لجين عمران لـ (الهتلان بوست): الإعلام العربي لا يحترم الإعلامية و “الصورة” همه الأول!

مقابلات
  •  ليس من العيب أن يستغل الإعلامي شهرته لتأمين مستقبله

  • لا أحب أن أصبح “لعبة سياسية”!

  • دبي أشعرتني أني من “أهل البلد”

حوار: بيان السطري

 عبر نافذة “صباح الخير يا عرب” على قناة إم بي سي، أطلت على شاشات العرب في كل صباح فرافقتهم أفكارهم وأحلامهم ومواهبهم وهمومهم. لجين عمران، إعلامية سعودية تألقت على الشاشة وكسبت قلوب المشاهدين لتصبح اليوم من أكثر الإعلاميين العرب شهرة ومتابعةً على مواقع التواصل الاجتماعي. قادتها الصدفة إلى الإعلام لتصبح لاحقاً من أبرز نجوم الفضاء العربي.

هنا حوار خاص بـــ (الهتلان بوست)  مع لجين عمران 

1

* هل أنت من اختار الإعلام أو هو من اختارك؟

ـ هو من اختارني حيث لم آخذ فكرة دخولي لهذا المجال على محمل الجد، عندما كانت تراودني فكرة العمل في الإعلام، كنت أقولها كمزحة بين صديقاتي فحسب. نشأت في بيئة سعودية محافظة تخضع لعادات وتقاليد أكثر مما تخضع للدين، ترفض ظهور ومشاركة المرأة في الإعلام. لكن، انطلاقتي في هذا المجال جاءت بعد ظهوري في برنامج مباشر على الهواء، نصحني بعده المخرج بأن أصبح إعلامية كوني أملك الثقة والأسلوب وأجيد مخارج نطق الحروف ولدي حضور وطلتي محببة للكاميرا. أما بالنسبة للجمال، فإن غالبية ملاك القنوات يبحثون عن جمال المذيعة إلا أن المذيعة التي تفتقد المهارات الأساسية وتعتمد على جمالها تفشل. أصبح الجمهور العربي ذكياً ويستطيع أن يميز الإعلامي الذي يعبر عنهم ويمثلهم وينقل رسائلهم عن غيره.

* تختفي بعض المذيعات عن الشاشة كلما تقدمن في العمر، هل تشعرين بالقلق إزاء مستقبلك في المجال الإعلامي على المدى البعيد؟

ـ التخوف موجود كوني أعمل في الإعلام العربي،ويرجع هذا لنظرة الإعلام العربي للإعلامية والتي تغاير نظرة الإعلام الغربي. فكلما كبرت المذيعة في الغرب، تزيد قيمتها عند القناة لأن مصداقيتها تصبح أكبر مع السنين وعلاقتها مع المشاهدين تصبح أمتن. للإعلام الغربي نظرة أكثر احتراماً واحترافية للإعلامية بينما الإعلام العربي بأكمله وبدون استثناء يهتم بالشكل والمظهر والصورة بالدرجة الأولى لخدمة الأهداف التجارية. ويجب أن أوضح أن البرنامج الذي تقدمه المذيعة يلعب دوراً مهماً في استمراريتها على الشاشة، فمثلاً البرامج الترفيهية التي تعتمد على إمتاع المشاهد وتحقيق ربح تجاري كبير ربما تحتاج لمذيعات أصغر سناً وتجدد دائم، مما يجعل مذيعة البرامج الترفيهية في خطر إبعادها عن الشاشة مع تقدمها في العمر.

* في مقال بعنوان “مسحوق غسيل في يد “لجين عمران”، تحدث الكاتب فواز عزيز عن ظهور الإعلاميات في إعلانات لمساحيق الغسيل بغرض التسويق للمنتج، ووصفه بأنه يأتي في قالب مكرر ويعتمد على جمال الأنثى ويفتقد للإبداع. ما تعليقك؟

3

ما القالب الذي يتوقع الكاتب أن أظهر به في إعلان لمسحوق الغسيل؟ هل أتحدث عن مواضيع سياسية أو اجتماعية؟الإعلان في النهاية تجاري وهدفه الترويج للسلعة وهو يس للإعلامي الذي دوره هنا يشكل وسيلة لتوصيل علامة تجارية معروفة لأكبر قدر ممكن من الجمهور. وبشأن الإبداع، فأنا عرضت عليهم فكرة تصوير منتج مسحوق الغسيل في بيتي كي يكون الإعلان أكثر مصداقية لكن رفض طلبي إذ تم تحضير الفكرة من قبل الشركة المسؤولة عن الإعلان.

تم اختياري لتمثيل دول الخليج من خلال هذا الإعلان بناءً على دراسة واستفتاء نفذا على المنطقة وكانت النتيجة بأني الأكثر تأثيراً في المنطقة، مما سييسر عملية التأثير على الجمهور وإقناعهم بالمنتج. عرض عليّ في السابق المشاركة في إعلان لمشروب الطاقة لكني رفضت كوني ضد مشروبات الطاقة.

إن كان لاسمي حضور كبير فلماذا لا أستغله للتسويق في مقابل العرض المادي، ولن أنفي هنا أهميته بكل صراحة. الإعلام العربي لا يؤمن جانبه فلماذا لا نستغل نحن الإعلاميين وجودنا تحت الأضواء لتأمين مستقبلنا على قدر المستطاع! لن أدعي المثالية ولن أقول إن المردود المادي غير مهم بالنسبة.

* في مقابلة سابقة قلت إن انتقالك للعيش في دبي أحدث نقطة تحول مهمة في حياتك، لماذا وما الذي قدمته دبي لك وعجزت عنه السعودية أو البحرين؟

lojain

ـ دبي قدمت لي الاحترام والتقدير على جميع الأصعدة. عندما قدمت إلى دبي، شعرت بأنني من أهل البلد ولم أحس بفارق بيني وبين أي جنسية أخرى، المواطن الأحسن هو من يقدم الأفضل للمحيط أو البيئة التي يعيش بها. إضافة إلى ذلك، أكون على قائمة المدعوين عندما تكون هناك مناسبات رسمية في دولة الإمارات، ما يشعرني بأهميتي ومدى تأثيري في المجتمع. أما بالنسبة للرابط بين دبي وفرصة عملي في قناة الـ(إم بي سي) وسياسة السعودة، ففرصة عملي ليست مرتبطة بدبي كمدينة فلربما عملت في أي دولة بها فرع للـ(إم بي سي). ما أود قوله هو أن الأولوية دائماً هي للأفضل بغض النظر عن الجنسية حتى عند تطبيق نظام السعودة.

* هل أوقعتك عفويتك أمام الشاشة في مآزق؟

ربما في بعض الأحيان.. ولن أسميها مآزق وإنما إحراجات مضحكة، إيجابية وليست سلبية. أفضل أن أكون على طبيعتي كي أصل إلى الناس أكثر، فأنا لا أعرف أن أمثل وشخصيتي أمام الشاشة هي نفسها خلف الشاشة.

* ما رأيك بالطريقة التي تصور بها المرأة في الإعلام العربي وفي المجلات تحديداً؟ وكيف تصفينها؟

ـ التعميم لغة الجهلاء، لا أحب أن أعمم ولكن سأعبر عن دهشتي من سياسة بعض المجلات في الترويج للمرأة كجسد أو كجمال. ما يثير امتعاضي ودهشتي أكثر هو قبول البعض للظهور بهذه الصورة لأسباب أعتقد بأنها واضحة تتقاطع مع أهداف المجلة في التسويق والشهرة. في المقابل، هناك مجلات تحترم كيان المرأة وتختار بعناية الشخصيات التي تقدمها، وفي حال ظهرت تلك الشخصية بمظهر غير محتشم، تقوم المجلة باتخاذ اللازم لعدم خدش حياء القارئ. مهما كنت متحررة لكن تبقى هنالك حدود لا أسمح لنفسي بتجاوزها.. لكن حدود البعض قد تصل للسماء، وهذا لا أسميه حرية لأن الحرية ليست بالتعري وإنما حرية الفكر واتخاذ القرار.

* قلت في مقابلة سابقة إنك تطمحين لأن يكون لك برنامج أسبوعي خاص بك لتثبتي نفسك من خلاله، وكرغبة في التغيير بعد 6 سنوات من تقديم برنامج “صباح الخير يا عرب”. بعد تجربة “صباح الخير يا عرب” الناجحة، هل تحتاج لجين لبرنامج آخر لتثبت نفسها أم أنها رغبة في زيادة تسليط الأضواء عليها في برنامج تقدمه بمفردها؟ 

4

ـ إثبات النفس يمكن أن يكون في أي مكان إذا توفرت المساحة الكافية ولا أحتاج نجومية أكبر حيث إن شاشة إم بي سي تجعل من أي شخص يطل عليها نجماً ويبقى الدور على الإعلامي في المحافظة على النجاح والنجومية. أتمنى أن أنفرد بتقديم برنامج أسبوعي مباشر لأن البرنامج اليومي مستهلك ومتعب جداً على الصعيد الشخصي والعملي. البشرة والشعر يتأذيان مع العمر من المكياج والتعرض الدائم للإضاءة إلى جانب الضغط شبه اليومي الذي تعيشه في إعداد التقارير والمواضيع التي تتطلب السرعة والأسبقية. كمقدمة للبرنامج أشارك في الإعداد وأحضر أسئلة ضيوفي.. أقوم ببحث كامل عنهم بحيث تكون ثقافتي وأسلوبي ووجهة نظري حاضرة في البرنامج.

لا أتحمس للبرامج المسجلة لأني أشعر بأنها مزيفة “فأحب أن تطلع الطلقة مرة واحدة وخلاص”. البرنامج الأسبوعي سيعطيني متسعاً من الوقت للتحضير له وسيتيح لي فرصة التفكير في مشروعي الخاص خارج مجال الإعلام فمازلت أؤجل حتى الآن تنفيذ مشروعي الخاص.

* هل سنراك قريباً في برنامج خاص؟

ـ ليس قريباً، تنفيذ هذه الفكرة أمر صعب في الوقت الحالي. تحدثت مع الإدارة بشأن برنامج “صباح الخير يا عرب” لكن يبدو أنه من الصعب عليهم إطلاق سراحي كوني واجهة لهذا البرنامج بالإضافة إلى زميلي خالد الشاعر. اقترحت فكرة قيام شخص آخر بمشاركتي أنا وخالد تقديم البرنامج حتى يسهّل ذلك على المشاهدين تقبل فكرة خروجي من البرنامج. سابقاً، عمدت القناة إلى إشراك مذيعين آخرين في إم بي سي في تقديم البرنامج عندما كان يغيب أحدنا لظروف معينة إلا أن البرنامج في تلك الأثناء لم يحقق نسب مشاهدة عالية فتوقفت إم بي سي عن ذلك.

* قلت في السابق إن من سلبيات العمل الإعلامي أنه يقتحم خصوصية الأفراد وأن سقف الخصوصية فيه متدنٍّ، ماذا عما تنشرينه من صور تخص حياتك الشخصية واليومية على موقع انستقرام؟

5

  ما أنشره على مواقع التواصل وبالأخص الانستقرام لا يقتحم خصوصيتي كوني أنا من اختار ما يتم مشاركته مع المتابعين. ما قصدت أن أقوله عن اختراق الخصوصية هو أن العمل في المجال الإعلامي يجعلك تحت المجهر في حياتك الشخصية خارج إطار العمل. مثلاً، ما يقوم به بعض الأشخاص من تصويري عندما أكون في مطعم مع أسرتي وأصدقائي هو اقتحام لخصوصيتي ولخصوصيات من يرافقونني، الأمر الذي يزعجني بشكل كبير وخاصة عندما يفعلون بذلك من دون استئذان. يعتقد البعض أننا نصبح ملكهم كوننا نظهر على الشاشة، لكن المذيع ملك المشاهد عندما يكون على الشاشة فقط.

* كيف أثر عملك كسفيرة لمنظمة الإغاثة الإسلامية عبر العالم ومشاركتك في حملة “سوريون بلا عنوان” التي أطلقتها (إم بي سي الأمل) على أسلوب حياتك كلجين الإعلامية؟

ـ قبل أن أكون إعلامية فأنا إنسانة وتعييني كسفيرة لمنظمة الإغاثة الإسلامية هو تنصيب رسمي لا يعني بالضرورة أنه سيزيد من أعمالي الإنسانية أو ينقصها. لم يغير هذا اللقب من أسلوب حياتي فعندما أقوم بعمل إنساني فأنا لا أقوم به من منطلق أنني إعلامية أو سفيرة وإنما من منطلق أنني إنسانة من واجبها أن تقدم المساعدة بغض النظر عن حجمها. كانت لي زيارات وسفريات لخدمة قضايا إنسانية قبل أن أدخل الإعلام، وأستطيع أن أقول إن الأعمال التطوعية والإنسانية التي أنفذها تجعلني راضية عن نفسي وتشبع رغبة بداخلي في مساعدة الآخرين وإسعادهم وخدمة المجتمع.

* ما رأيك بظاهرة مشاركة الفنانات والمطربات بتقديم البرامج التلفزيونية؟

httpv://youtu.be/MwnzQEa8kcU

ـ لا أعرف إن صحت تسميتها بظاهرة أو لا، لكني لست ضد احتراف أي شخص لديه الأدوات اللازمة والإمكانات لمهنة الإعلام والعمل كمذيع ويعتمد هذا أيضاً على نوع البرنامج. ففي البرنامج الفني، سيكون الفنان أقدر مني على إجراء اللقاءات والتفاعل والتحاور مع نظيره الفنان. وفي هذا السياق، يجدر بي ألا أعمم، فالنجاح في التقديم يعتمد على الفنان ويستند إلى خبرته في المجال.

* هل يفقد أسلوب الحياة الفارهة الذي تشاركه لجين مع متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي من مصداقيتها كسفيرة لمنظمة الإغاثة الإسلامية ويخلق حاجزاً بينها وبين المتابعين؟

ـ ليس بالضرورة فالجمهور معرض لمشاهدة نمط الحياة الفارهة ورؤية الماركات العالمية في كل مكان سواء في الشارع أو المحلات التجارية أو التلفزيون أو مع ممثلين آخرين. لن أتصنع الزهد أو الفقر وأحمد الله على ما حققته “وأما بنعمة ربك فحدث”.. فأنا تعبت كثيراً للوصول إلى ما أنا عليه الآن. هنالك نقطة مهمة جداً ألا وهي القناعة، فهناك من يعيشون في قصور ويملكون ثروات طائلة جداً. وأرى أن الرضا والسعي هما ما يميزان شخصاً عن آخر وكما قلت سابقاً: أداوم على أعمالي الإنسانية والتي أعطيها حصة كبيرة من وقتي.

* يلحظ عدم نشاطك كمغردة على حساب تويتر إذ تكتفين بنشر صور من حسابك في الانستقرام وإعادة نشر بعض التغريدات. أين رأي لجين من القضايا السياسية والاجتماعية؟

ـ هناك ثلاثة مواضيع أعتبرها محرمة ويشوبها انقسام دائم في الآراء وهي السياسة والدين والرياضة، وإن أردت التعليق عليها فإنني أقوم بذلك بشكل غير مباشر على هذه الشبكات. في هذه المواضيع، لا يتقبل الآخر الرأي المخالف برحابة صدر لذا أفضل الابتعاد عنها تماماً كونها ستؤدي إلى انقسام المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بي. في المقابل وعبر منصة “صباح الخير يا عرب”، لدي صوت يصدح على الشاشة بحيث أعبر عن آرائي مباشرة وبالتالي لا أعطي فرصة لأحد كي يمسك على لجين شيئاً عبر هذه الشبكات. إذا دخلت في السياسة فسأصنع من نفسي لعبة، وأنا شخصياً لا أحب أن أكون لعبة في يد أحد. لم تسبب الآراء السياسية لبعض الفنانين والمشاهير إلا مشاكل و “وجع راس”.

* هل يمكن أن تترك لجين عمران الإعلام للتفرغ لخدمة القضايا الإنسانية؟

ـ في حال شعرت بأن وجودي في الإعلام سيعيق بالفعل خدمة قضية إنسانية معينة فسوف أترك الإعلام لكن طالما وجودي لا يؤثر على عملي الإنساني فلن أترك عملي الإعلامي.

خاص لـ ” الهتلان بوست”