آراء

ديمقراطية المتأسلمين.. مراوغة الفكر وحيرة الممارسة

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

هل صحيح أن الحركية الإسلامية تصالحت مع الديمقراطية منذ ثلاثينيات القرن العشرين؟ إذا قيل الحركة الإسلامية في ثلاثينيات القرن العشرين، فالمراد بها حركة "الإخوان المسلمين" تحديدا؛ لأنها هي الحركة التي كانت فاعلة على الساحة آنذاك، وهي التي كانت تطرح الإسلام بوصفه: دينا وسياسة. وكلنا نعلم أن الحركة/ جماعة الإخوان، وخاصة في تلك الفترة المؤسسة، كانت رهينة – بالكامل – إلى آراء مؤسسها الشيخ: حسن البنا، الذي لم تكن الحركة إلا تجسيد لآرائه في الواقع. وبالتالي، فالحكم على التصالح في ثلاثينيات القرن الميلادي المنصرم لا يكون إلا من خلال آراء البنا تحديدا. قرأتُ كل ما كتبه البنا، ولم أجد فيه أي تصالح حقيقي مع الديمقراطية. أنا هنا أتكلم عن الطرح الفكري، وليس عن الممارسة العملية التي قد تخضع لعدة اعتبارات. البنا قَبِل المشاركة في الانتخابات البرلمانية بوصفها واقعا لا بد من الاستفادة منه، لا بوصفها مشروعة - سياسيا/ دينيا - من وجهة نظره التي يرى أنه هي صحيح الدين. أنا لا…

عبدالله المغلوث
عبدالله المغلوث
كاتب وصحفي سعودي

أحلى علبة

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

واجهت، مريم المساعد، مقاومة شديدة من أمها لتناول أدوية السكر بانتظام. كانت ترفض أخذ الأدوية في مواعيدها. تردد الأم دائما: "لن يموت أحد قبل يومه". كلما ضغطت عليها مريم أجابت الأم بسؤال حاد كسكين يقطع مشاعرها إربا: "لمَ تريدينني أن أموت مرتين. تكفيني موتة واحدة. الأدوية تميتني؟". استسلمت مريم بسبب إصرار أمها على عدم تناول أدويتها. لكن بعد أن حذرت الطبيبة أمها من أن حالتها الصحية ستسوء إذا أقلعت عن تناول الأدوية، لم تجد مريم خيارا سوى المحاولة مجددا. اخترعت مريم طريقة جديدة لإغراء أمها لتناول الأدوية. شرعت مريم في وضع ورقة في علبة صغيرة خصصتها لأدوية أمها. في كل مرة تكتب جملة. كتبت أول مرة: "أحبك يا أمي. يا ليتني أملك عينين كبيرتين مثل عينيك، وابتسامة مثل التي تعلو وجهك". وسألت أمها مرة قائلة: "يمه...هل تعلمين أن صوتك حلو حتى إذا صرختِ عليّ. أرجوك، لا تحرميني من حسك؟". وأحيانا تضع في العلبة صورا لأحفاد أمها. وخلف كل صورة جملة…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

عبدالله في 10 دقائق!

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

قد لا يعلم الأستاذ عبدالله المديفر أنني أعرض كلامه ــ الذي خاطب به الجمهور في تيدكس الرياض ــ لكل دفعة أقوم بتدريسها في أكاديمية شرطة دبي. ولا يعلم أنه ساعدني ــ من حيثُ لا يدري ــ في تقديم محاضرة «ترومون» لموظفي بنك دبي الإسلامي قبل أيام، وفي الحوار الذي أعقبها حول «الإيجابية» في حياتنا. لقد سُجّل كلامه في مقطع فيديو من 10 دقائق، هي بمعيار الزمن قليلة لكنها بمعيار حياتنا كثيرة وطويلة. أولى قواعد عبدالله قوله: إن عمر الإنسان الذهبي هو 30 سنة؛ ما بين 20 و30 يعمل ليتعلم، ومن 30 إلى 40 يعمل لينجز، ومن الـ40 حتى يناهز الـ50 يعمل ليربح، وحينها تكتمل قاعدة النجاح، لكنّ النجاح لا يتحقق بهذه البساطة. في عام 2005 جلس عبدالله مع نفسه وأخذ ورقة وقلماً وراح يكتب: في عام 2013 سأقدم برنامجاً حوارياً! ليجيب على سؤال مهم يتجاهله الكثيرون، هو: وين رايح، وين ساير، في رحلة هذه الحياة؟ وبعد أن عرف عبدالله وين…

محمد النغيمش
محمد النغيمش
كاتب متخصص في الإدارة

أنت.. الشرطي الوديع!

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

هناك تكتيك سيكولوجي شهير يلعبه عادة محققان في محاولة منهما لاستنطاق متهم ما أو دفعه للاعتراف بجريمة ارتكبها. فمثلا حينما يعذب أو يعنّف أو يهدد أو يضرب «محقق سيئ» متهما فإنه يتفق مع المحقق «الوديع» ليأتي ويعامل المتهم بلطف ثم يعقد معه اتفاقا كان يقول له: «لا عليك إذا اعترفت أنا سأخرج من هذا المعتقل، أو إذا قلت كذا سأخرجك من السجن الانفرادي إلى آخر مريح». وهذا الدور الوديع ليس مقتصرا على أروقة التحقيقات، فكثيرا ما نحتاج إلى وداعة في التعامل مع الآخرين، لا سيما حينما يأخذ هؤلاء قسطا كافيا من التوبيخ من المسؤول الذي يعلونا جميعا كالمدير العام أو الوكيل وغيره. ولأن الوديع لغة مشتق من «الوداعة»، أي الشخص الهادئ الساكن ذو لين ودعة، فإن الموظف الوديع كثيرا ما يجد فيه الموظف المهموم ملاذه. فهو أذن صاغية وحانية تبدو كالحمل الوديع. لكن هذا الحمل الوديع سرعان ما يتحول في بعض الحالات إلى ذئب يكشر عن أنيابه عندما يريد أن…

هاشم صالح
هاشم صالح
مفكر عربي يقيم في باريس

معركة التنوير الفرنسي

الجمعة ٢٨ نوفمبر ٢٠١٤

تعجبني المعارك الفكرية أكثر من المعارك السياسية، وإن كانت هذه من تلك. وتعجبني عبارة هيغل: «لا شيء عظيما يتحقق في التاريخ من دون أهواء هائجة ومعارك صاخبة». والدليل على ذلك أكبر مشروع تنويري فرنسي في القرن الثامن عشر: أي مشروع الموسوعة الخاصة بالعلوم، والفنون، والصناعات، والفلسفة. وهو الذي أنجزه ديدرو وفريق عمله على مدار ربع قرن تقريبا. وهو ما يدعى اختصارا بالإنسكلوبيديا. وكان إلى جانب ديدرو مفكر آخر يدعى دالامبير. وهو من كبار علماء الرياضيات في عصره. وقد تعاون معهما على كتابة مواد الموسوعة الضخمة عشرات وربما مئات الباحثين والمفكرين في شتى الاختصاصات. ففولتير كتب فيها، وكذلك جان جاك روسو، ومعظم علماء ذلك الزمان. فالموسوعة لا يكتبها شخص واحد. وقد أدى هذا المشروع الفلسفي الضخم؛ ليس فقط إلى تنوير فرنسا، وإنما أوروبا كلها. فالثورة الفرنسية التي أصبحت منارة لكل الشعوب، ما هي إلا ترجمته السياسية على أرض الواقع. وإذن، فالثورة الفكرية أولا وبعدئذ تجيء الثورة السياسية، وليس العكس كما يتوهم…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

كفوا عن الاستخفاف بعقولنا

الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

في إبريل 1989 تجمع طلاب صينيون في ميدان «تيان آن مين» مطالبين بالديمقراطية، في أكبر احتجاج جماهيري شهدته الصين منذ العام 1949، وفي نوفمبر من نفس العام انهار سور برلين في ثورة جماهيرية، ولم تلبث أن سقطت أنظمة ما يعرف باسم الكتلة الشرقية. حتى ذلك العام، لم تكن شبكة الانترنت قد ظهرت بعد على مستوى العالم، وكانت أيقونة الاتصالات حتى ذلك العام هي جهاز عجيب اسمه الكامل «الفاكسميلي»، الذي عرفناه اختصارا باسم «الفاكس»، لكننا لم نسمع أحدا يربط تلك الثورات بجهاز الفاكس ويحمله مسؤولية اندلاعها. كما أن الثورات في العصور القديمة لم يطلق على أي منها ثورة «الحمام الزاجل» مثلاً، لأن الثوار كانوا يتبادلون رسائلهم السرية بالحمام الزاجل. فالثورات تحدث لأسباب موضوعية عديدة، ليس من بينها نوع وسيلة الاتصالات السائدة في وقتها. ولا أدري لماذا الإصرار على ربط ثورات الربيع العربي وحدها دون سائر الثورات في العالم، بوسائل التواصل الاجتماعي على الانترنت، وكأن هذه الثورات ما كانت لتحدث لولا وجود…

تمديد المباحثات.. هل من رابح وخاسر؟

الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

جاء 24 نوفمبر (تشرين الثاني) وسط سباق ماراثوني بين إيران و«5+1» للوصول إلى اتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي، ولكن أبت التباينات الكبيرة بين الطرفين إلا أن تدفع بهذه المباحثات إلى تاريخ آخر حُدد أن يكون في يونيو (حزيران) 2015 للوصول إلى اتفاق نهائي يسبقه اجتماع في مارس (آذار) 2015. وما بين منتقد لهذا التمديد ومرحب به يتبادر السؤال هنا، وهو هل هناك خاسر ورابح من نتيجة التمديد وكيف يمكن أن يُقرأ هذا الأمر؟ بداية لا تزال هناك قضايا محل تباين كبير بين الطرفين بدءا من مسألة التخصيب، وما يلازمها من العدد المسموح به لأجهزة الطرد المركزي، مروراً برفع العقوبات، وانتهاء بالمدة الزمنية التي يجب أن يستمر فيها الاتفاق الشامل. هذه القضايا جاءت بوصفها معاضل حقيقية بين الطرفين، ليس فقط لمجرد التوصل إلى تفاهمات حيالها، وإنما لكيفية خلق مسار لها والتأكد من التزام كل طرف بما تم الاتفاق عليه. ففي الوقت الذي تسعى فيه إيران للاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي التي بحوزتها،…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«سبع سبعات!»

الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

ذكرت إحدى المؤسسات أن رقماً مميزاً جداً على غرار «xxxxxxx» أو إذا كنت من مؤيدي تعريب جميع المصطلحات فهو «س س س س س س س»، قد تم بيعه بملايين عدة.. كان أول ما قمت به كأي شخص يعاني الحقد الطبقي هو إرسال رصيد للرقم المذكور بقيمة خمسة دراهم.. نعم.. سيقرأ ذلك الهامور أن صاحب الهاتف رقم كذا وكذا قد أرسل له رصيداً.. هكذا يمكنني أن أنام مطمئناً إلى نوع من العدالة الشاعرية التي حققتُها! ظاهرة بيع الأرقام ليست سوى جزء من ظاهرة بيع المكانة الاجتماعية.. التي أصبح الجميع يبحث عنها.. بل وأصبح العرب فيها مضرب الأمثال، بعد أن بدأوا بتصدير هذه الثقافة إلى دول العالم كلها.. العربي لا يشعر بالاطمئنان إلا إذا بين للطرف الآخر أنه متميز.. رغم أن ديننا وفي منتصف جزيرتنا يأمرنا بلبس اللبس ذاته المكون من منشفتين غير مخيطتين للتستر بهما وأداء أقدس الشعائر.. نداء السماء ينادي بعدم التميز عن الآخر، ولكن.. يبدو أن الرسالة لم…

سكينة المشيخص
سكينة المشيخص
كاتبة وإعلامية

مبتعث طب محتجز أكاديميا في نيوزيلندا!

الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

لا تخلو بعض مشاكل المبتعثين الأكاديمية من بعض التحامل والتعسف في معالجتها لدى الجامعات التي يدرسون فيها، وذلك يأتي أحيانا لعدم استيعاب بعض الأكاديميين للفوارق الثقافية التي تفسر سلوكيات المبتعثين من مرجعية سلوكية سلبية ترتكز إلى انطباعات مسبقة، وهذا في الواقع يعتبر عنصر ضغط عليهم وعلى أدائهم العلمي، خاصة إذا كان الهدف المبتعث متفوقا فذلك يربكه ويؤثر على نفسيته، لأنه يشعر بأنه يفترض أن يحصل على أعلى المعدلات فيما تنتقص المساحات الانطباعية في ذهنية الأكاديمي من ذلك الأداء. ذلك الواقع يجعلني أستعرض حالة فريدة في وقائعها لمبتعث متفوق، ورغم أنني لا أعرف بالضبط الضوابط الأكاديمية في الجامعة التي يدرس بها، ومدى المساحة المزاجية لمشرفيه الأكاديميين، إلا أن الحالة أضعها بين يدي المسؤولين عن بعثته والتعليم العالي لمتابعتها، وفك الاحتجاز الأكاديمي الذي يعيشه ذلك الطالب الذي يدرس الطب في نيوزيلندا وحصد طوال سنوات دراسته على درجات تعزز قدراته العلمية، غير أن مساره توقف في السنة الأخيرة بسبب تفاصيل تبدو لنا هامشية…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

خارج الطبيعة البشرية

الخميس ٢٧ نوفمبر ٢٠١٤

لا أظن أنه توجد طريقة لإفهام "الدواعش" أن ما يفعلونه ليس من الإسلام في شيء، فهؤلاء لهم هدف محدد يريدون تحقيقه بأي أسلوب، ولا يهم إن استخدموا القتل أو الذبح أو السلخ أو الصلب أو السحل وغيرها مما يتنافى مع الطبيعة البشرية السوية لأجل غرض قادتهم في السيطرة على بقعة ما من العالم والعيث بها فسادا. ولعل ما قيل مؤخرا عن إهدارهم لدم المغني شعبان عبدالرحيم مثال على مدى الانحدار الذي وصلوه، فالأمر بلغ بهم أن من ينتقدهم لا يستحق الحياة، وإن مرت كثير من الحوادث بهذا الخصوص من غير صخب إعلامي، فحكاية المغني المصري انتشرت لتكون دليلا على مستوى الفكر الخارج عن الشرع وعن التاريخ الإسلامي. فهؤلاء لم يقرؤوا أن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم لم يقتلوا أو يهدروا دم من اختلفوا معهم في الرأي، بل كان بعضهم يشيد بالرأي الآخر كما في القصة التي تختصرها جملة دخلت التاريخ.. "أصابت امرأة وأخطأ عمر". شعبان ببساطته رد على هجوم "داعش"…

إياد أبو شقرا
إياد أبو شقرا
صحافي لبناني مقيم في لندن. حائز إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأميركية في بيروت وماجستير من معهد الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن.

اختلاف أولويات حيال مكانة إيران الإقليمية

الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

ذكرتني صورة وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف مع وزراء خارجية مجموعة الـ«5 زائد 1»، خلال مفاوضات الملف النووي الإيراني في العاصمة النمساوية فيينا، بصورة «الأربعة الكبار» في فرساي، قرب العاصمة الفرنسية باريس، عام 1919، بعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى. تلك الصورة التاريخية جمعت يومذاك كلا من الرئيس الأميركي وودرو ويلسون ورئيس وزراء بريطانيا ديفيد لويد جورج ورئيس وزراء إيطاليا فيتورويو إيمانويلي أورلاندو ومستضيفهم رئيس وزراء فرنسا جورج كليمنصو، وكانت فعليا ترسم معالم نظام عالمي جديد. وصورة الأمس في فيينا جاءت بدورها معبّرة جداً. إذ كانت أشبه بترحيب القوى العالمية الستة، ومعها الاتحاد الأوروبي، بإيران عضوا في النادي النووي وشريكا إقليميا لها في منطقة الشرق الأوسط. التعامل الإعلامي الإيراني والأميركي مع «التمديد» المتفق عليه بنهاية مفاوضات فيينا كان لافتا؛ إذ حاول كل من الجانبين التشديد على تجنب دخول طريق مسدود، غير أن الجانبين حرصا أمام «الداخل» في إيران والولايات المتحدة على «بيع» ما تحقق على أنه انتصار دبلوماسي. هذا أمر…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

هل نسيت اليابان الصفعة؟!

الأربعاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٤

هل نسي أحد كارثة هيروشيما وناغازاكي؟! نعم، اليابانيون نسوها! أو هكذا بدا للعالم أن فرسان الساموراي قد استكانوا لصفعة الكاوبوي، إلى غير رجعة. في أثناء الحرب العالمية الثانية تلقّى العديد من الدول صفعات مؤلمة من القوى المنتصرة، لكن أبرز هؤلاء المنهزمين كانت: اليابان وألمانيا. ظلت الدول الأخرى تحتفظ بجذوة الثأر مشتعلة وتتحرش بين حين وآخر، فيما بدا أن اليابان وألمانيا قد صرفتا النظر عن تحقيق انتصارات عسكرية إلى تحقيق انتصارات صناعية جعلتهما في مصاف الدول المتقدمة... من دون عضلات! يعلّق أحدهم، متندّراً: ألم يكن من الأفضل لو أن العالم العربي اشترك فعلياً في الحرب العالمية ثم صُفع كما صُفعت اليابان وألمانيا؟! تتشابه حالة اليابان وألمانيا في النهضة الصناعية بعد الهزيمة العسكرية، لكنهما تختلفان في الذاكرة الشعبية لما جرى قبل سبعين عاماً، ففيما تبدو الذاكرة الألمانية حيّة حتى الآن وواعية لمرارة تفاصيل الأحداث، وتنبش عبر منابرها الثقافية بين حين وآخر في أسئلة تلك المرحلة والالتزامات المفروضة على ظلالها حتى اليوم، برغم…