أوائل الدولة: نسير على خُطى «قادة الخير» لإسعاد المجتمع

أخبار

أعرب عدد من المكرّمين ضمن أوائل الإمارات 2017، عن اعتزازهم وافتخارهم بالتكريم، الذي اعتبروه تجسيداً لحالة التفوق والتقدم التي تعيشها الدولة، في ظل قيادة تهتم بالريادة، وتسعى إلى نشرها بين أبناء الوطن في مختلف المجالات، متعهدين بمواصلة طريقهم على خُطى قيادة الدولة، الذين وصفوهم بـ«قادة الخير»، من خلال بذل مزيد من الجهود والعطاء لخدمة أبناء الدولة والمقيمين فيها وإسعاد المجتمع.

أول جمعية معنيّة بمرضى متلازمة داون

أبدت مؤسسة أول جمعية معنيّة بمرضى متلازمة داون، سونيا الهاشمي، سعادتها البالغة بتكريمها ضمن أوائل الإمارات، الذي اعتبرته بمثابة نقطة انطلاق ثانية لعملها في المجال الإنساني.

وتحدثت الهاشمي عن رحلة تأسيسها الجمعية، قائلة: «حين علمت بأن ابني مصاب بمتلازمة داون، انتابتني حالة اكتئاب وانعزلت عن العالم، وخلال هذه الفترة فكرت كثيراً بما يجب أن أفعله، ولم يكن أمامي سوى التحدي ومساعدة ابني لكي يحقق آماله في الحياة، فقررت الانضمام لمجموعات المساندة المعنيّة بالتعامل مع مرضى متلازمة داون، لاكتساب خبرات في التعامل مع ابني وغيره من المصابين بهذا المرض، وهو ما حدث بالفعل، إذ تمكنت من مساعدة ابني ورعايته، حتى أصبح بطلاً رياضياً في السباحة».

وأضافت: «نجاحي مع ابني دفعني لفكرة العمل التطوّعي، الذي بدأته عام 2005، وتفرغت له تماماً حتى إنني تركت عملي من أجل تأسيس جمعية الإمارات لمتلازمة داون، التي أسهمت وغيرها من الجمعيات الإنسانية المتخصصة، في إحداث تغيير كبير في نظرة المجتمع لهذه الفئة من المرضى، الذين يتمتعون بالذكاء والقدرة على العطاء».

أول مركز لتأهيل الأطفال المصابين بالصم

«مصادفة لم أحلم بها».. هكذا وصفت بدور سعيد الرقباني، أول إماراتية تؤسس مركزاً تخصصياً لتعليم وتأهيل الأطفال المصابين بالصم، وتم تكريمها من قبل صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن أوائل الإمارات هذا العام، بجانب والدها سعيد الرقباني، الذي تم تكريمه أيضاً، ولكن في فئة مختلفة عن ابنته، وإن كان الدافع الإنساني والخدمي عاملاً مشتركاً.

وقالت بدور: «تم تكريمي في مجال العمل الإنساني وخدمة أصحاب الهمم، إذ إنني عضو في مجلس أصحاب الهمم، ومدير عام مركز (كلماتي)، الذي يعدّ أول مركز متخصص في مساعدة الصم».

وأضافت: «بدأت الاهتمام بخدمة أصحاب الهمم بعد أن أنجبت ابنتي (نور)، التي تعاني إعاقة سمعية، جعلتنا نواجه تحديات كثيرة في التعامل معها وتلبية مطالبها، إلى أن استطعت تجاوز كل المشكلات، وتعلمت لغة الإشارة، وبما أني عانيت كثيراً قررت أن أعمل على تخفيف معاناة مثيلاتي من الأمهات، فقررت إنشاء مركز (كلماتي)».

التواصل الاجتماعي في خدمة الحالات الإنسانية

قال الإعلامي منذر المزكي، الذي كرّم كأول إماراتي يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة الحالات الإنسانية المحتاجة للمساعدة: «بدأت العمل في المجال الخدمي، منذ أربع سنوات، معتمداً على مواقع التواصل الاجتماعي التي سخرتها لخدمة من يحتاج إلى المساعدة، ومن خلال تلك المواقع تمكّنا من مساعدة عدد كبير جداً من الحالات بالتنسيق مع المستشفيات».

وأضاف المزكي: «فكرتي تقوم على توفير المساعدات المالية والطبية والعينية للمحتاجين، لكن من دون أن أتقاضى أي أموال لذلك، إذ أقوم بتوجيه المتبرعين إلى التعامل المباشر مع المستشفيات».

من جانبها، قالت بدرية الجابر، معلمة في مركز دبي لأصحاب الهمم، وأول إماراتية تعمل كمعلمة للصم ورئيسة الرياضة النسائية للصم، إنها «بدأت عملها منذ 27 سنة، وإنها قررت ألا تستسلم للشعور السلبي، ما جعلها حريصة على تطوير نفسها، وهو ما نفذته بالفعل، من خلال البدء بتعلم لغة الإشارة، والالتحاق بالدورات المتخصصة التي مكنتها تدريجياً من بناء قاعدة لغوية ثرية، استطاعت من خلالها التواصل بشكل إيجابي مع محيطها، لتتعلم وتمضي في حياتها دون مساعدة من أحد».

تكريم أسرة كاملة

شهد حفل تكريم أوائل الإمارات هذا العام، حدثاً ملفتاً، تمثل في تكريم أسرة كاملة تخطى عدد أفرادها 20 من النساء والرجال والأطفال، باعتبارها أول أسرة كاملة تعمل في مجال العمل الخيري والتطوّعي لخدمة المجتمع، عبر مشروع «الرفقة الطيبة».

وقالت صاحبة الفكرة ومؤسسة المشروع الخدمي الأسري، فوزية الجنيبي: «تكريمي وأفراد أسرتي كباراً وصغاراً، ضمن أوائل الإمارات، يعدّ تشريفاً وتكليفاً لنا جميعاً في الوقت نفسه، خصوصاً أنه يأتي من أولي الأمر».

وتحدثت الجنيبي عن مشروع «الرفقة الطيبة» قائلة: «هو مشروع خيري غير ربحي، يعتمد على إسهامات الأسرة، وبعض الأصدقاء، بالفائض من الملابس المستخدمة والأحذية والحقائب، وكل مستلزمات المنزل»، لافتة إلى أنها «بدأت مشروعها بالتعاون مع الوالدين والإخوة والأخوات والأبناء، ثم توسعت بنشر الفكرة بين الأقارب والأصدقاء والجيران».

وأضافت: «بدأت مشروعي منذ 20 عاماً ومازلنا مستمرين وسنظل إن شاء الله نعمل بالجهد الذاتي»، مشيرة إلى أن «المشروع يتضمن العديد من المبادرات، مثل مبادرة (سلة رمضان)، وأخرى تحمل اسم (حقائبنا متشابهة)».

وتابعت: «رغم أن المشروع بدأ أسرياً، فإننا توسعنا بالتعاون مع مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية، وتمكنا، أخيراً، من توصيل بعض المساعدات إلى الأخوة من اللاجئين العرب في بعض الدول».

المصدر: الإمارات اليوم