آراء

رضوان السيد
رضوان السيد
عميد الدراسات العليا بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية - أبوظبي

الأمة العربية بين الاستحقاقات والتحديات

الجمعة ٠٨ نوفمبر ٢٠١٣

قد يكون من المبالغة والتجاوز الحديث عن «الأمة العربية»، باعتبار الافتراق الحاصل على مستوى السلطات في المسائل الكبرى مثل سوريا وفلسطين والعراق والجزائر والسودان، بيد أن الأمر لا يعد تجاوزا إذا لاحظنا أو تحدثنا عن الرأي العام العربي، فالرأي العام ظاهر وموحد في القضايا الكبرى المتعلقة بأنظمة الحكم، والملفات البارزة مع الإقليم والعالم، والتوجهات المستقبلية. ومن دون انتقاص من أهمية أحد أو دوره فإن الأمر مختلف الآن أيضا عنه في زمن ما قبل الثورات؛ فالتوجهات واضحة لجهة النصب والاحتيال والاستنزاف الذي يمثله الطرف الآخر الإقليمي والدولي على الساحة العربية. وبعبارة أوضح، ما عاد هناك مشروعان يتنازعان على البناء في العالم العربي، بل هناك مشروع عربي واحد هو الذي تقوده دول الخليج بزعامة السعودية. أما «المشروع الآخر» إذا صحت تسميته بذلك والذي يسود بالعراق وسوريا وعبر حزب الله بلبنان، ومعه بعض الإسلاميين السنة تبعية واختراقا، وبعض القوميين (العرب!) القدامى عمالة وقلة وعي؛ فهو مشروع إيراني، وهو يجهر بالتقسيم وتحالف الأقليات، والعداء…

عبدالوهاب بدرخان
عبدالوهاب بدرخان
كاتب ومحلل سياسي- لندن

إيران والأكراد و «داعش» في مهمة إنقاذ للأسد

الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣

استغرق البيان أربع دقائق وكان كافياً لاختصار واحد وثلاثين شهراً قاسية مرّت على سورية، بل كان صدمة قاسية اختزن العقيد عبدالجبار العكيدي فيها عصارة نقمته على المجتمع الدولي و «تآمره على الشعب السوري» وعلى «معارضة الخارج» و «أمراء الحرب» في الداخل الذين رفضوا الدعوات الى التوحد ورص الصفوف، فإذا بالنتيجة: «تراجع الجبهات وخسارة طريق الامداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة» شرق حلب. لم يستطع العكيدي أن يستمر في قيادة الدفاع عن المدينة لأنه ليس «أمير حرب» يقنع بحي أو بشارع ليكون «مملكته» الواهية، والأرجح لأن كثرة الفصائل والأجندات فتكت بالحال وبالأهداف التي انطلق منها عندما خاض معركة حلب في تموز (يوليو) 2012. مع سقوط السفيرة أصبح الخوف على بقاء حلب في أيدي «الجيش الحر» واقعياً، لأنه يتيح إمكان تطويقها شرقاً ويفتح طريق الإمداد الى الرقّة، أي الى مناطق سيطرة تنظيم «داعش» (الدولة الاسلامية في العراق والشام) التي لم تتعرض لأي قصف أو حتى ازعاج فيما تهاجم طائرات النظام ومروحياته مناطق…

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

الأخ جميل: لا يمكنك السفر!

الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣

لا شك في أن التجارب تضيف للإنسان، وربما تجعله يتجاوز «كوابيس» السؤال والجهل به! سأورد هنا قصة حصلت لي في مطار الملك خالد بالرياض قبل يومين. إذ كنت فيه استعداداً للسفر إلى لندن، وعندما مررت بموظف الجوازات الذي من المفترض أن يضع ختم الخروج على جواز سفري، نظر إلى الجهاز الذي أمامه ثم قال لي ومن دون مقدمات: الأخ جميل. قلت: نعم. قال: لا يمكنك السفر! حقيقة، تذكرت ربما في أقل من ثانية ماذا «هبّبت» حتى أمنع من السفر.. وقلت بيني وبين نفسي: يا ترى، هل الأسباب لها علاقة بصحيفة «الحياة» أو مقالاتي أو أسباب أخرى مثل عدم تسديد فواتير لـ«ساهر» لا أعلم عنها؟ قلت: عسى خير؟ قال: مدة جوازك المتبقية أقل من ستة أشهر، ولذلك لا يمكنك السفر قبل تجديد الجواز. أجبت بسرعة وأنا أبتسم بعد أن عرفت أن أسباب المنع لا علاقة لها بآرائي أو الصحيفة: يا أخي.. رحلتي بعد نصف ساعة، وعلى الخطوط البريطانية، وإذا أغلقوا البوابة…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

ربما يعود الزهو

الخميس ٠٧ نوفمبر ٢٠١٣

من الجيد أن يخصص يوم عالمي للغة العربية يتم من خلاله العمل على دعمها وإبراز سحرها، فهي مهما اعترضها من مكدرات تبقى لغة راقية، وتظل متوهجة إن أتقن من يستخدمها توظيف مفرداتها وقدرتها على التعبير. ولعل اختيار محور "دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية" محوراً رئيساً للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هذا العام بحسب المنشور في "الوطن" أول من أمس على لسان رئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا" السفير المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو زياد الدريس، يأتي في وقت مهم تزاحمت فيه وسائل الإعلام على المشاهد العربي، خاصة الفضائيات التي قارب أو تجاوز عددها الألف، ولا أعتقد أن واحدة منها فكرت ذات يوم بدورها في تقوية اللغة العربية، كما كان يحدث من قبل. في الإعلام المكتوب لم تتخل الصحف عن اللغة وقواعدها، ويقترب منها الإعلام الإلكتروني مع تفاوت الاهتمام بينها، أما في المسموع فقد طغت العامية إلا في نشرات الأخبار على معظم المحطات،…

أحمد العيسى
أحمد العيسى
وزير التعليم بالمملكة العربية السعودية

تعليمنا والتفكير النقدي

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

لا يكاد يخلو مؤتمر اليوم في مجال التربية والتعليم خصوصاً والتنمية البشرية عموماً من الإشارة إلى أهمية تعليم الطلاب مهارات «التفكير النقدي» Critical Thinking Skills، وتدريبهم منذ الصغر على تحليل ونقد الظواهر والمعلومات والأقوال والإدعاءات، لمعرفة ما إذا كانت صحيحة أو صحيحة جزئياً أو خاطئة، بدلاً من التسليم التلقائي وقبول ما يتلقاه الطالب من دون فحص ومناقشة واقتناع. بل إن الاهتمام بهذا المهارات تتجاوز الطرح الأكاديمي في المؤتمرات إلى قيام مؤسسات ومنظمات وبرامج تسهم في زيادة الوعي بأهمية هذه المهارات، وتقدم التجارب والوسائل المناسبة لتطبيقها على المستوى التعليمي لكل المراحل العمرية. هذا الاهتمام بالتفكير النقدي يزداد يوماً بعد يوم، نتيجة الانفجار المعرفي واختلاط المفاهيم والمصطلحات والحقائق العلمية بالآراء المجردة التي لا تستند إلى دليل يثبت صحتها بالتجربة العلمية أو القياس. وإن كان التفكير النقدي مهم في العلوم الطبيعية البحتة كعلوم الطب والفيزياء والكيمياء وعلوم الأحياء والظواهر المناخية والطبيعية الأخرى وغيرها، إلا أنه أخطر وأهم في العلوم الإنسانية التي تتأثر في…

زياد الدريس
زياد الدريس
كاتب سعودي؛ كان سفيراً لبلاده في منظمة اليونسكو

الموت يستعيد هيبته

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

كاد الموت أن يفقد هيبته.. فبعد أن كان يمضي علينا في شبابنا، اليوم واليومان والثلاثة، من دون أن نسمع قصة وفاة أو نطالع مشهد موت، أصبحت قصص الموت الآن جزءاً من البرنامج اليومي لكل واحد منا .. منذ أن يستيقظ جسده وينام ضميره صباحاً حتى يصحو ضميره بعدما ينام جسده ليلاً. يموت الناس بالعشرات والمئات في الحروب وحوادث السيارات و(فضّ) المظاهرات، بنيران صديقة أو نيران صدوقة! نردد دوماً أن الحياة أصبحت سريعة، وننسى إكمال قولنا إن الموت أصبح سريعاً أيضاً. لم يعد الموت يهزّنا كما كان يفعل بنا من قبل، فبضغطة من (الريموت كنترول) ننتقل فوراً من أشلاء الموت إلى «أشلاء» الفرح والوناسة. صرنا نخاف من ذهاب الحياة أكثر من خوفنا من مجيء الموت! وكلما أوشكنا أن نصدّق بأن الموت قد فقد هيبته، جاء هذا الفتّاك ليصفعنا بحكاية موت مختلفة ومغايرة يستعيد بها هيبته. الموت المهيب، ليس هو موت المشاهير أو الجبابرة أو موت الآباء أو الأبناء دوماً، بل هو…

ممدوح المهيني
ممدوح المهيني
المدير العام لقناتي «العربية» و«الحدث»

أوباما وستيوارت وكلينتون!

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

يعاني الرئيس الأميركي باراك أوباما أسوأ أوقاته. الصحافيون الذين استماتوا في السابق في الدفاع عنه يهاجمونه الآن.. المشاريع التي راهن عليها تترنح بشدة.. كبار الديمقراطيين ينتقدونه.. صورته كرجل سلام وكاره لمنظر الدماء تضررت كثيرا.. وبالطبع نتائج سياساته الخارجية سلبية جدا، وحلفاء الولايات المتحدة لعقود طويلة في الشرق الأوسط وأوروبا غاضبون عليها. من أهم الصحافيين الذين هاجموه في الفترة الأخيرة المعلق الكوميدي جون ستيوارت. ستيوارت هو أكثر من دافع عن الرئيس وسخر بخصومه. لكن كل ذلك تغير الآن بعد المشاكل التي يتعرض لها نظام التأمين الصحي شبه المتعطل بسبب بطء المواقع الخاصة بالتسجيل. أوباما ظهر أخيرا في خطابات متعددة تمتدح مزايا التأمين الصحي الجديد لإصلاح بعض الأضرار، إلا أن ستيوارت شبهه بـ«مندوب المبيعات» المحبط في المسلسل الكارتوني «سمبسون» الذي يقول لزبائنه المحتملين «أرجوك اطلب الكثير.. الكثير». الاستراتيجية الإعلامية التي يتخذها العديد من الصحافيين والمعلقين المهووسين بالدفاع عن أوباما تعتمد على التعليق على بعض التصريحات الغريبة والمخبولة التي يقولها بعض متعصبي الجمهوريين…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

طبطبائي.. هل أخطأتم مع «داعش»؟

الأربعاء ٠٦ نوفمبر ٢٠١٣

النائب الكويتي السابق، والسلفي النشط، وأستاذ التفسير الدكتور وليد الطبطبائي، تجرأ وهاجم أكبر الجماعات الإسلامية المتطرفة في الثورة السورية (داعش). قال إنها تسيء للإسلام، وتسعى إلى «استنساخ وتكرار تجربة المقاومة الفاشلة في العراق ونقلها إلى سوريا»، معلنا أن هذه الجماعة «تسيء إلى الثورة الناصعة البياض في سوريا من خلال نقلها مشاهد قطع الرؤوس وأعمال القتل التي تمارس في حق المدنيين». منذ أول ظهور لفيديوهات الجماعات المتطرفة في سوريا قبل سنة، كنا نحذر منها، فهي جماعة مزروعة من إيران وسوريا لتخريب الثورة وإحلال الفوضى في كل المنطقة. ولأن البعض ينظر إلى ما حوله بالأبيض والأسود، ويعتقدون أن من كبر بـ«الله أكبر» هو مجاهد مخلص، صرنا نتهم من شخصيات وجماعات إسلامية بأننا نتحامل على جبهة النصرة ومثيلاتها. الآن، معظم الذين يهاجمون «داعش» و«النصرة» شخصيات إسلامية معتبرة ونشطة في العمل الإغاثي في سوريا وغيرها، مثل الشيخ عدنان العرعور، والدكتور الطبطبائي. وصلوا لنفس الاستنتاج، ليس كل من رفع راية الإسلام يستحق الدعم والاحترام، وتعلموا…

حسن بن سالم
حسن بن سالم
كاتب و باحث سعودي

التدين و الأخلاق

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

ما حال من يدعي التدين وهو على النقيض من التحلي بأخلاق الإسلام وقيمه، إلا كمن يهتم ويعتني بتنظيف ظاهر الكأس ويترك باطنه متسخاً؟ وكالقبور المجصصة، ظاهرها جميل، وباطنها عظام نخرة، هي أزمة حقيقية نعيشها في مجتمعاتنا حينما نعيش ذلك التناقض الصارخ بين فعل التدين من جهة ومردوده الأخلاقي على المجتمع من جهة أخرى‏ التي أسهم الخطاب الديني في صورة رئيسة في خلقها وتفشيها، فكل مراقب ومتابع يدرك أن خطابنا الديني في المنابر والمساجد وشاشات التلفزة وغيرها وعلى مدى عقود من الزمن قد كان جل همه وتركيزه هو تحقيق التدين والسمت الظاهري في المجتمع في وقت همش فيه في شكل واضح للجوانب الأخلاقية والروحية، على رغم أن الدين الإسلامي أعلى كثيراً من منزلة الأخلاق والتعامل بين الناس، حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق»، وأن أحب الناس وأقربهم منه منزلة يوم القيامة هي لأحسنكم أخلاقاً، ولم يجعل مثل ذلك…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«عائلة غريبة في الجوار!»

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

لحظة من فضلكم! نقطة نظام، الرجل (نسباً وحسباً وليس سناً) اسمه جورج، واسم أبيه الوسيم ابن ديانا التي ملأت الأرض ضجيجاً «ويليام»، واسم جده لأبيه صديق العرب الهادئ «تشارلز»، واسم أبي جده «فيليب».. أليس كذلك؟ إذن كيف يكون اسمه الكامل «جورج إليكسندر لويس»؟! أحاول دائماً أن أكون راقياً وأظهر نفسي بأنني والعائلة البريطانية المالكة «نتشمس تحت الشمس نفسها»، ولكن هناك فعلاً أمور لا أفهمها! يا أخي اسمك خليل وأبوك اسمه غلوم وجدك اسمه جعفر، فكيف يكون اسمك خليل علي إسماعيل؟! هناك أمور لن تفهمها أبداً! ألا يكفي اللغز الذي يحيرني منذ أن بدأت متابعة أخبار هذه العائلة اللطيفة، زوج الملكة ما الذي يفترض أن يكون عليه؟ المفروض أنه ملك، ولكنه ليس ملكاً، إذن «سنو وايت والأقزام السبعة» لم تكن إلا كذبة كبيرة، وأغلب الظن أن القضية كانت ذات أبعاد أخرى. قبل يومين نشرت صحيفتنا على موقعها الإلكتروني صوراً عدة للعائلة اللطيفة «على أنها صور سرية تم تسريبها بالطبع»، وهي تظهرها…

سعود الفوزان
سعود الفوزان
كاتب سعودي

هل يمسح ساهر دموع بنت الجبال؟

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

لا أتفق مع بعضهم الذين ينظرون إلى ساهر على أنه مشروع تجاري وعندما نذكر هذا الاسم يبدأ بعضهم في تحسس محافظهم ولكنهم تجاهلوا أنه وُضع لسلامتهم وسلامة أبنائهم ولا يختلف اثنان على أن إيجابياته تفوق سلبياته من حيث تقليل الحوادث والوفيات التي غالباً ما تكون بسبب السرعات العالية، حيث فرض نفسه على بعض السائقين المتهورين الذين لا يلتزمون بنظام القيادة وبالتالي سوف يحل ضيفاً على بنت الجبال في الأيام القليلة القادمة، حيث تستعد إدارة المرور في المنطقة بدراسة وتجهيز المواقع لكاميرات ساهر في المواقع المختارة؛ استعدادًا لتطبيقه في الشوارع والطرقات الرئيسية والمهمة، لكن لا أعتقد أنه سوف يستقبل بالمفاطيح كعادة أبناء المنطقة؛ لأن حائل مازالت حزينة وتبكي على مشاريعها المعلقة ولا أعتقد أن ساهر سوف يمسح دموعها التي ارتوت منها سهول أجا وسلمى. نحن نعرف أن كاميرات ساهر تحسب وقتها بالثانية وربما فرق ثانية واحدة قد يكلفك 300 ريال لكن يخطئ من يقول إن البلدية والمواصلات مستعدتان لاستقبال هذا الضيف؟…

عبدالوهاب بدرخان
عبدالوهاب بدرخان
كاتب ومحلل سياسي- لندن

مراجعات أميركية: التوقيت والدوافع

الثلاثاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٣

مراجعة جديدة لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة العربية. خبر جيّد هذا أم سيئ؟ ليست المراجعة الأولى في تاريخ التدخلات الأميركية، والسوابق ربما تكون كما اللواحق. أزمات أغلقت على "زغل" كما تُقفل الجروح على جراثيمها لتركها تعتمل. خيارات في الدعم أو العزل لم يكن معظمها صائباً. "ثوابت" مرتبطة بالمصالح لا تتغيّر، وتجارب للتكيّف مع المتغيّرات لا تتوصّل إلى ثبات. فكيفما قلّبت واشنطن الأفكار والمعطيات والنظرة إلى نفسها والعالم لا تلبث أن تبقى في مربّع سياسات تقليدية باتت متكلّسة... قد يُقال إن هذا تقويم متسرّع لتوجّهات لم تُعلن بعد، بل لم تنتهِ إدارة أوباما من درسها، أو أنه يتغافل عن أسس "جديدة" فعلاً لمجرد أنها غير مناسبة للعرب. غير أن المقدمات التي أصبحت في عمق ممارسات هذه الإدارة تشي بما سيأتي. ينبغي التوضيح أن النيات الأميركية الرامية إلى "الانكفاء" أو "الانسحاب" أو "الاستقالة" من المنطقة ليست مرفوضة، بل مرحباً بها. لكن ما ينبغي نقده وحتى تجريمه هو طريقة تطبيق هذه السياسة ومضمونها…