آراء

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

سقوط عمران!

الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤

لم تعد مشاهد القتل والتدمير والتهجير والرعب التي تمتد ساحاتها من ليبيا إلى العراق وسوريا واليمن ولبنان، تثير مشاعر حنق أو غضب لدى أغلب الناس، حاكمين ومحكومين، وصار تكرار الاستماع إلى تفاصيلها ومتابعة أحداثها مصدر قرف للبعض، ولا مبالاة لبعض آخر، وتصفية حسابات وثارات واستخفاف وشماتة لدى الكثيرين، فقد تولدت منذ سنوات كثيرة حالة من ادعاء التفاؤل وإحالة كل سوء إلى الماضي والأقدار والظروف، وفي ذلك استبعاد للمسؤولية الفردية التي جعل الرسول الكريم أدناها درجة عدم البوح بالغضب وإبقاء الأمر طي الكتمان (فبقلبك وذلك أضعف الإيمان)، ولكن حتى هذه من الواضح أن كثيرين لم يعودوا يتمسكون بها. مئات يقتلون ودور عبادة تدمر وتنتهك حرماتها ونساء وأطفال وشيوخ يفرون ويشردون من قراهم إلى المجهول، وفي لحظة نقيضة نستمع إلى كلمات تلقى في حضرة هذا أو ذاك وشعارات خادعة ترتفع زيفا على ألسنة من صورت لهم وسائل الإعلام أنهم أضحوا يقودون الجماهير وهم في واقع الأمر لا يشكلون قيمة معنوية في نفوس…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

«داعش» ليست بالخبر السيئ!

الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤

الخبر السيئ ظهور «داعش»، والخبر الجيد أيضا ظهور «داعش». فكروا في المحنة الحالية من زاوية مختلفة، ربما ظهور جماعة «داعش» ليس بالتطور السيئ، كما نتصوره إذا وضعناه في المفهوم الأشمل لواقع المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع. جاء التنظيم الجديد، الأكثر تطرفا ووحشية من «القاعدة»، لينقذ المسلمين قبل نهاية اللعبة. فهو يضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وينهي حالتين خطيرتين في الفكر المعاصر بمنطقتنا، اللامبالاة والانتهازية السياسية. بظهور الاكتساح المثير لمقاتلي «داعش» في سوريا والعراق واليمن واستهداف حدود تركيا والأردن والسعودية، دقت أجراس الخطر في أنحاء العالم، لأول مرة منذ نهاية مرحلة أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). استيقظت القوى الحكومية والمدنية المختلفة من سباتها على أنباء الانتصارات المتتالية لتنظيمات مثل «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و«جبهة النصرة» و«القاعدة في جزيرة العرب». وعمت حالة الاستنفار كل مكان، لأن الجميع شاهد أنه لم يعد هناك أمر مستحيل أمام هذا الإعصار الكاسح، شاهدوا كيف تسقط مدينة الموصل الكبيرة في غضون ساعات، وكيف يهز الناس من على…

ياسر حارب
ياسر حارب
كاتب إماراتي

الصمت

السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤

حضر دايل كارنيجي حفلة مع أحد أصدقائه، وفي الأمسية عرّفه صديقه على شخص، ثم تركهما وانصرف. جلس كارنيجي مع ذلك الغريب، الذي بدأ يتحدث عن حياته وعمله، ورغم أنه لا يعرفه فإنه ظل منصتاً له باهتمام طوال الأمسية. وفي اليوم التالي اتصل به صديقه وقال، إن ذلك الغريب أثنى على كارنيجي ووصفه بأنه متحدث بارع، ثم يعلق كارنيجي قائلاً، إن كل ما فعله كان الإنصات فقط! وقبل أن يبدأ رمضان نَصَحَنا الشيخ العلّامة عبد الله بن بيّه، بارك الله في عمره ونفع به، باستحداث عادة واحدة جديدة كل عام، كالإكثار من الاستغفار، أو إطالة الصمت، أو غيرها من العادات الحسنة، التي إن استمر الإنسان في ممارستها طوال الشهر الكريم ستترسخ في داخله، مستشهداً بقوله تعالى :(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً)، ويعتقد علماء النفسد اليوم أن ترسيخ أي عادة يكون بممارستها بشكل متصل لثلاثين يوماً. بعد أن استمعتُ إلى كلامه قررتُ أن أطيل الصمت، فبدأتُ أتحاشى الحوارات والنقاشات إلا الضرورية منها، فوجدتني…

سوسن الأبطح
سوسن الأبطح
كاتبة عربية

إحراق غزة «عملية إنسانية»؟

السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤

لم تكن إسرائيل يوماً إلا مدرسة في الإجرام والعنصرية. المحاولات المستميتة لبعض الصحافيين الغربيين، للدفاع عن عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها حكومة نتنياهو في فلسطين، تثير الغثيان، وتستحق حملة عربية واسعة لفضح المجازر الإسرائيلية. التعويل ليس على الحكومات العربية التي فقد كل أمل في كثير منها، بل على «الفيسبوكيين» و«الـتويتريين» الشباب الذين صارت لهم سلطة ومساحة وكلمة يقولونها، وتشبيكات «إنترنتية» تصل إلى أقاصي الكوكب. تتغنى إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، لأنها تسوي عشرات المنازل بالأرض، بعد أن تبلّغ العائلات المستهدفة، وتمهلها عشر دقائق لإخلاء منازلها. الخطوة الثانية في «القصف الإنساني» الذي يتم وفق «احترام حقوق الإنسان»، هي صاروخ تحذيري ينسف سقف المنزل قبل أن تأتي الطائرات الحربية على كل ما تبقى. القتلى المائة والـ700 جريح الذين سقطوا خلال الثلاثة أيام الأولى، يوحي الصحافي ويليام سالوتان في طبعة «سلات» الفرنسية وفي مقالة عنوانها «لا تخطئوا: إسرائيل في غزة تفعل كل شيء لتفادي المدنيين» بأن هؤلاء جميعا، كأنهم اتخذوا قرارا ذاتيا…

جمال خاشقجي
جمال خاشقجي
كاتب سعودي ويشغل حالياً منصب مدير قناة "العرب" الإخبارية

هل لدينا «حالة داعشية» في السعودية؟

السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤

أحب الحياة كأي مسلم معتدل. في بداية شهر رمضان، اصطحبت أسرتي إلى مقهى حلويات تركي بمدينة جدة بعد صلاة العشاء. أمسية رمضانية معتادة، حوار أسري، وكثير من السعرات الحرارية والشاي التركي. في اليوم التالي تسلّمت التغريدة الآتية على حسابي في «تويتر»: «شايفك أمس في مطعم (...)، أنصار الدولة في كل مكان، انتبه على نفسك». هل هذا تهديد أم نصيحة؟ أم أن صاحبها يريد أن يقول لي «نحن هنا»؟ دخلت على حساب «أبو عابد الموحد» مرسل التغريدة، وجدته «داعشياً» ملتزماً منذ أشهر، وليس عابر سبيل يمازحني. نشط بحرفية في توزيع إصداراتها وأخبارها، والدعوة لها، لا يدخل في مناكفات وتبادل سباب وتهديد ووعيد مع شعب «تويتر»، مثلما يفعل كثير من أنصار هذا التيار المتطرف، ما جعلني أعتقد أنه ليس هاوياً أو مشجعاً وإنما هو «عضو عامل ملتزم». بحثت عنه في «ذاكرة المكان» الذي لا علاقة له بـ «داعش» ونظرتها الى الحياة والناس، إلا في غياب الموسيقى المعتادة في مطاعم العالم كله، ولكنها…

بدر الراشد
بدر الراشد
كاتب سعودي

«عملية السلام» في خطاب الرئيس الأميركي

السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤

نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية قبل أيام مقالة للرئيس الأميركي باراك أوباما بعنوان: «السلام هو الطريق الوحيد للأمن الحقيقي لإسرائيل والفلسطينيين» على هامش مؤتمر إسرائيل للسلام، الذي عقد في فلسطين المحتلة خلال الأيام الماضية، هذه المقالة تتحدث بشكل واضح وصريح عن معنى «عملية السلام» بالنسبة إلى أميركا وأهم رعاته، ويمكن اعتباره تلخيصاً لمعنى «السلام» في عرف «المجتمع الدولي» عند الحديث عن القضية الفلسطينية. وقبل الحديث عن مقالة الرئيس الأميركي، يبدوا مثيراً للانتباه هذا التوافق شبه الدائم بين مؤتمرات السلام، وتصعيد اعتداءات آلة الحرب الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، فهذا المؤتمر واكبه سقوط عشرات الشهداء الفلسطينيين في عملية «الجرف الصامد»، كما ردت إسرائيل أيضاً عسكرياً وبشكل دموي على مبادرة السلام العربية التي قدمت عام 2002، التي عرض فيها العرب الاعتراف بإسرائيل في مقابل أراضي 67 في تسوية شاملة، وفق أوسلو وقرارات الأمم المتحدة، فكان الرد الإسرائيلي مزلزلاً في اجتياح دموي لقطاع غزة بعد أيام من تقديم المبادرة. هذا التوافق بين دعوات السلام…

خليفتكم وقد رُدّ إليكم

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

لوهلة، يبدو الجدال حول امتلاك أبي بكر البغدادي شرائط الخلافة وكأنه لا ينتمي إلى هذا العالم. والقول ببطلان إعلان الخلافة وتنصيب الخليفة لافتقارهما إلى الشرائط الشرعية يعطي انطباعاً أن المرء لا يقرأ مقالاً في صحيفة اليوم، بل إنه فتح كتاباً في تاريخ القرن الثاني الهجري. ومدهشة فعلاً كمية الكتابات التي تناولت هذا الجانب من مسألة الخلافة الداعشية وحق البغدادي في تنصيب نفسه من دون اجتماع الشرائط له وفيه. لكن إلى جانب الطبيعة السريالية، إذا جاز التعبير، المتعارضة مع ما بات من بداهات تداول السلطة وانتقالها والاستيلاء عليها ومصادرتها، حتى في هذا الجزء المنكوب من العالم، يتعين النظر إلى السجالات من زاوية أوسع. قد لا تعني الاقتباسات والاستشهادات من الكتب الدينية وأعمال كتاب القرون الهجرية الأولى والتي ساقها أنصار الخلافة ومعارضوها، لمراقب من خارج النسيج الذي أفرز ظاهرة «داعش» وقبلها «القاعدة» و»النصرة» وما يدخل في بابها، غير انتكاسة إلى الماضي البعيد واختراع تقليد جديد (بالمعنى الذي صاغه المؤرخ اريك هوبزباوم) يتأسس…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

التمددات الإيرانية في الأرض العربية وتهديدات الانقسام

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

انقضى الأسبوع (العربي) على وقع ثلاثة أحداث في سوريا والعراق واليمن. في العراق تأجلت جلسة مجلس النواب شهرا، لأن المالكي مصرّ على البقاء في رئاسة الحكومة لفترة ثالثة. وفي سوريا استطاع النظام محاصرة المناطق المحررة من سيطرته في حلب. وفي اليمن تصاعدت الاشتباكات بين الحوثيين والجيش اليمني، لأن الحوثيين لا يريدون الاستيلاء على مدينة عمران فقط؛ بل ويستهدفون صنعاء أيضا! في المواطن الثلاثة مواجهات متداخلة: السلطة القائمة ومعارضوها، والتنظيمات المسلحة الإيرانية التي تدعم السلطات أو معارضيها، والتطرف الإسلامي الذي يقبع بين السلطة والمعارضة، وتستخدمه السلطات فضلا عن القوى الإقليمية والدولية! منذ العام 2003 يتذمر السنة العرب في العراق من التهميش، ومن الملاحقات والقتل والاضطهاد والتهجير. وقد كان بينهم معارضون ومقاتلون للاحتلال الأميركي من بقايا النظام السابق. أما القتال ضد الأميركيين (والشيعة) باسم الدين والسلفية الجهادية فلم يحدث إلا بعد دخول أبو مصعب الزرقاوي من سوريا، حيث توالت أرتال «الجهاديين» التي أرسلتها المخابرات السورية لإزعاج الأميركيين، فأزعجت الشيعة أيضا، واستثارتهم ضد…

التقارب الأميركي ـ الإيراني وانعكاسه على المشهد الخليجي

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

لم تشهد الأروقة السياسية وحلقات الفكر والبحث، مثل ما تشهده اليوم حول موضوع بات يشكل واحدا من أهم المواضيع نظرا لتداعياته على المنطقة والمتمثل في التقارب الأميركي الإيراني. هذا الأمر لا شك ينعكس بصورة أكثر وضوحا على المشهد الخليجي، الأمر الذي يدفعنا لتناول أبعاد هذا الأمر، والذي يطرح بدوره الأسئلة التالية: هل نعد القادم تقاربا أم اتفاقا؟ هل من الممكن أن يحدث ذلك؟ هل يتوجب أن ينظر إلى أي تقارب بين أميركا وإيران على أن له تداعيات سلبية؟ هل توجد معطيات يمكن البناء عليها في قياس الإيجابيات والسلبيات لذلك التقارب؟ ما قراءتنا لمستقبل ذلك التقارب؟ يمكن اعتبار ما سيحدث بين أميركا وإيران على الأقل في المنظور القريب، نوعا من التقارب وليس اتفاقا. ولعل للبعض وجهة نظر مغايرة مستندا إلى حدوث نوع من التفاهمات بين أميركا وإيران في ملفات من قبيل الملف الأفغاني أو العراقي. وهو الأمر ذاته الذي يدفعنا لتأكيد صعوبة الوصول إلى اتفاق بينهما في المنظور القريب. فما حدث…

عبدالله بن ربيعان
عبدالله بن ربيعان
أكاديمي سعودي متخصص في الاقتصاد والمالية

منحنى اللا سعادة!

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

تحدثت هذه المقالة سابقاً عن الناتج الوطني للسعادة «Gross National Happiness»، الذي بدأ في «بوتان» في أوائل سبعينات القرن الماضي، وانتشر أخيراً في كثير من دول الغرب، بل وتفرغت معاهد ومراكز دراسات متخصصة لقياس مؤشر السعادة، وتصنيف الأمم بناء على هذا المعيار. ويقيس مؤشر السعادة أشياء غير نقدية مثل جودة البيئة، وثقافة المجتمع، ومستوى التعليم، وحتى كيفية استمتاع الناس بأوقات فراغهم، وهي مقاييس تتطلب قياساً غير نقدي، يقوم على المقابلة والتقصي، وسؤال الناس المعنيين بالقياس. وكان من أكبر المؤيدين لقياس هذا المؤشر مرشح الرئاسة الأميركي الشهير السيناتور روبرت كينيدي، الذي اغتيل في لوس آنجلوس في أوائل حزيران (يونيو) 1968، إذ اعترض على مؤشر الناتج المحلي الإجمالي GDP الذي يستخدمه الاقتصاديون، وفضل عليه ما يسمى بالناتج المحلي للسعادة. وقال كينيدي إن «الناتج المحلي لا يقيس صحة أطفالنا ولا جودة تعليمهم ولا أوقات فرحتهم حينما يلعبون، ولا جودة نظام القضاء، ولا متعة الشعر، ولا طول حياتنا الزوجية»، قبل أن يختم بقوله: «إنه…

لماذا سادت الحركات الجهادية ثم قادت؟

الجمعة ١١ يوليو ٢٠١٤

هنالك حركات مقاومة إسلامية؛ توجه بنادقها وصواريخها، تجاه العدو الصهيوني؛ خارجة عن ما أقصده بالحركات الجهادية الإرهابية؛ على شاكلة القاعدة وتفرعاتها وأخواتها. حيث أعد بأن أي تنظيم عسكري، سواء جهادي أو غير جهادي يوجه بندقيته، خارج دائرة العدو الصهيوني هو تنظيم مشكوك في أمره ونواياه. وحتى أرى بأن أي، مقاومة ضد العدو الصهيوني؛ تأتي مفتعلة؛ وليست جزءا من استراتيجية شاملة، لردع اعتداءات العدو الصهيوني وهمجيته وغطرسته ضد شعبنا المقاوم في فلسطين المحتلة؛ وتحجيمه للوضع الذي يستحقه؛ داخلة ضمن حركات العبثية الجهادية. لا أحد ينكر، بأن الحركات الجهادية الإرهابية، القاعدة وتفرعاتها وأخواتها؛ لها قبول واسع عند كثير من الجماهير العربية والإسلامية؛ ولكن ليس هذا من قبيل ما تمنحه أو تعد به، من تقدم وتحضر وازدهار؛ ولكن من قبيل الإفلاس الحضاري والمدني والتقدمي، الذي تعيشه المنطقة العربية والإسلامية بشكل عام. المنطقة تعيش في فراغ حضاري، وحتى إنساني مريع؛ ناهيك عن العلمي والمدني والتقدمي. ولذلك أتت هذه الحركات الجهادية العبثية والإرهابية لتملأ جزءا…

صالح القلاب
صالح القلاب
كاتب أردني، وزير إعلام ووزير ثقافة ووزير دولة سابق في المملكة الأردنية الهاشمية

لا منطق مع غير المنطقيين.. وإيران ماضية بتدخلاتها في شؤوننا الداخلية!

الخميس ١٠ يوليو ٢٠١٤

لا جدال في أن إيران تعاني، ومنذ فترة بعيدة، أزمات داخلية طاحنة بالفعل؛ فهناك الأوضاع الاقتصادية المتردية التي باتت تقترب من الانهيار، وهناك الصراع المتفجر والمحتدم بين أجنحة النظام المتعددة، وهناك توترات الأقليات القومية والدينية والمذهبية التي لجأ بعضها أخيرا إلى حمل السلاح. لكن وخلافا لما يراه البعض، فإن القيادة الممثلة بـ«الولي الفقيه» وكبار ضباط حراس الثورة، بدل العودة والتراجع والانكفاء إلى الداخل نجد أنها تواصل الهروب إلى الأمام وتصر على المزيد من تدخلها السافر، الذي يتخذ طابعا عسكريا، في الشؤون الداخلية للكثير من الدول العربية والإسلامية، البعيدة والقريبة. إن المفترض أن يبادر أي نظام عندما تتفاقم أزماته الداخلية إلى التخلي عن تطلعاته الخارجية وإلى الانكفاء على الذات وإعطاء الأولوية لمعالجة مشاكل شعبه، وخاصة ما يتعلق منها بلقمة الخبز والحريات العامة، لكن هذا إن هو ينطبق على أنظمة أخرى، فإنه لا ينطبق على هذا النظام الإيراني، الذي لجأ فور انتصار الثورة الخمينية في فبراير (شباط) عام 1979 إلى إشغال شعبه…