سليمان الضحيان
سليمان الضحيان
كاتب واكاديمي سعودي

يوسف زيدان مثقف حسب الطلب

الجمعة ٢٦ أغسطس ٢٠١٦

في عام 2009م أقيمت مباراة في كرة القدم بين منتخبي مصر والجزائر في الخرطوم، وقد نشبت على إثرها مصادمات بين جمهوري البلدين، وهي المصادمات التي تحدث كثيرا بين جماهير الدول؛ إذ إن جماهير كرة القدم تتكون غالبا من شباب متحمس تغلب عليه العاطفة، ودائما تنتهي المصادمات كما بدأت، وهذا ما حصل في مصادمات تلك المباراة، إلا أن تلك الأحداث استغلت من قبل السلطة في مصر آنذاك لإشغال الناس بقضية، كما اعتاد النظام إشغال الناس بقضايا تلهيهم عما يواجهونه من أزمات اقتصادية. وقد اتفق أن كان د. يوسف زيدان آنذاك مشاركا في محاضرة في دولة الإمارات العربية، وقد سئل عن الأحداث، فكان جوابه مهذبا، وأن الجزائر ومصر شقيقتان، وما حدث شغب جماهيري لا يجوز أن يتحول إلى شقاق. لكن يظهر أنه بعد عودته طُلِبَ منه المشاركة في تهييج الرأي العام، فانخرط بصخب مخجل في حلقة الردح، إذ كتب مقالة هجاء عنيف ضد الجزائريين، بعنوان (ذكريات جزائرية) وصف الجزائر فيها بأنها «بلد يعتصره البؤس»، و»تراثنا لا يعرف بلدا اسمه (الجزائر)، ولم يستخدم أحد هذه التسمية غير المطابقة لواقع الحال، أعني هذه الصحراء التي تمتد في كل الجهات»، ووصف الطلبة الجزائريين الذين يدرسون دراسات عليا في مصر بأنهم «مثال للغباء والعنف الداخلي والتعصب المطلق»، وأن «مصر هي التي أنفقت أموالها على الجزائر لتجعل…

نقد الوهابية

الثلاثاء ٣٠ سبتمبر ٢٠١٤

(الوهابية) مصطلح يطلق على حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب (1703 - 1792م)، وهو مصطلح أطلقه خصوم الحركة في خضم صراعهم مع الحركة، وكان إطلاقـه محاولة من خصومها لترسيخ الاعتقاد لدى جمهور المسلمين بأن الحركة تدعو لمذهب جديد له أصول دينية تخالف بقية المذاهب السنية، وقد نجحوا في هذا مما دفع أتباع الحركة لتكثيف التـأليف لتوضيح أن الحركة إنما هي امتداد لتعاليم السلف في قضايا العقيدة، وانتماء لمذهب الحنابلة في قضايا الفقه، لكن مصطلح (الوهابية) ما لبث أن وجد قبولا لدى أتباعها؛ فقد عنـون سليمان بن سمحان – من علماء الحركة وشعرائها - كتابا له بـ(الصواعق المرسلة الوهابية على الشبه الداحضة الشامية)، ويقول الأستاذ عبد الرحمن بن سليمان الرويشد – أحد مؤرخي الحركة - مشيرا إلى تحول اللقب إلى مجرد مصطلح إجرائي تعريفي: “تحول ذلك اللقب – الوهابية - بصورة تدريجية إلى مجرد لقب لا يحمل أي طابع للإحساس باستفزاز المشاعر، أو أي معنى من معاني الإساءة، وصار مجرد تعريف مميز لأصحاب الفكرة السلفية، وماهية الدعوة التي بشر بها الشيخ الإمام محمد بـن عبد الوهاب، وأصبح هذا اللقب شائعا ورائجا بين الكتاب والمؤرخين الشرقيين والغربيين على حد سواء، ومـن ثم فليس هناك ما يسوغ هجر استعمال تلك الكلمة، كتعريف شائع”، وكما شغلت الحركة الوهابية وأفكارها معاصريها فما زالت إلى اليوم…