آراء

جميل الذيابي
جميل الذيابي
كاتب وصحفي سعودي

عندما تقرأ القهر!

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

أحياناً لا تجد الإجابات عن الأسئلة التي تحاصرك وكلَّ من حولك، فلا تملك إلا التململ أو التجاهل أو الوقوف على نافذة مبنى مطل على شارعين «حيويين»، لتتأمل زرقة السماء، وحركة المجرات، وتعُد النجوم، وتتنفس الهواء، وترتشف قهوة سوداء داكنةً وتشرب «جغيمات متقطعة» من الماء، تشبه واقع الحال العربي «المقطع الأوصال»، ثم تزفر في نفسك من قسوة الصورة وزمهرير الشتاء، تظل واقفاً «بائساً» «يابساً»، على شرفة عربية «آيلة للسقوط»، وأنت تستعرض شريط الأحداث السياسية، ونعيق الكلمات الديبلوماسية، ثم تدير ظهرك لتلك النافذة «الخجولة»، مصوِّباً عينيك على القنوات الإخبارية، لتشاهد أخباراً مأسوية عاجلة تنقل عمليات قتل واغتيالات ومآسٍ ومذابح، لا يسلم منها حتى النساء والصغار الأبرياء. تحل نوبات البكاء، وتمسح عينيك بمنديل دم، ويظل قلبك يرتجف، ورئتاك تنهمران بالدموع. هكذا هي حال السياسة في البلاد العربية وأنت تشاهد الموت وأشلاء الأبرياء على كل الطرقات وفي كل البلدات. الكل يطل ليحظى بالصورة، ويتقدم كيفما شاء، بل ويحلل ويقلل من المآسي المروعة، ثم تكتشف…

علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

مع معاليه على تيس من حنيذ

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

مشكلة أطراف هذا الوطن الكبير الهائل مع حقوق أهلها في البناء والتنمية هي مشكلة لب الإشكال المشبوه في العلاقة ما بين المسؤول المركزي وبين المؤتمن على الإدارة في النهاية الطرفية. عندما يأتي المسؤول الأعلى من الرياض، يبدأ المسؤول الطرفي حفلة الحنيذ والمغش والمنسف. يبدأ الاستقبال الفاره من الصالة التنفيذية للمطار وتبدأ الجولة في سيارة مستأجرة تأتي على (سطحة) من الرياض ثم تعود إليها بعد ختام زيارة صاحب السعادة. وعادة يصل إلينا في الأطراف سعادة (المسؤول) المركزي بعد المغرب على آخر طائرة تصل للمكان. ومباشرة يأخذون سعادته إلى أرقى الأجنحة في أهم الفنادق. يحتاج سعادته إلى ساعتين للراحة والاستجمام قبل أن تبدأ حفلة الحنيذ والمغش. وبالطبع ستجد كل أركان الإدارة الفرعية الطرفية في أرجاء البهو الفندقي في انتظار إطلالة معالي الوزير أو صاحب السعادة. وعلى حفلة الحنيذ والمغش سيستمع معاليه إلى مقدمات التمهيد: كل المواطنين الذين سيقابلونه غدا أصحاب سوابق ومشاكل، كل الكتاب الذين يطلبون لقاء معاليه أصحاب مصالح وتوجهات، كل…

علياء الهذلول
علياء الهذلول
تهتم و تعمل في مجال الطاقة المتجددة والبيئة في بروكسل/ بلجيكا. بالاضافة الى البيئة تهتم بالسلام بين الأديان و الثقافات و لن يكون ذلك مستحيلا إذا تحققت الإرادة و العدالة.

الزراعة في بلد الصحراء أم الاستعمار الزراعي؟

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

في دراسة عن استهلاك الماء في السعودية، لفت نظري بل فاجأني نسبة استخدام المياه المحلاة في المجال الزراعي في السعودية إذ أن هذه النسبة تتجاوز 80 بالمائة. هناك عدة أسئلة سأطرحها اليوم، وليس بالضرورة أن أجيب عليها لكن هي دعوة للتأمل. أولى الأسئلة هل الغذاء أهم من الماء أم العكس؟ هذا السؤال قد لا يطرح في كندا وفيتنام لكن يجب أن يُطرح في البلدان الشحيحة بالمياه العذبة. رغبة السعودية بالحصول على الاكتفاء الذاتي الغذائي رغبة شرعية. لكن إذا كان هذا الاكتفاء الذاتي سيولد مشاكل بيئية واقتصادية على المدى القصير، فهنا علينا التوقف قليلا والتفكير كثيرا لتحليل هذه الاستراتيجية الزراعية. هل السعودية بلد زراعي؟ بذلت السعودية مجهوداً كبيراً في تأمين الغذاء لسكانها. في كل مرة تصطدم الخطط الزراعية بحقيقة لا يمكن إغفالها: كيف يمكن دعم القطاع الزراعي دون وجود الأمطار أو الأنهار؟ لفترة طويلة كان الجواب يكمن في تحلية مياه البحر. هذه التقنية وإن لبّت احتياجات عديدة إلا أنها تبقى تقنية…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

عروس كارفور

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

سعوديان كسرا كل التقاليد الاجتماعية والمحظورات السائدة منذ اللحظة التي فكر فيها الشاب بالزواج من زميلته في العمل إلى خطوبتها داخل السوق نفسه في مشهد علني نادر الحدوث يصلح أن يكون قصة مسلسل مختلف. القصة صادمة لكثيرين ومن المؤكد أن العريسين لن يسلما من الاستهجان والنقد والحط من شأنهما ووصفهما بأنهما ليسا من ذوي الأصول العالية الضغط التي لا يمكن أن تقبل بكل هذا السيناريو إلا أن المفارقة أن هذين الشابين يصنعان- دون أن يدريا- مرحلة جديدة، ويعلنان أن المجتمع لم يعد يدار من الكبار والتقليديين والمحافظين المتشديين استناداً إلى موروثات سابقة، بل يصنعه الشباب برؤيتهم المختلفة وثقافتهم الغريبة تماما على كل المعترضين. قبل فترة ظهر زميلنا الكاتب سمير محمد كاشفاً عن عائلة نبيلة تعاملت معه كرجل فاعل ومنتج وزوجته ابنتها مع علمها بكل وضعه الاجتماعي بعيداً عن سلسلة المواصفات الشكلية المتراكمة التي لاعلاقة لها سوى بترسيخ العزلة والانقطاع وتقسيم المجتمع إلى طبقات عنصرية. هؤلاء الشباب هم الموجة التي لا…

خالد السيف
خالد السيف
كاتب و باحث سعودي

السافل مَن باع الدِّين بالتّين!

الإثنين ١٧ ديسمبر ٢٠١٢

«كانَ مالك بن دينارٍ يمشي في سوقِ البصرةِ فرأى التينَ فاشتهاهُ، ولم يكن معهُ نقودٌ، فخلعَ نعلَه وأعطاهُ لبائع التينِ فقالَ: لا يُساوي شيئاً. فأخذ مالك نعلَه وانصرفَ. فقيل للبائعِ إنه: مالك بن دينار. فملأَ البائعُ طبقاً من التينِ وأعطاهُ لغلامِه، ثم قالَ له: اِلحق بمالك فإنْ قبلَهُ منكَ فأنتَ حُرٌّ… فعدا الغلامُ وراءَه، فلمّا أدركَهُ.. قال له: اقبلْ منّي، فإنّ فيه عتقي. فقال مالك: إن كانَ فيه تحريرُكَ فإنّ فيه تعذِيبي. فألحَّ الغلامُ عليه. فقال مالك: أنا لا أبيعُ الدِّينَ بالتّينِ، ولا آكلُ التينَ إلى يومِ الدِّين». ولقد سُئلَ ابنُ المباركِ عن سفلةِ الناسِ، فقال: «الذي يأكلُ بدينِه». وقالَ ابنُ مهران: «وضعوا مفاتيحَ الدّنيا على الدنيا فلم تنفتِح؛ فوضعوا عليها مفاتيحَ الآخرة فانفتحت». وليرحم الله ُ تعالى مطرف بن عبدالله حيثُ قال: «إن أقبحَ ما طُلبت به الدُّنيا عملُ الآخرةِ». وما أجمل الذي قاله: مصعبُ بن عبدالله الزبيري في شأنِ: أحمد بن حنبل: «.. ومَن في وَرَعِ أحمد؟ يرتفعُ…

جاسر عبدالعزيز الجاسر
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مدير تحرير صحيفة الجزيرة

هروباً من السيف

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢

يثير التساؤل الاهتمام المفرط بعتق الرقاب والتسابق إلى الإشراف على الحملات التي تتولى جمع الأموال لفكاك حياة المحكومين بالقصاص، والحماس المخلص الذي يبذله القائمون لحث الناس على المساهمة بأي مبلغ حتى أن الحملات تترى وتتوالى والمبالغ المطلوبة تزيد وتكبر. هل فعلاً يطلب أصحاب الدم هذه المبالغ الكبيرة؟ وهل أصبح العفو الذي كان طلبا للأجر وإعلاناً عن التسامح تجارة رابحة؟ وهل كل المحكومين يحظون بهذه الفرصة أم أن النشاط يقتصر على محكومين تنتصر لهم قبائلهم وأسرهم بينما يفتقده الضعفاء والمهمشون الذين لا يقف خلفهم من يستطيع جمع الملايين؟ وهل أصبحت بوابة للنجومية والظهور وامتيازات أخرى؟ ولماذا لا تنال قصص العفو الحر اهتماماً مماثلاً مع أنها فعل نبيل وعظيم وسماحة تستحق التقدير والاحتفاء؟ كما يبدو فإن هذه الحملات تنجح حتى الآن في جمع المبالغ المطلوبة وأفرزت سماسرة ووسطاء بارعين في إقناع المستهدفين بالدفع وهو نجاح يشير إلى استبعاد غير القادرين على الدفع منها، ويشي بأن عملية الانتقاء تقوم على دراسة المخاطر والجدوى…

عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

عنستقرام!

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢

فعلاً أشعر بالوحدة الشديدة! أحس بأنني أعيش في عالم يختلف تماماً عن العالم الذي يعيش فيه بقية سكان الإمارات، ولم يبدأ عندي هذا الشعور أو يتكرس إلا بعد أن بدأت بالاطلاع على موقع الصور الشهير «إنستغرام».. ما هذا الذي أراه؟! لم أكن أعلم أن جميع الوجبات الغذائية في بيوت الناس بهذا الذوق والنظام! يبدو أننا العائلة الوحيدة التي تفرش السفرة على الزولية، وتضع الأطباق كيفما اتفق، وتضع البيبسي في أكواب الجبن المستعملة، وحين تصرخ قائلاً لأمك: إن هناك قطعة بلاستيك غريبة في المجبوس، تسمع الجواب الأزلي: «قول بسم الله وكِل يا وليدي ما بتموت»! ولم أكن أعلم أن الأسر جميعها بهذه السعادة، التي تطفح من الوجوه في صور «الانستغرام» الأب والأم والأبناء والبنات، صور مثالية تصلح للاستخدام في دعايات «سجنال تو»، أو «مليونير المشرق»، الأمر أشعرني فعلاً بأننا الأسرة الوحيدة التي لم تتصور جماعياً إطلاقاً، لأن شقيقتي لاتزال غاضبة منذ عشر سنوات من أخي الذي سرق سيارتها «وصاده رادار» في…

عبد الرحمن الراشد
عبد الرحمن الراشد
إعلامي سعودي

الاستفتاء و20 مليار دولار قطرية

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢

نصيحة الشيخ يوسف القرضاوي للشعب المصري أن يصوتوا بـ«نعم» للدستور المقترح حتى لا يخسروا العشرين مليار دولار التي وعدتهم بها قطر! منطقيا، لا يعقل أن أحدا سيصوت على دستور بلاده، الذي وصفه الدكتور محمد البرادعي بأنه يمثل العقد الاجتماعي بين المصريين، مقابل دعم مالي من أي جهة كانت. لكن النصيحة القرضاوية واحدة من الحيل الكلامية التي شاع استخدامها ترغيبا أو تخويفا للفوز في الاستفتاء، حيث لم يعد في مصر رئيس يفرض ما يراه مناسبا على الناس، كما كان الأمر عليه في عهد حسني مبارك. صار الصندوق هو الحكم. وإذا كان القرضاوي يريد تخويف المصريين بفقدان الهدية القطرية، فإن غيره مضى إلى أبعد من ذلك، فقد وعد أئمة مساجد المصوتين بـ«نعم» بأن يدخلوا الجنة، وهددوا من يصوت بـ«لا» بدخول النار. وكذلك على الطرف الآخر كانوا يحذرون المصوتين بـ«نعم» إدخال مصر في فتنة، وقد تقع حرب أهلية بسببهم! طبعا، العشرون مليار دولار، والنار، والحرب الأهلية، جزء من التجييش والتحريض والتعبئة الشعبية، تعبر…

مازن العليوي
مازن العليوي
كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة

الشارع البيئي

الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٢

ذات زيارة إعلامية لأبوظبي التقيت الأمين العام لهيئة البيئة رزان خليفة المبارك في مكتبها، وتداعت الأحاديث حتى وصلت إلى مشروع تشرف عليه هيئة البيئة يتلخص باستخدام نباتات محلية تحتاج للقليل من الماء ومقاومة للجفاف والملوحة في شارع السعادة في أبوظبي، بحيث تكون الأشجار والمساحات الخضراء في الشارع من تلك النباتات. جاذبية الفكرة تكمن في أنها توفر المياه من جهة إذ لا تحتاج سقايتها إلا للقليل القليل، ومن جهة أخرى لا تتخلى عن جمال الطبيعة.. غير أنه يجب الاعتراف أن مشروعاً كهذا يتطلب الصبر أولاً، فبعض النباتات تنمو ببطء، وانتزاع النباتات السابقة وغرس الجديدة مكانها يعني الانتظار فترة لنشاهد المنظر الذي تخيله مخططو المشروع، ولا أحسب إلا أن هيئة البيئة درست الفكرة بهدوء ثم اقتنعت بها قبل إقدامها على الخطوة الجدية لتحويل شارع السعادة إلى شارع بيئي بامتياز. عمل مشاريع أخرى في مختلف أنحاء الإمارات مثل شارع السعادة أمر إيجابي يساعد على توفير الكثير من المياه، كما يفترض أن يتشجع كل…

زكي الصدير
زكي الصدير
كاتب سعودي

جنوبيّون في القطيف

السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢

لا، ليس قليلاً أن يأتي الشعراء من جنوب البلاد لشرقها محمّلين بحقائب مملوءة بالحكايات. فلم يعد هذا الحضور محاطاً بالقصيدة فحسب، إذ تعدّاه لمنطقة أكثر عمقاً وإنسانية وتحدياً من ذلك بكثير! لقد أتوا ليرسموا -منفردين ومجتمعين- نسيج الجسد الإنساني بين أبناء الوطن الواحد بعيداً عن بلادات المرجفين، ونعيق المشكّكين، ونباح الطائفيين الذين لا يتقنون إلا الخراب، ولا يجيدون إلا صناعة الكراهية. في الشرقية، بين عبدالرحمن الموكلي وعلي الحازمي وإبراهيم زولي وصالح زمانان كانت الحكايات تمتدّ من جازان وقراها حتى ضفاف القطيف، ومن فرسان و”حريدها” حتى جزيرة تاروت و”يامالها”. كانت القصيدة ممتزجة بطين الأرض النجراني الجيزاني الشرقاوي، ومخمّرة بأساطيرها من دارين شرقاً حتى المخلاف السليماني جنوباً. وكأن الوطن باتّساعه استحال في حضرتهم لقرية صغيرة دافئة يتّكئ الأصدقاء على كتف أيامها ليؤكدوا للعالم كلّه أنه لا أحد بإمكانه أن يسكت صوت الإنسان في دواخلهم، أو أن يمنع هواء الوطن عنهم! إنهم هنا في الشرق ليحملونا معهم للجنوب. يوماً بعد يوم يثبت الفعل…

عبده خال
عبده خال
كاتب و روائي سعودي

اليوم المنتظر في مصر

السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢

يدخل الشعب المصري اليوم حلقة جديدة من حلقات الشد والجذب حول الاستفتاء على الدستور، في ظل انقسام واضح بين أطياف المجتمع والمناداة الحثيثة من قبل الحكومة لدفع المواطنين لإتمام التصويت، في حين تقف جبهات المعارضة موقفا متخوفا من إجراءات العملية التصويتية، وقد أعلنت عن تلك المخاوف إزاء ظروف الاستفتاء، مؤكدة أنها لن تعترف بنتيجة الاستفتاء إذا لم تتوافر «شروط النزاهة» التامة. وشروط النزاهة التي تطالب بها المعارضة مهتزة لأسباب عديدة، قد يأتي في مقدمتها مقاطعة نادي القضاة (وثلة من القضاة موزعين على خارطة مصر)، ما يعني غياب الإشراف القضائي الكامل على عملية التصويت، هذا النقص الإشرافي من القضاة استعاضت الحكومة باستكماله من خلال السماح لفئات أخرى بالإشراف على التصويت، وكان هذا مصدر تخوف المعارضة من حدوث تزوير للتصويت. ويبدو أن هذا النقص أدى إلى لجوء الحكومة لإجراء الاستفتاء على الدستور على مرحلتين (تفصل بينهما سبعة أيام)، ما دفع ببعض المحامين للتقدم بدعوى قضائية، كون قرار (المرحلتين) غير قانوني، ويؤدي بعملية…

محمد الرميحي
محمد الرميحي
محمد غانم الرميحي، أستاذ في علم الاجتماع في جامعة الكويت

ماذا يريد الأتراك من العرب؟

السبت ١٥ ديسمبر ٢٠١٢

حري بنا أن نقلب السؤال إلى عكسه، ونقول: ماذا يريد العرب من الأتراك؟ حقيقة الأمر أن الأتراك والعرب يحتاجون في هذا العصر إلى شيء واحد، وهو أن يعرفوا بعضهم بعضا، ويكتشفوا أن العلاقة بين الشعوب دائما متغيرة، وليست ثابتة، تخضع للمصالح المشتركة، وليس للعواطف الجياشة. المخزون لدى المخيال العربي عن الأتراك، هي أحداث الخمسين سنة الأخيرة قبل سقوط الخلافة العثمانية، وقتها أصيب العرب والأتراك بما عرف بموجة القومية، التي أزاحت الرابطة الدينية إلى الخلف في المشهد السياسي، وحلت محلها العرقية، سواء أكانت الطورانية التركية، أم القومية العربية، كانت تلك الموجة تقليدا لما حدث في الغرب من الاعتماد على القومية في بناء الدول. لم تكن الأطماع الغربية بعيدة أيضا عن ذلك التوجه، فشجعت دول غربية تلك الموجة واستفادت منها، على الأقل عند العرب، فقد اعتقدوا وقتها أنهم سوف يقيمون الدولة العربية الواحدة، بعيدة عن ظلال الترك، والترك أو تركيا الفتاة وهم شباب تركيا المتحمس الذين اعتلوا موجة السياسة وقتها، اعتقدوا من…