أزمة انقطاع الكهرباء في غزة تقتل 3 أطفال حرقاً

أخبار

توفي ثلاثة أشقاء أطفال، إلى جانب إصابة والدتهم واثنين من أطفالها الآخرين بحروق خطرة، ليل الجمعة/السبت، جرّاء الحريق الذي اندلع في منزلهم في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة، في فاجعة جديدة نجمت عن إشعال شمعة للتغلب على الظلام الناتج عن أزمة الكهرباء المتفاقمة في قطاع غزة.

وقالت مصادر فلسطينية، إن الأطفال الثلاثة هم: يسرى (3 أعوام)، ورهف: (عامان)، وناصر محمد أبو هندي: (شهران)، وقد توفوا فوراً، ووصلوا إلى مستشفى الشفاء في غزة جثثاً متفحمة، بسبب حريق شب في المنزل المتواضع جرّاء استخدام شمعة في ظل انقطاع التيار الكهربائي.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمد الميدنة، إن الحريق نجم عن شمعة بالتزامن مع تسرب غاز طهي، وتسبب في أضرار كبيرة في المنزل.

وخيم الغضب والحزن على موكب تشييع جنازة الأطفال الثلاثة، وشيع المئات جثامين الأطفال، وردد المشيعون عبارات غاضبة تندد بأزمات قطاع غزة جرّاء النقص الحاد في الخدمات الأساسية، خاصة الوقود وانقطاع التيار الكهربائي.

وحملت حركة «حماس»، على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري، الاحتلال «الإسرائيلي» والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة التوافق رامي الحمد الله المسؤولية عن حرق أطفال عائلة أبو هندي.

وأكدت «حماس» أن الحياة في غزة لم تعد ممكنة في ظل الحصار والخنق والتواطؤ، وقالت: إنه «لم يعد هناك أي مجال للصبر والاحتمال أكثر من ذلك»، وجددت «حماس» دعوتها المجتمع الدولي، وكل الأطراف المعنية بالتحرك لوقف هذا الوضع المتردي.

واعتبرت «حماس» أن عباس والحمد الله، يتحملان المسؤولية في ظل حالة التمييز والتهميش، التي يمارسانها ضد أهل غزة وإصرارهما على فرض ضريبة البلو (ضريبة الوقود الخاص بمحطة توليد الكهرباء) رغم أنها مستردة من الاحتلال، وكذلك رفض تقديم طلب رسمي للاحتلال لربط غزة بخط كهربائي إضافي.

غير أن عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» جمال محيسن قال في تصريح صحفي، إنه ليس ل «فتح» أو للسلطة الفلسطينية أي دخل في هذا الموضوع، مشيراً إلى أن هذا الموقف من «حماس» هي دائماً في إطار التهرب من خلق أجواء إيجابية لإتمام المصالحة، وبقاء الوضع القائم في غزة. 

وأكد أن «الانقسام الفلسطيني هو الذي يؤدي إلى مشكلات وحوادث مختلفة، لأنه لم يعالج الملفات العالقة وأزمات غزة بشكل جذري»، وقال: «إصرار حماس على الانقسام هو الذي يقف وراء أزمة الكهرباء وما يترتب عليها من المآسي».

وأشار محيسن إلى أن «هناك حكومة توافق وطني أجمع عليها في لقاء الشاطئ، لكن لم تمارس عملها في قطاع غزة على أرض الواقع حتى اللحظة بسبب حماس التي تسيطر على الوضع هناك».

ويعتمد كثير من سكان غزة على الشموع أو مولدات الكهرباء الصغيرة التي تعمل بالبنزين لإنارة منازلهم في ظل انقطاع الكهرباء معظم ساعات اليوم.

ولقي أكثر من 30 فلسطينياً على الأقل أغلبهم من الأطفال حتفهم جرّاء حوادث حريق مماثلة بسبب أزمة انقطاع التيار الكهربائي خلال السنوات الخمس الأخيرة.

ويعاني سكان قطاع غزة البالغ عددهم نحو مليون و900 ألف نسمة، من أزمة عجز متواصلة في التيار الكهربائي تصل إلى أكثر من 60 في المئة، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر والبطالة جرّاء الحصار «الإسرائيلي» المفروض عليهم منذ أكثر من تسعة أعوام.

المصدر: الخليج