د. يوسف الشريف
د. يوسف الشريف
كاتب ومستشار قانوني إماراتي

«باقي يطلع لك من الحنفية»

الأربعاء ٠٦ أبريل ٢٠٢٢

مازلنا، وللأسف، نعاني وبشدة الاتصالات الهاتفية المتطفلة من قبل مندوبي البنوك والاتصالات والشركات العقارية والأسهم، وفي الآونة الأخيرة شركات خدمات صيانة السيارات، ولا يقف الأمر عند الاتصال الذي لا يخلو من «ثقل الدم والغثاثة»، والذي يبدأ: «أنا فلان من شركة كذا، ممكن آخذ من وقتك؟ تجيب بكل بساطة: لا، أنا غير مهتم. يرد بكل عنجهية وتهكم: ليش مش مهتم؟ ترد: أقول لك شي، ليش ما تناسبني؟». ليكون موقفك في حسبانه أنك أنت من أسأت الأدب، فهو المسكين يقوم بدوره، ويبحث عن مصدر دخل له يعزز مكانته في الشركة المنتسب لها، أما أنت وانشغالاتك فلا قيمة لها في خطة عمله، وليس ذنبه أنك تتلقى مثل مكالماته يومياً ما يجاوز عدد أصابع اليد، أو أنك لم ترتب جدول أعمالك لتلقي مكالمته وزملائه المندوبين، أو أنك حتى إن كنت موظفاً «وتوّك» راجع من الدوام في الطريق، أو «تتغدا» فهذه مشكلتك، فدوامك ينتهي، أما المندوب فيعمل 18 ساعة واحمد ربك أنه تركك تنام ست ساعات. اقتحام للخصوصية، وتطفل على أحوالك، ومصير أموالك، بدعوى الترويج، خبتم وخاب ترويجكم إن كان هذا منوالكم، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل يملؤون صفحات هاتفك برسائل نصية، ورسائل عن طريق «الواتس أب»، فتجدهم «ينطون» لك من كل حد وصوب، وفي كل تطبيق. خصوصياتنا باتت في مهب الريح أمام…

نجوم «القروبات»

الأربعاء ٠٩ مارس ٢٠٢٢

في عالمنا اليوم أصبحت قروبات «واتس أب» جزءاً من تواصلنا واتصالنا، وجزءاً من محطاتنا اليومية نرسل ونتراسل ونستقبل أخباراً وصوراً وآراءً، حوارات هادفة وأخرى للتسلية.. وجانب خاص من قروبات العائلة التي يتسامر أفرادها أحاديثهم ويتناقلون من خلالها أخبارهم وصورهم ويعبّرون عن أفراحهم وأحزانهم، بل يتخطى الأمر أكثر من ذلك، لتصبح هذه القروبات مجالاً وفضاءً للمنافسة والتباهي وبعضاً من الجدل والجدال، ولا يخلو الأمر من بعض الرسائل المبطنة المقصودة من نجوم القروبات، هؤلاء ممن يتنافسون في الاختلاف فقط من أجل الاختلاف، كما تعرفون هم من أنصار «خالف تُعرف» هؤلاء ليس لديهم مبدأ ولا رأي، فقط، ما يريدونه هو أن يضعوا بصماتهم يميناً وشمالاً ليقولوا «ها أنا ذا، هنا أنا موجود»، وليت بصمته تلك نظيفة، لكنها ملوّثة بأدناس وأعراض الناس الذين يأكل لحمهم وينهشها، وهو العالم بقدر حاله ووضعه أنه ما كان ليجرأ أن يدلي بسطله وليس دلوه لو كان خطابه بالوجه وليس في الظهر أو عن طريق الكتابة المستترة أو المبطنة لتقبل التحريف والتزييف متى شاهد نفسه قد وضع تحت ضغط المواجهة. عموماً تستنزف قروبات «واتس أب» كثيراً من أوقاتنا ونحن نتفاعل مجبرين أحياناً مع رسالة أو صورة أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء من باب المجاملة، فلو لم تفعل ذلك لطالتك الانتقادات والعتابات وكأنك أجرمت بحق هذا الشخص، وحتى لو حادثته…

راحت عليك يا وكيل…

الأربعاء ٠٢ مارس ٢٠٢٢

تسعى دولتنا دائماً لتكون مركزاً تجارياً مستقطباً ومشجعاً للاستثمار، ونشاهد بين حين وآخر توجهات وسياسات حكومية لتغيير منظومة الأعمال التجارية، لتواكب التطلعات العالمية، والمحافظة على مكاسبنا الوطنية في هذا الجانب، ومن بين تلك التوجهات التي يقال عنها هنا وهناك أن حكومتنا ستتوجه في الأيام المقبلة نحو تطبيق مبادئ التجارة الحرة، والسماح للجميع بأن يكون جزءاً من هذه التجارة، بعيداً عن التوكيلات والوكالات التجارية التي تحد في كثير من الأحيان من مبادئ المنافسة العادلة، وتستغل المستهلكين، لعدم وجود من ينافسها. ربما تظهر هذه المشكلة جلياً في وكالات السيارات، حيث يوجد فرق كبير بالسعر بين السيارات المبيعة داخل الوكالة وخارجها، وفي المقابل يقدم الوكيل خدمات بسيطة لا تتناسب مع حجم الفرق بين السعرين، وفي جانب آخر، إن بعض وكالات السيارات ترفض استيراد سيارات بمواصفات مخصوصة، لحجب سياراتها عن فئة من الناس، وجعلها مناسبة لطبقة معينة، وقد أخبرني أحد الأصدقاء عن سيارة تُباع في دولة مجاورة، وتختلف بمواصفات بسيطة جداً، تكاد لا تذكر، عن السيارة المبيعة محلياً، وفارق السعر بين الاثنتين كبير جداً، وقد يكون هناك من يرحّب بهذا الأمر، خصوصاً محبي المظاهر، ممن يريدون التميز لطبقتهم الاجتماعية، ولكن من زاوية ثانية، هذا أمر مرفوض، فمن حق الجميع أن تتاح له خيارات متعددة، ويختار هو ما يناسبه. ولا يخفى عليكم اليوم صعوبة اقتناء…

الرجل وأدواره المنسية

الخميس ٢٤ فبراير ٢٠٢٢

يعتقد الكثير من الرجال، للأسف، أن دوره تجاه أسرته أن يوفر لهم الحياة الكريمة فقط، وأن ذهابه للعمل كل يوم يعفيه من جميع الأدوار الأخرى تجاه أسرته، وفي الحقيقة عمل الرجل وكدّه لتأمين لقمة العيش ليس كافياً، ولا يمكننا اختزال دور الرجل بهذا الأمر فقط، حتى وإن كان دوراً أساسياً، خصوصاً أننا نعيش في زمن المقارنات والتباهي، فكيف سيكون موقف أسرتك وهم يشاهدون زملاءهم وأقاربهم وجيرانهم؟! وكيف هو شكل العلاقة بينهم وبين والدهم وهم لا يجدونها منك؟! ولا أقصد هنا المقارنة التي تحصل من الأولاد فقط، بل أقصد أيضاً المقارنة التي تحصل من زوجتك وهي تشاهد منشورات وسنابات وستوريهات صديقاتها على وسائل التواصل الاجتماعي. بعض الرجال تجده يعود للبيت حاملاً معه ثقل الدنيا، وما أن يطلب منه أحد أفراد الأسرة أي طلب، حتى تقوم الحرب العالمية الثالثة، وبعلو الصوت يعاتبهم بأنه عاد من العمل لتوه، ويقول لهم «ما يكفي قرف الشغل؟ ناقصكم إنتوا في البيت»، لا يا عزيزي، هم ليس لهم ذنب في مشاكلك مع مديرك ولا بأنك لم تُحقق «التارقيت» الخاص بك، ولا هي مشكلتهم ما تواجهه أنت في عملك، ولا أقصد هنا تلك الظروف الطارئة والمؤقتة التي تحدث ومن واجب الأسرة تحملها معك، إنما أقصد أسلوب الحياة بهذا الشكل وعلى هذا المنوال. بعض الرجال وللأسف لو سألته في…

المرأة بين العمل والبيت

الأربعاء ١٦ فبراير ٢٠٢٢

لعل من أبرز المشكلات التي تعانيها الأسر في هذا الزمان مشكلة عدم قدرة المرأة على خلق التوازن بين العمل والمسؤوليات الأسرية، ولن أتناول في طرح اليوم المسألة الجدلية الحاصلة برفض أو قبول عمل المرأة، بل أود التركيز على كيفية الموازنة بين الاثنين، فلا يمكن للمرأة في هذا الزمان أن تتنازل عن حقها في العمل وصناعة النجاح العملي والوظيفي، وفي الوقت نفسه يجب أن لا تتخلى عن دورها الأساسي في تربية الأجيال وخلق التوازن المجتمعي. من حق المرأة أن تسعى لتطورها الوظيفي، والحمد لله الأنظمة الإدارية في دولتنا كفلت وصانت ورعت وشجعت على حصول المرأة الإماراتية على هذا الحق، وفي المقابل على المرأة الإماراتية أن تقوم بدورها تجاه الدولة، ولا أقصد دورها الوظيفي، فهي نجحت بذلك واستطاعت أن تتبوأ أعلى المناصب وتثبت جدارتها، ولكن ما أقصده وأعنيه هو دورها في تنمية المجتمع وضمان استقراره مستقبلاً، وقد وضحنا في مقالنا السابق الذي تناول مشكلة انخفاض معدل الخصوبة وتأثيرها السلبي على مستقبل دولتنا وعلى الكثير من قطاعاتنا الحيوية، والمرأة تتحمل الكثير من العبء لحل هذه المشكلة، والحل يبدأ من عندها، ومسألة عزوفها عن الحمل والولادة هو السبب الرئيس لهذه المشكلة. ربما فشلت حملاتنا الإعلامية وحملات التثقيف المجتمعي في المحافظة على صورة المرأة وبيان دورها الأساسي في الإنجاب وتربية الأولاد، بل على العكس ركزت…

عقول منزوعة الدسم

الأربعاء ٢٩ ديسمبر ٢٠٢١

يبقى العقل البشري محور الكثير من التطورات التي نشهدها والتي شهدناها والتي سنشهدها، ويبقى هو المحرك للكثير من العلوم والمهارات، فإذا نزعنا منه دسمه أو فكره أصبح خاوياً فارغاً لا يُنتج أي شيء، وتصبح مهمته إصدار الضجيج لنفسه ولمن حوله. رغم التطور الكبير الذي نعيشه في هذا الزمان ورغم النجاحات الكبيرة للاستثمار في العقول البشرية، إلا إنه وللأسف هناك عقول منزوعة الدسم نجدها في كل مكان؛ عقول هشة سطحية في تناولها للأمور التي حولها، فكم هي التصرفات التي نلاحظها من أناس ونستغربها ونتساءل أين عقولهم من هذا كله؟، وكم هي اللحظات التي يغيب فيها الأشخاص عن وعيهم وتصبح تصرفاتهم رهينة ومقرونة بنزواتهم أو لذاتهم أو حتى رغباتهم دون إدراك لحجم الكوارث والمصائب أو المشاكل التي من الممكن أن يضعوا أنفسهم بها. للأسف رغم أن المعلومات والثقافة والعلم والعلوم على بعد خطوة منا، إلا أن الغالبية العظمى لا تملك منها إلا القشور، وإن فتشت ستجد بأن هناك من يحسبون أنفسهم على فئة المثقفين، ولكن في حقيقة الأمر عقولهم منزوعة الدسم أو حتى قد تكون خالية من الدسم، فهم إما سطحيون في معلوماتهم أو متعصبون لأفكارهم أو منحازون لأجنداتهم وسياساتهم، وعلى جانبٍ آخر تماماً، هناك من يتابع ويقرأ كل ما يُكتب ويُنشر ولكن دون أن يتضمن محتوى عقله أي فكرٍ خاص أو…

«مسيطرة».. ترند السخافة

الثلاثاء ٠٧ ديسمبر ٢٠٢١

مشكلات وسائل التواصل الاجتماعي وظواهرها لا تنتهي، وبما أننا من ملاحقي «الترند»، فتوقع أن ترى العجب العجاب في هذه الوسائل، ومن العجب ما بات منتشراً في الآونة الأخيرة، من قيام بعض الشباب بتصوير أنفسهم بوضعيات ومواقف مُذِلّة، كالشاب الذي ظهر وهو يأكل تفاحة، لتأتي فتاة وكأنها زوجته، وتضربه «كف» على وجهه، وتأخذ التفاحة منه وتأكلها، أو ذلك الشاب الذي يجثو على ركبتيه، والفتاة تقوده خلفها، وتأمره بالقيام ببعض التصرفات، وتُظهر أنه خادمها المطيع، والمصيبة أن كل هذه الفيديوهات ما هي إلا ملاحقة لـ«ترند» صنعته أغنية «مسيطرة»، التي اعتبرها بعض النساء دستوراً لشكل علاقتها بـ«أشباه الرجال». في الحقيقة مثل هذا «الترند»، وغيره الكثير، يعبّر، وبشكل كبير، عن حالة صعبة، قادت الكثيرين ليقوموا بأسخف التصرفات، لمجرد ملاحقة «الترند»، حتى وصل بهم الأمر لأن يظهروا بهذه الشخصيات الهزيلة، للحصول على مشاهدات وإعجابات على صورهم وفيديوهاتهم، وأنا لست متعجباً من هذا الأمر بقدر استهجاني لمثل هذه الأغاني، التي سرعان ما تنتشر عبر الأوساط الرقمية، وتجدها «ترند» يقود حراكاً إلكترونياً منافياً لعاداتنا وتقاليدنا ونمط حياتنا كمجتمع. الأنثى لها قدرها ومكانتها في المجتمع، كزوجة وأخت وخالة وعمة وأم في المقام الأول، ولها احترامها الذي فرضه علينا ديننا الحنيف، وعاداتنا الاجتماعية، وموروثنا الثقافي، وللرجل مكانته وطبيعته الرجولية، التي لها خصوصية معينة في هذا الجانب، ولا يجوز أبداً…

الإمارات.. تاريخ كُتب قبل أن يبدأ

الثلاثاء ٣٠ نوفمبر ٢٠٢١

قبل خمسين عاماً بدأت رحلة الإمارات، تلك الرحلة الجميلة؛ هناك عندما اجتمع القادة المؤسسون واتفقوا على بناء قواعد الاتحاد وتثبيت دعائمه، لم تخطّ الأقلام تلك القواعد فحسب، بل مزجت شعوب الإمارات ليصبحوا شعباً واحداً، فتعاهد الجميع على أن هذا الوطن أغلى من كل شيء، وقرروا بأن الأرواح والدماء رخيصة أمام حضرة الوطن، في ذلك الوقت والزمان والمكان كُتب التاريخ قبل أن يبدأ. مشاورات تأسيس الاتحاد درسٌ كبيرٌ في صناعة الأوطان، فأي رؤية كانت لدى الآباء المؤسسين ليجتمعوا تحت راية واحدة واسم واحد وعلم واحد، كان إيمانهم بقدرة أبناء شعبهم على بلوغ القمم، كانت لحظات عميقة من التفاوض وكتابة التفاصيل وتوضيح جميع المسائل ليخرجوا دولةً وكياناً جديداً أساسه الاتحاد، وأي شيء يبدأ بالاتحاد مآله النجاح، فكيف إن كان وطنٌ أحبه قادته وشعبه واجتمعوا ليكتبوا له تاريخاً فريداً يليق به. الاحتفال هذا العام ليس مجرد احتفال بقدر ما هو إطلاق خطة لخمسين عاماً قادمة، فنحن دولةٌ أصبحت رمزاً وعنواناً عالمياً للمستقبل، وهذا الأمر يوضح أن من يضع خطةً طموحةً ويواكب المتغيرات والأحداث والطوارئ ليصحّح من خطته سيصل إلى نتائج مبهرة، وبفضل الخطة التي بُني عليها الاتحاد استطعنا خلال خمسين عاماً مضت أن نصبح من أكثر الدول تأثيراً في العالم، وأصبحنا وجهة عالمية للاقتصاد والأعمال والتجارة، وللسياحة والثقافة، وقريباً سنصبح للعلم والعلوم وجهة،…

الله سخّرك لنا يا ظالم

الأربعاء ٢٤ نوفمبر ٢٠٢١

انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، ومجموعات الـ«واتس أب»، مشهد تمثيلي بسيط، لشاب يتصل بصاحبه، يطلب منه خدمة، كونه مسؤولاً جديداً في مكانه، وصاحبه يبدي انزعاجه وامتعاضه من كثرة طلبات هذا الشخص، ليظهر الشاب (بطل المقطع)، وهو عليه سمة التديّن، ليحدثنا كيف أن الله، عز وجل،- يُسَخّر الناس لخدمة الناس، وأنه يطلب من صديقه لأن الله سَخّره لخدمته، وخدمة تطلعاته وآماله وآمال أهله وأقاربه، الذين تمنوا أن يصل أحد أقاربهم إلى هذا المنصب، ولذلك كان من المفترض أن يقوم المسؤول بخدمتهم، لاعتقاد المتصل بأن مفهومه صحيح ولا تشوبه شائبة! نعم، لقد سخّر الله، عز وجل، الناس للناس، وهذا أمر لا جدال فيه، ولكن ليس بهذا المنطق السطحي، فلو اعتمدنا على فكر صاحبنا لخرجت الأمور عن السيطرة، ففلان سَخّره الله لتوظيف ابن فلان وعشيرته، وفلان سَخّره الله لتمرير بعض الطلبات لفلان وقبيلته، وفلان سَخّره الله ليتجاوز بعض القوانين والضوابط من أجل خاطر عيون فلان وبني جلدته، وعلى هذا المنوال سنصبح في عالم تغيب عنه قوانين تكافؤ الفرص، أو المساواة، وكأن هذا المفهوم هو نفسه مفهوم الواسطة والمحسوبية، لكنه مغلف بغلاف جميل، وبمبرر إنساني وديني. في الحقيقة، أكثر ما أستغربه هو ترويج البعض لفكرة أو أفكار مغلوطة ومرفوضة، ويحاول جاهداً إلصاقها بالدين وبشريعة الله وشرعه، لكي يكسب تأييداً لفكرته، فصاحبنا يريد من الناس…

شائعات في البداية والنهاية

الأربعاء ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠

في بداية أزمة «كورونا»، ورغم تأكيد الجهات الصحية في جميع دول العالم خطورة الفيروس وأن مثل هذه الجائحة تحدث نتيجة تغييرات في الطبيعة وأنها بعيدة كل البعد عن نظرية المؤامرة، إلا أننا وجدنا من يشكّك في الوباء، ويطالب بعدم الالتزام والامتثال للإجراءات الصحية المتّبعة، وبعد أن أودى الفيروس بحياة الملايين، وجاءت اللحظة الحاسمة وإيجاد العديد من اللقاحات لتعطيل الفيروس، وجدنا أيضاً من يشكّك في اللقاحات ويعدها مؤامرة جديدة تحاك ضد البشرية. في الأيام الماضية، ومع إعلان عدة دول عن البدء بتلقيح مواطنيها ضد فيروس «كورونا»، وجدنا مناهضين للقاح في الولايات المتحدة، وأيضاً في لندن وبعض المدن الألمانية، وشاهدنا أيضاً بعض المناشدات من هؤلاء المناهضين بضرورة تحطيم مراكز التطعيم لكونها تعادي الإنسانية، فهؤلاء يعتقدون أن اللقاح هدفه السيطرة على السكان، والتأثير في مستقبلهم. المؤامرة هذه المرة أخذت منحنيات مختلفة، فبعد أن عدّ البعض أن الفيروس جاء للقضاء على كبار السن، أو أن الفيروس تم تصنيعه لخدمة ألاعيب سياسية وحرب بيولوجية قادتها دول ضد بعضها البعض، واليوم جاءت نظرية المؤامرة، بعد أن عدّ البعض أن اللقاح يحتوي على «مايكروتشيب» أو شريحة تزرع داخل الإنسان، للتحكّم فيه، أو السيطرة عليه، أو على الأقل مراقبته. رغم أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة، وبعيدة كل البعد عن الواقع، ولا أقول هذا الكلام لثقتي…

ترامب أم بايدن.. ما الذي يهمنا؟

الأربعاء ١٤ أكتوبر ٢٠٢٠

شاهدنا خلال الأسابيع الماضية حالة من الجدل والنقاش والتوقّعات والتحليلات للانتخابات الأمريكية المقبلة، فالبعض وصفها بأنها أشرس انتخابات منذ الحرب الأهلية الأمريكية، والبعض وصفها بأنها أصعب المعارك السياسية العالمية، والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا نهتم نحن العرب بالانتخابات الأمريكية بهذا الشكل المفرط، وكأنها انتخابات داخلية لإحدى دولنا!، ولماذا كل هذا الجدل حول شخصية الرئيس القادم سواء أكان ترامب أم بايدن؟ وما الذي يهمنا نحن في وطننا العربي؟ سواء أكان الرئيس الأمريكي القادم هو ترامب في فترة رئاسية ثانية أم بايدن في فترة رئاسية أولى، ولكن هذا يجب ألا ينسينا أن بايدن شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وبذلك يكون كلا المرشحيّن معروفين بسياساتهما وتوجهاتهما وآرائهما حول القضايا العالمية المهمة، وبالطبع منطقتنا العربية في قلب الأحداث العالمية لما فيها من صراعات وقضايا ساخنة، تجعل ساسة القرار الأمريكي ينظرون لقضايانا على أنها إحدى ساحات المنافسة، وربما هذا السبب ما يجعلنا كعرب مهتمين كثيراً بهوية الرئيس الأمريكي القادم. وفي الحقيقة ما يهمنا ليس هوية الرئيس القادم بقدر ما يهمنا توجهات إدارته وتعامله مع ملفاتنا العالقة منذ سنوات، والتي ما زالت تلقي بظلالها على منطقتنا حتى يومنا هذا، وتعطل الكثير من المشاريع والمساعي التنموية لشعوبنا، وما يهمنا في الرئيس القادم أن يكون واضحاً تجاه قضايانا ولديه حل للصراعات العالمية، التي تتخذ من…

فشل رهانات الماضي وتطلّع للمستقبل

الأربعاء ٠٢ سبتمبر ٢٠٢٠

منذ الإعلان عن معاهدة السلام الإماراتية الإسرائيلية، وصف بعض العرب هذه الخطوة بأنها تطبيع وأن التطبيع خيانة، وبصرف النظر عن أن هذه المعاهدة سيادية من حق دولة الإمارات وشعبها ولا شأن أو لا حق لأحد أن يتنمر على دولتنا ولا أن يهاجمها أو ينتقد سياستها، فلكلٍ دولته وقيادته التي إن أراد أن ينتقد أو يحاسب، فليذهب ويحاسبهم وينتقدهم هم أولاً. فللكثير منهم علاقات مع إسرائيل، وأنا لا أجد في ذلك أية مشكلة، فإسرائيل تعترف بوجودها جميع دول العالم، وعدم الاعتراف العربي لن ينقص من مكانتها وثقلها السياسي وأدوارها في المنطقة، وعلينا تقبل وجودها بل المضي في تحقيق السلام معها مراعاةً لمصلحة أجيالنا القادمة.عندما أرى أي تعليق أو هجوم أو حتى رفض للعلاقات العربية الإسرائيلية، أتساءل بكل موضوعية ما الذي استفاده العرب من العداء مع إسرائيل؟، هل استرجعوا فلسطين؟ أم حققوا انتصارات ضد إسرائيل؟، والغريب أن الجميع يعلم أن هذا لم يحدث، وأن العداء مع إسرائيل كان وما زال مجرد شعارات من النخب والأحزاب السياسية ليستعطفوا بها قلوب الشعوب ويكسبوا تأييدهم أو ليتستروا على جرائمهم وينهبوا أموالهم، وكم من سياسي خدع شعبه بشعاراته الرنانة ضد إسرائيل واكتشفنا في نهاية المطاف أنه أكثرهم تقرباً منهم!. لا يخفى على أحد أن إسرائيل لها ثقل سياسي كبير في العالم بأكمله، وأن الكثير من دول…