سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

لن نبجّل من لا يريد الخير لنا!

الإثنين ٢٥ يوليو ٢٠١٦

بالنسبة لي كمواطن إماراتي، فإني لا أكترث بما يفعله رئيس أو قائد في بلده، وسواء كان ذلك الرئيس ناجحاً أو فاشلاً فذاك شأنه وشأن شعبه، أمّا أنا فلا أرى في الكون كله من هو أفضل من وطني، ولا من هم أفضل من قادتي، ولا يمكن أبداً أن أجعلهم يوماً في موقع مقارنة أو مفاضلة مع غيرهم، لأنه وبكل بساطة لا يوجد أي داعٍ أو مبرر للمقارنة، فالأمر واضح وضوح الشمس، ونور الشمس لا يحتاج إلى برهان لوجوده! بالتأكيد لم نصل هنا في الإمارات إلى مرحلة الكمال في كل شيء، كما هو شأن جميع دول العالم، لا يوجد كمال كامل، ولكنها ممارسات مختلفة، تنجح في مكان وتفشل في مكان آخر، المهم أننا هنا في الإمارات نفخر بأننا نعيش في واحدة من أرقى دول العالم، وأجملها، وأكثرها أمناً وأماناً واستقراراً، ولا ينقصنا شيء لا تستقيم الحياة من دونه، وهذا في حد ذاته يساوي الدنيا وما فيها! لا نعيش هنا على أوهام، وأحلام، ووعود انتخابية، ولا يوجد لدينا قائد يستغل بسطاء الناس في تحقيق مصالح شخصية، وقادتنا وحكامنا مارسوا صلاحياتهم من أجل إسعاد الشعب، مارسوها بحب وإخلاص، لمصلحة الشعب ومن أجل الشعب، لا من أجل السلطة والسيطرة على مقدرات الدولة! نواكب التطور، ونتابع ما يجري في العالم، ونبحث عن أفضل الممارسات، لنجربها، لا…

الشجاعة في تحمّل المسؤولية.. والبحث عن حل فوري للمشكلات

الأحد ٢٤ يوليو ٢٠١٦

اهتمام غير عادي أبداه مسؤولون حكوميون، محليون واتحاديون، تجاه مشكلة الحوادث المميتة، التي يتسبب فيها سائقون مصابون بأمراض تفقدهم التركيز أثناء القيادة. هذا الاهتمام لن يبقى في شكل تصريحات، بل سيترجم - من دون شك - على شكل إجراءات وقرارات فعلية قريباً، بما يضمن عدم تكرار مثل هذه الحوادث. واثقٌ ومتأكدٌ من ذلك، فحماية المجتمع وأفراده من أي خطر محتمل، هي هدف سامٍ لجميع مسؤولي الدولة، دونما استثناء. المسؤولون الذين تفاعلوا مع الموضوع، جميعهم أقروا بوجود المشكلة، وهذا شيء إيجابي. والأهم أنهم جميعاً، أيضاً، اتفقوا على ضرورة إيجاد حل سريع لها. وهذا أمرٌ يثلج الصدر حقاً، ويدلّ بشكل واضح على حرص الجميع على تنفيذ مصلحة عامة، تهم المجتمع، والابتعاد عن «تحوير القضايا» أو «شخصنتها».. وهذه الأخيرة تحديداً أعتقد أنها أصبحت ضرباً من الماضي. وتجاوز مسؤولينا لها، من دون شك، يعني وصولنا إلى درجة عالية من التقدم والرقي في النقاش والتحاور، والوصول إلى نتائج إيجابية تحقق المصلحة العامة، ولا شيء غيرها. وكيل وزارة الداخلية الفريق سيف الشعفار، والمدير العام رئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي المهندس مطر الطاير ـ وكلاهما خارج الدولة يقضيان إجازتهما السنوية - كانا أول المهتمين والمبادرين بالاتصال. الشعفار أكد أنه سيعقد اجتماعاً فور عودته لبحث الأمر مع المسؤولين في وزارة الداخلية، وأكد أن الوزارة ستتخذ…

مسؤولية الشرطة.. ولا أحد غير الشرطة!

الخميس ٢١ يوليو ٢٠١٦

حوادث عدة شهدتها الدولة تسبب فيها سائقون يعانون أمراضاً مختلفة، من بينها ذلك الحادث الذي وقع في دبي عام 2012، حين تسبب شاب في حادث أسفر عن وفاة مواطن، وتضرر ست سيارات، وتبين من التحقيقات أنه عانى «غيبوبة السكري» قبيل الحادث، ولم يكن في وعيه حين صدم السيارة التي كانت تقف أمام إشارة مرور حمراء بسرعة عالية! وتتكرّر المأساة بصورة مختلفة وبمرض مختلف الأحد الماضي، عندما اقتحم سائق مريض بالصرع مطعماً بسيارته وتسبب في وفاة امرأة وطفل وإصابة خمسة أشخاص آخرين، منها إصابتان بليغتان لطفلتين هما شقيقتا الطفل المتوفى! هذه الحوادث، وغيرها المتوقعة مستقبلياً، التي يتسبب فيها سائقون يعانون أمراضاً تؤثر في مستوى تركيزهم أو تصيبهم بنوبات صرع أو غيبوبة، تثير تساؤلات كثيرة حول أهلية الحصول على رخصة القيادة، أو أهلية الاحتفاظ بها، وتجعلنا نتساءل: لماذا لا يوجد نص قانوني وتشريعي واضح إلى الآن يحكم ذلك؟ رغم أن أغلب هذه الحوادث خطرة للغاية، ولا تقتصر أضرارها على السائقين المرضى أنفسهم، بل تتعداهم لتشمل أبرياء من سائقي مركبات أخرى، أو مارة في الطرق، أو أبرياء لا علاقة لهم بالطريق كما في حالة المطعم، والأخطر من ذلك أن مثل هذه الحوادث قد تتكرّر اليوم أو غداً أو في أي لحظة، لأن علاج المشكلة قانونياً وتشريعياً لم يبدأ بعد! من غير المعقول أن…

تواضع العظماء طريق القمة..

الأربعاء ٢٠ يوليو ٢٠١٦

هكذا هو بكل بساطة، إنسان يعشق الحياة البسيطة، متجرد من كل مشاعر العظمة التي ترافق كثيراً من قادة العالم أينما حلوا، ومتجرد من البروتوكولات والرسميات والتعقيدات التي تحيط بنظرائه في كل خطوة يخطونها، هو إنسان قبل أن يكون نائب رئيس دولة ورئيس وزراء وحاكماً شغل الدنيا والعالم بإنجازاته وخطواته الجريئة ورؤيته الشاملة. كم هي مؤثرة تلك اللقطات التي أظهرت صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهو يجلس في مترو الأنفاق في لندن، وبقربه نجله سمو الشيخ حمدان بن محمد، ضارباً أروع صور التواضع والبساطة العفوية غير المصطنعة، وضارباً كذلك أروع صور الثقة بالنفس، في وقت يضطرب فيه العالم من غربه إلى شماله، وشرقه وجنوبه. محمد بن راشد اكتسب هيبته من بساطته، وكسب حب الناس لأنه دائماً قريب منهم، هو نموذج للزعيم الشعبي المحبوب من شعبه وغير شعبه، وهو يمارس حياته بكل جوانبها دون تعقيد، تماماً كما عاشها أجداده حكام دبي، وعلى الرغم من التغييرات الكبيرة التي طرأت على مجتمعات دبي والإمارات والمنطقة بأسرها، إلا أن ذلك لم يغيّر شيئاً في شخصية محمد بن راشد، ولم يؤثر صيته الذي شاع وذاع في العالم بأسره في طريقة حياته، وبساطته، بل جعله ذلك أكثر اقتراباً من الشعب بمختلف فئاته. فليخجل كل من يحمل في نفسه ذرة كبر أو يعشق التفاخر والتباهي…

الإمارات قبل 3000 عام.. واليوم!

الإثنين ٢٧ يونيو ٢٠١٦

مهمّة جديدة تنتظر المؤرخين وعلماء الآثار والمختصين والباحثين في التاريخ والبشرية بشكل عام، هذه المهمة تتمثل في إعادة كتابة التاريخ، وتصحيح كثير من المعلومات التاريخية، التي بدأ يتكشف عكسها مع بدايات اكتشاف آثار الحضارة البشرية المدفونة في صحراء دبي، والتي اكتشفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأطلق عليها اسم «ساروق الحديد». «ساروق» هي المنطقة المنخفضة والممتدة بين كثبان مرتفعة، أزالت الرياح أطرافاً منها لتُظهر كميات كبيرة جداً من خبث الحديد، لاحظه الشيخ محمد بن راشد وهو في طائرة هليكوبتر، ثم عاد ليطلب من فرق البحث في بلدية دبي التنقيب في هذا المكان، ليظهر للعالم كنز أثري لا يقدّر بثمن، وهو عملياً قد يصبح أكبر موقع أثري في العالم، حيث يتوقع أن يتم استخراج أكثر من 100 ألف قطعة من هذا المكان! أهمية الاكتشافات الأثرية تكمن في كتابة التاريخ، فمن خلال الآثار يستطيع المؤرخون ربط الأحداث والأمكنة والأحداث التاريخية، ومن خلال الأحفوريات يتعرفون إلى حياة الإنسان قبل آلاف السنين، ويتعرفون إلى أصول وتنقلات الإنسان منذ قديم الزمان الضارب في عمق التاريخ. في «ساروق الحديد»، ومن خلال 5% فقط من القطع الأثرية التي تم استخراجها إلى الآن، وتبلغ 13 ألف قطعة منوعة بين سيوف وخناجر ورؤوس رماح، ومصوغات ذهبية خالصة من الذهب، وبكميات كبيرة، وغيرها كثير، تغيّر كثير من…

ليت «سلطان» لم يتوقف!

الخميس ٢٣ يونيو ٢٠١٦

شخصياً، توقعت أن تكون المحاضرة التي ألقاها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، حاكم الشارقة، ليلة الثلاثاء في مسرح المجاز، مفيدة جداً وغنية بالمعلومات، فسموه مكتبة معرفية بشرية مليئة بالعلم والمعرفة والثقافة والحكمة، لكني لم أتوقع أبداً أن أسمع معلومات ضاربة في جذور التاريخ للمرة الأولى، ولم أتوقع أن أكتشف أنا وغيري من الحضور افتقارنا إلى كثير من التفاصيل حول أصل العرب، وكيفية تكوينهم، وعن اللغة العربية وكيف بدأت، وما أصولها وجذورها، وأعتقد أننا لسنا وحدنا كذلك، فهناك ملايين غيرنا من العرب، لا يعرفون إجابة السؤال الذي كان عنوان محاضرة الشيخ سلطان، وهو «من هم العرب؟». العرب أمة ساميّة، لها تاريخ عريق، يحاول كثير من الأعداء، خصوصاً من المتشددين اليهود والصهاينة وغيرهم، أن يطمسوه ويشوهوه، ويضيفوا إليه المغالطات وفقاً لأهوائهم وغاياتهم، ومن هنا تحديداً ظهر ذلك اليهودي ذو اللحية البيضاء، الذي بلغ من العمر عتياً، وبكل فجاجة ووقاحة على شاشات التلفزة وهو يقول: «لا علاقة للعرب بفلسطين، فهم مجموعة عمال استقطبهم أجدادنا اليهود قبل 100 عام ليعملوا لدينا ويخدمونا، فكيف يتجرأون اليوم للمطالبة بدولة لهم في أراضي إسرائيل»! مثل هذه الادعاءات الساذجة قد تجد لها آذاناً صاغية في الغرب والعالم، وإن لم نكن نحن العرب نملك الحجج والبراهين التاريخية، التي تثبت عراقتنا وحقوقنا في فلسطين وغيرها، فلا شك في أن…

استسهال طلب الطلاق!

الإثنين ٢٠ يونيو ٢٠١٦

بصراحة شديدة، بعض بنود نظام المساعدات الاجتماعية الحالية تساعد على تفكيك الأسر، وتشجع على استسهال اتخاذ قرار الطلاق، والأرقام واضحة وتنشر باستمرار، جميعها تؤكد ازدياد حالات الطلاق السريع بين المواطنين والمواطنات في الدولة، وبشكل أصبح يمثل ظاهرة تحتاج للدراسة والتمحيص، ومن ثم التنظيم والتدخل! وجه الربط بين زيادة نسبة الطلاق بعد زواج قصير وبين نظام المساعدات الاجتماعية يتمحور في نقطة واحدة، ربما لا تكون هي الأساس لكنها بكل تأكيد عامل مساعد ومشجع للمرأة كي تنفصل وتطلب الطلاق عند مواجهة المشكلة الأولى، فالمطلقة تدخل فور طلاقها ضمن الفئات المستحقة للإعانة الشهرية إن كانت لا تعمل، وتالياً ومن باب الراحة والاستسهال تترك المرأة عملها، وتدخل في مشكلة مع زوجها لتنفصل عنه، وتحصل على مساعدة شهرية من الدولة وهي جالسة في المنزل.. معادلة مغرية تستحق التضحية بالزوج والعمل! قد يعتقد كثيرون أن في هذا الربط مبالغة، ولا توجد هناك امرأة تضحي بزواجها وعملها من أجل مساعدة مالية شهرية، وبالتأكيد تعميم هذا الأمر خطأ بليغ وفادح، ولا شك أن هناك أسباباً أخرى لحالات الطلاق، لذلك دعونا نتفق مع وجهتي النظر، هناك من المطلقات من لا يهتممن بأمر الضمان الاجتماعي، ولديهن دوافع مختلفة لطلب الطلاق، ولكن علينا أيضاً أن نترك العواطف والمشاعر، ونتجه للغة الأرقام التي غالباً ما تكون دقيقة، وتعطي مؤشرات واقعية أكثر صحة…

الكلمة الآن عند اليمنيين وحدهم..

الأحد ١٩ يونيو ٢٠١٦

الإمارات والسعودية لن تستطيعا إعادة بناء اليمن بأكمله، ولا يمكنهما زرع الثقة والمحبة بين الأطراف المتناحرة منذ سنوات طويلة، فالوضع اليمني شائك جداً، وهو وضع بالغ التعقيد، ومع ذلك فإن جهود الدولتين تتركز حالياً في إعادة جميع المتناحرين في اليمن إلى المسار السياسي الذي يضمن إعادة الهدوء لهذا البلد العربي الممزق، ويضمن دخول كل المكونات السياسية والفئات اليمنية المختلفة، للمشاركة السياسية ووقف العنف والاقتتال. بناء اليمن مسؤولية خالصة لليمنيين وحدهم، وعليهم وحدهم تقع مسؤولية التوصل لاتفاق ينهي الدمار والعنف، وعليهم إدراك أن العمل من أجل المصلحة الوطنية هو لغة العقل التي يجب أن يتحلى بها جميع الفرقاء هناك، فهم حالياً بعيدون عنها، ولا يفكرون إلا في مصالح تكتيكية ضيقة للغاية، والتحالف العربي استطاع خلال الحملات التي شنها توفير أرضية جيدة أجبرت المتمردين على الرجوع إلى المسار السياسي، لذلك فالكرة الآن في ملعب اليمنيين، وهم وحدهم من تقع عليهم المسؤولية في تحمل ترتيبات الفترة المقبلة. الإمارات، ضمن قوات التحالف، أدت المطلوب منها وزيادة، وقواتنا العسكرية أذهلت العالم من خلال قدراتها المتميزة، وأدائها الرائع، قدمت دروساً في التكتيك والتنفيذ وإدارة العمليات العسكرية بإتقان، ونجحت بشكل مذهل في الإنزال الذي حررت به عدن، والإنزال التالي الذي حررت به باب المندب، كما فاجأت «القاعدة» بحنكة وقوة، وطردته من معقله في المكلا، ذلك المعقل الإرهابي…

خيانة وطن..

الإثنين ١٣ يونيو ٢٠١٦

عشتُ قبل سنوات عدة الصدمة ذاتها التي يعيشها المجتمع الآن، جراء مشاهدته للتفاصيل الدقيقة لخيانة الوطن من قبل أعضاء التنظيم السري التابع للإخوان المسلمين، عبر مسلسل «خيانة وطن»، الذي وُفق كثيراً في كشف زيف هذا التنظيم وبشاعة جُرم أصحابه، ووفّق أيضاً في وضع المشاهد الإماراتي في صورة أحداث حقيقية مفصلية مرّت بها الدولة، وتوعيته بمخاطر التحزبات وتسليم العقول إلى أحزاب خارجية ذات أهداف خبيثة. عشتُ الصدمة وأنا أستمع وأشاهد الأدلة والبراهين والوثائق، خلال جلسات محاكمات أعضاء التنظيم، التي أدانتهم بالجرم الأكبر، جرم خيانة الوطن، أدلة وبراهين مؤكدة وموثقة من خلال أقراص مدمجة وتسجيلات صوتية وصور، وغيرها، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك خيانة هؤلاء للإمارات، وسعيهم الحثيث مدفوعين بأوامر خارجية لقلب نظام الحكم، ومن ثم تسليم الدولة وممتلكاتها لحزب الإخوان المسلمين العالمي، كي ينهب مقدراتها ويسلب شعبها الأمن والأمان والاستقرار، ويعيث فيها فساداً لمصلحة الحزب وأعضائه! مخططاتهم كُشفت في الوقت المناسب من قبل رجال أجهزة الأمن المخلصين واليقظين، وسيقوا جميعاً لمحاكمات عادلة ونزيهة، كان الحكم فيها بناء على الأدلة الدامغة، بعيداً عن الكلام والصراخ العاطفي البحت، الذي كان سمة عامة لجميع أعضاء التنظيم أثناء المحاكمة، حيث لم نسمع منهم سوى ارتجالات عاطفية، أو كلمات عامة تميل إلى السخرية من الدولة وأجهزتها، من دون أن يقدم أي منهم دليلاً مقنعاً يواجه…

نظام المساعدات الاجتماعية.. هل هو فعال؟

الأحد ١٢ يونيو ٢٠١٦

كثيرون اعتبروا الشعب السويسري مثالياً جداً في رفضه عرض الحكومة صرف راتب شهري للجميع، سواء كانوا يعملون أم لا، ولن نتناقش كثيراً في ذلك، لكن دعونا نبتعد قليلاً عن سويسرا، ونفتح النقاش حول شؤوننا نحن، حول ملف المساعدات الاجتماعية في الإمارات تحديداً، وهل هو نظام فعال أم لا؟ وكيف يمكن تطويره وتنمية المستحقين للمساعدات؟ والأهم من ذلك كله هو كيفية ضمان وصول المساعدات الاجتماعية لمستحقيها الحقيقيين، وقطع الطريق على دخول فئة اتكالية تستغل هذه المساعدة وتحصل عليها، إما دون وجه حق وإما استغلالاً للقانون؟! بداية لابد من توضيح وتأكيد نقطة في غاية الأهمية هي أن حكومتنا ملتزمة بدعم ومساعدة محدودي الدخل من الفئات المستحقة للإعانة، ولا يمكن أبداً، وبأي حال من الأحوال، وتحت أي شكل أو مسمى، أن تقطع مساعداتها الاجتماعية عن هؤلاء المستحقين، ولأي سبب كان، هذا أمر لا جدال فيه إطلاقاً، فنحن نعرف تماماً أهداف حكومتنا، ونعرف تماماً من رئيسها، وما أولوياته، وخططه المبنية على مرتكزات رئيسة، قوامها سعادة المواطن وتوفير الحياة الكريمة له. بعد هذا التأكيد، علينا أن نطرح سؤالاً مهماً، وهو هل جميع من يحصلون على المساعدات الاجتماعية هم فعلاً مستحقون لها؟ للأسف الشديد أن الإجابة حتماً ستكون لا، وهذا ما كشفته المسوحات والزيارات الميدانية التي قام بها المختصون، سواء في وزارة تنمية المجتمع أو هيئة…

الفرق بين السويسريين و«ربعنا»!

الخميس ٠٩ يونيو ٢٠١٦

لاشك في أن كثيرين سيصفونهم بالمجانين، لكنهم بالتأكيد ليسوا كذلك، هم باختصار شعب حضاري راقٍ بمعنى الكلمة، شعب مثقف مخلص لوطنه، يحافظ عليه وعلى مقدراته، حتى لو كان الثمن إلغاء مزايا مغرية، شعب يقدّر العمل، ولا يريد أجراً سهلاً من دون عمل. ما حدث في سويسرا قد لا يستوعبه عقل، خصوصاً إن كان ذلك العقل عربياً، فالعقلية العربية غالباً مُحبّة للأخذ، كارهة للعطاء، خصوصاً إن كانت الحكومات هي مصدر هذا الأخذ، يعتبرونها مالاً سائباً من حق المواطن أن ينهش منها متى ما وجد الفرصة المناسبة لذلك، ما حدث في سويسرا يستحيل حدوثه في أي دولة عربية! هناك حيث لا يعرف كثير من السويسريين أحاديث الرسول، صلى الله عليه وسلم، التي تحث على العمل، ولم يقرأوا سيرته العطرة التي تشجع على الجهد والكد، ولم يصلهم كثير من التعاليم الإسلامية التي ترفع من قيمة العامل والمنتج، وترفض الاتكالية والكسل، ولم يسمعوا يوماً بأن «السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة»، ومع ذلك رفض 78% من الناخبين السويسريين، الذين شاركوا في تصويت، منح الدولة دخلاً شهرياً، لكل مواطن من دون قيد أو شرط، يبلغ 2500 فرنك (9685.5 درهماً) لمن بلغوا سن الرشد، و625 فرنكاً (2518 درهماً) للأطفال، سواء كان المواطنون يعملون أو لا يعملون! هذا المقترح واجه معارضة من جميع التيارات السياسية في البلاد…

رمضان لن يغيِّر سلوك الإرهابيين!

الثلاثاء ٠٧ يونيو ٢٠١٦

شهر التسامح والغفران، لكنه بالتأكيد لن يوقف الحقد الطائفي البغيض، ولن يوقف العنف والقتل والتصفيات والتعذيب، شهر المحبة، لكنه لن ينهي الكراهية الشديدة، التي يحملها أولئك المتشددون والمتطرفون في قلوبهم للعالم، وللآخر، لن يوقف رمضان مآسي الأمة الإسلامية في العراق وسورية واليمن، لسبب واحد هو أنه رمز لتسامح الإسلام ورحمته، وهؤلاء جميعاً هم أبعد ما يكونون عن الإسلام ورحمته! أبسط نتيجة يمكن أن يصل إليها العقل، هي بعدُ الفكر التكفيري المتشدد عن سماحة الدين الإسلامي، ففي الوقت الذي تطمئن فيه نفوس المسلمين بمجرد بلوغهم رمضان، وتتغير فيه سلوكياتهم نحو الأفضل، ويتقربون من ربهم أكثر وأكثر، تجد هؤلاء التكفيريين والمتشددين يعيثون في الأرض فساداً، ويمعنون في القتل، وينشرون العنف ضد إخوانهم المسلمين أولاً، وضد العالم أجمع ثانياً، فبأي إسلام يدينون؟! وأي رمضان ذلك الذي لم يثنِ عزيمتهم عن إزهاق أرواح المسلمين بدم بارد؟! المتطرفون هم أبعد ما يكونون عن الدين الإسلامي، هم إرهابيون لا دين لهم، مهما كانت توجهاتهم وطائفتهم، هم أوجه عديدة لعملة واحدة عنوانها الحقد والكراهية، لا يمتون إلى سماحة الإسلام بأي صلة أو رابط، ما يروّجون له من تشدد وتعنت يخالف كل أحكام الدين، ويخالف تعاليم الخالق العظيم، الذي خلق الناس جميعاً، وجعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا، لا ليتناحروا، ويقطع بعضهم رقاب بعض! إنها آفة العصر، آفة خطيرة للغاية،…