علي القاسمي: التأهل لكأس العالم شرف كبير

مقابلات

تمكّن الفارس الشيخ علي بن عبد الله بن ماجد القاسمي أحد أبرز فرسان نادي الشارقة للفروسية والسباق، من أن يتأهل هو و8 آخرون من زملائه من فرسان الإمارات إلى بطولة العالم لقفز الحواجز التي ستقام في الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام المقبل، وأكد الشيخ علي القاسمي أنه تعلم الدرس جيداً بعدما تعرض خيله لإصابة في بطولة العالم التي أقيمت في 2014 واضطر حينها إلى ذبحه حسب القواعد المعمول بها، وفي الحوار التالي يتحدث الفارس الشيخ علي القاسمي في مقابلته مع «الخليج الرياضي» عن حصوله على لقب بطل دوري الإمارات لقفز الحواجز والذي اختتم مؤخراً وتفاصيل أكثر في السطور التالية.

* تصدرت مؤخراً دوري قفز الحواجز، كيف ترى هذا الإنجاز في مشوارك؟

إنجاز كبير وفخر لي ولنادي الشارقة للفروسية وذلك بعد موسم طويل وشاق، شاركت فيه بالعديد من البطولات إلى أن حققت هذا الإنجاز، كما أنه بالنسبة لي من أفضل المواسم وذلك بعد أن حققت أيضاً لقب بطولات دبي الدولية والعين، بالإضافة لكوني الفارس الإماراتي الوحيد الذي حصل على بطولتين دوليتين في موسم واحد، وقد جاء هذا الإنجاز مع الفرس الجديد الذي لم يكمل عمره معي عاماً واحداً، لكن كان هناك تفاهم كبير ما جعلني أحقق المزيد من البطولات، وهذا الأمر مهم للغاية بالنسبة للفارس من أجل تقديم الأفضل مع الجواد الخاص، لاسيما في رياضة قفز الحواجز.

* ماذا عن تأهلك لبطولة العالم التي ستقام في أمريكا؟

تأهلي لبطولة العالم إنجاز كبير، أهديه لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، خاصة وأن هذا التأهل لم يأتِ من فراغ بل بعد جدٍّ وتعب طول السنوات الماضية، حتى تحقق هذا الإنجاز.

* وماذا عن استعدادك للمونديال؟

الاستعداد لبطولة العالم في الولايات المتحدة الأمريكية ليس بالأمر السهل، حيث يتطلب فرس له مواصفات خاصة وقد تحصلت عليه بعد فترة بحث استمرت لعامين كاملين حتى وجدته، وهو الحصان «كاشاريل» وشاركت به في العديد من البطولات مؤخراً، وقد كان مميزاً للغاية وتمكنت عن طريقه من حصد العديد من البطولات.

وهناك نقطة مهمة أريد توضيحها وهي أن نسبة النجاح في رياضة قفز الحواجز تكون مقسومة ما بين الحصان والفارس بنسبة 50% لكل منهما، حيث من الممكن أن يكون الفارس محترفاً ولكن الجواد لا يساعده على ذلك، فبالتالي لا يمكن أن يحقق أي إنجاز للفارس، وأعتقد أنني وصلت في النهاية لطموحي في الجواد الذي بحثت عنه وهو الأمر الذي لم يكن بالسهل كما ذكرت، ولذا أتمنى التوفيق في المرحلة المقبلة مع الفرس الجديد خاصة في فترة الإعداد لبطولة العالم.

* وعلى أي أساس يتم اختيار حصان قفز الحواجز؟

لكل فارس ذوق ورأي في اختيار الجواد الذي سيشارك به في البطولات، حيث يوجد بعض الفرسان يميلون إلى الفرس كبير الحجم، وتكون معظمها حارة وسريعة، وهناك من يرغبون في الخيول الصغيرة، وبالنسبة لي استقررت بعد طول بحث على 5 خيول اخترت واحداً منهم الأفضل وهو الجواد «كاشاريل» حيث لم يكن ذلك برأيي بمفردي بل بمشاركة العديد من الآراء، أبرزهم الوالد الشيخ عبد الله بن ماجد القاسمي، والأخ الشيخ ماجد بن عبد الله بن ماجد القاسمي، لكن بعض الزملاء من الفرسان أكدوا لي أن هذا الجواد لن يناسبني خاصة وأنه صغير الحجم لكن كانت لي نظرة أخرى وبالفعل حققت نتائج مميزة مع هذا الجواد خلال الفترة الماضية، وللعلم فإن هذا الحصان كان مملوكاً للفارس السويسري المصنف الثاني عالمياً روميندو.

* لماذا اخترت قفز الجواجز دون غيرها؟

قفز الحواجز رياضة فروسية تختلف عن أي رياضة أخرى سواء كانت جمال الخيل أو القدرة أو السباق، وذلك لأن قفز الحواجز لها تفاصيل صغيرة وكثيرة يجب على الفارس أن يعرفها وأن يكون على تواصل دائم بأخبار الحصان الخاص به، لأن الأمر ليس بالسهل كما يتوقع البعض أن تأتي بجواد ثم تقفز به.

رياضة قفز الحواجز أصعب كثيراً من القدرة وعلى سبيل المثال الفارس الإماراتي علي الجهوري بطل الإمارات للقدرة أكد لي من قبل أن قفز الحواجز بالنسبة له من أصعب الرياضات لأنها بحاجة إلى تدريبات معينة وتواصل دائم مع الجواد والتدريب معه بشكل مستمر.

* أيعني ذلك أنك لم تشارك في بطولات أخرى للخيول سوى قفز الحواجز؟

بالفعل ميولي أكثر لقفز الحواجز، دون غيرها لأني بدأت معها منذ الصغر وبالتالي أصبحت هي الأفضل والأنسب بالنسبة لي.

* برأيك ما الذي يربط الفارس بالخيل؟

أمور كثيرة تربط الفارس بالخيل أبرزها حب الفارس للجواد ورؤيته بشكل يومي وإطعامه حتى يكون هناك إحساس متبادل من أجل أن يتعود الجواد على صاحبه، وبالتالي يمكن أن يحقق معه العديد من البطولات والألقاب، وهذا أمر مختلف تماماً عما إذا كان الخيل جديداً على الفارس ولا يعرفه.

* ما الذي استفدته من الوالد الشيخ عبد الله القاسمي رئيس نادي الشارقة للفروسية؟

الوالد له الكثير من الفضل عليّ خاصة في بدايتي برياضة الفروسية حيث كان دائماً التشجيع لي ولا يزال، وكذلك أخي الشيخ ماجد بن عبد الله فهما خير داعمين لي في كافة مشاركاتي وأعتقد أنني لا أقوم بأمر متعلق بقفز الحواجز إلاّ وأستشيرهم، وفي بدايتة مشاركاتي الخارجية في بطولات قفز الحواجز تواجد معي الوالد في كندا وسنغافورة وقد حققت حينها العديد من الألقاب رغم صغر السن.

شكراً سلطان

وجه الفارس الشيخ علي بن عبدالله بن ماجد القاسمي الشكر إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على دوره الكبير ودعمه المستمر لرياضة الفروسية، وكذلك لنادي الشارقة للفروسية والسباق، مؤكداً أنه لولا دعمه المستمر ما وصل فرسان النادي إلى هذه المكانة التي حققوها بالتأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبل. وأضاف: «نتمنى أن نكون على قدر الطموح خلال الفترة المقبلة، وأن نحقق الإنجازات في جميع المشاركات الخارجية، حتى نرفع اسم الإمارات في مختلف المحافل الرياضية الدولية والعربية».

صحبة الوالد.. نقطة الانطلاق

يقول الشيخ علي القاسمي عن بداياته في عالم الفروسية وقفز الحواجز: «لا أذكر وقت معين لأول تدريب لي على قفز الحواجز، لكنني أعتقد أنها كانت منذ أن كان عمري 8 سنوات، حيث كنت أتواجد دائماً في نادي الشارقة للفروسية بصحبة الوالد، وهو من دعمني كثيراً وجعلني أقترب من كافة الخيول الموجودة بالنادي، وكانت البداية لي وقتها، حيث بدأت أتعلق أكثر بقفز الحواجز إلى أن وصلت فيها لمرحلة مهمة وبدأت أطور من نفسي كثيراً حتى وصلت لتحقيق البطولات والألقاب».

وأضاف: «عندما بدأت رياضة قفز الحواجز حصلت على العديد من الألقاب على مستوى الناشئين وبدأت الاحتكاك مع العديد من الفرسان، وقد حصلت على خبرة كبيرة أهلتني لما وصلت إليه في الوقت الحالي، لكن ذلك لا يعني أنني وصلت إلى كل شيء في رياضة قفز الحواجز، فالمشوار لا يزال طويلاً من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات والبطولات المحلية والدولية، وأتمنى أن تكون مشاركاتي المقبلة مميزة خاصة وأنني بدأت الاستعداد لبطولة العالم».

استعدادات خاصة للمونديال

بدأ الشيخ علي بن عبد الله القاسمي تحضيراته مبكراً لبطولة العالم التي ستنطلق العام المقبل بالولايات المتحدة، وذلك من خلال التخطيط والتدريبات والتفكير في إقامة معسكر من أجل الاستعداد للمونديال.

وكشف الفارس الشيخ علي القاسمي عن أنه وقبل انطلاق بطولة العالم 2014 بأسبوعين، تعرض الحصان الخاص به إلى إصابة بفيروس، ما اضطره حينها إلى ذبحه، وذلك ضمن القواعد المعمول بها في مثل هذه الأمور، مشيراً إلى أنه كان موقفاً صعباً للغاية حينها، ومؤكداً أنه تعلم الدرس جيداً هذه المرة، وستكون الاستعدادات مختلفة بشكل كبير، من أجل المشاركة في بطولة العالم المقبلة.

سجل حافل بالإنجازات

حقق الشيخ علي بن عبد الله بن ماجد القاسمي، العديد من البطولات خلال مشواره في رياضة قفز الحواجز، طوال السنوات الماضية، حيث حقق لقب أفضل فارس على مستوى العالم في بطولة كأس العالم للأطفال في كندا، وكان ذلك في عام 2006، وفي عام 2010 شارك أيضاً في بطولة أولمبياد الناشئين. حيث كان أول فارس إماراتي يمثل الدولة في هذه الفعالية، بالإضافة إلى العديد من البطولات العربية، من أبرزها الدوري العربي وحقق فيه نتائج إيجابية أيضاً.

وفي العام الجاري، تأهل الشيخ علي القاسمي إلى بطولة كأس العالم مع 9 من فرسان نادي الشارقة إلى كأس العالم، بالإضافة إلى الحصول على لقب دوري الإمارات هذا الموسم والمشاركة في بطولة الشراع الدولية في أبوظبي، وهي من أبرز البطولات التي تقام في الدولة.

المصدر: الخليج