سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

فكر محمد بن راشد أسلوب عمل للمستقبل

الخميس ٢٤ مايو ٢٠١٨

الإمارات دولة عمل وجهد وتخطيط، دولة تتطلع إلى المستقبل، تدرك تحدياته وتستعد لها.. هكذا أرادها قادتها، فهم مشغولون بالبناء والتنمية والتخطيط الاستراتيجي، مشغولون بإيجاد بيئة حياة كريمة لأبناء الإمارات، من الجيل الحالي والأجيال المقبلة، تفكيرهم يمتد إلى أكثر من خمسين عاماً، واستمرارية التنمية وديمومة الرخاء، هما الهدف الأسمى الذي يسعون إليه، من خلال استراتيجياتهم وخططهم المستقبلية كافة. «العالم من حولنا يتغير بسرعة فائقة، والإمارات منذ انطلاق دولة الاتحاد، واكبت المتغيرات التي شهدها العالم على مدار العقود الأربعة الماضية، وأحسنت الاستعداد لكل ما قد يحمله المستقبل من تطورات، واليوم هدفنا أن نعزز مشاركتنا في تطوير حلول تخدم الإنسان في كل مكان، فالإمارات كانت وستظل منارة تشيع الأمل»، هذا هو تفكير قيادة الإمارات، وهذا هو فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهذه هي الإمارات منارة فكر وأمل لملايين البشر، وأنموذج لقصة نجاح شعب وقيادة، وقصة نجاح بناء وتنمية، وقصة نجاح تخطيط وريادة. هنا دولة الفعل، عندما يصبح الكلام متاحاً للجميع، وهنا دولة التميز والتطور والبناء، في وقت زادت فيه معاول الهدم والتخلف، وهنا دولة المستقبل في وقت يريد البعض فيه جرَّ الوطن العربي إلى الرجعية والوهم، وهنا دولة بنيت على أساس قوي ومتين، ولن تزعزعها خطط المتآمرين، ولا ضجيج الحاسدين، ولن تفيد أجندات خبيثة ومكشوفة الأهداف في التأثير سلباً…

استشراف المستقبل.. والاستعداد لمواجهته

الأربعاء ٢٣ مايو ٢٠١٨

المتغيرات في عالمنا الحالي متسارعة بشكل لا يمكن للعقل أن يستوعبه، والمستقبل يحمل لنا تحديات وتطورات تقنية واجتماعية واقتصادية تفوق أفق خيالنا، وجميع الأفكار التي يستبعدها العقل البشري حالياً من المؤكد أنها سترى النور في يوم ما، وهذا اليوم قد لا يكون بعيداً أبداً. القيادة في دولة الإمارات أدركت ذلك، فهي لا تنتظر مفاجآت المستقبل، بل تسعى جاهدة لاقتحام كل جديد، وهي تدرس كل الاحتمالات والتحديات لمواجهتها بالعلم والتقنية والتخطيط الاستراتيجي، فوضعت الدولة خططاً طويلة الأمد، تصل حتى عام 2071، وهذه الخطط ليست مجرد أفكار مستقبلية مؤجلة، بل هي خارطة طريق فعلية، يبدأ تنفيذها من اليوم، لضمان ديمومة رفاه شعب الإمارات طوال السنوات المقبلة. «استشراف المستقبل»، هو العنوان الذي تناقشه كل المجالس الرمضانية التي تنظمها وزارة الداخلية في جميع إمارات الدولة، تحت رعاية وإشراف مباشر من سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وهو عنوان مهم وحيوي، وله علاقة مباشرة بمصير ومستقبل الأجيال المقبلة من أبناء الإمارات. لمستُ شخصياً هذه الأهمية، من خلال مشاركات مهمة جداً، قدمها شباب وخبراء ومختصون من أبناء الإمارات في المجلس الرمضاني، الذي استضافه الأخ أحمد الشعفار في دبي، وبحضور الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، واللواء عبدالله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، ومشاركون من دوائر وهيئات محلية، وبعض الشباب…

هيكل متضخّم غريب!

الأحد ٢٠ مايو ٢٠١٨

إذا كانت حكومة دبي تنفق 33% من ميزانيتها، البالغة 56.6 مليار درهم، على الصحة والتعليم والإسكان والتنمية الاجتماعية والابتكار، فإن نصيب الأسد من هذه الـ33%، لاشك في أنه مخصص للصحة وتطوير الخدمات العلاجية والطبية، فالحكومة تدرك تماماً أن الخدمات الصحية - المقدمة حالياً - تحتاج إلى كثير من التحسين والتطوير، وتحتاج إلى مليارات الدراهم لاستقطاب أفضل الكفاءات الطبية العالمية، والاستعانة بأفضل الأجهزة والمعدات الطبية، فهذان المحوران تحديداً هما أساس تطور الخدمات الصحية والعلاجية. لكن، ومن خلال نظرة سريعة على هيكل هيئة صحة دبي الجديد، فإن من الملاحظ وبوضوح أن هناك ملايين الدراهم ضلّت طريقها عن التوجه نحو التطوير الحقيقي لهذا القطاع المهم، لتذهب نحو تضخم إداري لا يخدم أبداً أساس العمل الصحي والطبي، فهذا الهيكل لا يصبّ في تطوير القطاع الصحي والخدمات الطبية والعلاجية، ولا يتماشى مع فرضية تطوير العمل الأساسي الذي يجب أن تهتم به الهيئة، وهو صحة الإنسان وتوفير أفضل الخدمات العلاجية له، فالتطوير يجب أن يبدأ من المكان الصحيح والرئيس، والمكان الصحيح والرئيس هنا المستشفيات، وما عداها من قطاعات ومؤسسات وإدارات ومديرين تنفيذيين، ما هم إلا معاونون للدكاترة وأعضاء الهيئة التمريضية في المستشفيات! لذا لا يفترض الاهتمام الزائد، وإنفاق الأموال على مناصب إدارية ومزايا، لمن يقدمون الخدمات المساندة والمساعدة، بل يفترض توجيه الإمكانات والأموال لتطوير ما يعرف…

الاستقرار والإنسانية والقوة الاقتصادية.. رسائل الإمارات إلى العالم

الخميس ١٧ مايو ٢٠١٨

هي الإمارات، هي الأمن والأمان والاستقرار، هي العون والأمل، وهي الاقتصاد القوي، وهي وجهة الزوار، وقِبلة الشركات العالمية، هي القوة الناعمة التي أسست لها مركزاً قوياً بين دول العالم قاطبة، واسماً مُلهماً لكل شباب الوطن العربي، هي النمو والتنمية، وهي الإنسانية والخير والمحبة والسلام. هذه الأشياء، وغيرها أشياء كثيرة، تقوم عليها مبادئ الدولة، ثبتت عليها منذ تأسيسها ولم تتخلَّ عنها أبداً، وهذه المبادئ هي المحرك الرئيس لسياسة الإمارات واقتصادها، وهذه المبادئ هي التي تحتويها كل رسائل الإمارات المباشرة وغير المباشرة، في كل الاستراتيجيات التي تضعها، والمشروعات التي تنفذها، والمبادرات التي تطلقها. الأسبوع الماضي شهد مبادرة صنّاع الأمل، وهي الصناعة التي تُجيدها الإمارات، وتحاول جاهدة أن تجعلها الصناعة الرئيسة في الوطن العربي، فهي مبادرة إنسانية رائعة، نظمتها دبي وأرسلت قيمها ومعانيها الراقية، بشكل مباشر، إلى جميع أنحاء العالم العربي. وقبل ذلك، وفي الأسبوع ذاته، أعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عن عزمها استثمار 165 مليار درهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة، لترسل رسائل سياسية واقتصادية قوية، خصوصاً أن هذا الإعلان، وفي هذا التوقيت، حيث الاقتصاد العالمي لا يمرّ في أحسن حالاته، يعكس من دون شك قوة اقتصاد دولة الإمارات، وجرأة المسؤولين فيها، والثقة غير المحدودة بإمكانات الدولة وموقعها وخططها الاستراتيجية. المشروع يدعم الاقتصاد الوطني، هذه حقيقة، لكن هذا لا يعني أن…

الأرقام أصدق من تقارير الكذب الإعلامي!

الإثنين ١٤ مايو ٢٠١٨

هي الأرقام وحدها لا تكذب أبداً، وهي التي تعرض الحقيقة الكاملة من دون زيف، وتدحض الكذب والتزييف والتزوير، وهي وحدها القادرة على إسكات الأفواه، والرد على الشائعات والمهاترات، والتلفيق الإعلامي الذي يشتهر به الحاقدون والكارهون، وآن الأوان أن يموتوا بغيظهم، لأن كذبهم وتزييفهم أصبحا مكشوفين للجميع، ما أودى بصدقية إعلامهم، الذي لم يكن يوماً صادقاً أصلاً، إلى أسفل سافلين! دبي حصلت على المرتبة الأولى عربياً، والرابعة عالمياً، في محور «الأداء الاقتصادي»، ليس الإعلام المحلي من قال ذلك، ولا هي مؤسسة أو منظمة ضعيفة أو مشبوهة تُشترى بحفنة مال، كما يفعل غيرنا المتخصص في «رشاوى حقائب الدولارات»، بل هي تقارير دولية موثوقة وذات صدقية، وصادرة من مركز دولي هو «مركز التنافسية العالمية»، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية، ومقره لوزان في سويسرا. دبي تفوقت، في هذا التقرير الحديث، على مدن عالمية متطورة في دول عظمى، حيث تخطت سنغافورة وهونغ كونغ وجميع مدن كندا واليابان والاتحاد الأوروبي، ما عدا لوكسمبورغ، وهذا إنجاز عالمي جديد يثبت تفوق دبي وجاذبيتها وقدرتها على الاستمرارية في الريادة والنمو والتطور، بشكل مرن وعملي، تحت مختلف الضغوط والظروف. ويعتبر تقرير «تنافسية دبي 2018»، الذي أصدره مركز التنافسية العالمية، بالتعاون مع مكتب دبي للتنافسية، هو الأول من نوعه في المنطقة، حيث يُقارن دبي مع 63 اقتصاداً من مختلف قارات العالم،…

تحركات «مُريبة» للأخطبوط في الإمارات!

الخميس ١٠ مايو ٢٠١٨

التحذير من ظاهرة «أمازون» لا مبالغة فيه، فهي تشكل خطراً حقيقياً على اقتصادات الدول، بل إنها تشكلاً خطراً على الولايات المتحدة ذاتها، والدول الأخرى التي تُصنف على أنها «عظمى»، حيث يطلق محللون اقتصاديون تحذيرات مستمرة مما سموه «التأثير الزلزالي لأمازون»، أو حالة الخلخلة والاهتزاز التي تحدثها «أمازون» أينما حلت. والعديد من الدراسات رصدت الكثير من الأمثلة على هذا التأثير في عقر دار الولايات المتحدة، حيث اختفت أنشطة اقتصادية، وتضررت أخرى بشدة، وهبطت مؤشرات أسهم الكثير من الشركات التي كانت تُعتبر ضخمة، وبِيعت هيئات حكومية كالبريد، كل ذلك بسبب دخول «أمازون» على خط المنافسة لأنشطتها، والأمثلة تزيد وتزيد خارج الولايات المتحدة، حيث دخلت دول الاتحاد الأوروبي معركة قضائية مع هذه الشركة، حول قضية الضرائب والمكاسب التي تحققها من وراء التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، ووصل المبلغ محل الخلاف إلى نحو مليار ونصف المليار دولار! وخلال الأيام الماضية، تقدمت «أمازون» بطلب رسمي للاستحواذ على حصة مسيطرة تقدر بنحو 60% من سوق «فليب بارت» الهندية لتجارة التجزئة، التي تسيطر بدورها على حصة كبيرة جداً من مبيعات التجارة الإلكترونية، والتي تُقدر بـ200 مليار دولار خلال 10 سنوات، لتعلن بذلك حرباً على سوق التجزئة الهندية! وصول هذا الأخطبوط الساحق إلى الإمارات ينذر بتدمير قطاعات اقتصادية كاملة، أولها قطاع التجزئة، الذي بلغ حجمه 261 مليار درهم خلال…

انتبهوا من الأخطبوط المقبل!

الأربعاء ٠٩ مايو ٢٠١٨

عندما يقف المدير التنفيذي لشركة «أمازون»، بكل ثقة وغرور، ليحذر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قائلاً: «لو أصررت على مواجهتنا ستخسر في النهاية»، فإن هذا الموقف يجعل نواقيس الخطر تدق، ليس في الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل في جميع دول العالم، فإذا كانت «أمازون» لا تهتم ولا تلقي بالاً لأكبر دولة في العالم، ولا لأقوى رئيس في العالم، فكيف ستكون تصرفاتها مع بقية الدول؟! إنه الخطر المقبل على اقتصادات الدول، وما لم تتحرك دول العالم، وبما فيها دولنا بالتأكيد، لمواجهة هذا الأخطبوط الضخم، فإنها حتماً ستتحول إلى ضحايا، وسيتغول هذا الأخطبوط ليعمل من دون شك على تدمير الاقتصادات، واحتكار الأسواق، والتحكم بكل مفاصل البيع والشراء والحركة الاقتصادية، فتتعاظم أرباحه ويخسر ملايين البشر أعمالهم، وفي نهاية الأمر سيتحكم في مصير الدول، وينتهك سيادتها، عندها لن يتردد المدير التنفيذي لشركة أمازون في إعادة ترديد الجملة ذاتها، التي ألقاها على مسامع ترامب، وعلى كثير من المسؤولين في مختلف دول العالم! «أمازون» تعدّت كونها شركة لبيع الكتب على الإنترنت، كما بدأت في عام 1995، وتحولت اليوم إلى واحدة من أكثر الشركات العالمية نمواً وتوسعاً وتأثيراً، وهي تنمو في كل شهر لأكثر من 40 و50%، وتعاظمت قدرتها البشرية والمالية حتى انتهى بها المطاف لتصبح «شبه دولة عظمى»، تضم أكثر من نصف مليون موظف، ووصلت قيمتها السوقية…

الهجرة إلى الداخل.. تستحق التجربة

الثلاثاء ٠٨ مايو ٢٠١٨

لست خبيراً ولا ضليعاً في تخطيط المدن، ولكن نظرياً، ووفق الحسابات المبدئية، فإن تكاليف إنشاء منطقة سكنية من الصفر، بلا أدنى شك، لن تقل عن إعادة تأهيل منطقة سكنية قديمة قائمة، أو في أسوأ الأحوال فإن التكاليف في الحالتين ستكون متقاربة. وفي ظل هذا الاستنتاج، فإنه وفي حالة كانت هناك مفاضلة بين هذين الأمرين، فالخيار الثاني هو الأفضل، وبغض النظر عن الكلفة المالية، فإعادة تأهيل المناطق السكنية التي تقع في قلب دبي وتوزيعها، أو تشييد منازل فيها للمواطنين، فيها الكثير من الإيجابيات الاجتماعية والأمنية والاقتصادية، ورغم عدم تقبل بعض المواطنين لهذه الفكرة، فإنها خيار أفضل بكثير من هجرة المواطنين من مناطق دبي القديمة الكاملة بمرافقها وبنيتها التحتية، ولجوئهم للسكن في أطراف وضواحي المدينة، أو انتظار الحكومة حتى تُهيئ لهم مناطق سكنية جديدة، ما يعني زيادة الطلب على الأراضي حالياً، وتضاؤل حصة الأجيال المقبلة مستقبلاً! سيقبل هذا الأمر كثير من المواطنين، شريطة تشجيعهم ودعمهم، وتوفير مساكن ملائمة تفي بحاجتهم، فهم سيعودون إلى مناطق مأهولة وجاهزة، ومليئة بالخدمات والمرافق العامة، مناطق جاهزة تماماً وقريبة من وسط دبي التجاري، وفي المقابل سيعارض ذلك آخرون، ربما لوجود بعض الاختناقات والازدحامات المرورية، أو لزيادة نسبة العمالة الآسيوية والإفريقية، التي استحوذت على هذه المناطق، لذا فالتجربة وحدها هي الفيصل لتوسيع هذا الاقتراح أو عدم تطبيقه، والتجربة…

أين البنوك والشركات الضخمة من هذه المناسبة السعيدة؟

الإثنين ٠٧ مايو ٢٠١٨

مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بصرف راتب أساسي إضافي للموظفين، احتفاء بذكرى عزيزة يسعد بها قلب كل مواطن ومقيم على أرض الإمارات، ذكرى مئوية المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، زايد الخير والعطاء، تحمل العديد من المعاني والدلالات العميقة التي تكرّس ارتباط اسم زايد بالخير والعطاء، وتحمل أيضاً إشارات ذكية، تدلل على قرب رئيس الدولة من نبض شعبه، إذ جاءت هذه المكرمة تعويضاً غير مباشر عن الأعباء التي فرضتها ضريبة القيمة المضافة على المواطنين والمقيمين، ووفقاً لحسبة بسيطة، فإن متوسط الرواتب الأساسية لدى غالبية موظفي الحكومة يراوح بين 10 آلاف و30 ألف درهم، وتالياً فإن هذه المكرمة ستكون كافية لتعويضهم عن أعباء الضريبة، فضلاً عن أثرها الإيجابي في تحريك دورة الاقتصاد، وإنعاش العديد من القطاعات، وقد لا يعرف الكثيرون أن قرار المكرمة استثنى كبار المسؤولين في الحكومة، وهو ما يؤكد حس القيادة واهتمامها بالانشغالات المعيشية لقطاعات واسعة من الموظفين. شعب الإمارات يعيش فرحة عارمة، ولا غرابة أبداً أن يكون هو الشعب الأكثر سعادة في هذه المنطقة التي يسودها الغموض والتشاؤم والقلق، فلقد منّ الله علينا بقادة نحبهم ويحبوننا، قادة نهلوا القيادة والطيبة والحكمة من زايد الخير والمحبة والحكمة، لذلك فمئوية زايد لا علاقة لها بمضي السنين ومرور الزمن، بل هي…

الابتعاد عن أهداف المبادرات بالتباهي والاستعراض!

الخميس ٢٦ أبريل ٢٠١٨

لو أن هيئة الطيران المدني اكتفت بالاعتذار عن ذلك الخطأ الشنيع، الذي اقترفته في حق الطفولة، بعد أن أعلنت عن توظيف طفل لم يتجاوز عمره ثمانية أشهر في وظيفة «تنفيذي رئيسي - سعادة»، لكان الأمر انتهى تقريباً، فالخطأ وارد، و«الاجتهادات الشخصية» غير الموفقة أصبحت تشكل شبه ظاهرة «متكررة» في المؤسسات الحكومية، وهي تصيب قليلاً وتخطئ كثيراً، ومع ذلك تبقى اجتهادات! لكن أن تربط الهيئة اعتذارها بتبرير فيه تذاكٍ على الناس وتجنٍّ عليهم، باعتبارهم هم الذين لم يفهموا الإعلان، وهم الذين ألَّفوا قصة التوظيف، في حين أن الهيئة لم تتطرق أبداً لتوظيف الطفل، فالأمر غير مقبول، والاعتذار أيضاً غير مقبول، وهو بحق عذر أقبح من ذنب، خصوصاً أن المادة الإعلانية بصورها ولقطاتها المصورة موجودة، ولا يمكن إخفاؤها، وهي تظهر الحقيقة التي لا يستطيع مسؤولو الهيئة إنكارها بتصريح نفي! عموماً ليس المهم الآن إدانة الهيئة على ذلك الخطأ غير المقبول عالمياً ومحلياً، والذي يتعارض ويتنافى مع كل القوانين العالمية والمحلية الخاصة بالطفل، وفيه انتهاك واضح للطفل والطفولة معاً، فهي مدانة دون شك، لكن البحث في أسباب هذه الغلطة هو الأهم والأشمل، وهو الأمر الذي بدأنا نلاحظه في معظم المؤسسات والهيئات والوزارات الحكومية، حيث بدأ المسؤولون يخطئون في فهم تنفيذ الاستراتيجيات والتوجيهات العليا التي يُقرها القادة، وتُقرها الحكومة، فأصبحوا يتجهون نحو التباهي والاستعراض،…

شتان بين رسالة البناء ورسالة الهدم!

الأربعاء ٢٥ أبريل ٢٠١٨

في الوقت الذي يواصل فيه الإرهابيون رسالتهم في نشر الرعب والدمار والعنف والقتل، تواصل دولة الإمارات رسالتها العالمية في نشر السلام والمحبة والبناء والتعمير لخدمة الإنسانية، رسالتان ظهرتا في وقت واحد، الأحد الماضي، في العاصمة الأفغانية كابول، ليرى العالم بعينه الفرق بين السلام والدمار، وبين الخير والشر، وبين المحبة والحقد، وبين ما تصنعه إمارات الخير، وما يصنعه أعداء الحياة والإنسانية! بالتزامن مع الهجوم الإرهابي، الذي استهدف قلب العاصمة الأفغانية كابول، مخلّفاً عشرات الضحايا من القتلى والمصابين، كان مسؤولو صندوق أبوظبي للتنمية موجودين في العاصمة ذاتها، بصحبة الرئيس الأفغاني، أشرف غني، لتدشين مشروع مدينة الشيخ خليفة بن زايد السكنية، في منطقة القصبة، المقامة بمنحة من حكومة أبوظبي، وبقيمة 708 ملايين درهم، ويديرها صندوق أبوظبي للتنمية! الإمارات تحمل رسالة عالمية، ولن تتخلى عنها يوماً، رسالة عنوانها مساندة المحتاج، والوقوف إلى جانب الإنسان في كل مكان، والإرهاب لن يثني رجال الإمارات عن القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم، فالحب الذي يضمرونه للعالم قوة، والإرهاب ضعف، وأفعال الإمارات نهج وسياسة ودستور متأصل في شخصية قادة وشعب هذه الدولة منذ تأسيسها، وستظل تسير على هذا النهج بعزم وإصرار. رجال صندوق أبوظبي للتنمية والقائم بأعمال سفارة الإمارات في كابول، ورغم الانفجار، والخطورة التي تنتشر في هذه المدينة، دشنوا هذه المدينة الجديدة، وهم يشعرون بفرح وفخر، غير آبهين بضربات الإرهاب،…

قانون مهم جداً لمستقبل دبي

الإثنين ٢٣ أبريل ٢٠١٨

خطت دبي، الأسبوع الماضي، خطوة مهمة جداً، تساعدها على تحقيق نقلة نوعية نحو مستقبل جديد بثقة وفاعلية في مجال الشفافية ومكافحة الفساد وتبديد الأموال الحكومية، وذلك من خلال القانون الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والمتعلق بإنشاء جهاز الرقابة المالية. القانون الجديد أسدى بمسؤولية رئاسة جهاز الرقابة المالية إلى ذلك الشخص الدقيق جداً، والحريص جداً، سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد، والجهاز سيكون فاعلاً دون شك لأنه ببساطة مستقل تماماً ولا يتبع لأي جهة إدارية، ما يمنحه الصلاحيات الكاملة في ممارسة أعمال التحقيق والتدقيق بأريحية تامة. الجهاز الجديد آلت إليه حُقوق والتزامات دائرة الرقابة الماليّة كافة، لكنه حتماً أكبر وأهم وأكثر اتساعاً في أعمال الرقابة المالية، فهو رغم أهميته في تعزيز النزاهة والشفافية، ومكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره، فإن عمله لا يقتصر على رصد المخالفات والتجاوزات المالية والإدارية والتحقيق فيها فقط، بل تعدّى ذلك ليفحص القرارات والإجراءات الإدارية المتعلقة بالموارد البشرية من حيث التعيينات والترقيات ومنح المكافآت، وهذا أمر في غاية الأهمية لتقييد المديرين التنفيذيين وتقليص صلاحياتهم الواسعة في هذا المجال، والتي غالباً ما تحتاج إلى مراجعة وتوضيح، خصوصاً في ما يتعلق بمنح المكافآت والترقيات! واللافت في قانون إصدار الجهاز أنه جاء شاملاً ويضم معظم المخالفات تقريباً، ولم يترك شيئاً للظروف أو المصادفة، بل…