أمريكا: إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم

أخبار

شدّدت الولايات المتحدة خلال مؤتمر ميونخ للأمن على ضرورة انسحاب الأوروبيين من الاتفاق النووي مع طهران، مشدّدة على أنّ إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، وفيما دعت برلين إلى بذل جهود تحدٍ من التسلّح، محذّرة من عواقب الانسحاب الأمريكي من سوريا، طالبت روسيا الاتحاد الأوروبي بتغيير جذري لسياساته نحوها، مشيرة إلى أنّ البيت الأوروبي بأكمله يحتاج الترميم.

ودعا نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، الحلفاء الأوروبيين إلى التوقّف عن عرقلة العقوبات الأمريكية على إيران، والانسحاب من الاتفاق النووي، مشدداً على أنّ إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم.

وقال بنس أمام مؤتمر ميونيخ: «حان الوقت لأن يوقِف حلفاؤنا الأوروبيون عرقلتهم العقوبات الأمريكية على إيران وأن ينسحبوا من الاتفاق النووي، إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، عبر دعم حلفائها في الشرق الأوسط وتخطيطها لهجمات في دول أوروبية، لن نقف ساكتين بينما حلفاؤنا يشترون أسلحة من خصومنا». وناشد بنس حلفاء بلاده لإسهام أكبر في حلف شمال الأطلسي «الناتو».

وأكّد بنس أنّ الولايات المتحدة ستواصل ملاحقة فلول تنظيم داعش، على الرغم من قرب انسحاب قواتها من سوريا. وقال بنس إنّ الولايات المتحدة تحتفظ بوجود قوي في المنطقة وستواصل ملاحقة فلول داعش في كل مكان.

زيادة نفقات

وحضّ بنس شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي على زيادة نفقاتهم الدفاعية، وأشار إلى أن الوقت الراهن يشهد تضاعف دول الناتو التي خصصت 2% من إجمالي ناتجها المحلي لأغراض الدفاع، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يعد نتيجة مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي رفع نفقات الدفاع الأمريكية بشكل كبير، والذي يعوّل على القوتين العسكرية والاقتصادية.

وأضاف بنس: «أمريكا اليوم أقوى من أي وقت مضى، كما أنها تقود العالم بشكل أكبر».

ووجه بنس شكر بلاده إلى كل الشركاء الأوروبيين الذين اتخذوا موقفاً معارضاً لمشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2».

كما دعا بنس الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بخوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة لفنزويلا. وقال بنس: «علينا جميعاً أن نقف مع الشعب الفنزويلي حتى استعادة الحرية والديمقراطية، لذا نحضّ اليوم الاتحاد الأوروبي على الوقوف إلى جانب الحرية والاعتراف بخوان غوايدو رئيساً شرعياً وحيداً لفنزويلا».

تطويق تسلّح

بدورها، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، إلى جهود للحدّ من التسلّح، تشمل الروس والأمريكيين والأوروبيين والصينيين. وقالت ميركل في مؤتمر الأمن في ميونخ: «الحد من التسلّح أمر يعنينا جميعاً، وسيسرنا ألا تقتصر المفاوضات بشأنه على الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، بل أن تشمل الصين أيضاً». وحذّرت ميركل من أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا يمكن أن يعزّز نفوذ روسيا وإيران. وأضافت: «هل هي فكرة جيدة للأمريكيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟».

ودافعت ميركل عن الاتفاق النووي مع إيران في وجه الانتقادات الأمريكية، قائلة: «صحيح أننا متفقون مع الأمريكان على هدف وضع إيران تحت ضغط، لكنْ هناك خلاف في وسائل التنفيذ».

تحذير

كما حذّرت ميركل الشركاء الغربيين في «الناتو» من قطع كل العلاقات مع روسيا، مشيرة إلى أنّ شأن هذه الخطوة ترك التعاون مع روسيا للصين بالكامل. ودافعت ميركل عن مشروع «نورد ستريم2» المثير للجدل الذي تتشارك فيه روسيا وألمانيا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر بحر البلطيق.

إنقاذ معاهدة

وناشدت ميركل الصين إلى المشاركة في محاولات إنقاذ معاهدة القوات النووية المتوسطة، مشيرة إلى أنّها تعلم أنّ هناك الكثير من التحفظات على الموضوع من جانب الصين، إلّا أنّ نزع السلاح النووي قضية تشغل الجميع، على حدّ قولها. وأبانت ميركل أنّه عقب انتهاكات للمعاهدة من جانب روسيا على مدار سنوات طويلة، صار انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة أمراً لا مفر منه.

عواقب انسحاب

ودقّت المستشارة الألمانية نواقيس الخطر من عواقب انسحاب سريع من أفغانستان. وأكّدت خلال مؤتمر ميونخ الدولي للأمن أنّه تم إجراء محاولات إقناع كبيرة في ألمانيا لتوضيح أنه يُجرى الدفاع عن أمن البلاد في أفغانستان أيضاً. وأردفت: «لا نرغب في مشاهدة أننا نضطر في يوم ما للمغادرة، لأنه توجد هناك هياكل متشابكة للغاية»، مشيرة إلى تحذيرات سابقة من بلادها بأن مشاركة القوات الألمانية في أفغانستان متوقفة على الإمكانات العسكرية التي تتيحها الولايات المتحدة لمهمة الدعم الحازم التي يقودها «الناتو». كما حذّرت ميركل من انهيار الهياكل السياسية الدولية.

دعوات ترميم

من جهته، دعا وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاتحاد الأوروبي إلى تغيير سياسته على نحو جذري تجاه موسكو. وقال لافروف أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن: «البيت الأوروبي بأكمله بحاجة إلى ترميم عام». وذكر لافروف أن الاتحاد الأوروبي يدع نفسه يندفع نحو تناحر لا جدوى منه مع روسيا، مؤكداً أن تشكيل مجال مشترك يمتد من البرتغال حتى فلاديفوستوك سيفيد الجميع. وطالب لافروف بمجتمع أمني للمنطقة الأوروآسيوية بأكملها، يكون نموذجاً مقابلاً لحلف شمال الأطلسي «الناتو».

التزام

في السياق، أعربت الصين عن التزامها الواضح بنظام دولي يقوم على التعاون الدولي، أو ما يعرف بالتعددية. وفي كلمة أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، قال يانج جيتشي، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للصين: «ندعم هذا النهج، وندعم السلام والتنمية والتعاون المفيد للجميع». وأعرب جيتشي عن رفضه التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فكل دولة لها أن تختار تطورها بنفسها ويجب احترام ذلك.

المصدر: البيان