سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

التوجه نحو إفريقيا.. ذكاءٌ إماراتي

الأحد ٢٩ أكتوبر ٢٠١٧

توجه الإمارات لتنويع مجالات الاستثمار، وفتح آفاق وأبواب جديدة في كل بقعة من بقاع العالم، أمر جيد، وناجح، وهدف استراتيجي بعيد الأمد، تنفذه الدولة بكل دقة وتفوق، خصوصاً أن الإمارات دولة حباها الله بإمكانات كثيرة، إضافة إلى موقعها المتميز جداً في وسط قارات العالم. والقارة الإفريقية هي أحد هذه الأبواب، وهي مازالت إلى اليوم قارة بكراً، وتحمل فرصاً واعدة وغير محدودة، وهي مازالت رغم ذلك بعيدة عن تركيز واهتمام كثير من دول العالم، إلا أن الإمارات كان لها رأي مختلف، بل رأي ذكي وصائب، فقررت الدخول إلى هذه القارة، وفتح مجالات التعاون معها، والاستثمار فيها، وتحفيز وتشجيع التبادل التجاري مع مختلف دولها. الإمارات، وبشكل منظم، استثمرت 11 مليار دولار في القارة الإفريقية خلال العام الماضي، واحتلت بهذا الرقم المركز الثاني عالمياً، وهذا إنجاز يعكس سلامة التوجه، وأهمية هذه القارة القريبة منا، ولا شك أن الخطط المستقبلية الموضوعة في هذا الشأن ستضاعف هذا الرقم خلال المستقبل القريب. وبتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمجتمع الأعمال في دبي، والقائمة على التوجه للأسواق الخارجية الواعدة وغير المستكشفة، والتركيز على الأسواق الإفريقية الواعدة، استضافت دبي العديد من المنتديات الاستثمارية للسوق المشتركة لدول شرق وجنوب إفريقيا (الكوميسا)، قبل أن تطلق غرفة دبي منتدى الأعمال الإفريقي العالمي الأول في 2013، ليكون…

كل فعل فردي له أثر بيئي

الخميس ٢٦ أكتوبر ٢٠١٧

الأهداف والخطط الضخمة، بعيدة الأمد كانت أم قريبة، لا يمكن أن تنجح إلا بإسهام ومشاركة جميع شرائح وأفراد المجتمع، خصوصاً إن كانت تلك الأهداف أو الخطط بيئية، وتتعلق بالمحافظة على كوكب الحياة، ولها تأثير مباشر في مستقبل الأجيال المقبلة، هنا فإن الجميع مسؤولون دون استثناء، فلا يوجد شخص مهما كان عمره أو منصبه أو وظيفته غير مؤثر، سواء سلباً أو إيجاباً في بيئته المحيطة! الإمارات تقوم بجهود ضخمة وجبارة في هذا المجال، وهناك توجه واضح للاهتمام وبدرجة قصوى بكل الأبعاد والمؤثرات والتفاصيل البيئية عند التفكير في أي مشروع مستقبلي، كما أن هناك خططاً وبرامج لا حصر لها تعمل جميعها للمحافظة على البيئة، والتوعية بعدم الإضرار بأيٍّ من مكوناتها، واختيار المشروعات الخضراء دائماً، وبغض النظر عن كلفتها المالية، من أجل التحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة. مستقبل الطاقة النظيفة في الإمارات واعد، لكنه دون شك يمر بتحديات متوقعة، منها ما يتعلق بضعف الاستثمارات «الخاصة» في هذا المجال، ما يحتم إيجاد تشريعات اتحادية لتحفيز وتشجيع القطاع الخاص والناس بشكل عام على التوجه إلى الطاقة النظيفة والمتجددة، وصولاً إلى قوانين ملزمة لإنهاء هذه الإشكالية، خصوصاً أن الإمارات وضعت هدفاً واضحاً، للوصول إلى إسهام الطاقة النظيفة من إجمالي الطاقة المستخدمة في الدولة بنسبة 50%، منها 44% طاقة متجددة، و6% طاقة نووية. كما أن الدولة نفذت…

التفاحة الفاسدة تُفسد بقية التفاح!

الثلاثاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٧

مؤسف جداً أن يجتمع إعلاميون ومحللون رياضيون ولاعب منتخب سابق، ويُخططوا لإعداد حلقة برنامج تلفزيوني مخصصة للدفاع عن لاعب منتخب ظهر في فيديو وهو يدخن الشيشة، ومهاجمة «الإمارات اليوم» لنشرها الخبر، والمؤسف في ذلك أنهم لم يدركوا معنى الرسالة العامة التي أطلقوها من هذه الحلقة، تلك الرسالة الإعلامية التي يُفترض وصولها للاعبين الصغار والطلاب الذين يتابعونهم ويتابعون ذلك اللاعب، إنهم بكل سذاجة يشجعون جيلاً كاملاً على سلوك التدخين الذي يتنافى مع الرياضة! وبغضّ النظر عن أية تفاصيل أخرى، ومن دون التطرق إلى ما هو مسموح به وما هو محظور في النشر، وبعيداً عن الأسئلة السطحية التي يعرف جوابها أي إنسان عاقل مطّلع، من نوع: لماذا نشرتم اسم فلان ولم تنشروا أسماء الآخرين؟ بعيداً عن ذلك كله، لأن كل ذلك أمر بعيد عن لُب القضية وصلب الموضوع، فالأمر يتعلق بظاهرة غير صحية وسلوك غير سوي يمارسه لاعبون كثر، واللاعب المنشورة صورته هو نموذج ودليل ليس إلا، ألم يكن الأجدر بالبرنامج الرياضي المعروض على قناة رياضية «حكومية» رفض الظاهرة ومناقشة كيفية مكافحتها، بدلاً من أن يلبس عباءة محامي الدفاع عن لاعب مخطئ، وعباءة القاضي لمحاسبة الصحيفة على النشر! لم نهدف إلى التشهير بإسماعيل الحمادي، والموضوع بعيد كل البعد عن ذلك، فاللاعب لم يرتكب جريمة ولم يخالف قوانين الدولة، وببساطة تدخين الشيشة ليس…

عندما تكتمل استراتيجية العقل والجسم!

الإثنين ٢٣ أكتوبر ٢٠١٧

انطلاق مبادرة تحدي دبي للياقة البدنية عقب انتهاء الاحتفال بتحدي القراءة العربي، لم يكن أبداً من باب المصادفة، بل هي رسالة واضحة للتكامل المخطط له بعناية، فالعقل والجسد لا يمكن فصلهما عن بعضهما بعضاً، وكلاهما مكمل للآخر، ومن يمتلك أحدهما ويفقد الآخر فلن تستقيم حياته، وسيظل يشعر بنقص شديد يؤثر فيه سلبياً بشكل عام. لذلك فالاستراتيجية كانت واضحة، بدأها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأكملها سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، استراتيجية تقوم على تغذية العقول بالقراءة، وتغذية الأجساد بالرياضة، للوصول إلى جيل جديد متمكن قادر على مواجهة التحديات، والارتقاء بالجميع للوصول إلى مجتمع صحي ناضج ذهنياً، ومعافى بدنياً. حمدان بن محمد أيقظ مدينة كاملة، وجعل سكانها من مختلف الأعمار والجنسيات يتسابقون لممارسة الرياضة نصف ساعة يومياً، وذلك في مبادرة فريدة من نوعها، وغير مسبوقة، ولقيت تفاعلاً وتجاوباً أيضاً غير مسبوق من الناس، وهو لا يطلب من ورائها مجداً شخصياً، ولا يرغب في ظهور إعلامي، هو لا يريد سوى نشر ثقافة رياضية تؤدي إلى بناء مجتمع صحي سليم، ولا يرغب إلا برؤية النشاط والصحة في زوايا المدينة كافة. ثلاثون دقيقة قد تُحدث فرقاً في حياة آلاف البشر، ومن يستطع تخطي حاجز الثلاثين يوماً بممارسة أي نوع من الرياضة لمدة ثلاثين دقيقة فقط، فلا شك أنه سيستمر…

الإرهاب ضعف.. والحرف قوة..

الأحد ٢٢ أكتوبر ٢٠١٧

لو استطاع العالم العربي فهم رسالة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واستيعابها بشكل صحيح، لتجاوز أصعب وأعقد المشكلات الحادة التي تعصف بدوله حالياً، ورسالة سموه ليست معقدة بل بسيطة وواضحة لكنها تحتوي على الحل السحري والجذري لكل المشكلات الناجمة عن التطرف والإرهاب والتشدد والطائفية البغيضة. لو تعلم العالم العربي المبدأ الذي علمنا إياه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لأصبحت الحال أفضل بكثير مما نحن عليه اليوم، لقد علمنا مبدأ سامياً حضارياً راقياً مختصراً في البيت الشعري التالي: علمنا أن الإرهاب ضعف.. والحرف قوة.. والحرف هنا هو العلم والتعلم بالقراءة، لذا فلا غرابة أن يُطلق سموه أهم مبادرة على الإطلاق، يشهدها العالم العربي في هذا الوقت العصيب، هذه المبادرة التي تبعث الأمل بعد الكآبة، وتُشعل النور في النفق المظلم، الذي تسير فيه الشعوب العربية باتجاه مستقبل غامض، مبادرة «تحدي القراءة العربي»، التي تسعى إلى استعادة الحضارة العربية، من خلال الأمر الإلهي الخالد «اقرأ»، وتسعى إلى تجهيز جيل عربي واعد ومتفهم ورزين، جيل لا يستطيع أحد التحكم في عقله وتسييره عن بُعد، لأن العقول حينها ستكون محصنة بالعلم والقراءة، ولا مكان فيها للحشو الرديء. ليس سهلاً أن يجتمع العرب على كلمة سواء، وليس سهلاً ترميم الأزمات والفواجع التي مرت بها الدول العربية، وليست سهلة محاربة ومكافحة التطرف والتشدد…

الإمارات و«إكسبو».. نهجٌ متطابق

الأربعاء ١٨ أكتوبر ٢٠١٧

«إكسبو الدولي» ليس معرضاً كبيراً، عملياً لا تتواءم كلمة معرض بمعناها الحرفي مع «إكسبو»، فهو أكثر بكثير من ذلك، فلا يوجد معرض يستمر لمدة ستة أشهر، ولا يوجد معرض يزوره رؤساء دول، ويزوره أطفال مدارس في الوقت ذاته، لذلك فإن «إكسبو» بمعناه الشامل والمتعدد، هو وجهة عالمية تتضمن منصات دولية عديدة، منها منصات ثقافية وحضارية وعلمية وترفيهية واقتصادية، وهو ملتقى فكري وإنساني وحضاري، ومكان لتواصل العقول والمواهب، ورسم المستقبل، وتحقيق التوازن والاستدامة على كوكب الأرض. «إكسبو» بهذا المعنى الشامل، هو انعكاس حقيقي لما يحدث في الإمارات، الدولة الحاضنة لمختلف جنسيات العالم، بحب وأمان وسعادة، ويتطابق عملياً مع حاضر ومستقبل مدينة دبي، حيث الوجهة العالمية التي تستقطب ملايين الزوار من مختلف العالم، وتستقطب العقول والقلوب ليعيشوا معاً، ويقدموا خلاصة فكرهم وجهدهم، لتكوين مجتمع حضاري راقٍ، يسعى لبثّ المحبة والسلام، ويتبنى الاستدامة للمحافظة على البيئة ومكوناتها. في دبي، نحن متأكدون من أننا نستطيع تنظيم أفضل «إكسبو»، ليس مفاخرة ولا مبالغة، بل لأن الجميع هنا في الإمارات يعملون كفريق عمل واحد لإنجاح هذا الحدث العالمي الفريد، ليس ذلك فحسب، بل إن المواطنين والإخوة العرب، يعتبرون أنفسهم جزءاً منه، يودون الإسهام، وبأي شكل من الأشكال، فيه وفي إنجاحه، والأهم من ذلك، أن فكرة ورسالة «إكسبو الدولي»، هي باختصار أسلوب حياة يومي في الإمارات، وأهدافه…

الإنجازات عظيمة.. والحفاظ عليها مسؤولية أعظم

الخميس ١٢ أكتوبر ٢٠١٧

في دبي، انطلق «أسبوع جيتكس للتقنية» في دورته السابعة والثلاثين، تحت شعار «إعادة تخيّل الواقع.. اكتشف تحوّل وابتكر»، بمشاركة حكومات وشركات عالمية وإقليمية للكشف عن أحدث ابتكاراتها وتحولاتها للتقنية. وبلغة الأرقام هناك 4100 شركة من 70 دولة، تشارك في «جيتكس» الذي استقطب أكثر من 1.4 مليون زائر خلال السنوات العشر الماضية، وتختتم دورته الحالية اليوم. في «جيتكس»، وفي قلب دبي، حيث المركز التجاري العالمي الذي تستعرض الشركات أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجالات تشمل سلسلة الكتل، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وإنترنت الأشياء، كما تدعم فعاليات المعرض معايير التحول الرقمي الذكي، وتبني أنماط المدن الذكية، وباختصار فإن العالم يتحدث بلغة المستقبل، ويرى ملامح النهضة التقنية من هنا، من دولة الإمارات، من مدينة دبي! وفي أبوظبي، أنهى المسؤولون الاتحاديون والمحليون، قبل أسبوعين تقريباً، وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كل الخطط والبرامج التي تضع حجر الأساس لمئوية الإمارات 2071، وتم خلال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات عقد اللقاء الوطني الأكبر من نوعه، الذي نتج عنه إطلاق خمس استراتيجيات طويلة الأمد و120 مبادرة وطنية في أكثر من 30 قطاعاً مشتركاً بين الاتحادي والمحلي، إلى جانب استعراض الواقع الجيوسياسي العالمي. في هذا الإطار قال محمد بن راشد: «الإمارات دولة صنعت حاضرها بنفسها، وهي قادرة…

فلنترك قطر وراء ظهورنا!

الإثنين ٠٩ أكتوبر ٢٠١٧

الطريق مسدود مع حكومة قطر المتناقضة، ولا توجد أرضية مشتركة يمكن البناء عليها لوضع حد للخلاف الحاد مع هذه الحكومة المُختطفة بمحض إرادتها من قبل الإرهابيين والمعتوهين وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، ولا توجد أية بوادر لتراجع قطر عن تعنّتها وعن دعمها وتحريضها للإرهاب، ولا عن تخلّيها عن نواياها التخريبية السيئة ضد إخوانها وجيرانها، لذلك فالوقت قد حان أن نترك أزمة قطر وحكومتها فاقدة السيادة وراء ظهورنا، حان الوقت للمضي قدماً ونتركها معزولة منبوذة. لقد فعلت الدول الأربع المقاطعة لقطر كل ما ينبغي فعله، وعليها الاستمرار في سياستها وإجراءاتها الثابتة في قطع العلاقات مع الحكومة القطرية ومقاطعتها نهائياً، والاستمرار في جميع الإجراءات الأخرى المتبعة منذ بداية الأزمة حتى يتغير الموقف القطري، وتعود الدوحة إلى رشدها، وتتخلى عن الإرهابيين وعن تدخّلها السافر في شؤون الغير، وتوقف تمويلها ودعمها وتحريضها للإرهاب والحركات الإرهابية، عندها فقط يمكن للمياه أن تبدأ في العودة إلى مجاريها. المياه لن تعود إلى مجاريها دون هذه الخطوة من جانب قطر، لذلك فدول المقاطعة عليها الآن تجاهل الملف القطري وانتظار هذه الخطوة، ولا يوجد داعٍ للاستعجال أبداً في ذلك، حتى لو استمر الأمر سنين طويلة، فنحن لا نحتاج قطر في أي شيء، وجودها وعدم وجودها متساويان، كل ما في الأمر حنين إلى شعب نعتبره امتداداً لنا، تربطنا به علاقات وثيقة،…

حكومة قطرية مُختَطفة وشعبٌ أصيل!

الأحد ٠٨ أكتوبر ٢٠١٧

عندما أكد القادة والمسؤولون في الدول المُقاطِعة لقطر، والمُكافحة لدعم الدوحة وتحريضها للحركات والتنظيمات الإرهابية، أن المشكلة مع النظام الحاكم في قطر وليست مع الشعب القطري، فإنهم كانوا على حق ويعون تماماً أن الحكومة القطرية مسلوبة السيادة ومختطفة من قبل تنظيم «الإخوان المسلمين»، في حين أن الشعب القطري لا علاقة له بذلك، وهم أخوة وأهل وأحباب وأنساب، نحبهم ويحبوننا، ومهتمون كما نهتم تماماً بالترابط والعلاقات الأخوية بين شعوب دول المجلس. هذه القناعة الراسخة أكدها استطلاع سياسي مستقل ومتاح للعلن، أجراه معهد واشنطن في ظل دخول الأزمة بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، وقطر من جهة أخرى، شهرها الرابع، فقد أظهر الاستطلاع أن أغلبية ساحقة من سكان قطر، الذين لا يتجاوز عددهم 300 ألف نسمة، ترغب في تسوية النزاع بطريقة ودية، فقد أعرب 81%‏ من المستطلعة آراؤهم عن دعمهم لـ«حل وسط تقدّم فيه الأطراف كافة بعض التنازلات إلى بعضها بعضاً»، لم يشترطوا ولم يتشدقوا بالسيادة، وأبدوا رغبتهم الصادقة في حل الأزمة، على عكس توجهات حكومتهم وسياستها الاستفزازية والمُكابـِرة والعدوانية! والمفاجأة الكبرى، التي تدعم توجّه الدول المُقاطعة لقطر في التفريق بين الحكومة القطرية والشعب القطري، وتكسب الاستطلاع أهمية قصوى، هي الآراء المتباينة للمواطنين القطريين مع حكومتهم حول القضايا الرئيسة (الشائكة) في النزاع، ففي الشأن الإيراني يعارض القطريون بشدة - بهامش بلغ…

مستغلّو الضرائب.. الغرامة أم نشر الأسماء؟!

الخميس ٠٥ أكتوبر ٢٠١٧

باشرت اقتصادية دبي مشكورةً بإطلاق حملات تفتيشية على منافذ البيع لمراقبة الأسعار بعد تطبيق الضريبة الانتقائية، ومخالفة كل من يحاول استغلال الضريبة بقصد التلاعب أو تحقيق أرباح إضافية، والجميل في الأمر أن اقتصادية دبي تحركت بشكل مباشر للتدقيق على الملاحظات التي تلقتها من المستهلكين، فقد وصلتها في اليوم الأول للتطبيق 21 ملاحظة وثماني شكاوى، وبناء عليه قررت مخالفة 17 منشأة ومنفذ بيع، ثبت استغلال أصحابها السلبي للضريبة الانتقائية. قد تكون المخالفات في اليوم الأول بسيطة في عددها وأشكالها، إذ انحصر معظم الشكاوى الواردة في أول يومين في منتجات التبغ، خصوصاً السجائر، وتعلقت الشكاوى ببيع عدد محدد من الكميات للمستهلكين في أواخر أيام شهر سبتمبر الماضي، ما اعتبر نوعاً من أنواع احتكار السلع، وتم عليه إنذار المنافذ التي قامت بهذا الأمر، ومخالفات أخرى تتعلق بالمشروبات الغازية، ومحاولة الاستفادة بشكل أكبر من سعر الضريبة، لكن تصرف اقتصادية دبي مهم جداً في شكله ونتيجته، فهي بهذا الفعل تضع أساساً للعمل الرقابي في مرحلة جديدة، هي مرحلة ما بعد قرار فرض الضريبة الانتقائية، وتوصل رسالة واضحة للتجار وأصحاب المنشآت والمنافذ بأن الحبل ليس متروكاً على الغارب، وشكاوى وملاحظات الناس هي محط اهتمام ومتابعة من دائرة حكومية مختصة تطبّق قوانين الدولة وتخالف مخالفيها، ما يبث الطمأنينة في نفوس المستهلكين. مفتشو اقتصادية دبي لم يتشددوا كثيراً…

أذكى 100 شخص في الإمارات!

الأربعاء ٠٤ أكتوبر ٢٠١٧

من السذاجة حقاً نشر قائمة تضم أذكى 100 شخصية في الإمارات، ليس من باب الطعن في أي من الشخصيات التي شملتها القائمة، بقدر ما هو انتقاد لمجلة «أرابيان بيزنيس» التي أصبحت مثالاً صارخاً لصحافة المصلحة والمجاملة والتزلف للحصول على المال بأي طريقة كانت! هناك معايير لكل شيء، خصوصاً في قوائم المقارنات، أياً كان نوعها، والمجلة تفتقر دائماً في كل قوائمها إلى معايير علمية يمكن قياسها، والمعيار الوحيد الذي يبدو واضحاً هنا، هو المصلحة التي يمكن جنيها من وراء الأسماء التي يتم نشرها، سواء في قائمة الأثرياء أو الأذكياء أو الأكثر نفوذاً، وغالباً ما تتكرر أسماء معينة في كل قائمة تصدرها المجلة، ما يجعل الغطاء مكشوفاً والهدف واضحاً! الإمارات بلد يضم عدداً كبيراً جداً من الأذكياء والمثقفين والمتعلمين تعليماً جيداً، وليس من الإنصاف أن نضع قائمة لأذكى 100 شخصية من دون أن يكون هناك هدف من وراء ذلك، ولا داعي أبداً لإعداد قائمة من هذا النوع، حيث يصعب الاختيار، ويُظلم الكثير، فالعدد الحقيقي للأذكياء أعلى من 100 بكثير، ولا يمكن أبداً حصره في هذا الرقم مهما وضعنا من شروط وصفات ومعايير للاختيار، ونشر أسماء من أجل مصلحة معينة يعني بالضرورة إجحافاً في حق كثير من الشخصيات المشهود لها بالذكاء وضخامة الإنجاز. القائمة غريبة من ناحية التصنيف والشخصيات المنتقاة، ولأن المعيار العلمي…

نحتاج أن نكون أكثر جاهزية

الثلاثاء ٠٣ أكتوبر ٢٠١٧

صديق عزيز اعتاد أن يشتري أعلافاً لماشيته من محل معين، فوجئ، أول من أمس، بارتفاع طفيف في سعر العلف، فسأل صاحب المحل عن هذا الارتفاع، فأجابه: إنها الضريبة! بالتأكيد ذهل الرجل من هذه الإجابة، فالضريبة التي بدأت الحكومة فرضها هي الضريبة الانتقائية، وهي على سلع محددة بعينها، التبغ ومشتقاته، والمشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، ولا علاقة للأعلاف بأيٍّ منها أبداً، كما لا توجد علاقة بين الماشية والتبغ أو مشروبات الطاقة! هذه واقعة بسيطة حدثت، لكنها تعطي مؤشراً سلبياً لظاهرة سنلاحظ استفحالها في الأيام المقبلة، فهناك من يبحث عن سبب لزيادة أسعار كل شيء، ليس شرطاً أن يكون السبب مقنعاً أو واقعياً، المهم زيادة الربح، لِمَ لا، خصوصاً أن هناك قناعة داخلية لدى معظم التجار والموردين، إن لم يكن جميعهم، يشعرون معها بضعف الرقابة، وهذه القناعة تسمح لهم بفعل ما يشاؤون، لأنهم تعودوا ذلك دون وجود رادع حقيقي! لسنا ضد فرض ضرائب جديدة، فهذه سياسات دولة، وللدولة الحق في فعل ما تراه مناسباً لضمان جودة الحياة، وضمان سد أي عجز متوقع في الميزانية العامة، كما أن الضريبة ليست بدعة، بل هي أداة من أدوات التنمية الاقتصادية تفرضها معظم دول العالم، ولكننا مع تشديد الرقابة على الأسواق، وحماية المستهلكين من أي جشع أو خداع، ومع توضيح الأمور بشكل لا يترك مجالاً للتلاعب، أو…