آراء

عبدالرحمن الخطيب
عبدالرحمن الخطيب
باحث في الشؤون الإسلامية.

أخّروا صلاة العشاء قبل أن تقفلوا المحال

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

الأسبوع الماضي تواترت الأخبار في السعودية أنه سيصدر قرار بإغلاق المحال التجارية في التاسعة مساء. فكتب بعضهم مؤيداً، وكتب بعضهم معارضاً. كل له وجهة نظر. إن مثل هذا الطرح - قبل أن يصبح قراراً - يحتاج إلى كثير من الدرس والتأني، ولتكن لدينا واقعية وشفافية مع أنفسنا. طبيعة الناس في المملكة تختلف عن بقية دول العالم. فمعظم الناس لا يخرجون عادة للتسوق في الصباح، إما بسبب انشغال أفراد الأسرة بالوظيفة أو الدراسة، ومعظم ربات البيوت لا يستيقظن قبل الظهيرة. ومن ليس لديها عاملة منزلية ربما تستيقظ لعمل واجباتها المنزلية من كنس وطبخ وغسيل وغيرها، وإما بسبب حرارة الجو المرتفعة طوال العام. فتستعيض النساء عن ذلك بالخروج من منازلهن للتسوق بعد صلاة المغرب؛ لارتباطهن برجل الأسرة لنقلهن إلى الأسواق أولاً؛ ولانخفاض الحرارة قياساً مع النهار ثانياً. وبسبب بُعد المسافات بين المنازل والأسواق والزحام الشديد لا تتمكن بعض الأسر من الوصول إلى أهدافها إلا قبيل صلاة العشاء بوقت قصير. فيفاجَأون بإغلاق أبواب…

محمد العثيم
محمد العثيم
كاتب سعودي

لا خيارات في التنمية

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

أقول لمن رفض التطور: لا أعتقد أننا الآن نملك خيارا، فإما التطور وتنظيف العقول الصدئة المستفيدة من التخلف، أو الانحدار نحو الحضيض، والتخلف، ونهاية الأمة. بمعنى آخر، انتهى وقت الخيارات، إما أن نبقى في العصر، وإما نذهب لنسيان التاريخ. قليلة هي الخيارات ويبدو أن أنجع الحلول في اقتصاد المعرفة، وهو مفهوم مما بعد الحداثة في الاقتصاد، وهو منظومة واسعة من الإجراءات في التعليم وتطوير الحياة لا تكفي سطور لشرح جوانبه، لكن أحد عناصره أن تقدم سلعتك متقدمة على ما سواها بمبتكر أضفته، وصنعته وتخصصت به، لتتجاوز المنافس بأسلوب قدرتك العلمية، وتشجيعك الابتكار، وهو ما يجعل دور المطور في مقدمة الصناعة والزراعة، وكل ما يخص الإنتاج، وهو أيضا ما يعطي منتجك، ووجودك في سوق التنافس بروزا تستحقه، وهو أيضا ما جعل الدول التي ركنت لمنجزها العلمي والفني في زمن مضى تتراجع أمام ما قدمته دول حديثة في التصنيع والابتكار وتبيعه متجاوزة حدودها. هذه الصورة لجزئية من اقتصاد المعرفة تعطي من تغيب…

سعيد المظلوم
سعيد المظلوم
ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي

«درستي»

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

في هذه المساحة تناولت قصصاً عن الطموح والنجاح، فكتبت عن الدكتور علاء جراد، الذي أتى إلى الإمارات مدرساً، فصار رئيساً لجامعة، ومؤسساً لشركة استشارات، وكتبت أيضاً عن ذلك الطفل المعدم الذي منَعَه الفقر والتفكك الأسري من استكمال دراسته، لكنّه أبى إلا أن يكون الرجل الأول في بلده، ذلك هو الرئيس البرازيلي السابق، لولا دي سيلفا، وهذا يدلُّ على أنّ الطموح المقترن بالعمل والعزيمة والتغيُّر إلى الأفضل من مقومات النجاح، ومتى تغيرتَ إلى الأفضل فأنتَ ناجح! قدِمَ «خالد درستي» من موطنه إلى الإمارات في عام 2000، عرفته عندما تم تعيينه «مراسلا» في الإدارة التي أعمل فيها، ووظيفة «مراسل» تعني: من يقدم الشاي والقهوة إلى الموظفين والضيوف، مع توصيل الأوراق بين الإدارات المختلفة. يقول خالد: على الرغم من أنني كنتُ مراسلاً، فقد شاركتُ الموظفين في إعداد بعض العروض لبرامج تقنية، وفي عام 2003 افتُتِحَتْ إدارة جديدة، فنقلني إليها مديري للمشاركة مع فريق العمل التأسيسي، بعد أن أثبتُ له أنني أمتلك مهارات تتجاوز…

محمد الباهلي
محمد الباهلي
كاتب من الإمارات

استحقاق جديد

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

أصيب قادة إسرائيل بحالة من الانزعاج والارتجاج بعد اتفاق المصالحة الموقع الأسبوع الماضي بين حركتي «فتح» و«حماس»، والذي أنهى به الفلسطينيون انقسامهم الداخلي الذي استمر سبع سنوات. وسبب ذلك الانزعاج أن الاتفاق المذكور سوف يُعيد اللحمة الوطنية للصف الفلسطيني، بعد أن كان المستفيد الأول من الانقسام هو إسرائيل. ومن يقرأ العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية، ومقالات الكتَّاب الإسرائيليين، يجد ذلك واضحاً بعد يوم واحد من هذا الاتفاق، وهذه بعض الأمثلة: «اتفاق فتح -حماس.. صفعة أبو مازن»، «كابوس في دولة ثنائية القومية»، «تعاطوا مع التهديد الفلسطيني بجديّة»، «دولة أبو مازن الخيالية»، «أيها اليهود عودوا إلى الوطن». والمؤكد أن إسرائيل تريد استمرار الخلاف بين الفلسطينيين، لأنّه يمثل ضمانة مهمة لاستمرار سياستها في فلسطين المحتلة، وهذا الاتفاق يعني أنه حدث تغيير في اللعبة السياسية التي تتفاوض عليها إسرائيل مع الفلسطينيين والتي وصلت إلى طريق مسدود، وأن الاتفاق نفسه أربك الحسابات السياسية للقوى العظمى، لذلك وجدنا أميركا هي أيضاً تتوّعد الفلسطينيين بقطع المساعدات، خاصة بعد…

حسين شبكشي
حسين شبكشي
اعلاميّ ورجل اعمال سعوديّ وعضو مجلس ادارة شركة شبكشي للتّنميّة والتّجارة وعضو مجلس ادارة مؤسّسة عُكاظ للصّحافة والنّشر

كورونا والشفافية!

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

لعل أهم ما كان غائبا في موضوع مرض فيروس «كورونا» بالسعودية هو المعلومة الدقيقة؛ فالمعرفة قوة والعلم نور والجهل ظلام. إذا الإنسان تزود بالمعلومة ومن مصدرها (أيا كان شكل المعلومة طالما كانت صحيحة وسريعة) فسيسد الطريق ويفسد المجال تماما على كل من يرغب في استغلال الظرف لنشر الإشاعات والقصص المختلقة الكاذبة. ففي عالم الاتصالات وعلاقتها بالحكومات والشركات والمؤسسات أصبح الجاد والمحترم منهم يتبع ما يطلق عليه استراتيجية التواصل، سواء كان التواصل مع المواطن والمقيم أو مع الزبائن والعملاء والضيوف، كلها سواء، لأن الغاية منها استحداث نموذج جدي للتواصل يُحترم فيه المتلقي تماما ويتم تزويده بالأرقام والإحصاءات والبيانات المطلوبة التي تنقل الواقع (مهما كان مؤلما)، فالغاية ليست تجميل أو تزيين أمر مقلق فهذا لن يحقق سوى «طمأنة» قصيرة الأجل، ولكن التعامل بمصارحة وشفافية وإفصاح سيبني جسورا من الثقة الطويلة الأجل. ليس معيبا ولا خطأ أن يجيء على أي بلد وباء أو مرض ويموت الناس بسببه، فهذه مسألة تتعايش معها وتتعلم منها…

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

ردا على طرابيشي والهوني: لماذا حملتُ على «العقلانيين العرب»؟

الجمعة ٠٢ مايو ٢٠١٤

قرأتُ مقالتَي الأستاذين طرابيشي والهوني، ردا على مقالتي بـ«الشرق الأوسط» في 4/19 بعنوان: «الحملةُ على الإسلام والحملةُ على العرب». وقد توقّعت الردَّ بل الردين. وكنتُ قد انتقدت من قبل في مقالةٍ بجريدة «الاتحاد» كتاب الأستاذ عبد المجيد الشرفي الأخير «مرجعيات الإسلام السياسي»، وأردتُ من وراء ذلك الدخول في نقاشٍ معه، لكنه لم يردّ. وقد صَدَقَ حَدْسُ الأستاذ الهوني في الدوافع المباشرة لمقالتي الأخيرة «الحملة على الإسلام». فقد أثارني الاحتفال ببيت الحكمة بتونس الذي أقامته جمعية «أوان» وما قيل فيه. وسأوضّح سببَ أو أسبابَ ذلك. أولا: أنا مهمومٌ مثل كثيرين من العرب مما يجري بداخل الإسلام، ومما يجري على أرض العرب: فما يجري بداخل «الإسلام السني» من انشقاقاتٍ بسبب الانفجارات الجهادية، وبسبب الإسلام السياسي، منذ أكثر من ثلاثة عقود، يبعثُ على الروع والفزع. وما يجري على أرض العرب منذ الغزو الأميركي للعراق، والتدخل الإيراني المباشر وعبر التنظيمات المسلَّحة وغير المسلَّحة في ست أو سبع دول عربية، يبعثُ على الغضب. وقد تابعتُ…

أيتها الحكومات: ألغوا دعم الأسعار

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

إذا كان دعم الأسعار مسموحاً ومحبباً، فمتى يكون من الجيد أن تقوم دولة ما بدعم أسعار بعض السلع؟ وما هي السلع التي على الدولة دعمها؟ وكم يجب أن تكون نسبة الدعم من الناتج المحلي للدولة؟ وهل من المنطق أن يتم تصنيف الدعم كإنفاق حكومي؟ في دول كماليزيا وتايلاند والولايات المتحدة وروسيا ومصر، يأخذ الدعم أنواعاً مختلفة. ففي ماليزيا، يتم دعم أسعار الطاقة، وفي إندونيسيا، يتم دعم أسعار الوقود الذي يكلف الحكومة الأندونيسية 20 مليار دولار أمريكي في السنة. تقوم تايلاند بدعم أسعار الأرز عن طريق شراء ما قيمته 4 مليار دولار من المزارعين بسعر السوق، كما اعتمدت الولايات المتحدة في فترة من الفترات على توزيع قسائم الطعام على المعوزين الذي يعد من أنواع الدعم كذلك. أما بالنسبة لمصر، فهي الدولة الذي ستتم مناقشة نظام الدعم الخاص بها في هذا المقال حيث يشكل إجمالي مبلغ دعم الأسعار ما نسبته 14% من إجمالي ناتجها المحلي المصري الذي يتعدى 250 مليار دولار أمريكي.…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

كورونا.. بين الابتزاز وشك الحقيقة

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

بالعودة إلى أرشيفي الكتابي الخاص، اكتشفت أنني لم أكتب مفردة "كورونا" في كل ما سبق سوى مرة واحدة، وأيضاً في مقال لا علاقة له بفيروسنا الوطني الثقيل: هذا خطأ أعترف به من كاتب يومي يتعمد أو يتجاهل قضية رأي عام لها أركانها المكتملة. ولكن ما الأسباب؟ أولاً، سأعترف أن مشواري مع كل القضايا يميل إلى العزوف والإحجام عن طرق القصص المشبعة، وأيضاً لا أفضل دخول القضايا التي يختلط فيها العلمي البحثي مع النقل والإشاعة والتهويل. وكل ما أخشاه أن في حالة "كورونا" أشياء من الابتزاز ونفوذ كارتيل المصالح المادية وتجار الأوبئة ومنتفعي ضربة "الفيروسات" بألوانها المختلفة. أكتب اليوم، وعلى يساري في طاولة مكتبي تقرير مطبوع من هيئة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة وفيه لغة واضحة صريحة تقول بكل شفافية ما أترجمه بالحرف "إن أنفلونزا الخنازير احتوت على تهويل ومبالغة بلا أي برهان علمي، وإن وراء هذه المبالغة مصالح ترتبط بنفوذ شركات الأدوية الخمس الكبرى وأيضاً باستغلال مصالح شركات التأمين الصحي".…

د. فوزية البكر
د. فوزية البكر
كاتبة وصحفية سعودية ناشطة في مجال حقوق المرأة

الكورونا حقائق غير واضحة وسلوك اجتماعي داعم للمرض

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

في تناول موضوع الكورونا الذي هاجمنا في الأسابيع الأخيرة، لم أتحدث مع أحد وكان لديه وضوح في الرؤية أو المعلومات حول طبيعة هذا المرض، وكيف يبدأ وما هي أعراضه وكيف أفرق بينه وبين أمراض البرد الأخرى، وماذا افعل إذا أصبت بالبرد وكيف أميّز بينه وبين الكورونا كمرض معد وقاتل في كثير من الأحيان؟ من الواضح أن هناك تراخيا واضحا في الطواقم الطبية داخل المؤسسات الطبية في اتباع التقاليد الوقائية المتعارف عليها عالميا في الحماية من الأمراض، ومن يدخل أياً من المستشفيات الحكومية واسوأ منها مستشفيات المناطق خارج المدن الرئيسية، سيدهش من حال التجهيزات المتداعية وتدني مستوى الروح المعنوية للعاملين وسهولة تفشي أي من المشكلات الصحية والمعدية؛ بسبب الكثير من الممارسات المهنية غير الصحيحة وهو ما يفسر حجم الإصابات المرتفع في هذا القطاع. يتبع ذلك أن الغالبية لا يعرفون فعلا حجم المشكلة التي نتعامل معها، وما يعتمدون عليه من المعلومات هي بشكل كبير ما يتم تناقله بينهم بالواتس أب والتويتر، حيث…

ريم الكمالي
ريم الكمالي
كاتبة في صحيفة البيان

حكاية السرد الروائي

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

قديماً كان يطلق المسْرَد على اللسان، تغير المسمى مع الوقت واتجه نحو المُثقب أي الخارز، ثم المخصف فالنعل فالناسج.. وهكذا على كل ما يتطلب جهداً ونسقاً. وحين نأتي إلى أصل كلمة السرد، نجد أنها تُقدمُ الشيء إلى شيء بنسق وتتابع، ليصوغ الروائي الأثر في معبد دفتره.. وقد تعوّد بعض القراء الجادين أن يطلق كلمة سرد على عملٍ روائي ويرحل، هكذا جزافاً إن لم تعجبه الرواية.. يدير ظهره ويقول: سرد.. لكن أليس السرد علماً؟ الخطاب السردي ليس سهلاً ليشكله الروائي، فلا بد أن يكون المنتج بالمستوى الفني المطلوب.. ربما كان السرد الأدبي من الفنون الأدبية غير المستساغة جماهيرياً عندنا، لكنه فن يُدرس وإن لم يعجب القارئ أو لم يتعود عليه. وهنا يأتي دور القارئ ليسأل نفسه؛ كيف يقرأ؟ هل يقرأ كمن يتصفح؟ أم يُجزئ الرواية تبعاً لوقته؟ أم ينحو إلى القراءة المتعجلة؟ وفي سرعته الفائقة هل يعير الرموز اهتماماً؟ وهل يفهم المعاني كما يجب؟ هل يفسر؟ هل يلتزم بمواضع الوقف؟ هل…

عبدالعزيز السويد
عبدالعزيز السويد
كاتب بصحيفة الحياة

موقعة البعارين

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

أثارت تصريحات وزير الصحة المكلف، التي نصح فيها بعدم أكل لحوم الإبل وشرب حليبها «حذراً من الإصابة بكورونا»، ردود فعل وتفاعلاً كبيراً، والوزير عادل فقيه ينصح ولا بد من أنه وفريق عمله يحاولون جاهدين البحث عن الحلقات المفقودة في انتقال الفايروس من الحيوان إلى الإنسان وكيف يتم ذلك حتى أصبح ينتقل من الإنسان إلى آخر، وعلى رغم تناقض التصريح المنسوب إليه، أي الحذر عند مخالطة الإبل المريضة من جهة والنصح بالابتعاد عن أكل لحوم الإبل عموماً «لم يذكر المريضة» وشرب حليبها، مع ذلك أنظر إلى التصريح من جانب رغبة الصحة في الوقاية قدر الإمكان وهي مقدمة على غيرها، والنصيحة للوزير أن ينشر تصريحاته وبيانات الوزارة أولاً بأول على موقع وزارة الصحة الرسمي منعاً لأي «اجتهاد» أو «خطأ» في النقل من وسائل الإعلام، خصوصاً أن بعضاً منها لا يعنيه من الأخبار سوى عنوان مثير. مسكينة هي البعارين إما يزفها البعض لمنصات المزاين ببذخ وإسراف، أو «يكرفسها» آخر إلى دائرة اشتباه نقل…

محمد النغيمش
محمد النغيمش
كاتب متخصص في الإدارة

ما حقيقة لحظة السعادة؟

الخميس ٠١ مايو ٢٠١٤

إن مقولة الفيلسوف أرسطو «السعادة في العمل» هي فكرة وجيهة لأنها منطقية وقد أكدتها دراسة عالمية شهيرة. ذلك أنه يقصد أن الناس في نهاية مطاف أي عمل يؤدونه إنما يبتغون به الشعور بالسعادة. وهذا ما أكدته الدراسة الذائعة الصيت التي كثيرا ما يتطرق إليها في مناهج إدارة الأعمال وعلم النفس، حيث توصل فيها الباحث Mihaly Csikszentmihalyi إلى أنه «رغم أن السعادة أمر ينشده الناس في حد ذاته غير أن كل هدف آخر مثل الصحة والجمال والمال والسلطة هو في الأصل يتم تقييمه على أساس مقدار السعادة الذي يحققه لنا»[1]. ولذا فقد عكف الباحث على محاولة التوصل إلى لحظة الحالة النفسية التي يشعر بها المرء بالسعادة. فأجرى لقاءات مع نحو ألف شخص ليتوصل لاحقا إلى طبيعة تلك اللحظة الجميلة التي تشعرهم بالسعادة فأطلق عليها اسم «Flow»، أي لحظة تدفق أو انسيابية المشاعر السعيدة. وعندما سألهم عن أسباب سعادتهم وجد أن كل إجاباتهم كانت تقوم على خمسة قواسم مشتركة، وهي أن السعادة…