخدم تلك الأنظمة الرسمية في تعزيز القبلية والمناطقية، وكلنا يعرف مثلاً أن بعض الأجهزة الرسمية والوزارات…

إنجازات العباءة التعليمية

الثلاثاء ١١ مارس ٢٠١٤

تصدَّر الصحفَ المحلية الأسبوع الماضي خبرُ تكريم سيدة تملك محلاً قرب إحدى المدارس الثانوية في مدينة عرعر. اعتقدت في اللحظة الأولى أن هذا التكريم بسبب منجز وتفوق تعليمي قامت برعايته لإحدى طالبات تلك المدرسة، أو أن إحدى بناتها تفوقت في تحصيلها الدراسي. لكن للأسف أن الإنجاز الذي قدمته هو توفير عباءات لطالبات الثانوية العاشرة بعد خروجهن إلى فناء المدرسة ثم إلى الحافلات بسبب خلل كهربائي في المدرسة. إننا - لا شك - نقدر موقف تلك السيدة وعدم قبولها أي مقابل مادي لما قامت به، ولكن ما يثير التساؤل هو مسألة ارتداء العباءة وأهميته في مثل هذا الظرف والنظرة إلى المرأة في مجتمعنا واختزالها في العباءة فقط وكأن تلك السيدة لو لم تقم بتلك المبادرة لحدثت كارثة بسبب عدم ارتداء الطالبات لها بسبب خروجهن من المبنى في ذلك الظرف الطارئ. مشكلتنا في المجتمع هو وجود المرأة وخروجها للدراسة والعمل وفي الوقت نفسه. نريد أن نطبق عليها مفاهيم لا تمتُّ بصلة إلى العصر الذي نعيش فيه، فكلنا بتذكر حادثة طالبات مكة حينما منع أعضاءٌ من هيئة الأمر بالمعروف دخول الرجال للمساعدة في إنقاذهن، وأخيراً حادثة وفاة طالبة في جامعة الملك سعود بسبب منع دخول سيارة الإسعاف إلى الجامعة. «فوبيا» المرأة وعملها ووجودها في جميع المناشط الاجتماعية والاقتصادية هي قضية ملحّة. أعتقد بأن…

منع صورة المرأة في الانتخابات البلدية

الثلاثاء ٠٤ مارس ٢٠١٤

للأسف دائماً نقف في منتصف الطريق ويأسرنا الماضي في قرارات ومشاريع مستقبلية. قضية مشاركة المرأة السعودية في الانتخابات البلدية المقبلة خطوة في هذا الطريق الصحيح، ولكن تأتي التعقيدات المنحازة للنظرة المجتمعية إلى المرأة، فوزارة الشؤون البلدية (الجهة الرسمية المنظمة لمشاركة المرأة في هذه الانتخابات ناخبةً أو مرشحةً) أصدرت قبل فترة ضوابط لهذه المشاركة وكيف تدير المرأة حملتها الانتخابية، وأكدت الوزارة في تلك الضوابط أهمية المساواة في تلك الحملات مع ما يتماشى مع الدين وخصوصية المجتمع. بلا شك أن ولي الأمر عندما أصدر حق مشاركة المرأة في هذه الانتخابات كان معتمداً على حق المرأة في ديننا الإسلامي وما أعطاها من حقوق في هذا الشأن، وعلينا ألا نتناقض مع خطابنا الإسلامي بأن ديننا الإسلامي أعطاها حقوقها وجعلها متساوية مع الرجل في تلك الحقوق، ولكن القضية هي في جزئية التوافق مع خصوصية المجتمع، فأولاً علينا الإقرار بأن المجتمع لا يحمل النظرة نفسها لوضع المرأة في مجتمعنا حتى لو كانت هناك أصوات لا تؤمن بتطور المرأة وإعطائها حقوقها. نحن كمجتمع تتطور وتتغير نظرتنا لقضيانا، فهذه قضية إنسانية وبشرية قابلة للتغير وليست جامدة حتى لو حاول بعضهم تصورها بهذا الشكل. نسمع أصواتاً اليوم تطالب بمنع نشر صور المرشحات لصورهن النسائية في حملاتهن في الانتخابات البلدية المقبلة وعزل المراكز الانتخابية وتخصيص مراكز تصويت للرجال وأخرى للنساء.…

«مركز الحوار الوطني» ليس لاستضافة الوزراء

الثلاثاء ٢٥ فبراير ٢٠١٤

مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نتاج لمشروع خادم الحرمين الشريفين للإصلاح، وقد بدأ مسيرته في عام 2003، وكما فهمنا أن هدف المركز هو نشر ثقافة الحوار والتعاطي الإيجابي مع الاختلاف مع الآخر مهما كانت درجة الاختلاف، وركزت جلسات الحوار السابقة على قضايا مسكوت عنها في ثقافتنا المحلية، مثل قضايا المذهبية والحوار بين السنة والشيعة في وطننا وقضايا التصنيفات الفكرية في مجتمعنا وغيرها من الملفات المهمة التي نريد أن يركز المركز عليها في نقاشاتها المستقبلية، وتهمُّ الرأي العام المحلي، وهي كثيرة، وتحتاج إلى المبادرة من المركز والقائمين عليه لإشراك المواطنين في اختيار ما ستتم مناقشته من المركز، وقد خدمتنا التقنية لمعرفة ماذا نريد من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، فيمكن من خلال موقع المركز على شبكة الإنترنت أن نشارك في اختيار المواضيع التي نرى أنها تستحق أن يسلط الضوء عليها في جلسات الحوار المقبلة، ولن أتحدث عن التوصيات الصادرة والمرفوعة لمقام خادم الحرمين الشريفين في نهاية كل جلسة نقاش يقوم بها المركز، لأن خادم الحرمين يستقبل المشاركين فيها في نهاية كل اجتماع، وهو ما يدل على اهتمامه - حفظه الله - بدور المركز والآمال التي يعقدها على فعالياته، ونحن نشاركه هذا الشعور، وحبذا لو يفعِّل المركز بعض توصياته التي أصدرها وتم تبنيها في القرارات والمشاريع من الدولة حتى لا يفقد مشروع…

زيارة أوباما للسعودية

الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤

زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرياض في شهر آذار (مارس) المقبل ليست زيارة عادية، كما هي زيارات الرؤساء الأميركيين السابقين، فالكل يعرف أن علاقة الرياض وواشنطن تعيش أصعب مراحلها، وتتمثل بعدم رضا السعوديين عن مواقف الأميركيين، وعلى رغم تأكيدات المسؤولين في الجانبين على تاريخية واستراتيجية هذه العلاقة المميزة والممتدة لعقود طويلة، إلا أن الرياض عبرت منذ عام من الآن عن عدم رضاها عن سياسية أميركا الخارجية في المنطقة. فالرياض من أقوى وأهم حلفاء واشنطن في المنطقة، ويعلم الأميركيون قبل غيرهم ثقلها السياسي والاقتصادي والديني في العالم، في الوقت الذي يعرف السعوديون مكانة أميركا، وأنها القوة العظمى في العالم. هناك خلافات بين الجانبين في عدد من الملفات المهمة في المنطقة، وترى الرياض أن واشنطن بدأت تتلوّن تجاه قضايا مشتركة في الشرق الأوسط بل أفصحت الرياض بطريقة أو أخرى عن غياب الشفافية في تعاطي حكومة أوباما مع الملف السوري، والذي سيكون ضمن أولويات الملفات المطروحة للنقاش في زيارة أوباما المرتقبة آذار (مارس) المقبل. من المتوقع أن يقدم الأميركيون للرياض تفسيراً لتراجع دورهم في معالجة القضية السورية، بعد أن كانوا على وشك توجيه ضربة عسكرية لنظام الأسد في أعقاب استخدامه الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، ولماذا توقفت أميركا عن ضربها نظام بشار الأسد بعد تنسيقها مع حلفائها في المنطقة؟ وكلنا يتذكر حينما قطع العاهل…

لونا الشبل وابتساماتها المستفزة

الثلاثاء ٠٤ فبراير ٢٠١٤

خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «جنيف2» كانت ملايين المشاهدين في العالم العربي وفي بقية أنحاء العالم مشدودة إلى بداية ذلك المؤتمر الذي بعث بارقة أمل أو بداية في النفق المظلم في مسيرة الثورة السورية، للتوصل إلى حل لهذه الأزمة التي حصدت أكثر من 200 ألف مواطن سوري، غالبهم قتلوا على أيدي قوات النظام، إضافة إلى تشريد الملايين في دول الجوار والداخل السوري. في كلمة وليد المعلم الرنانة التي لم يأتِ فيها بالجديد استرعت انتباه المتابعين لتلك الكلمة، تصرفات عضو الوفد السوري والمستشارة الإعلامية في الرئاسة السورية لونا الشبل المذيعة السابقة في قناة الجزيرة، وهي توزع الابتسامات وكأنها تحضر مسرحية كوميدية لدريد لحام، وكأن ما تمر به بلادها هو مدعاة إلى الابتسامة في شكل فج أثار الكثير من المتابعين لكلمة وليد المعلم وبخاصة من أبناء الشعب السوري، لما تعيشه بلادهم من مآسي وقتل وتعذيب طاولت النساء والأطفال، وأدخلت سورية في أزمة قد تطول لأعوام مقبلة، بسبب سياسة أمنية انتهجها النظام للقضاء على شعبه الذي طالب بالتغير والحرية بطريقة سلمية لم يرفع فيها السلاح لمدة ستة أشهر في بداية الثورة السورية. ابتسامات لونا الشبل لبلادها تعكس كيف يتعامل النظام الذي تمثله مع أبناء شعبه من قتل وتنكيل، وكأنها لم ترَ أو تشاهد ما يحدث في المدن والقرى السوري من تدمير وقتل، وهي للأسف…

صورة بلادنا في المنافذ البرية!

الثلاثاء ٢١ يناير ٢٠١٤

منافذنا البرية هي من واجهات الوطن المهمة، ويجب على الجهات المختصة والمشرفة عليها ألا تقلل من أهميتها، بسبب بعد المكان، فهي لا تقل عن مطاراتنا في عكس الصورة الحضارية عن بلادنا لمن يستخدمها من المغادرين والقادمين، سواء كانوا من الزائرين أم الحجاج والمعتمرين أم من يستخدمها في العبور إلى الدول المجاورة للمملكة. في موسم الإجازات المدرسية والأعياد تسلط الأضواء على تلك المنافذ البرية بخاصة مع دول الخليج العربي وشمال المملكة، ويتكرر دائماً التكدس والانتظار للعابرين لتلك المنافذ، ونأمل بأن تمر هذه الإجازة من دون أن نسمع عن الفوضى والانتظار في تلك المنافذ، أما في حال تكرر المعاناة لمستخدمي تلك المنافذ، فهذا يدل على أن هناك مشكلة أزلية يجب الإسراع في معالجتها وتضافر الجهود من الجهات المعنية، وبخاصة الجوازات والجمارك والأجهزة الأمنية، لوضع حلول جذرية لها، لما لذلك من انعكاس على انسيابية الحركة على مواطني المملكة والدول المجاورة، إضافة إلى الجوانب الاقتصادية وانعكاسها على الاقتصاد الوطني. وبالمناسبة، بدأ بعض رجال الأعمال في الاستثمار في هذا القطاع المهم. فمنافذنا البرية تعيش وضعاً سيئاً من ناحية البنية التحتية كمباني الأجهزة الحكومية التي عفا عليها الزمن، فلماذا لا تتطور تلك المنافذ مثلاً في الخدمات المقدمة فيها من مطاعم وفنادق ملائمة للمسافرين كما في بعض الدول المجاورة، وأن يسمح للقطاع الخاص بالاستثمار فيها؟ أما من…

تخوين مستخدمي «تويتر»!

الثلاثاء ١٤ يناير ٢٠١٤

للأسف البعض لدينا يزايد على الآخرين بانتمائهم إلى وطنهم، ويطلق التهم عليهم، وبخاصة ممن يستخدمون «تويتر» لدينا، وأزعجته النسب المرتفعة، لِمَ يستخدمون هذه الوسيلة لدينا؟ ويطالب بسن التشريعات لضبط ما يدور في «تويتر» من بعضنا، وهذا مطلب الجميع، لكن ماذا عنه، وهو من يشكك في ولاء الناس لأوطانهم، وأنهم حفنة من الجواسيس تدار من الخارج من جهات لها أجندات مضادة لوطننا؟ وليته يقدم ما لديه من أدلة عن ارتباط الآلاف ممن يستخدمون «تويتر» بتلك الجهات، وكأن من يدعو إلى ذلك وقع في المحظور نفسه، ودعوته إلى ضبط ما يدور في هذا العالم الافتراضي، والغريب أن من يدعو ويفزع من هذه النسبة المرتفعة من استخدام مواطنين، يتساءل ويبحث بواقعية عن أسبابها في وجودنا في هذه الوسيلة الإعلامية الجديدة، وعليه أن يقدم لنا دراسات وبحوثاً علمية عن هذه الظاهرة السعودية، ولماذا تلقفت هذه الشعوب العربية هذه الأدوات للتعبير عن واقعها وسعيها إلى إصلاحه؟ أما قضايا الجواسيس والأجندات الخارجية فهي تذكرني بالتغريب وزوّار السفارات التي كانت تستخدم من بعض التيارات الفكرية لدينا، والتي إذا اختلفت معها في أي طرح ونقاش فالتهمة الجاهزة هي أنك من دعاة التغريب، اختلف مسمى التهمة، لكن النتيجة واحدة، وهي إما أن تكون معي في الرأي، وإلا فأنت جاسوس وخائن ومارق. كلنا يتذكر معارضة البعض منا والتهويل والتخويف من…

«الخارجية».. والأمن القومي

الثلاثاء ٣١ ديسمبر ٢٠١٣

وجّه خادم الحرمين الشريفين في جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي وزير خارجيته سعود الفيصل توجيهاً، فحواه أن على السفراء واجبات يجب عليهم أداؤها، ومنها فتح أبوابهم واستقبال المواطنين وإعطاؤهم اعتبارهم في البلدان التي يزورونها. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بات واضحاً للعيان السفير الذي يؤدي عمله بأمانة وإخلاص من السفير الآخر المتقاعس. وبادئ ذي بدء يجب أن ندرك أن وزير خارجيتنا سعود الفيصل الذي يقضي جل وقته في الفضاء، ويتأبط ملفات سياسية مهمة دولية وإقليمية تنوء بحملها الجبال، لا تسمح له مهماته الجسيمة بالانشغال في تدبير الشأن الداخلي للوزارة نيابة عن موظفيه من مساعدين ووكلاء تعد هذه المسؤولية من صلب أعمالهم، وليس من المنطق أن يشتت الوزير نفسه وجهده ووقته ليراجع مستندات ترقية موظف أو نقله من قسم إلى قسم، على حساب مهمات عظمى تتعلق بمصالح الوطن إقليمياً ودولياً. إن الأداء المتقاعس لسفرائنا وسفاراتنا ناتج من الاتكالية وعدم شعور بعضهم بالمسؤولية الوطنية التي أوفدوا لأجلها، والسبب يعود إلى اتكالهم على المتعاقدين في هذه السفارات ليقوموا بأعمالهم نيابة عنهم، وهذا المتعاقد الذي يبدأ صباحه باكراً شعلة من النشاط، ليس إخلاصاً وتفانياً كما يعتقده أخونا الموظف السعودي، بل هي لقمة عيشه التي يسعى بلا كلل إلى المحافظة عليها، فتجده هو حارس الأمن ومسؤول العلاقات العامة والسكرتير، بل الأدهى والأمر من هذه وتلك…

«بشت» السديس و«أرنود فان دورن»

الثلاثاء ١٧ ديسمبر ٢٠١٣

في خلال فترة قصيرة لا تفرق بينهما إلا أيام معدودات، نظم مؤتمران للدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم، الأول في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وحمل عنوان: «المؤتمر العالمي عن الرسول (ص) وحقوقه على البشرية»، والثاني نظمته جامعة الإمام في الرياض بعنوان: «المؤتمر العالمي للحوار والدفاع عن النبي (ص)»، وشارك في هذين المؤتمرين المئات من الباحثين والباحثات، ولكن أرى أن عقد مثل هذه المؤتمرات وفي فترة متقاربة، يقلل من أهمية نتائج مثل هذه اللقاءات، فلماذا مثلاً لا يكون هناك تنسيق بين الجامعات لدينا في المواضيع التي تناقشها مؤتمراتها، فلو عقد مثلاً المؤتمر الأول في الجامعة الإسلامية في هذا العام، ومؤتمر جامعة الإمام بعد عامين لكانت الفائدة أشمل، بخاصة أن من اطلع على التوصيات التي خرج بها المؤتمران لا تختلف كثيراً من حيث المضامين، فمثلاً كلاهما يدعوان إلى استخدام وسائل الإعلام بجميع أشكالها وبكل اللغات، للدفاع عن نبي البشرية والدعوة إلى إصدار قانون دولي يجرم الإساءة إلى الرسول وجميع الرسل، بل إن مؤتمر جامعة الإمام دعا إلى إنشاء قناة تلفزيونية عالمية، تشرف عليها الجامعة، وتدافع عن الرسول (ص)، وهذه التوصيات أرى أن فيها تكراراً سمعنا به من قبل، بخاصة عندما يتعرض الإسلام إلى هجمات إعلامية غربية. وعلى رغم أهمية عقد هذه اللقاءات، إلا أن حبنا للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام…