أكاديميون: لائحة التوجيه والسلوك قادرة على التصدّي لـ«التنمر»

أخبار

أكد أكاديميون وتربويون أن لائحة التوجيه والسلوك الطلابي حائط الصد الأول الذي يحمي الطلبة وأشاروا إلى ضرورة تعريف مصطلح «التنمر» لأولياء الأمور وتوضيح الفرق بينه والسلوكيات الخاطئة، وأن علاج التنمر المدرسي يكون بلوائح سلوك متضمنة الثواب والعقاب، لافتين إلى أهمية تعريف المصطلح لأولياء الأمور وتوضيح الفرق بينه والسلوكيات الخاطئة.

وقال صالح جذلان المزروعي، المدير الإقليمي لدائرة التعليم والمعرفة في منطقة الظفرة: إن علاج التنمر المدرسي يكون عن طريق وجود لوائح سلوك متضمنة الثواب والعقاب وتعيين عقوبات واضحة للمتنمرين كذلك تساعد الملتقيات الاجتماعية والدعم الأسري والمجتمعي وإعطاء الفرصة للتعبير عن النفس والمشكلات والتعريف بطرق مواجهتها ومهم جداً وجود حلول وتدخلات مهنية ومنهجية، مضيفاً أن التنمر هو عدوان يتم القيام به مراراً وتكراراً من قبل فرد أو مجموعة من الذين يتمتعون بقوة أكبر من الفرد المعتدى عليه لإثبات قوتهم وسيطرتهم وفي أحيان كثيرة يكون للمشاهدين السلبيين صفة المتنمرين، وهو كذلك مشكلة في العلاقة الاجتماعية تتميز بعدم الاحترام والاستهزاء واستخدام العنف بكافة أشكاله للنيل من الآخرين واثبات الوجود.

وأشار إلى أن التنمر له أنواع وأشكال يمكن تلخيصها في العنف الجسدي من خلال التدخلات الجسدية العنيفة والإخلال بالممتلكات والعنف اللفظي باستخدام الألفاظ الجارحة والخادشة للحياء والتقليل من شأن الآخرين والعنف الاجتماعي بنشر الشائعات المؤذية والعمل على تخريب علاقات الآخرين والتعبير السلبي باستخدام الحواس ولغة الجسد وكذلك العنف الإلكتروني باستخدام الهواتف المتحركة والكمبيوترات لإيذاء الآخرين والتشهير بهم وإهانتهم واستخدام الرسائل النصية ومواقع الشبكات الاجتماعية والصور والفيديوهات من خلال نشر المواد المحرجة وغير اللائقة.

وأضاف أن ظاهرة التنمر تكون لها تأثيرات شائعة على الضحايا مثل الآثار المادية كالأمراض النفسية والجسدية بسبب البلطجة.

سلوك عدواني

ورأى الدكتور سيف المحروقي من جامعة الإمارات أن مشكلة التنمر من القضايا التي تؤرق المجتمعات بكافة أطيافها وغدا التصدي لها أمراً حتمياً لما لها من عواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، موضحاً مفهوم التنمر باعتباره سلوكاً عدوانياً قد يمارسه فرد أو مجموعة أفراد نحو فرد أو مجموعة أفراد بغية الإيذاء والإساءة، وقد يكون التنمر ناتج عن شعور طرف بضعف الطرف الآخر أو اعتبار الآخر نِداً له وهنا تبدأ عملية الإيذاء، وقال: إن الحد من هذه المشكلة يبدأ عند الوقوف على بعض أسبابها والتي هي في الغالب ناتجة عن وجود ثغرة سلوكية قد يكون مردها المنزل أو البيئة المحيطة بالشخص، وقد تكون هناك عوامل غير مباشرة للتنمر من مثل مشاهدة أفلام العنف أو تعرض الشخص لموقف قاس ساهم في تشكيل سلوكه العدواني، وعد الدكتور المنزل بأنه المكان الأمثل لعلاج هذه المشكلة من خلال التنشئة الصالحة واتباع أسلوب القدوة الحسنة، وللمدرسة دور لا يقل أهمية عن المنزل في محاربة ومنع هذه المشكلة وذلك من خلال نشر مفاهيم التسامح والحوار بين جميع الطلبة.

بيئة مسالمة

بدوره، قال يعقوب الحمادي المرشد الأكاديمي في وزارة التربية والتعليم: إن الممارسات العنيفة تتكرر أمام أعينهم كمربين وتربويين بين الطلاب المتنمرين، حيث يرددون عبارات التهديد بالضرب فتسمع الطالب المتنمر هو يردد «بكسرك أو بصفعك» كلها عبارات تهديديه وسلوكيات عنيفة تشفي غيضه المتكرر ويعدها بطولة تمكنه من إثبات نفسه أمام أقرانه، والخطير في مسألة التنمر هو إحساس المتنمر بالفرح وهو يؤذي ضحيته، وأوضح الحمادي أن التنمر يبدأ من المنزل وما يشاهده الابن من برامج، فيتنمر أولاً على إخوته بالمنزل وبعدها تتسع الدائرة إلى الأصدقاء وخصوصاً الطلاب لأنه يختلط بهم دائماً بالمدارس وداخل الحافلات، لافتاً إلى أن المتنمر لا يوجد لديه أصدقاء بل يملك العديد من الأعداء وحياته قائمة على صراع الصافع والمصفوع.

توضيح

من جانبه، أوضح خليل أبو ضاهر مدير قسم البنين في مدرسة الاتحاد الخاصة، إنه يجب توضيح مفهوم التنمر لدى أولياء الأمور بشكل صحيح، حتى يمكن معالجة هذه المسألة بشكل علمي يضمن نتائج إيجابية للمجتمع التعليمي الإماراتي، مؤكداً أن هناك فرقاً كبيراً بين السلوكيات الخاطئة التي تتم من قبل بعض الطلبة ويمكن التعامل معها بشكل تربوي من خلال المتخصصين الاجتماعيين وإدارة المدرسة، وبين تعمد تكرار هذه السلوكيات والإصرار على فعلها، وهو ما يستوجب التوقف عنده كثيراً، ضماناً لمصلحة الطالب وتقويم سلوكياته وعدم العودة إليها مرة أخرى، فضلاً عن احتوائه بكافة السبل، خاصة إذا كان هناك حاجة ماسة لذلك، وأن عدم متابعة أو التدخل لمحاصرة هذه السلوكيات من شأنها الإضرار بمختلف الأطراف سواء الأسرة والطالب والمدرسة.

وأضاف أن لائحة التوجيه والسلوك الطلابي التي تعتمدها المدرسة من قبل لجنة تربوية متخصصة، تعتبر حائط الصد الأول الذي يحمي الطلبة عند ارتكاب أي سلوكيات خاطئة، وأن اللائحة من شأنها منع تطور أي سلوكيات سلبية وتطورها حتى تصبح «تنمراً»، مشيراً إلى أن هذه اللائحة تتوازى بنودها مع ما تم اعتماده من قبل هيئة المعرفة بدبي، فيما يمكن لكل مدرسة إضافة ما تراه مناسباً بحسب سياستها الإدارية.

وتابع أنه في حال اعتداء الطالب بدنياً على أحد زملائه في المدرسة، أو الابتزاز أو التهديد أو التعدي على الزملاء بالقول أو الفعل، أو تعمد الإساءة للزملاء أو العاملين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤثر سلباً على البيئة المدرسية، يتم اتخاذ إجراءات تشمل توجيه إنذار خطي أول وتأخير بعد الدوام ثلاثة أيام وخصم 5 درجات من السلوك واعتذار للطالب، في حال حدوثها للمرة الأولى، وفي المرة الثانية يكون هناك إنذار خطي ثان وفصل جزئي لمدة يوم واحد وخصم 10 درجات من السلوك واعتذار للطالب، وإذا بلغت 3 مرات يكون هناك إنذار خطي ثالث وفصل مؤقت لمدة 3 أيام وتكون درجة الطالب صفراً في أي امتحان خلال أيام الفصل الثلاثة مع إخطار خطي بعدم إعادة تسجيل الطالب للعام الدراسي القادم وخصم 15 درجة من السلوك واعتذار للطالب وتعهد من ولي الأمر، وفي المرة الرابعة يكون هناك فصل نهائي بقرار من اللجنة التربوية.

أداب عامة

وقال: إن هناك إجراءات يتم تطبيقها كذلك في حال قيام الطالب بإتيان ما من شأنه مخالفة الآداب العامة، أو النظام العام بالمدرسة، وقيم وعادات المجتمع كالتشبه بالجنس الآخر في الملبس والمظهر والمشي وقصات الشعر واستخدام مساحيق التجميل أو إسدال الشعر، حيث أنه إذا كان التصرف للمرة الأولى يتم توجيه إنذار خطي أول وفصل مؤقت لمدة ثلاثة أيام تكون درجة الطالب صفراً في أي امتحان خلال أيام الفصل الثلاثة وتعهد من ولي الأمر وتعديل الطالب لشكله وسلوكه وخصم 10 درجات من السلوك، وإذا تكرر فيكون هناك إنذار نهائي وفصل مؤقت لمدة أسبوع تكون درجة الطالب صفراً في أي امتحان خلال أسبوع الفصل وتعهد ثان من ولي الأمر وخصم 20 درجة من السلوك مع إخطار خطي بعدم إعادة تسجيل الطالب للعام القادم وتعديل الطالب لشكله وسلوكه، أما إذا تكرر التصرف للمرة الثالثة فيكون هناك فصل نهائي من المدرسة بقرار من اللجنة التربوية.

انعكاسات

كما أوضح فيصل محمود آل علي اختصاصي اجتماعي أن التنمر ظاهرة منتشرة في المدارس والجامعات والأحياء السكنية ولها تأثير وانعكاسات على الشخص الذي يتعرض للتنمر، مشدداً على ضرورة عدم المبالغة في حماية الطفل وردة الفعل فذلك يجعل منه معتمداً على الغير في الدفاع عن نفسه ولا تتكون لدية خبرة في الدفاع عن نفسه، مطالباً بمنح الطفل نوعاً من الاستقلالية والمراقبة وتعزيز شعوره بالأمان وثقته في نفسه وتنمية شخصيته فذلك يساعد الطفل في التحدث عما قد يتعرض له و الاستماع إليه دون الضغط عليه.

المصدر: البيان