سعيد السريحي
سعيد السريحي
كاتب سعودي

كي لا نصبح زملاء للمحققين في محاكم التفتيش

الأحد ١٦ فبراير ٢٠٢٠

إذا كان ثمة ما نحتاج إليه حين نقرأ أي خطاب من الخطابات المتشددة، وعلى رأسها خطاب الصحوة، فهو ألا نقع فيما وقع فيه منظروها حين مارسوا دور المحقق في محاكم التفتيش.. تساءل برنارد جارده ذات ندوة عما إذا كان «برناردو قي» زميلا له، ولرفاقه الذين كان يتحدث إليهم في المهنة، ثم لم يلبث أن اتخذ من هذا التساؤل عنوانا لورقته التي دون فيها مداخلته في ذلك الحوار. وإذا كنا نعرف أن «برناردو قي» الذي ورد ذكره في مداخلة جارده، التي ترجمها الدكتور عبدالله الخطيب إلى العربية، كان كبير المحققين وإمامهم في محاكم التفتيش التي كانت تأخذ بخناق من يتهمون بالهرطقة يكون بإمكاننا التحقق من أحد طرفي المعادلة، بينما يبقى الطرف الآخر متواريا وراء ما يمكن أن يحيل إليه الضمير «نا» في سؤال جارده: «هل برناردو قي زميل لنا»، ولا سبيل لنا إلى ذلك إلا إذا عرفنا المهنة التي يحيل إليها جارده، وإذا كان ثمة ضرب من الزمالة في تلك المهنة يجمع بينه -هو وزملاؤه- وبين برنارد جي. وإذا ما اعتمدنا معرفتنا بالسيد جارده والجماعة التي ينتمي إليها وحلقة الدرس التي قدم فيها هذه المداخلة التي ترجمها من الفرنسية الدكتور عبدالله الخطيب، إذا ما اعتمدنا ذلك سهل علينا أن نعرف أن الطرف المقابل للسيد «برناردو قي» المحقق المنتمي إلى محاكم التفتيش…

الليرة التركية وشعبوية الزعيم

الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨

يقدم الرئيس التركي أنموذجا مثاليا للرئيس الشعبوي، والفرق بين الرئيس الشعبي والرئيس الشعبوي كبير، فالرئيس الشعبي هو الرئيس المنتمي لشعبه الشاعر بهمومه العامل على تحقيق تطلعاته، بينما الرئيس الشعبوي هو الرئيس المستثمر لتعاطف شعبه معه وثقتهم به لتكريس قوته ودعم صلاحياته وضرب خصومه، وهو ما نجح فيه الرئيس التركي حين استصرخ الشعب عشية الانقلاب، سواء كان انقلابا حقيقيا أو مجرد مسرحية مفتعلة، فخرج الشعب لكي يواجه الدبابات والرصاص بصدور عارية مكنت الرئيس من قمع ذلك الانقلاب، كما استثمر ذلك التعاطف فيما أدخله على الدستور من تعديلات مكنته من الحصول على صلاحيات مطلقة في تدعيم مكانته وردع خصومه، ومكنته هذه الشعبوية من الفوز بفترة رئاسية جديدة. غير أن هذه الشعبوية التي تمكن الرئيس التركي من استثمارها في مجال السياسة الداخلية والخارجية انقلبت على الوضع في تركيا حين لجأ إليها الرئيس التركي في مواجهة الأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة التركية وذلك حين استصرخ هذه المرة شعبه مطالبا إياهم ببيع ما يملكونه من مجوهرات وذهب ومدخرات بالليرة التركية وتحويل ما يمتلكونه بالدولار واليورو إلى الليرة التركية، وهو الأمر الذي أدى إلى مزيد من انهيار الليرة، وتصبح أسوأ عملة أداء خلال هذا العام في العالم، وهو ما زاد من تعثرالاقتصاد التركي. الشعبوية التي صعد على أكتافها الرئيس التركي هي الشعبوية التي أدت إلى انهيار تركيا…

المرأة و«عقلية الممانعة» في مجلس الشورى

الخميس ٢٨ يونيو ٢٠١٨

رفض مجلس الشورى توصية اللجنة الأمنية بدراسة إتاحة عدد من الوظائف العسكرية المتخصصة للكوادر النسائية المؤهلة برتب عسكرية مختلفة في وزارة الدفاع أمر مؤسف، غير أن تعليل الرفض بأن التوصية جاءت عامة من شأنه أن يعيد التوصية للتصويت إذا ما تمت إعادة الصياغة، وهو الأمر المتوقع أن تحرص عليه اللجنة الأمنية ويحرص عليه من تقدموا بهذه التوصية. رفض هذه التوصية مؤسف لا لأنه يتعارض مع توجه الدولة نحو تحقيق مزيد من التمكين للمرأة في مختلف المجالات، وإنما لأنه لم يأخذ في الاعتبار ما تحقق للمرأة في وزارات أخرى أتاحت للمرأة العمل في مجالات عسكرية تتشابه، بل وتتطابق مع المجالات التي يمكن أن تعمل فيها فيما لو تم تمكينها من العمل في وزارة الدفاع، ومن ذلك ما قامت به وزارة الحرس الوطني حين قامت بتعيين وتدريب مفتشات حرس حدود برتبة جندي، وكذلك وزارة الداخلية التي أعلنت عن وظائف للنساء في المرور وأمن الطرق وشرطة المناطق ودوريات الأمن وأمن الحج والعمرة والأسلحة والذخائر والتوجيه الفكري والمعنوي. فإذا كانت هاتان الوزارتان قد مكنتا المرأة من هذه الوظائف ولقي ذلك التمكين قبولا وترحيبا في المجتمع فلنا أن نتساءل عن أي صيغة لتلك التوصية يبحث السادة في مجلس الشورى لتمكين المرأة من العمل في وزارة الدفاع؟ وهل لا تزال عقلية الممانعة تحول بين مجلس الشورى…

الضربة التأديبية وأوهام «القومجيين» العرب

الثلاثاء ١٧ أبريل ٢٠١٨

الضربة التأديبية التي وجهتها كل من أمريكا وفرنسا وبريطانيا ضد النظام السوري استثارت غضب من لا زالوا يتعثرون في ما كرسته شعارات القومية من أوهام، وما رسخته ادعاءات السيادة الوطنية من تهيؤات، وتناسى أولئك المحتجون على تلك الضربة أن قيمة الإنسان أعلى وأغلى مما ينتصرون له من قومية وما يهتفون به من سيادة، وأن نظاماً يشن حرب إبادة وتهجيراً ممنهجاً لا يمكن أن يبقى حرا طليقا محميا من المساءلة معفيا من المحاسبة، يفعل بشعبه ما يشاء مادا لسانه للعالم هاتفا: شعبي وأنا حرٌ فيه. المتباكون على القومية تجاهلوا ما انتهت إليه هذه القومية في بلد ظل يكذب على العرب عقوداً من الزمن بشعار «أمة واحدة ذات رسالة خالدة» ثم لم يتورع بعد ذلك أن يحيل حديقة بيته الخلفية والأمامية إلى مسرح يتراقص فيه الفرس والترك ويدق فيه الروس طبول الحرب. والمتباكون على ما اعتبروه انتهاكاً لسيادة سورية تجاهلوا أنه لم يبق من تلك السيادة إلا «سيادة الرئيس» و«سيادة الحزب» الذي لم يستطع أن يحمي أرضه من أن تصبح مأوى للإرهابيين من مختلف أصقاع الأرض، يستغلون الإسلام ليقيموا على الأرض السورية خلافتهم المزعومة وينظموا ماليشياتهم وجماعاتهم التي استبدت بالشعب السوري فدمرت مدنه ومحت تاريخه ونشرت الرعب في كل مدينة احتلتها ورعت العمليات الإرهابية التي شوهت صورة المسلمين والعرب أجمعين. المتباكون على…

أين كانت بلدية الشوقية ورئاسة الحرمين؟

الأربعاء ١١ أبريل ٢٠١٨

بلدية الشوقية بمكة المكرمة أزالت 35 مبنى مقاماً على أملاك رئاسة الحرمين الشريفين، كما أزالت أساسات إنشائية وخزانات ماء عشوائية لا يمتلك أصحابها صكوكاً شرعية تمنحهم حق إقامة مبانيهم ومنشآتهم على تلك الأرض، بلدية الشوقية قامت بذلك انطلاقاً من دورها المتمثل في الحيلولة دون نشوء أحياء عشوائية من ناحية وحماية لأملاك الحرمين الشريفين من التعدي عليها من ناحية أخرى. رئيس بلدية الشوقية أكد على أن البلدية لن تتهاون في القيام بواجبها بإزالة أي مخالفات أو تجاوزات، وستواصل مهماتها في إزالة أي تجاوزات ومخالفات دون تأخر أو تهاون، وفي ما قاله رئيس البلدية وجهة نظر، ذلك أنه إذا كانت إزالة ما أزالته من تعديات في الشوقية يؤكد أنها لن تتهاون في إزالة التعديات فإن إنشاء 35 مبنى مسلحاً وتأسيس درج لطرق المباني المرتفعة وزراعة أشجار نمت في أفنية بعض تلك المباني من شأنه أن يشكك في ما قاله رئيس البلدية من أنها تقوم بواجبها دون تأخر، فتلك المباني لم تُنشأ بين يوم وليلة، وتلك الأساسات لم توضع في ساعة من نهار، ولو أن البلدية كانت حريصة على القيام بواجبها لحالت دون إقامة أول بيت لا يمتلك صاحبه صكاً شرعياً ولا تصريحاً بالبناء، فلم تتكبد بعد ذلك مهمة إزالة حي بأكمله مستعينة في تنفيذ ذلك بكثير من الأجهزة الرسمية كانت في غنى…

«بيت الطاعة» والخيار الثالث المنسي

الخميس ٢٢ فبراير ٢٠١٨

إيقاف وزارة العدل تنفيذ الأحكام القضائية التي تلزم الزوجة التي فارقت بيت زجها بالعودة إليه بالقوة الجبرية، خطوة صائبة نحو ما تعمل عليه الوزارة من تصحيح للقضاء وإلزام للمحاكم بما تنص عليه اللوائح والأنظمة، ذلك أن مثل هذه الأحكام القضائية التي أوقفت الوزارة تنفيذها هي أحكام تخالف ما تنص عليه المادة ٧٥ من نظام التنفيذ من أنه «لا ينفذ الحكم القضائي بعودة الزوجة إلى بيت الزوجية جبرا»، رغم ما تثيره هذه المادة من تساؤل حول ما إذا كان من الأولى أن لا يصدر هذا الحكم القاضي بإكراه الزوجة على ما لا تريد، لما في ذلك من المساس بكرامة المرأة ومخالفة لما يمكن أن تنبني عليه الحياة الزوجية من رضا كلا الطرفين بالآخر وقبوله به، بدل أن يتم تعليق ذلك الحكم القضائي بعد صدوره. وقد أشار التقرير الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس إلى أن إيقاف تنفيذ الأحكام التي تقضي بعودة الزوجة إلى «بيت الطاعة» يضع الزوجة أمام خيارين لا ثالث لهما إما الطلاق أو الخلع، وهذا يعني أن الزوجة مقدّر عليها أن تبقى مكرهة كذلك، فالطلاق معقود برغبة الزوج الذي قد لا يرى ضيرا في عضلها وتركها معلقة بينما بإمكانه هو أن يتزوج ويستأنف حياة جديدة على أنقاض حياتها وكأنما هو ينزل عقابا بها لرفضها العيش معه مكرهة مهدرة الكرامة، وأما…

حين أصبح التعليم سلَّماً كهربائياً

الخميس ٠١ فبراير ٢٠١٨

بين التعليم والسلم الوظيفي في المؤسسات الحكومية وجه شبه، يمكن اختصاره في أن كل ما يتوجب عليك هو أن تضع قدمك على أول العتبات كي تجد نفسك قد بلغت آخرها، دون الحاجة لبذل أي مجهود، فكلاهما يشابه السلم الكهربائي الذي يتساوى في الصعود به وعليه الجميع دون تمييز بين من يستخدمونه، وقد أسهمت سياسة التقويم المستمر، وهي في حقيقتها لا تعني سوى التنجيح المستمر في تحويل التعليم إلى مجرد عدد متوالٍ من السنوات إذا ما انقضت وجد الطالب نفسه وقد أنهى دراسته للمرحلة الثانوية، وإذا ما صبر على نفسه قليلا وجد نفسه بعد 4 سنوات أو 5 قد تخرج طالبا جامعيا مهيأً للعمل والمشاركة في بناء الوطن. فقد التعليم طابع التحدي الذي كان يتسم به، وكادت تختفي من معجمه مصطلحات النجاح والرسوب، لم يعد مغامرة تستدعي أن يجيش لها الطلاب كامل قدراتهم، لم يعد للنجاح معناه بعد أن أصبح النجاح نتيجة حتمية يتساوى الجميع في الحصول عليها، ولم يعد الرسوب شبحا مخيفا يترصد كل من يهمل في مذاكرته وأداء واجباته، وغدت نسبة النجاح معيارا رجراجا فقد معناه حين راحت المدارس والجامعات تتباهى بالنسب التي يحققها خريجوها، والتي لا تلبث اختبارات قياس أن تفضح زيفها وعدم موثوقيتها. وإذا ما استبان ذلك كله، تبينت لنا العلة التي تقف وراء ضعف مخرجات التعليم…

سلة مهملات الجامعات

الخميس ٢٨ ديسمبر ٢٠١٧

حين تتخذ جامعة قرارا بأن تحيل إلى أقسام العلوم الإنسانية وخاصة قسم اللغة العربية الطلبة الذين يفشلون في دراستهم ولا يحققون المعدلات التي تؤهلهم للاستمرار في تخصصاتهم العلمية، حين تقدم الجامعة على مثل ذلك التصرف فإنها لا تحمل نظرة دونية للعلوم الإنسانية واللغة العربية على نحو خاص تتناقض مع ما تترنم به من اعتزاز باللغة العربية، وإنما تؤسس لتهديد خطير يترصد مستقبل اللغة العربية ويتربص بمجالات البحث فيها. وحين تفعل الجامعة ذلك فإنها تنتهج نفس النهج الذي يأخذ به التعليم العام حين يجعل من القسم الأدبي منفى لأضعف طلاب المرحلة الثانوية علما وأقلهم اجتهادا، وكانت نتيجة ذلك أن طال الضعف مخرجات الكليات النظرية في الجامعات حتى بات من خريجي الجغرافيا من لا يفرق بين الجهات الفرعية والجهات الأصلية ومن طلاب التاريخ من لم يسمع بالحروب الصليبية ومن طلاب اللغة العربية من لا يحسن كتابة سطر واحد. كان على الجامعة أن ترتقي بنظرتها إلى العلوم الإنسانية وأن تكون صادقة في حديثها عن تقدير واحترام اللغة العربية بحيث لا تكون منفى لمن هم ليسوا جديرين بمواصلة تعليمهم الجامعي، وأن لا تتحجج تلك الجامعة التي تأخذ مثل هذا القرار بضعف القدرات ومستوى التحصيل، فمن يعجز عن فهم معايير الفيزياء سوف يعجز عن فهم قواعد اللغة العربية ومعرفة أسرار فصاحتها وجمال بلاغتها. وعلى الجامعة…

غياب الفنون ولذة التخريب

الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧

من القيم التي من المتوخى أن تساهم القرارات والمبادرات التي تتخذها هيئة الترفيه ووزارة الثقافة والإعلام قيمة استشعار الجمال وتثمينه في مختلف جوانب الحياة، وذلك لا يمكن له أن يتحقق إلا بالعمل الدؤوب على الرقي بالذائقة وقبل ذلك تطهير مختلف الفنون من النظرة الدونية التي كانت تحيط بها وتعمل على عزوف الناس عنها، ولعل دور السينما التي سوف تشرع أبوابها قريبا وكذلك حفلات الغناء والموسيقى التي ينبغي انتقاؤها بعناية هي أنجع الأدوات وأنجحها للرقي بالذائقة وتكريس قيمة الجمال، إضافة إلى المسرح الذي ينبغي إيلاؤه عناية خاصة تؤطر الجهود الفردية التي لم تبرح تتفانى في العمل رغم ضعف الإمكانات وافتقار الدعم. وإذا كان لهذه التربية الجمالية مردودها من حيث تكريسها للشعور بالمواطنة حين يستشعر المواطن أنه يحيا في وطن معني بما يتجاوز تحقيق متطلباته الجسدية من عذاء وكساء ودواء ويحرص على أن يحقق له تطلعاته في الترفيه الذي يمنحه دعما ويعينه على مزيد من العمل والعطاء، إذا كانت هذه التربية الجمالية تحقق له ذلك فإنها في الوقت نفسه تكرس لديه الحرص على المحافظة على كل ملمح جمالي يراه حوله، ولعل الافتقار للشعور بالجمال هو الذي يقف وراء محاولات تخريب المنشآت الجميلة وخير نموذج على ذلك ما حدث من تخريب لكورنيش جدة الشمالي أخيرا وما تتعرض له كثير من المجسمات الجمالية من…

الذين يشوهون صورة المملكة

الثلاثاء ١٥ أغسطس ٢٠١٧

لم يكن لثلة من المثقفين السعوديين من أن تعبر عن عزائها في وفاة الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا واستنكارها لتلك الأصوات التي أنكرت جواز الترحم عليه وراحت تنعته بأبشع الصفات التي تنبع من تشدد مقيت وطائفية أكثر مقتا، ولم تكن تلك الثلة من المثقفين والذين لم يكونوا يتجاوزون الخمسة يعبرون عن أنفسهم بقدر ما كانوا يعبرون عن الضمير الثقافي للسعوديين جميعا، ولذلك لم تكد تمر بضع ساعات على وضع تلك الثلة عزاءها واستنكارها على الإنترنت حتى تجاوزت قائمة المنضمين لهم في العزاء والاستنكار ثلاثة آلاف مثقف ومثقفة رأوا في ما تقدمت به تلك الثلة من المثقفين ما يعبر عن موقفهم الجماعي من استنكار لكل ما يمكن أن يشكل تشويها للرموز الثقافية، ويشكل في الوقت نفسه تهديدا للحمة الوطنية وتماسك المجتمع الذي أساءت تلك التغريدات الطائفية والمتشددة لمكون من مكوناته. لم تكن تلك الثلة تعبر عن نفسها بعزائها لأسرة الفنان الكويتي الراحل واستنكارها لما جاء في تغريدات متشددة طائفية، وإنما كانوا يواجهون أصواتا طارت فرحا بتلك التغريدات الهجينة، معتبرين إياها معبرة عن السعوديين جميعا واتخذوها جسرا للنيل من الوطن والمواطنين ووصمهم بالتشدد والطائفية، وهي أصوات تحمل ضغينة ضدنا جميعا، بل وضد الخليج ووحدته كذلك تبحث عن أي مناسبة أو كلمة كي تعبر عن تلك الضغينة. تلك حقيقة تؤكد حجم الضرر…

مكافآت «الامتياز» بين الخريجين والوزير

الأربعاء ٠٩ أغسطس ٢٠١٧

من حق الطلبة المتخرجين في الكليات الصحية الأهلية أن يطالبوا باستمرار صرف مكافأة «الامتياز» ما دام هناك أمر سام يمنحهم هذا الحق حين ساوى بينهم وبين نظرائهم من خريجي الجامعات والكليات الحكومية، ومن حقهم كذلك أن يروا أن ما يتم إقراره بأمر سام لا يمكن أن يلغيه قرار إداري، وإذا كانت وزارة التعليم ترى أن من حقها أن تتخذ من الإجراءات الإدارية ما ترى أنه مناسب لمراعاة الظروف التي أعقبت صدور الأمر السامي فإن هذا الحق لا ينبغي اختصاره في ما اختصره وزير التعليم حين أنهى حواره مع وفد من خريجي المعاهد الصحية الأهلية التقى به طالبا منهم «الشكوى لديوان المظالم» وهو الطلب الذي صدم أولئك الطلبة غير أنه لم يخرجهم عن حدود اللياقة والأدب فكانت ردة فعلهم أن أكدوا له «نحن أبناؤك» وكأنهم يذكرونه أنه لا يليق بهم أن يجعلوا من ديوان المظالم حكما بينه وبينهم كما لا يليق به أن يطلب منهم اللجوء لديوان المظالم. وأولئك الطلبة يستندون في مطالبتهم إلى أمر سام يعززه ما أكدته وزارة المالية لهم حقهم في الحصول على المكافأة التي أقرت لهم بأمر سام، كما أنهم يعرفون حق المعرفة أن ظروفا اقتصادية أوقفت بعض استحقاقات الموظفين ولكنهم يعرفون يقينا أن المملكة، وبفضل الله تعالى وحنكة قيادتها، تغلبت على تلك الظروف فأعادت صرف البدلات…

حين ينافح «الإخونجية» عن قطر

الثلاثاء ٣٠ مايو ٢٠١٧

ليس بمفاجئ أمر أولئك الذين تنزلت عليهم الحكمة بين ليلة وضحاها فراحوا يطالبون بالتريث في المسألة القطرية وعدم الاندفاع في شجب ما تكشفت عنه سياسة الدوحة من انحراف عن وحدة الصف الخليجي والاجماع الدولي لمحاربة الإرهاب وتحديد الجهات الداعمة له. وليس بمفاجئ كذلك أمر أولئك الذين تمترسوا وراء دعاوى الحياد والتنزه عن الخوض في أمور السياسة والترفع عن الخوض في القضايا الملتبسة فراحوا ينتقدون من كتبوا تعبيرا عن وجهة نظرهم في المسألة القطرية أو تعبيرا عن موقفهم الوطني ويصفونهم بما شاؤوا من الصفات ويرمونهم بأقذع ما أرادوا من الشتائم. وليس بغريب أمر أولئك الذين هبوا للدفاع عن قطر فكانوا أكثر تأكيدا من القطريين أنفسهم على أن المواقع القطرية تم اختراقها وأن التغريدات أسيء فهمها، وأن على المملكة دولة وشعبا أن تتقبل الاعتذار القطري وتصدق مزاعم الاختراق وتعتبر المسألة منتهية. ليس بغريب أمر هؤلاء وليس بمفاجئ ما ظهر منهم فهؤلاء هم أنفسهم الذين طاروا فرحا يوم أن توهموا أن خلافا عصف بالعلاقات السعودية المصرية وراحوا يسعون لتوسيع شقة الخلاف بين السعودية ومصر، وهم إنما يفعلون ذلك لأنهم يحملون حقدا على مصر التي أطاحت بجماعة الإخوان المسلمين بعد أن كشفت حجم الخطر الذي تشكله سياستهم على مصر والعالم العربي. ليس بغريب هبة هؤلاء الذي انتفضوا دفاعا عن قطر فهم أنفسهم من يرون…