آراء

د. محمد العسومي
د. محمد العسومي
كاتب إماراتي

تداعيات الاتحاد والانفصال

الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠١٤

ما هو الأفضل للاسكتلنديين؟ البقاء ضمن المملكة المتحدة أم الانفصال؟ طُرح هذا السؤال بقوة أثناء حملات الاستفتاء، وبالأخص من قبل «أليكس سالموند» زعيم «الحزب القومي»، والذي استقال مباشرة بعد فشل استفتاء الانفصال. من ينتمي إلى دولة اتحادية، كدولة الإمارات يعي جيداً ما يعنيه الاتحاد من قوة وخير للمجتمع وقدرات اقتصادية تتيح للجميع حياة كريمة. تلك الجوانب الإيجابية كانت حاضرة في ذهن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس الدولة طيب الله ثراه، والذي بذل جهوداً كبيرة لجمع إمارات الخليج في دولة اتحادية أثبتت الأيام حكمة مؤسسها. لقد كان الحزب «القومي الأسكتلندي» يروج لسنوات طويلة ما مفاده أن 80% من النفط والغاز في بريطانيا يقع في الأراضي الأسكتلندية، وأن الانفصال سيتيح تسخير هذه الثروة للتنمية ورفع مستويات السكان المعيشية، إلا أن شعباً متعلماً جيداً ومثقفاً، كالشعب الأسكتلندي لا يمكن أن ينجرف للعواطف والتجاذبات القومية والطائفية. صحيح أن 80% من الثروة النفطية موجودة في أسكتلندا، إلا أن هذه الثروة ناضبة…

عرسال: الفعل الكارثي

الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠١٤

لا يحتاج المرء إلى ذكاء ومعرفة كبيرين ليدرك أن الجيش اللبناني، مثله مثل غيره من مؤسسات الدولة اللبنانية، يعكس في سلوكه موازين القوى السياسية في البلاد قبل الاستراتيجية الدفاعية (غير المتفق عليها الى اليوم) والحاجات الأمنية. ويمكن كتابة تاريخ الجيش في لبنان، منذ إنشاء "أفواج الشرق"، باعتباره مرآة للتاريخ السياسي بتفاصيله وتوازناته وأزماته وصراعاته. والأعوام العشرة الماضية، منذ بدء موجة الاغتيالات التي قدّمت للأزمة الراهنة، دليلاً لا يحتاج نقاشاً عن ميل الجيش مع الريح، بغض النظر عن مصدرها ووجهتها. ومنذ أحداث عرسال في آب (أغسطس) الماضي، بدا أن ثمة ضغطاً شديداً تتعرض له المؤسسة العسكرية لحملها على المشاركة في الحرب السورية ضمن معسكر النظام وحلفائه. وأسدت وسائل اعلام "الممانعة" خدمة نادرة لمتابعيها بتظهيرها تظهيراً يومياً مزاج وموقف قادة فريقها من الجيش وبانتقالهم في أقل من 48 ساعة من كيل المدائح لكل الجنود والضباط وصولاً إلى قائدهم، إلى ما يداني الشتائم الصريحة والاتهامات بالتخاذل بعدما رفض الجيش اقتحام عرسال معللاً ذلك…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

صنعاء.. النموذج السادس لا الرابع!

الجمعة ٢٦ سبتمبر ٢٠١٤

عندما انطلقت حركات التغيير العربية عام 2011 ووصلت إلى سوريا، دُعيتُ إلى ندوة للحديث عن حركات التغيير تلك في مركزٍ على طرف الضاحية الجنوبية لبيروت. وما اهتمّ أحدٌ من جمهور «حزب الله» الحاضر لما قلتُه من أنّ الناس يريدون التغيير في عدة بلدانٍ عربية مثلما حصل في إيران عام 1978 - 1979. توجَّه معظم الحضور إلى نائب «حزب الله» الذي تحدّث بعدي، والذي كانت وجهة نظره أنّ «الثورات» مراحل، وهذه المرحلة ليست لإيران، لكنّ المرحلة الثانية أو الثالثة لها من دون شكّ. وجَّه الحاضرون عدة أسئلة إلى نائب الحزب، وكان منها: لماذا شبان العرب هؤلاء المتظاهرون في الشوارع علمانيون، وليس لديهم رائحة إسلامية واضحة؟ ثم لماذا يعتبر بعض هؤلاء تركيا نموذجًا ولا يعتبرون إيران وثورتها النموذج؟ فهم يسمُّون تحركاتهم ثورات، ومصطلح الثورة وممارساتها لا تنطبق على تحركاتهم! وظهر الإخوان المسلمون بمصر ومعهم السلفيون، وصارت الشعارات الإسلامية أكثر من الهمّ على القلب، لكنّ نائب الحزب والاثنين أو الثلاثة الذين أعرفهم من…

عبدالوهاب بدرخان
عبدالوهاب بدرخان
كاتب ومحلل سياسي- لندن

شروط إيران لمحاربة «داعش»: تسهيل الاتفاق النووي أو تأهيل نظام الأسد

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤

فجأة تبرّع النظام السوري بالكشف عن وجود ثلاث منشآت لتطوير سلاح كيماوي لم يصرّح عنها سابقاً لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، وتبين أن لديه مخزوناً من غاز الرايسين «العالي السُميّة»، كما يوصف. ومع تزايد التقارير عن استخدام مادة الكلور السامة أيضاً في البراميل المتفجرة، يتبيّن أن النظام لم يخف معلومات عن ترسانته ولم يخرج «نظيفاً من عملية إزالتها فحسب، بل إنه واصل استخدام هذا السلاح ضد الشعب السوري وتذكّر الآن أنه يستطيع استخدامه أيضاً لابتزاز المجتمع الدولي. لماذا؟ لأنه يريد مكاناً له في التحالف الدولي الجديد ضد الإرهاب، بصفته المسؤول عن/ والمؤتمن على سيادة الدولة السورية. لكن، حتى هذه «السيادة» باتت وهماً، أو مجرد شعار آخر يرفعه النظام في سياق استغلال الحرب على «داعش» لإنقاذ نفسه. بالتزامن وللغاية ذاتها، وبعدما رفض المرشد علي خامنئي «عرضاً» أميركياً للتعاون في محاربة «داعش»، تبرّع الإيرانيون أيضاً بـ «تسريبة» إعلامية مفادها أنهم مستعدون لوضع هذا التعاون في غمار المفاوضات النووية ومساوماتها، فإذا وجدوا مرونة غربية…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

“الرقة” تحت الضوء والنار

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤

عادت مدينة الرقة السورية إلى الأضواء خلال فترة الاحتلال "الداعشي"، وتخطى الأمر ذلك لتصبح أحداثها خبرا عالميا خلال اليومين الماضيين، بعد قصف مواقع تنظيم "داعش" فيها من قبل القوات المتحالفة ضده. وعلى الرغم مما عانته المدينة من إهمال طوال العقود الماضية، إلا أنها لم تكن هامشية عبر تاريخها، وقد يكون لوقوعها على ضفة نهر الفرات دور كبير في تاريخها الضخم، ففيها اكتشف أقدم مسكن بناه الإنسان في تل مريبط، ويعود إلى الألف العاشر قبل الميلاد، وفيها ازدهرت مملكة توتول مطلع الألف الثاني قبل الميلاد، وقد ظهرت معالمها في تل البيعة قبل نحو ثلاثين عاما. أما الرقة الأحدث فقد أنشئت قبل الميلاد بقرنين ونصف القرن، وعرفت باسمها الحالي مع الفتوحات الإسلامية في العام 639 م، ومعنى الرقة في اللغة: "كل أرض إلى جنب واد ينبسط عليها الماء أيام المد ثم ينضب"، ومن أهم الأحداث التاريخية التي عرفتها الرقة معركة "صفين" التي وقعت قربها. ازدهرت الرقة مجددا منذ العام 772م، حين أمر…

خالد الدخيل
خالد الدخيل
كاتب و محلل سياسي سعودي

سقوط صنعاء وتكرار التجربة اللبنانية

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤

المدن العربية هشة. تأخذ صفتها في مقابل البداوة والريف. لكنها، وعلى رغم التاريخ الطويل لبعضها، فهي صفة لا تتجاوز كثيراً نمط العيش اليومي. واقع الحال أن كل واحدة من هذه المدن هشة ثقافياً وسياسياً. عدم قدرتها في السنوات الأخيرة على الصمود أمام قوة الميليشيا كشف ذلك. وهي هشاشة اكتسبتها من هشاشة الدولة التي تخذلها عند كل منعطف حرِج. أول المدن العربية التي سقطت في يد الميليشيا كانت بيروت. لم تستيقظ هذه المدينة على حقيقة أمرها إلا صباح السابع من أيار (مايو) 2008. كان حسن نصرالله قد تعهد للبنانيين بعدم استخدام السلاح في الداخل. وتبين للبيروتيين حينها إما أن نصرالله خدعهم، أو أنه تعهد بما لا يملك. مهما يكن كان شعار «المقاومة» هو عربون حزب الله في مقابل الاستيلاء. المدينة الثانية، يا للمفارقة، هي بغداد. سقطت أولاً لجيش الاحتلال الأميركي عام 2003. تحت ظلال الاحتلال حصل تبادل لمقاعد الحكم في المدينة، على أساس طائفي. من يومها والميليشيات تتوالد في بغداد، وفي…

محمد النغيمش
محمد النغيمش
كاتب متخصص في الإدارة

حكاية القطار واتخاذ القرار

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤

هناك قصة شهيرة تروى في أدبيات الإدارة واتخاذ القرار تحاول أن تصور لنا كيف يتخذ المرء كثيرا من قراراته. وهي كالتالي: تخيل أنك شاهدت مجموعة من الأطفال يلعبون في مسارين منفصلين لخط السير الحديدي للقطار. أحدهما يعمل والثاني خارج نطاق الخدمة. وكان هناك طفل واحد يلعب في هذا المسار المعطل، أما باقي الأطفال فكانوا يلهون عند المسار الذي يعمل. ولو أن القطار اقترب بسرعة خاطفة نحو الأطفال وكنت حينئذ واقفا في نقطة تقاطع مساري القطارين سيكون أمامك خيار أن تدفع القطار باتجاه المسار المعطل، الذي به طفل واحد في محاولة لحماية أكبر عدد من الأطفال في المسار الآخر غير أن هذا القرار يعني أننا سنضحي بطفل واحد. أو أن نترك القطار يسير في طريقه. لنتأمل القرارات التي يمكن أن تتخذ في هذا الموقف. عموما الناس ربما يميلون إلى خيار حماية أكبر قدر ممكن من الأرواح على غرار تصرفنا الفطري في حالات الكوارث الطبيعية. وهذا القرار ربما فيه شيء من العقلانية…

هوامش على متن اليمن والعروبة

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

هناك مسلمات وبدهيات عقلية نستطيع من خلالها الحديث حول مكان النقط على الحروف كي نتمكن من قراءة واقعنا أولاً ثم الواقع اليمني بالشكل الصحيح، وعبر هذه النقاط نستمد الرؤية بشكل أوسع لما هو أبعد من اليمن في واقعنا العربي، الذي نريد التأثير فيه وفق معطيات عروبتنا وديننا. المسلمة الأولى: أننا دولة ذات عمق عروبي يتجاوز تاريخ الفتوحات الإسلامية، وعبر هذه البدهية نلاحظ أن موقعنا هذا في جزيرة العرب منذ إرم ذات العماد، هو الذي أهلنا لكثير من الفاعلية في الأوساط العربية، مسيحية ومسلمة. المسلمة الثانية: أننا دولة ذات عمق ديني يتجاوز دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - والسبب عائد لخدمة الحرمين الشريفين، فالكعبة كانت مطافا للإبراهيميين من الساميين، ثم كانت علاقتهم بها أوثق بعد أن أنار الله طريقتهم بإمام الهدى محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، فكان للعرب شرف اللغة بكتاب الله، وشرف الرسالة بالنبي العدناني. المسلمة الثالثة: أن الحوثيين شيعة قبل أن يولد…

د. عبد الحميد الأنصاري
د. عبد الحميد الأنصاري
كاتب قطري متخصص في حقوق الإنسان والحوار الحضاري والفكر السياسي

11 سبتمبر ونظرية المؤامرة

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

بين اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر 2001 وقيام أميركا بقيادة تحالف دولي لملاحقة «القاعدة» تحت شعار «الحرب على الإرهاب» وسعي أميركا اليوم لتشكيل تحالف دولي لمواجهة «داعش»، مرت 13 سنة، جرت خلالها مياه كثيرة، وحصلت تغييرات واسعة طالت المنطقة العربية في مختلف أوضاعها: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية والدينية، لكن شيئاً واحداً استعصى على التغيير، هو إيمان قطاع واسع من العرب، بأن المخابرات الأميركية هي من دبر تلك المؤامرة الإرهابية، أي أن أميركا «ضربت نفسها بنفسها، وأدمت أنفها»، فإن لم تكن المخابرات الأميركية وراءها، فهي حتماً «الموساد» الإسرائيلي، وأهداف أميركا من هذه المؤامرة وإلصاقها بالعرب والمسلمين هي: 1- تبرير تدخلها في أفغانستان والعراق لإسقاط نظاميهما المعاديين لها. 2- إيجاد ذريعة لإحكام سيطرتها على المنطقة والتحكم في مقدراتها ومواردها. 3- إعطاء «شرعية» لممارستها الضغوط السياسية لإجبار الدول العربية على تغيير المناهج التعليمية والدينية باعتبارها منتجاً لفكر الكراهية والتطرف المنتج للإرهاب العابر للحدود. 4- إيجاد فزاعة تخيف بها العرب من الخطر…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

رسوم “الأراضي الصفراء”

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

ولأنني، وباعترافي، مع الكتابة، فكرة من النشاز وحب الاختلاف، فسأترك الكتابة عن رسوم الأراضي البيضاء للعشرات الذين أشبعوا القرار الوهمي طرحاً وضرباً حتى ضاعت أوراق القرار ما بين الهيئات والمجالس. ومن النكتة الساخرة أنه لا شيء يشبه الحديث عن الأراضي "البيضاء" في بلدي سوى حديث بضعة نفر من أهل أدغال "الأمازون" عن وفرة الماء أو حديث بضع مئات في شمال كندا عن انقراض الأشجار وتصحر أكبر غابة على وجه الأرض. من المخجل المشين الفاضح المعيب أن يتحدث السعودي عن ارتفاع سعر المتر المربع بينما درسنا في حصة الجغرافيا أن نصيب المواطن من مساحة وطنه بأكمله تصل بالحساب المتحفظ جداً لثلاثة كيلومترات مربعة. حديثي اليوم سيكون عن الأراضي "الصفراء". وكلما دلفت على وطني من ارتفاع فوقي جداً على خريطة "google earth" وجدت نفسي أسبح فوق مساحة هائلة من الرمل الأصفر التي تستطيع استيعاب كل سكان مدن الكون وشعوبه بمقياس المساحة نفسها التي يحتلها ساكن "مانهاتهن" الضيقة جداً، فما الذي أجبرنا لأن…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«السيجارة الأخيرة..!»

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

إذن فأنت لا تدخن! ولم تقترب من سيجارة في حياتك قط! أنت مثلي تماماً، أو على الأقل هذا ما أقوله لأمي! عدم تدخينك وحفاظك على صحتك العامة والخاصة، وتأثرك بمشهد الرئة المسلوخة على علب السجائر، هو أمر محمود، أحييك عليه، أنت قوي الإرادة، ورجل «فيك خير»، ولكن تبقى هناك معضلة أدب ــ أخلاقية، إن أغلب الكتّاب والأدباء الذين تراهم في أرذل العمر ويقولون حكماً على غرار: لا تحتقر الأفعى لأنها من دون قرون.. فربما تنقلب يوماً إلى تنين! ترى أن السيجارة أو الغليون من لوازمهم ولا يمكن أن تتخيل صورة لكاتب مخضرم دونها! تذكر صورة نزار قباني مثلاً ستتخيله فوراً وهو يمسك القلم بيد والسيجارة باليد الأخرى، وهذا شأنهم أيضاً.. الله يهديهم ويرحم الأموات منهم! تبقى المعضلة في كيفية فهم القارئ لِمشاهد/أبيات/أحاسيس يكتبها كاتب أو أديب معين لمشهد تُشكل فيه السيجارة لاعباً رئيساً وهو لا يدخن، ولعل أهم هذه المشاهد الكلاسيكية هي تلك السيجارة التي يأخذها بطل القصة/المسرحية/القصيدة قبل إعدامه،…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

ليلة سقوط صنعاء

الأربعاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

في غضون أسبوع واحد، تمنّعت إسكتلندا عن السقوط من التاج البريطاني المتين وسقطت صنعاء من التاج العربي المهلهل، لتصبح تحت رحمة الصولجان الإيراني المتمدد عن بُعد. وفي خلال الأيام التالية لهذين الحدثين كُتب الكثير من المقالات التي تناولت بشكل واضح، وفاضح أحياناً، الفروقات بين الربيع العربي والربيع الإسكتلندي، وما آل إليه الربيعان هنا وهناك من نتائج ومواقف أبانت بشكل جليّ الفروق في الثقافة المدنية بين الشعبين العربي والأوروبي. في ما بعد التجربة الإسكتلندية، وغـــيرها مـــن تــجـــارب مماثلـــة سابقــــة، أعلن كثيرون أن الشعـــوب العــربية لديها مشكلــــة في التعبير عن اختياراتها الديمقراطية، هذا صحيح لكن هذه هي نصف الحقيقة، أما النصف الآخر من الحقيـــقة الذي يُغيّـــب كثـــيراً فهـــو أن الأنظمة العربية لديها أيضـــاً مشـــكلة مع الديمقراطية. المشكلة الأولى (لدى الشعوب) سببها قلّة الممارسة، أما المشكلة الثانية (لدى الأنظمة) فسببها بالعكس هو كثرة الممارسة! ظل كثير من الشعوب الأوروبية، منذ أعقاب الحرب العالمية الثانية، يطالب دوله بالتطوير والإصلاح أو الانفصال بناء على مرتكزات…