د. يوسف الشريف
د. يوسف الشريف
كاتب ومستشار قانوني إماراتي

مرضى وليسوا مجرمين!

الجمعة ١٧ أبريل ٢٠٢٠

منذ أن بدأ فيروس «كورونا» في الانتشار بمعظم دول العالم ونحن نلاحظ حالةً غريبةً في التعامل مع مرضاه، فالبعض راح يتعامل معهم وكأنهم مجرمون، والبعض الآخر يزدريهم أو يتنمر عليهم. وكأن حالهم هذا وليد إرادتهم، أو بمحض اختيارهم، في حين أن الحقيقة تقول إن هؤلاء مرضى لا ذنب لهم، وأن ما أصابهم ليس سوى مرضٌ خطيرٌ ينتشر بالعدوى. وهذه العدوى تنتشر بسرعة جداً، صحيح أنه يجب عزلهم، ولكن يجب ألا ننسى الجانب الإنساني لهؤلاء المبتلين بهذا المرض، وأن نقف إلى جانبهم ونشجعهم على الخلاص من الفيروس والرجوع إلى حياتهم، فيكفيهم الآلام التي يتعرضون لها، فلا نريد أن نكون سبباً في معاناتهم النفسية. الفيروس كان قد وصل لمعظم هؤلاء المصابين نتيجة إهمال في جانب معين من الجوانب، ونستثني من هؤلاء خط الدفاع الأول في مكافحة هذه الجائحة من أطباء بذلوا أنفسهم لحماية غيرهم. وكذلك رجال الأمن الذين يبذلون قصارى جهدهم ومجهوداتهم لحماية الأرواح من عبث بعض المستهترين في التعامل مع هذه الأزمة، ونعود لصميم القول في من يهمل الحيطة وتوخي الحذر في التعامل مع هذه الحالة، فنقول إنه يجب علينا الاعتراف بأن فيروس «كورونا» سهل الانتقال وسريع الانتشار، لذلك يجب أن نعلم أن المصابين بالفيروس. وعلى الرغم من عدم اتّباعهم الإجراءات الصحية، إلا أنه قد أصابهم وأنهم مرضى وليسوا مجرمين أو…

نجحت السعودية

السبت ١٠ أغسطس ٢٠١٩

من يريد كتابة التاريخ والنجاح لدولته ولشعبه هو من يُمكّن الإنسان مهما اختلفت ألوانهم أو أجناسهم أو منابت أصولهم، فالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات هي الطريق الأسلم في بناء النهضة المتوازنة للشعوب الناجحة. الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، الأمير الشاب أوفى بعهوده تجاه المجتمع السعودي، فبعد سلسلة من القرارات التاريخية في تمكين المرأة السعودية وانفتاح المجتمع السعودي وبناء نهضته جاء قبل أيام بتعديل قرارات الولاية على المرأة السعودية. والذي منح للمرأة السعودية الحقوق الكاملة في استخراج الوثائق وفي السفر والتنقل، وقد جاء هذا القرار وسط ترحيب كبير من المجتمع السعودي الذي رأى أن أميرهم يقود المسيرة السعودية نحو آفاق جديدة هم يستحقونها وهم مستعدون لإنجاحها. «أنا أدعم السعودية، ونصف السعودية من النساء لذا أنا أدعم النساء»، هذه الكلمات التي وصف بها الأمير محمد بن سلمان مسيرته في تمكين المرأة التي تعكس الرؤية السعودية لمكانة المرأة وقيمتها ودورها في المجتمع والذي لا يختلف عن دور الرجل ولا مكانته، ولكلا الطرفين نفس الحقوق والواجبات. وهذا ما تسعى له المملكة وتريد أن تؤسس له في أجيال المستقبل، فنهضة الشعوب معتمدة على بناء أبنائها، ولذلك من المستحيل النهوض ونصف المجتمع «المرأة» ملغى دوره، في حين أن إمكانات النساء كبيرة جداً ويمكن استثمارها في جميع المجالات. من يتنقل بين صفحات وسائل التواصل الاجتماعي…

عجائب السياسة السبع

الثلاثاء ١٩ يونيو ٢٠١٨

كلما تجولنا وتتبعنا أخبار هذا العالم الذين نعيش فيه، وجدنا قصصاً أغرب من الخيال، ومن بين أغرب القصص قصة الحاكم الأفريقي «سيفاس بنساه» الذي يعمل ميكانيكي سيارات وآلات زراعية في ألمانيا، ويحكم قبائل «هو هو» في غانا عبر تطبيقات وسائل الاتصال الحديثة كسكايب، فبعد أن ذهب إلى ألمانيا للدراسة قرر الاستقرار هناك إلى أن شاء القدر أن يصبح ملكاً على قبيلته ويحكم أكثر من 300 ألف نسمة لكونه الوريث الشرعي للحكم بعد وفاة جده. الغريب ليس في أنه يحكم شعبه ويتواصل مع وزرائه وحاشيته عبر سكايب بقدر ما هو أغرب أن شعبه تقبل هذا الأمر بصدر رحب مما يدل أن لديهم عقلية مخالفة لما هو سائد بين شعوب العالم، التي من الصعب عليها تقبل مثل هذه الأمور في أوطانهم، ومقارنة بدول كثيرة حول العالم يعد هذا الأمر نادر الحدوث بكافة جوانبه، ففي حين تتصارع النخب والأحزاب السياسية للوصول إلى كرسي الرئاسة والانخراط بالعمل السياسي انخراطاً كاملاً متكاملاً يختار «سيفاس» أن يكون بعيداً على بلده وكرسي الحكم الذي يشغله ليعمل ميكانيكياً في ألمانيا. للسياسة عجائب تفوق السبع بكثير؛ هناك في أرقى مجتمعات العالم يحتدم الصراع على قصر الرئاسة، وفي أقل المجتمعات من حيث التعليم تقبل قبائل تكاد تكون بدائية أن تُحكم عن بعد، فقد سمعنا عن أمور كثيرة أصبحت تدار عن…

العدالة عنوانها دبي

الأربعاء ٢٨ فبراير ٢٠١٨

تأتي رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإيجاد وبناء نظام قضائي رائد ومتميز عالمياً يحقق أقصى معايير العدل، ومن هذا المنطلق وتنفيذاً لهذه الرؤى تمضي محاكم دبي والجهات المعنية بالنظام القضائي للوصول لمنظومة قضائية ذكية تتسم بالشفافية وسرعة التنفيذ. من المتعارف عليه عالمياً أن الأنظمة القانونية وأجهزتها ومنظوماتها بطيئة جداً، أو على الأقل هكذا ينظر المجتمع إليها، فبعض القضايا تحتاج لسنوات ليتم الحكم فيها، وما بين مرافعات ومراجعات وتقديم مذكرات يحيا ناس ويموت ناس، هذا ما يقال وهذا ما يُعرف عن أية مؤسسة قانونية أو قضائية، ولكن ولأننا في الإمارات وتحديداً في المدينة الذكية «دبي» كل هذه الأمور أصبحت جزءاً من الماضي، فالسرعة واستحداث أنظمة حديثة متطورة تسابق الزمن وتلغي الإيقاع البطيء الذي عهدناه في مؤسسات القضاء هو هدف كل العاملين في جميع المؤسسات التابعة لمجلس دبي القضائي. وبفضل المتابعة الحثيثة والاهتمام الواسع الذي يقوم به سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي رئيس مجلس دبي القضائي نحن بتنا أمام محاكم ذكية فريدة متطورة، تستخدم جميع أنواع الاتصال الحديث لتسهل على الناس متابعة قضاياهم دون أن يحركوا ساكناً، لتوفر الوقت والجهد على المتعاملين مع محاكم دبي وأيضاً على العاملين في جميع الجهات…

نفط المستقبل

الثلاثاء ١٣ فبراير ٢٠١٨

في كلمته التي ألقاها في جلسة افتتاح الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات 2018 ، وصف معالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل البيانات والذكاء الاصطناعي بأنهما نفط المستقبل، وهذا يجعلنا نتساءل سؤالاً مهماً إلى أين يتجه العالم؟ وإلى أين سيصل في السنوات المقبلة؟ إن ما نشهده الآن من تطور في التكنولوجيا والعلوم بشكل عام لهو طفرة بشرية ربما لم تحدث في التاريخ، على الأقل في التاريخ الحديث، وربما يكون التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي هو العامل الأساسي لهذه الطفرة، وكل ما طُوِّر وما سيطور في المستقبل سيكون بسبب هذه التكنولوجيا التي سهلت الكثير من الأمور إلى أن وصلنا لمرحلة أصبح ليس من المستحيل أن نجد روبوتاً ذكياً يخاطبنا بمشاعر وأحاسيس بخلاف التواصل العقلي والذهني، فالفرضيات والبرمجيات الحديثة وصلت لأن تُبرمج هذه الآلات لتحاكي الواقع الذي يتطلب تحليل البيانات والمعطيات تحليلاً عقلياً وأخرى عاطفياً للوصول لإجابات تناسب الواقع البشري المجبول على هاتين المعطيين. العالم يذهب إلى المستقبل بسرعة هائلة جداً فقطار اليوم أو حتى صاروخ اليوم سريع جداً واللحاق به أمر غاية في الصعوبة، وهذا على المستوى الشخصي فما بالكم عن قياسه على المستوى الحكومي والمؤسسي، إذ تُعتبر مواكبة التطورات واستخدام كل ما هو حديث وإنزاله منزلة التطبيق هو تحدٍ كبير أمام الحكومات العالمية، فالمعايير التي كانت احترافية قبل سنوات أصبحت…

الإرهاب وحصان طروادة

الخميس ١٩ يناير ٢٠١٧

حاصر الإغريق مدينة طروادة قرابة 10 سنوات لكنهم لم يتمكنوا من دخولها، فابتدعوا حيلة جديدة تمكنهم من دخول أسوار المدينة، فكانت خطتهم صناعة حصان خشبي كبير يُملأ بالجنود من الداخل ويُترك أمام بوابة المدينة على أنه من مخلفات الحرب ومن الغنائم التي تُركت نتيجة انسحابهم. في ذات الليلة أقام الطرواديون حفلة كبيرة احتفالاً لانتصارهم، وبعد أن سكر الشعب والجنود والقادة نشوة بانتصارهم المظنون خرج جنود الإغريق من داخل الحصان وفتحوا البوابات لبقية الجنود، ونجحت حيلتهم بالدخول إلى مدينة طروادة ونهب ممتلكاتها، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد. لو لم يسمح الطرواديون بدخول حصان طروادة إلى أراضيهم لما حصل ما حصل لهم، فدخول العدو إلى أراضي المدينة هو من مكنهم من النصر في ليلة واحدة، بينما دام حصارهم 10 سنوات ولم يستطيعوا الإطاحة بمدينة طروادة، فدخول العدو أرض الوطن بداية النهاية لأي جيش مهما كان تعداده وعدته، فالحماية الداخلية أهم بكثير من الحماية الخارجية وإن كانت مهمة أيضاً. ما حصل في طروادة يشبه إلى حد كبير تغلغل الفكر المتطرف بين أفراد الشعوب في العالم، فمهما حاولنا حماية أنفسنا من الأخطار الخارجية إلا أن هناك خطراً يهدد العالم يكمن بدخول مثل هذه الأفكار إلى عقول البعض، وربما تظهر بعض الرسائل الموجهة وكأنها دعوة للصلاح والإصلاح لكن ما هي إلا كحصان…

من أفغانستان إلى الجنة

الثلاثاء ٠٣ يناير ٢٠١٧

بعد أن خرج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان بدأت مرحلة الحرب الأهلية الأفغانية (1992-96)، ونشب خلالها خلاف واقتتال بين فصائل وجماعات مختلفة، واستمر الوضع على ما هو عليه حتى بدأ الغزو الأميركي عام 2001 للقضاء على الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر. ولو قارنا هذا المشهد بالقتال القائم في سوريا سنكتشف بأنه متشابه جداً، فالعديد من التنظيمات والجماعات التي كانت تتقاتل في أفغانستان اختارت من سوريا أرضاً لتصفية حساباتها من جدي. ولكن بمسميات مختلفة، فقد تطور وتحول تنظيم القاعدة إلى داعش وكان تطوره هذه المرة أكثر دموية، وصحيح أن أسماء الجنود والقيادات قد تغيرت إلا أن النهج والفكر هو من انتقل، فالإرهاب والتطرف ليس بتنظيمات مسلحة ولا هو عمليات انتحارية فحسب إنما هو أخطر من ذلك فهو فكر ونهج يتغلغل في العقول ويسكن في الصدور وينتشر كالوباء. ما يحدث اليوم في سوريا حرب استنزاف طويلة ومكلِفة ثمنها أرواح بريئة وأموال وحضارة عريقة تداس تحت الأقدام، وهنا لا بد أن نسأل أنفسنا كيف ومتى دخلت هذه الجماعات والتنظيمات إلى سوريا، وعلينا أن نعود بتحليلنا للسنوات الست الماضية، فمن خلال ما أسميناه الربيع العربي كان التوقيت لبداية الفوضى مما سهل نزوح المقاتلين من الأقطار الإسلامية إلى سوريا ليعبروا الطريق إلى الجنة حسب اعتقادهم؟! الجنة التي يتنازع عليها 1000 فصيل مقاتل في سوريا أبرزها جبهة…

خطأ جيني

الثلاثاء ١٦ فبراير ٢٠١٦

نظراً لما تعيشه شعوبنا العربية في الوقت الحالي من أزمات فكرية وأخرى نفسية، أصبح لا بد لنا أن نقر بوجود خطأ جيني في تركيبة العقول العربية، وهذا ليس تهجماً بل دفاع عن عقولنا، فبعد أن نعتنا الآخرون بالمتخلفين والرجعيين فلنصارح أنفسنا ونُحسِنَ من واقعنا. الخطأ الأول في »تركيبة العقول العربية« هو عدم تقبل فكرة الأفضل والأصلح، وعدم الاعتراف بالخطأ وهو ما يخالف الحقيقة، فالإنسان بطبيعته خطاء، لكن نحن دائماً ما ندعي أننا الأفضل والأحسن والأقوم، فتجد الكثير من الأشخاص يدعون المثالية ولا يقبلون الانتقاد ولا حتى النصيحة على الرغم من أخطائهم الواضحة، ويرفضون الرأي الآخر لمجرد أن عزة نفسهم لا تسمح لهم بالاعتراف بأنهم في حاجة إلى الإصلاح، وفي بعض الأحيان يعتبرون أنفسهم أوصياء على الناس. الخطأ الثاني يتجسد في »تحجر العقول العربية«، لذا علينا أن نرى أنفسنا بوجهة نظر الغير ولا نحكم على أنفسنا بأنفسنا، لأنه كما يقول المثل (القرد بعين أمه غزال) فلا يجوز أن نكون »الخصم والحكم«، ومن شدة تحجرنا الفكري وانسياقنا وراء الأفكار المحفورة في عقولنا منذ آلاف السنين دون أن نفكر حتى في تغييرها ويصدق فينا قول إن »التعليم في الصغر كالنقش على الحجر«. ومثال ذلك مسألة قبول الآخر على أساس فكره وثقافته، فهنا نثبت أن عقولنا متحجرة في الحكم على الآخرين، فنحن نحكم عليهم…

فارس الميدان

الثلاثاء ١٣ أكتوبر ٢٠١٥

سيراً على الدرب الذي خطّه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، وإعمالاً للسياسة العامة التي تنتهجها دولة الإمارات، والاستراتيجية التي تتمتع بها، لتقديم كافة أنواع التعاون الدولي في شتى المجالات، إلى أن احتلت دولة الإمارات بفضل هذه الجهود المبذولة مكانتها من ضمن الدول المساعدة للعالم. حيث إنه لم ينقضِ سوى الوقت الوجيز من إطلاق أكبر مبادرة عربية لتشجيع القراءة «تحدي القراءة العربي» ليُدشّن سموه المبادرة الأكبر والأوسع والأعم ألا وهي إنشاء مؤسسة تنموية مجتمعية في المنطقة، لمكافحة الفقر والمرض ونشر المعرفة والثقافة، حيث تستهدف هذه المؤسسة أكثر من 130 مليون إنسان خلال السنوات المقبلة، وكأنها مصابيح تتّقد واحداً تلو الآخر لتُنير ظُلمة سواد الليل الدّامس الذي يُخيّم على الأمة العربية من ليلٍ مزّقه الإرهاب بشتى الألوان والأشكال عن طريق أفعالِ عُنفٍ غير مشروعة أو معهودة عند البشر ذات أبعاد سياسية واجتماعية وإيدلوجية ودينية معيّنة. وكما قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( إِنَّ لِهَذَا الْخَيْرِ خَزَائِنَ وَجُعِلَ لَهَا مَفَاتِيحُ، وَمَغَالِيقُ، فَطُوبَى لِرَجُلٍ جَعَلَهُ الله مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلاقًا لِلشَّرِّ. وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ الله مِغْلاقًا لِلْخَيْرِ، مِفْتَاحًا لِلشَّرّ)ِ. طوبى لفارسنا الذي كم من مضامير السباق قد صال وجال فيها، يطلقها صرخة مدوية، يدَنا دائماً معكم، لن ندعكم فريسةً للفقر أو الجهل أو…

فجر جديد

الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥

بدأ فجر جديد يبزغ في سماء الديمقراطية بدولة الإمارات، بعد أن انتهى العرس الانتخابي باختيار بعض أعضاء المجلس الوطني، تأكيداً على الشفافية في الاختيار الذي تولد عن إرادة شعبية، وباختيار ديمقراطي. ولكن يثور التساؤل في الأذهان، هل تم هذا الاختيار صحيحاً ولصالح الوطن ودولة الإمارات، أم غلبت عليه المجاملات؟ نعم أظن بجميع الفائزين خيراً، ونحن نعرف كثيراً منهم، وهم من خيرة من يمثل هذا المجلس، ولكن السؤال يطرح نفسه على عموم المشاركين بالعملية الانتخابية من الناخبين، هل أعطيتم صوتكم لمن سيمثلكم تمثيلاً صحيحاً، أم طغت العواطف على اختياراتكم؟! هل كان الهدف من الاختيار وضع الأمانة في يد من هو أهلٌ لحملها، فيفترض في الجميع السعي لهدف واحد، ألا وهو رفعة شأن البلاد، والمحافظة على العادات والتقاليد الأصيلة بمشاركة المواطن في كل الشؤون التي تمس حياته ومستقبله وسعادته، لتعزيز تجربة ومسيرة التنمية الشاملة لدولتنا. نقول وبالفم المليان، يا سادتي ويا سيداتي هذا هو ثمار زرعكم، ونتاج اختياركم، فإذا كان غرسكم خيراً بعيداً عن المصالح والمجاملات، أثمر وأينع وحقق ما تبتغونه، فقبل أن نتهم المجلس أو أي من أعضائه، كان الواجب والألزم أن نتهم أنفسنا بعدم عدل كل منا مع نفسه، عندما اختار شخصاً، ليحقق له مصالح، بعيداً عن الصالح المجتمعي، فيكون الحال كما كان، ونندم ونتأسف وننتظر أربع سنوات أخرى، فنحاول…

عبدالله بن زايد يكسر البروتوكول

الثلاثاء ١٥ سبتمبر ٢٠١٥

تتبوأ دولة الإمارات مكانة التميز والارتقاء في مختلف المجالات، إذ إنها حضارات عريقة منذ الأزل، وذلك لاحتوائها لأهم العناصر المكوّنة للرقي، من شعبٍ وفيّ وإقليمٍ غنيّ وحكومةٍ رشيدة. بالإضافة إلى الثقافات المتنوعة والحضارات المشتركة، وعليه فإن هذا الشعب يتمتع بالكثير من المقوّمات الأخلاقية المغروسة في نفوسهم، والمُستقاة من خبرات جدودهم وآبائهم، فهم يتحلّون بالكرم والجود والعزة والشهامة والمروءة غير المعهودة، يحبّون وطنهم الّذي لا يبخلون عليه في بذل أرواحهم فداءً له، ويقدّرون قيادتهم وحكامهم وما يقدمونه لهم ليعتلوا مكانة مرموقة بين جميع الدول، ليصبح شيوخنا مضربَ الأمثال وقدوةً يُحتذى بهم لجيلٍ وأجيال صاعدة. وما أحلى وما أرقى أن نرى من خلال اللقطات التي يتداولها الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي قادها وأدار فنّها سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، لقطة عندما وقف وهو منتظر شقيقه الأكبر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ليُنهي ركعات النّوافل بعد صلاته، حاملاً له نَعله منحنياً ليضعه أمامه بكل تواضع جمّ وأدب مرموق، فأي بروتوكول دبلوماسي يحكم على رجل دبلوماسي أن يقوم بمثل هذا التصرف، إلا أن ذاك الخلق الرّفيع الذي تربى وترعرع ونشأ عليه، ليصنع هذا الدبلوماسي بروتوكولاً استثنائياً خاصاً برجل استثنائي، يُدرج تحت عنوان التواضع والأخلاق وعظمة التربية، فهذه السلوكيات كأنها بذور…

شهداؤنا والشائعات

الثلاثاء ٠٨ سبتمبر ٢٠١٥

لقد أصيبت دولتنا المجيدة بمصاب أليم، حيث فقدت كوكبة من فلذات أكبادها، ولا نقول إلا كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا». استودعت الأمة الإسلامية بأسرها، كوكبة من شهدائنا الأبرار، الذين ضحوا بدمائهم الطاهرة، من أجل الذود عن هذه الأمة، ورفعة الحق، ومد يد العون لدولة اليمن الشقيق، لنصرته ضد العدوان الحوثي والخروج على الشرعية، فرحين بما نالوه من الدرجات العلى عند ربهم، فباتوا منعمين فرحين بما آتاهم الله من فضله، وقد كان الناس يقولون فيهم، مات فلان، وذهب عنه نعيم الدنيا ولذاتها، فأخبر الله عز وجل، أن من قتل في سبيله ليس بميت، بل اختصه بالقرب منه، وفي هذا مزيد البهجة والكرامة، قال تعالى: «وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتٌ، بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَـكِن لَّا تَشْعُرُونَ) البقرة (154). فتلك الكوكبة قدمت أرواحها فداءً لنصرة الحق وإعلائه، ولا سبيل لمن يزايد على هذه القضية، فيثير الشائعات وينسج الأقاويل، ويخترع القصص، وهو لا يدري أن هذا يمس أمن الوطن، فلا يجوز لأي كان أن يناقش أو يصدر تصريحات حول هذه القضية، فليس من سلطة أحد تناول تلك الموضوعات العسكرية، سوى ممثل قواتنا المسلحة، فهي القناة الشرعية الوحيدة التي يجب أن نستقي منها المعلومة، حرصاً على أمن وسلامة الوطن،…