آراء

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

هل تستولي «داعش» على بغداد أيضا؟

الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤

هذا السؤال كتبته قبل أيام ثم تراجعت. خشيت أن يظن البعض أنه محض إثارة، لكن بعدما أكلت «داعش» الموصل، ثاني مدن العراق الأكبر سكانا، في نصف يوم فقط، أصبح السؤال مشروعا، على من ستزحف «داعش»؟ بغداد قد تكون الهدف. ولا بد أن صدام حسين، رئيس العراق السابق، وأسامة بن لادن زعيم «القاعدة» القتيل، يضحكان في قبريهما، يسخران من نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي، المشهور بصلفه وغروره! سقطت الموصل، وبقية مدن محافظة نينوى. وقبلها، سقطت مناطق واسعة من محافظة الأنبار، ومحافظة صلاح الدين على الطريق. كل ذلك تم في ظرف زمني قياسي، فاجأ العالم، وأخافه. وصارت «داعش» الإرهابية، المنسلخة عن «القاعدة»، تحقق أكبر انتصارات للتنظيم منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن، تعبر حدود الدول، وتقطع أنابيب البترول، وتستولي على المدن واحدة تلوى الأخرى! لا تستهينوا بهذه الجماعات المتوحشة سريعة الحركة، التي استولت على مخازن السلاح وأموال البنوك، فهي قد تتسلق قريبا أسوار العاصمة بغداد نفسها، حيث…

هاني الظاهري
هاني الظاهري
كاتب ومستشار إعلامي.. مؤسس مجموعة تسويق الشرق الأوسط للاستثمار.. رئيس مركز الإعلام والتطوير للدراسات

مهرجانات «التكسير» في السعودية

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤

تسبب تقرير تلفزيوني بثته قناة «العربية» عن تنامي ظاهرة صعود مجموعات من المتشددين على مسارح احتفالات المهرجانات السياحية في السعودية لتكسير الآلات الموسيقية أمام الحضور وعدسات المصورين، في صدمة لكثير من السعوديين الذين لم يعتادوا على حضور تلك المهرجانات أو معرفة ما يدور فيها. بعضهم اعتبر مشاهد التكبير والتكسير «مشاهد حرب» مشابهة بشكل أو آخر للمشاهد التي تبثها كتائب تنظيم داعش في سورية على شبكة الإنترنت. الفرق الوحيد أن جماعات التكسير المحلية وبحكم الانضباط الأمني في البلاد ليس بإمكانها أن تمارس التكسير على رؤوس الناس فاكتفت بضرب آلات العود بكل قوة بالأرض لتتطاير قطعاً مهشمة مثيرةً فزع الأطفال الذين قُدّر لهم أن يكونوا في تلك الأماكن مع أسرهم بحثاً عن الترفيه فوجدوا أنفسهم داخل معركة مثيرة ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. قبل أكثر من ربع قرن كان كثير من السعوديين الذين تلقوا تعليمهم الأساسي في المدارس الأهلية يحضرون حصصاً لتعلم العزف على الآلات الموسيقية داخل مدارسهم ضمن إطار الأنشطة…

عقل العقل
عقل العقل
كاتب وإعلامي سعودي

نفق الخدمات الموحد

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤

نشرت صحيفة «الحياة» قبل أسابيع خبراً مفاده بأن أمانة مدينة الرياض تدرس البدء في إنشاء نفق للخدمات الموحد في شوارع العاصمة، وقد ذكرت الصحيفة أن «الأمانة» أصدرت في الأعوام الخمسة الماضية حوالى 119 ألف رخصة لإقامة مشاريع الخدمات، وبلغت أطوال تلك الحفريات 27 ألف كيلومتر (أي بمعدل 79 رخصة يومياً لحفر 18 كيلومتراً). أتمنى ألا تطول دراسة هذا المشروع، لما له من انعكاسات خدمية واقتصادية، وله علاقة بمكافحة الفساد، فمثل هذا المشروع - إن تم البدء فيه - فسيريحنا أولاً من عمليات الحفر والحفر المستمر في شوارعنا، التي لا تزال مستمرة منذ أعوام، وتخلف الحفر وتدمر المركبات وتشوه الشوارع، فمثلاً شركة الكهرباء تحفر وتأتي بعدها شركة المياه الوطنية بمشاريعها المتعددة من إيصال المياه وتصريف السيول وشبكات الصرف الصحي، ومع كثرة شركات الاتصالات، التي تعمل بهمة ونشاط لإيصال خدمات الإنترنت إلى منازلنا، كل واحدة تقوم بالحفر والدفن لإيصال هذه الخدمة، فأين دور هيئة الاتصالات في تنسيق عمليات التوصيل هذه؟ لماذا لا…

عبدالوهاب بدرخان
عبدالوهاب بدرخان
كاتب ومحلل سياسي- لندن

مصر وسوريا: الجيش ضمانٌ للدولة أم سببٌ لانهيارها؟

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤

أقيمت مقارنات كثيرة بين انتخابَين متزامنَين، وشتّان ما بينهما. في مصر هناك تحدّيات لكن هناك الأمل، وفي سوريا هناك سفك دماء لكن هناك وعداً بالمزيد. لم تجد الدول الكبرى، بمعزل عن مآربها غير المعلنة، صعوبةً تُذكر في تجاوز مآخذها على الحكم في مصر أو في اعتزام العمل معه، ولم تجد ما يمنع وصفها الاقتراع في سوريا بـ «المهزلة» أو ما ينقض عدم اعترافها بنتيجته. دول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات، جدّدت تصميمها القوي على مساعدة مصر ودعمها، ولم ترَ في سوريا أي جديد يُعوَّل عليه. ثمة مخاوف على مصر، بطبيعة الحال، لكن المخاوف أكبر على سوريا بعدما تحوّل نظامها ورقةً يتنازعها حلفاؤه قبل خصومه وأصبح مصيرها رهن التفاوض بين هؤلاء وأولئك وليس بين الحكم والشعب. قد يقال إنه «الأمر الواقع» في الحالين، لكنه ليس كذلك فحسب، بل يتعلّق الأمر بـ «الشرعية» التي أخضعت التحوّلات العربية مقوّماتها ومحدّداتها للمراجعة، بدءاً من الطرق المتوفّرة للشعب كي يعبّر عن تأييده أو رفضه للحكم،…

خالد السليمان
خالد السليمان
كاتب سعودي

المرأة العائدة من اليمن !

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤

للقصة المنشورة في وسائل الإعلام لفتاة «صفوى» العائدة من اليمن عدة أوجه تستحق التأمل والتعليق: ١) المرأة هربت متسللة إلى اليمن قبل ٣٠ عاما لتتزوج من خطيبها الذي فشل والدها في تزويجها منه بعد اعتراض أشقائها ! ٢) بعد ٣٠ عاما من الغربة تعود متسللة أيضا إلى المملكة رغبة في العودة إلى عائلتها بعد أن رزقت بأربعة أبناء، كان أحدهم يرافقها عند القبض عليها ! ٣) تم احتجازها في مطار جازان أثناء محاولتها صعود الطائرة المتجهة إلى الرياض ببطاقة صعود تحمل اسم راكبة أخرى زودها بها معد برنامج تلفزيوني اشتهر بتبني قضايا الإصلاح واحترام القانون وتحقيق العدالة الاجتماعية ! بالنسبة للأولى فإن المرأة كانت ضحية قمع اجتماعي طبق قانون العيب دون أي اعتبار لرغبتها الشخصية أو مستقبل سعادتها أو حقيقة أنها هي من ستعيش حياتها لا من يتخذون القرارت بالنيابة عنها وتغيب عنهم في الغالب الحكمة في التعامل مع هذه القضايا العاطفية، و كانت النتيجة مؤلمة لجميع الأطراف ! أما…

حمود أبو طالب
حمود أبو طالب
كاتب سعودي

أصله ما عدّاش على مصر

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠١٤

لو لم يكن إلا يوم 8 يونيو (أمس الأول) بعد كل ما مرت به مصر من متاعب وأخطار وأهوال لكفاها، ولو لم تكن سوى تلك اللحظات ما بين المحكمة الدستورية العليا وقصر الاتحادية ثم قصر القبة لكانت بلسما لكل آلام مصر منذ 25 يناير 2011. مصر كعادتها عبر التأريخ تنهض كطائر الفينيق بعد كل أزمة يظن من لا يعرفها أنها لن تتجاوزها، بل وتؤسس لشيء جديد غير معهود. تذكروا أن مصر أسست تأريخا جديدا في هذا اليوم ودشنت مصطلحا غير مسبوق في العالم العربي هو «الرئيس السابق». كم كان تأريخيا ذلك المشهد والرئيسان يترافقان أثناء قسم اليمين الدستورية وتسليم وثيقة حكم مصر، ويجلسان معا أمام المحتفلين بمصر في قصر الاتحادية، ويدخلان يدا بيد إلى قصر القبة، ثم يخطب الرئيس السابق مرحبا بالرئيس الجديد، ويخطب الجديد شاكرا السابق ومقدرا تحمله للمسؤولية خلال فترة مفصلية في تأريخ مصر. يا له من يوم يشفع لكل ما مضى. عادت سجادة القطر المصري إلى قصر…

سعود كابلي
سعود كابلي
كاتب سعودي

إعادة العراق لواجهة الأولوية السياسية

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

ما تمخض عن نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة هو استمرار للوضع القائم هناك، ففي ظل توازن القوى وتعادل التجاذبات بين اللاعبين السياسيين الأساسيين ليس مأمولا أن يشهد العراق أي تغيير حقيقي، وعليه فمن المتوقع بشكل كبير أن ينجح رئيس الوزراء نوري المالكي في تأمين ولاية ثالثة له، ما يعني عمليا استمرار صيغة العلاقة السياسية الحالية ذاتها بين المملكة والعراق لأربع سنوات قادمة ما لم ننجح في اجتراح رؤية سياسية بديلة تجاه العراق خلال الفترة القادمة. العلاقة بين المملكة والعراق ليست في أفضل أحوالها، فالقيادة العراقية الحالية مرتمية في الحضن الإيراني بشكل يمنع من تطوير العلاقة في الاتجاه الصحيح، كما أن رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي سبق له عدة مرات توجيه الاتهام للمملكة بمعاونة الإرهابيين في العراق والعمل على زعزعة استقراره، وهو اتهام لم ينجح في برهنته وإنما استخدمه لأغراض سياسية داخلية، تماما كموقفه من مظاهرات العرب السنة على مدار العام الماضي. إن سعي المالكي الحثيث للبقاء في السلطة جعله يفتح…

عمار بكار
عمار بكار
كاتب و أكاديمي متخصص في الإعلام الجديد

80 مليارا لصناعة جيل عظيم..

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

"التغيير يبدأ من هنا".. بهذه العبارة اختتمت مديرة مدرسة أميركية شهيرة كلمتها بمناسبة حفل تخرج طلبة المدرسة الأسبوع الماضي. كانت المديرة تروي قصتها مع السياسة حين نذرت حياتها لمحاربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا عندما كانت طالبة في الجامعة، لدرجة أن قريتها الصغيرة صارت جزءا من تاريخ حركة النضال التي قادها مانديلا، لكن هذه الطالبة غيرت كل حياتها لاحقا، ودرست البكالوريوس مرة أخرى في التعليم الذي أعطته حياتها العلمية والعملية، لأنها أدركت أن التعليم وليس النشاط السياسي هو ما يخلق التغيير ويصنع الأمم العظيمة. ربما تشرح هذه القصة أصل المشكلة في العالم العربي. العالم العربي يعاني من التخلف العميق الذي يؤثر عليه بدرجات متفاوتة، ويحرمه هذا التخلف من النهوض الشامل رغم وفرة الفرص. الحال مختلف بالنسبة للسعودية وعدد من دول الخليج، حيث كان هناك استثمار كبير وجهد ضخم عبر عدة عقود في مجال التعليم، لكن لا يمكننا بحال من الأحوال أن نقول إن التعليم وصل إلى مستوى مقبول من حيث…

خالد السهيل
خالد السهيل
كاتب - مستشار إعلامي

متفائل بمرور الرياض

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

الجلوس مع شخص مثل المقدم طارق بن حمود الربيعان رئيس قسم البحث والتحري في مرور الرياض يجعلك تسبر أغوار صورة غائبة عن ذهنك وأذهان كثيرين. إنها قصص وحكايات الليل والنهار، التي تشهدها شوارع الرياض، التي تتقاطع فيها قضايا التفحيط وسرقة السيارات والمخدرات، وأولئك الذين يمارسون الفرجة والتصفيق لمن يهددون أرواح الناس. استضافنا مرور الرياض الأسبوع الماضي أنا والصديق الشاعر منصور البطي، إضافة إلى مجموعة من شباب الإعلام الجديد المؤثرين، وكذلك الزميلين خالد السملق ورائد فهد من فيديو "الاقتصادية الإلكترونية". كان المقدم طارق الربيعان واضحا وصريحا وهو يتحدث عن التحدي الجاد الذي خاضه مرور الرياض من أجل تطويق الظواهر السلبية وتقليصها مثل التفحيط وما يرافقها من سلبيات يستغلها المروجون وذوو النفوس المريضة بما في ذلك ما يسمونهم "الدرباوية" أو هيبز السعودية - إن صح التعبير. سمعنا كثيرا من القصص عن ضحايا التهور والتفحيط، وتأثرنا كثيرا بآلام آباء وأمهات وجدوا أبناءهم في دائرة التجاوزات، وهم يتصورون أن فلذات أكبادهم بعيدون عن هذه…

مستقبل سوريا بعد فوز الأسد

الإثنين ٠٩ يونيو ٢٠١٤

«لم يعد لمؤتمر جنيف معنى بعد الانتخابات السورية». كان هذا تصريح علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية لمجلس الشورى الإيراني (البرلمان). والحقيقة أنه تصريح واقعي جداً في ظل ما نراه حالياً. فخلال الفترات السابقة ظل المجتمع الدولي يسعى إلى عقد مؤتمر يجمع الفرقاء في الداخل السوري أملاً في الوصول إلى حل سياسي يوقف معه آلة الدمار التي لا يشعر بويلاتها سوى الشعب السوري. لكن هذا المؤتمر غفل أو لنكن أكثر تحديداً تغافل عن أمر مهم وهو أن الجمع بين الفرقاء الإقليميين والدوليين حول الأزمة السورية هو المفتاح الرئيس للوصول إلى حل لهذه الأزمة. فجاء مؤتمر جنيف الأول وتبعه مؤتمر جنيف الثاني وكان الهدف الرئيس تشكيل حكومة انتقالية لا يكون لبشار الأسد أي دور فيها. هذا الأمر لم يتحقق نتيجة العديد من الأسباب ومنها: • استمرار تباين الرؤى الإقليمية والدولية حول الأزمة السورية نتيجة تضارب المصالح بين اللاعبين الرئيسيين فيها. • دخول الجماعات الإرهابية في الساحة السورية والتخوف…

محمد فاضل العبيدلي
محمد فاضل العبيدلي
عمل محرراً في قسم الشؤون المحلية بصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، ثم محرراً في قسم الديسك ومحرراً للشؤون الخارجية مسؤولاً عن التغطيات الخارجية. وأصبح رئيساً لقسم الشؤون المحلية، ثم رئيساً لقسم الشؤون العربية والدولية ثم نائباً لمدير التحرير في صحيفة "الايام" البحرينية، ثم إنتقل للعمل مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب) كما عمل محرراً في لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية.

الفارق المميت بين الهجاء والتحليل

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤

هل قرأتم في يوم لصحافي أو كاتب غربي أو آسيوي يتحدث عن الانتخابات في بلاده ويصفها بأنها «عرس ديمقراطي»، هل قرأتم تصريحاً لمسؤول غربي مثلاً أو كتاب موالين له يصفون فيها معارضي هذا المسؤول بأنهم «كلاب ضالة»؟ أو صحيفة موالية للحزب الحاكم تصف الحكومة بأنها «حكومة رشيدة؟». وصف الانتخابات بأنها «عرس ديمقراطي» امتياز حصري للصحافيين والكتاب العرب لأن الانتخابات لدى الآخرين هي انتخابات، لا أكثر ولا أقل. فالغربيون وسواهم يتعاملون مع الانتخابات كأداة من أدوات الديمقراطية وليس باعتبارها احتفالاً يوظف لكيل المدائح للسلطة. المبالغة، التحقير، السباب، ترديد الإشاعات دون تحقق، الكتابة تحت وطأة الانفعال، الاجتزاء من السياق، خصائص ملازمة لأسلوب الصحافة والإعلام والتدوين في وسائل التواصل الاجتماعي لدى العرب. أكثر ما يهم المتجادلين في القضايا السياسية لدينا هو البحث في النوايا، وقد يفسر هذا الهوس شيوع مفردات مثل «الخيانة» و«العمالة» و«الكلاب الضالة» في غالب ما نقرأه خصوصاً على الإنترنت وهو ما يجعل الجدل أقرب للهجاء. لكن هذا يقودنا إلى التساؤل،…

مصطفى النعمان
مصطفى النعمان
كاتب وسياسي يمني عمل سفيراً لليمن في عدة عواصم كان آخرها مدريد

اليمن: حرب عمران وآثارها!

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠١٤

من الواضح أن قدر اليمنيين هو العيش في ظل حروب عبثية داخلية وقودها الأبرياء، وحصيلتها مزيد من الدمار لما تبقى من تماسك النسيج الاجتماعي في مختلف المناطق اليمنية، الذي تمزقت عراه حين تخلت مؤسسات الدولة عن مهامها وانشغل القائمون عليها بمصالحهم الخاصة وابتعدوا عن مصالح المواطنين ومعيشتهم، وهكذا أضحت الساحة مرتعا للفئات التي تمتلك السلاح والمال، وتراجع دور الأحزاب السياسية المتهالكة أصلا واختفت مؤسسات المجتمع المدني، وصار الخطاب فئويا ومذهبيا ومناطقيا بامتياز، واحتكر المشهد (سيد) هنا و(فقيه وشيخ) هناك، وضاع بينهما الوطن. تحولت محافظة عمران، شمال العاصمة صنعاء إلى ساحة حرب حقيقية وسالت دماء اليمنيين على أرضها ظلما وعدوانا ولأهداف غير وطنية على الإطلاق من كل الأطراف، وكان محزنا أن يقول (السيد) عبد الملك الحوثي إن أسرى يمنيين موجودون في سجونه، وزاد أنه سيتفضل بإطلاقهم (معززين مكرمين) وأنهم (كانوا ضيوفا عنده). ولا بد أن الغرور والغياب عن منطق العصر ونواميسه ومتغيراته تثبت أنه غير مدرك لفداحة ما يرتكبه في حق…