أوباما.. والمستشارتان اللدودتان

أخبار

في مطلع السنة، ومع بداية الرئاسة الثانية للرئيس باراك أوباما، وقرار هيلاري كلينتون بألا تستمر وزيرة للخارجية، قرر أوباما اختيار صديقته سوزان رايس، سفيرة بلاده لدى الأمم المتحدة، وزيرة للخارجية. لكن، قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس شنوا هجوما عنيفا عليها، واستغلوا تصريحات سابقة لها لإثبات قصور رؤيتها حول القضايا المهمة في البلاد منها بأن الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي لم يكن بسبب تقصيرات أمنية، ولم يكن هجوما إرهابيا متعمدا، وفضل هؤلاء زميلهم السيناتور الديمقراطي جو بايدن وزيرا للخارجية.

وراء الكواليس، في ذلك الوقت، شهد البيت الأبيض «حربا» بين مؤيدي رايس ومعارضيها. وقالت غيل سميث، مستشارة أوباما في مجلس الأمن القومي، وتدعم رايس: «يقولون إن سوزان مسؤولة عن كل شيء. هل هي مسؤولة عن انخفاض درجة الحرارة اليوم؟».

لكن سميث واحدة من القلائل من مؤيدي رايس. أولا، لم تتدخل هيلاري كلينتون لتدافع عن رايس وأهليتها لوزارة الخارجية، ولم يكن سرا أن هيلاري لا ترتاح لها، وأن سنوات هيلاري الأربع في الخارجية شهدت مشكلات مع سوزان، السفيرة لدى الأمم المتحدة.

وعندما سحبت سوزان اسمها كمرشحة لوزارة الخارجية، لم تقل هيلاري إنها حزينة، أو أصيبت بخيبة أمل، ويبدو أنها مثل غيرها من معارضي سوزان في إدارة أوباما، وكما قالت مجلة «ويكلي ستاندراد»، إن هيلاري كلينتون «تنفست الصعداء» لأن رايس لن تصبح وزيرة للخارجية.

وكما قال مسؤول آخر في البيت الأبيض للمجلة: «لم يؤيدها أحد لتستمر في محاولة أن تكون وزيرة للخارجية».

وبالتأكيد لم تؤيدها منافستها سمانثا باور التي كانت تشغل منصب مستشارة الرئيس أوباما للشؤون الإنسانية، والود المفقود بين رايس وباور ليس مجرد إشاعات.

ففي كتابها عن مذبحة رواندا، سنة 1994، انتقدت رايس باور لأنها رفضت أن تسمي المذبحة «مذبحة». لكن، كان، ولا يزال واضحا، أن ما بينهما ليس فقط اختلاف في الرأي، ولكن، أيضا، عدم ارتياح شخصي.

لهذا، وفي مطلع هذه السنة، عندما كان أوباما يميل لتكليف رايس حقيبة الخارجية، لم تكن باور من المتحمسين، ولهذا، عندما قرر أوباما أن يختار رايس مستشارة له للأمن القومي، حاول إرضاء المرأتين، ومنع وجودهما في مكان واحد: رايس في البيت الأبيض، وباور في نيويورك.

وعلقت مجلة «ويكلي ستاندراد» قائلة: «إذا كان ريتشارد هولبروك حيا، لم يكن سيعارضها فقط، بل كان، أيضا، سيريد أن يكون هو وزيرا للخارجية». هذه إشارة إلى مشكلات صارت علنية بين رايس وهولبروك، الذي كان سفيرا في الأمم المتحدة، ثم مبعوثا خاصا في باكستان وأفغانستان. ومرة تبادلا شتائم، واتهمت رايس هولبروك بأنه يسيء إليها لأنها سوداء.

ويقال إن جزءا من المشكلات بين رايس وباور هو اعتقاد رايس أن باور تقلل من قيمتها لأنها سوداء.

* سوزان رايس

* في سنة 1964، ولدت سوزان رايس في واشنطن في عائلة سوداء شبه أرستقراطية: كان والدها أستاذا في جامعة كورنيل (ولاية نيويورك). ثم أول مدير أسود للبنك المركزي، وكانت والدتها خبيرة سياسية، ولا تزال خبيرة في معهد «بروكنغز» في واشنطن. وهاجر جدودها من جمايكا (البحر الكاريبي). ويقال إن لها صلة بأسلاف كولن باول، وزير الخارجية الأسبق، الذي هاجر والداه من جمايكا أيضا.

ووفر لها والداها أحسن فرص التعليم: مدرسة خاصة، ثم مدرسة تابعة للكاتدرائية الوطنية في واشنطن. ونالت منحة دراسية وذهبت إلى جامعة ستانفورد (ولاية كاليفورنيا)، وسكنت في داخلية خاصة مرموقة. ثم نالت منحة دراسية في جامعة أكسفورد، حيث حصلت على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية. وكانت أطروحتها عن آخر سنوات الاستعمار البريطاني لزيمبابوي (كانت تسمى روديسيا الجنوبية).

وكانت رايس فخورة بلونها الأسود، وبخلفيتها الأفريقية والكاريبية، وبأنها أنجزت ما أنجزت ليس بسبب مساعدات حكومية لأنها سوداء، ولكن بسبب ذكائها وجهودها. وعندما توفي والدها في 2011، قالت إنها تعلمت منه ألا تتعقد نفسيا بسبب لونها، وإنه قال لها: «عرقلت التفرقة العنصرية إنجازاتي. وعانيت عقودا حتى تخلصت من العقدة النفسية بسبب لوني»، ونصحها قائلا: «تخلصي من عقدة اللون النفسية».

وتقول رايس إن أنشطتها في اتحاد الطلبة ساعدتها في هذا الموضوع، وكانت ترشحت وفازت في مناصب طلابية كثيرة، وقبل أن تسافر إلى جامعة أكسفورد، تطوعت للعمل في حملة مايكل دوكاكيس، مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية سنة 1988 (فاز فيها جورج بوش الأب). وبعد أكسفورد عملت مستشارة في حملة الرئيس بيل كلينتون، مرشح الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية سنة 1992 (فاز على بوش الأب).

وبعد فوز كلينتون، عينها مستشارة في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض. وبعد أن فاز للمرة الثانية سنة 1996، عينها مساعدة لوزيرة الخارجية، مادلين أولبرايت، للشؤون الأفريقية.

وفي وقت لاحق، اعترفت بأنها قصرت عندما وقعت مذبحة رواندا سنة 1994. ولم تتدخل الولايات المتحدة لوقفة الإبادة الجماعية هناك. وقالت رايس آنذاك: «إذا قلنا إنها مذبحة، يجب أن نتدخل».

بعد ذلك بعشر سنوات، عندما كانت خبيرة في معهد «بروكنغز»، واشتعلت الحرب في دارفور، في السودان، وصفتها بأنها «مذبحة»، ودعت للتدخل العسكري الأميركي. وقالت، إشارة إلى مذبحة رواندا: «أقسمت أنني إذا واجهت كارثة إنسانية، أدعو للتدخل المباشر والكامل، حتى إذا حطم ذلك مستقبلي».

ومثلما اعترفت رايس بأنها أخطأت في رواندا، اعترفت بأنها أخطأت في السودان. وذلك بعد اتهامات لها بأنها نصحت الرئيس كلينتون ألا يتعاون مع الحكومة العسكرية الإسلامية بقيادة الرئيس عمر البشير في الحصول على معلومات عن زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن. وكان بن لادن يعيش في السودان في ذلك الوقت (قبل أن يهاجر إلى أفغانستان).

وكتب ديفيد روس في مجلة «فانيتي فير» أن عداء رايس للحكومة العسكرية الإسلامية في السودان شديد إلى درجة أنها ترفض التعاون معها حتى في مجالات تفيد الولايات المتحدة.

وبعد أن فاز أوباما في الانتخابات الرئاسية في المرة الأولى سنة 2008، عينت سفيرة لدى الأمم المتحدة، وصارت هذه فرصة ذهبية لها ضد حكومة البشير.

لكن لم يكن عداء حكومة البشير سببا في تعيينها. وذلك لأن أوباما لم ينس أن رايس كانت من أوائل خبراء الحزب الديمقراطي الذين أيدوه ضد السيناتورة هيلاري كلينتون التي ترشحت ضده للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة سنة 2008.

وكان من أكثر الخبراء المؤيدين له انتقادا للسيناتور جون ماكين، مرشح الحزب الجمهوري في تلك الانتخابات، ولهذا، عندما فاز أوباما، كافأها بأن عينها سفيرة في الأمم المتحدة.

والعلاقة المتينة بين أوباما ورايس، ليس فقط بسبب تأييدها له منذ البداية، وليس فقط بسبب لونهما الأسود، ولكن أيضا، بسبب العداء الذي يكنه لهما قيادات من السود يصنفون أوباما ورايس ضمن «الاندماجيين»، أي السود الذين يعتقدون أن البيض لا يفرقون ضدهم، ولا يتعالون عليهم.

وفي سنة 1997، عندما اختار كلينتون رايس مساعدة لوزيرة الخارجية، انتقد ذلك قادة سود في الكونغرس، ووصفوا رايس بأنها «اندماجية». وفي ذلك الوقت، كتبت مجلة «التعليم العالي للسود» أن رايس تحظي بتأييد البيض لأنها «لا تعتبر نفسها سوداء أصلية».

وكان أوباما نفسه واجه هذه الاتهامات من السود، عندما ترشح لرئاسة الجمهورية أول مرة سنة 2008، وقاد الحملة ضده القس الأسود جيسي جاكسون الذي وصف أوباما في ذلك الوقت بأنه يتعالي على السود لأن والدته بيضاء.

لكن ليست كل المشكلات التي واجهتها وما زالت تواجهها رايس، بسبب لونها، أو خلفيتها. فليس سرا أنها مناكفة من الدرجة الأولى. ويقول بعض منتقديها إن هذه المناكفة لها صلة بلونها، ويستعملون عادة عبارة «السوداء الغاضبة»، وهي، مثل «أنغري بلاك» (الأسود الغاضب)، وصف وسط البيض عن السود الذين ينتقدونهم.

حتى خلال الحملة الانتخابية سنة 2008، وقبل فوز أوباما، اشتكى آخرون منها. ويعتقد أن هذا كان من أسباب اختيار أوباما لها سفيرة في الأمم المتحدة (بعيدة في نيويورك)، بعد أن كانت تخطط لأن تصبح مستشارة أوباما للأمن القومي. واختار أوباما الجنرال جيمس جونز وهو عسكري معتدل وودود للمنصب.

تحاشي مستشارو أوباما في البيت الأبيض مناكفات رايس، بعد أن رحلت إلى نيويورك، لكن، عانى منها الذين يعملون معها في وزارة الخارجية. بداية هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية التي لم تشتهر بحبها لها خلال أربع سنوات في الوزارة. وهناك ريتشارد هولبروك، مبعوث الخارجية الأميركية إلى باكستان وأفغانستان. وكان اشتكى كثيرا منها، وبدورها اتهمته بأنه يحاول الاستيلاء على منصبها، سفيرا لدى الأمم المتحدة.

وكتبت مجلة «نيوريبابليك»: «يقال إن رايس تعاني من عقدة شخصية، وتحب أن تأمر وتنهي، ولا تعرف الحديث بصوت هادئ، وتتصرف مثل مديرة مدرسة، ولها كوع قوي (تناكف كلاما وفعلا)».

وبعد أن عينها أوباما مستشاره له للأمن القومي في البيت الأبيض، كتبت صحيفة «واشنطن بوست»: «وجدت رايس فرصتها»، وأشارت إلى نقطتين:

أولا: ستحول السياسة الخارجية الأميركية نحو التشدد، رغم أنها تدعو إلى سياسة سلمية. وستدعم «تدخلات» أميركية دبلوماسية، إن لم تكن عسكرية.

ثانيا: ظلت دائما تريد أن تكون قريبة من الرئيس أوباما، ليس فقط لتؤثر عليه، ولكن لأنها ترتاح له.

ويمكن تلخيص سياسة رايس، وهي الآن في البيت الأبيض بعبارة كتبتها سنة 2007 إلى أوباما عندما استدعاها إلى مكتبه في الكونغرس، وقال لها إنه يريد أن يترشح لرئاسة الجمهورية سنة 2008، وطلب منها أن تكتب ملخصا للسياسة الخارجية التي تقترحها، فكتبت: «رأي باراك أوباما صحيح. وفلسفة الدبلوماسية الأميركية الحالية خطأ. نريد عهدا جديدا من الدبلوماسية الأميركية لمواجهة القرن الحادي والعشرين، ويكون كالآتي: أولا: مبدئي، ثانيا: مصمم، ثالثا: مستمر».

وأخيرا، تساءلت صحيفة «واشنطن بوست»، عما إذا كانت رايس ستتعاون مع بقية المستشارين في البيت الأبيض. وغريمتها سمانثا باور لن تكون في البيت الأبيض، بل في نيويورك، لكن مع ذلك ستكون رايس رئيستها.

* سمانثا باور

* ولدت سمانثا باور في دبلن، في آيرلندا الشمالية عام 1970، وعاشت هناك حتى هاجرت عائلتها إلى أميركا، وكان عمر سمانثا تسع سنوات. وفي أتلانتا (ولاية جورجيا) درست في مدرسة «ليك سايد» الثانوية، ثم التحقت بجامعة ييل (ولاية كونتيكات).

ثم صارت صحافية، مع مجموعة من الصحف والمجلات، منها: «يو إس نيوز» و«بوسطن غلوب». وغطت حرب البلقان، خلال الرئاسة الأولى للرئيس بيل كلينتون. ثم تركت الصحافة، والتحقت بكلية القانون بجامعة هارفارد. وتخصصت في حقوق الإنسان. وأصدرت عددا من الكتب منها «حقوق الإنسان: من التطلع إلى النتائج»، و«مشكلة من الجحيم: أميركا في عصر المذابح».

وكان الكتاب الثاني من أسباب المشكلات بين باور ورايس، كتبت فيه: «قالت رايس (كانت في مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض) إنه إذا سمينا ما يجري في رواندا (مذبحة)، لكن لم نتدخل، ماذا ستكون نتيجة ذلك في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) سنة 1994؟» وفي الكتاب أن مادلين أولبرايت، التي كانت سفيرة لدى الأمم المتحدة في ذلك الوقت، طلبت إرشادات من واشنطن عما ستقول في الأمم المتحدة. وكانت تريد إعلان أن الولايات المتحدة تريد بقاء القوات الدولية في رواندا لمنع استمرار المذبحة. لكن صدرت الأوامر إلى أولبرايت بأن تؤيد سحب القوات الدولية. وقالت أولبرايت إن الأوامر جاءت من «ريتشارد كلارك، في مجلس الأمن الوطني، ومساعدته سوزان رايس».

بعد هارفارد، عادت باور للعمل الصحافي، وصارت كاتبة عمود في مجلة «تايم»، واستمرت تركز على حقوق الإنسان في دول العالم، وخصوصا المذابح والإبادات الجماعية.

في سنة 2006، عندما دخل أوباما الكونغرس، سيناتورا من ولاية إلينوي، قرأ كتابات باور، واستدعاها إلى مكتبه، وطلب مشورتها. وبعد سنة، عندما قرر أن يترشح لرئاسة الجمهورية، اختارها مستشارة في حملتها الانتخابية. ولأن اهتمامها بحقوق الإنسان والمذابح والإبادة جعلها تركز على الحرب في دارفور، في السودان، كانت من أوائل الذين دعوا أوباما ليهتم بدارفور، وبالسودان.

لكن، كما كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» في ذلك الوقت، انتقدت لأنها «إما متشددة، أو متحمسة أكثر مما يجب». وكانت انتقدت هيلاري كلينتون (منافسة أوباما في ذلك الوقت للترشح باسم الحزب الديمقراطي لرئاسة الجمهورية)، ووصفتها بأنها «وحش».

واضطر أوباما للاعتذار لهيلاري كلينتون، واضطرت باور لأن تستقيل.

وعادت إلى الكتابة الصحافية، ثم أصدرت كتاب «الأميركي غير الهادئ: ريتشارد هولبروك». ومرة أخرى، كان الكتاب من أسباب توتر العلاقات بين باور ورايس، وذلك لأن الكتاب أشاد بالرجل كثيرا. وكانت رايس لا تطيق رؤيته، ناهيك بالعمل معه، واتهمته بالاستعلاء عليها، وشتمته مرات خلال اجتماعات رسمية.

ورغم التوتر في العلاقة بين رايس وباور، واجهت المرأتان انتقادات بسبب تشدد سياساتهما، وأيضا، بسبب تشدد تصرفاتهما الشخصية.

ونالت باور كثيرا من النقد بسبب كتاباتها وكتبها. ومن الذين انتقدوها ستيفن ويرثايم، أستاذ في جامعة كولومبيا في نيويورك، الذي كتب بعنوان: «حل من الجحيم»، إشارة إلى كتاب باور، «مشكلة من الجحيم».

وقال إن دعوة باور للدول الكبرى لتتدخل في مشكلات الإبادة والمذابح في دول العالم الثالث «ليس إلا دعوة للتدخل العسكري». وقال: «الدعوة لاستعمال القوات المسلحة في التدخلات الإنسانية يعارض وظيفتها الرئيسة وهي حماية الوطن».

وعندما اختارها أوباما للعمل في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، صارت مستشارته في الشؤون الأفريقية، وخصوصا في مشكلات الإبادة والمذابح. وأسهمت في وضع سياسة متشددة نحو الرئيس السوداني عمر البشير بسبب مشكلة دارفور، ومشكلة الجنوب.

وفي سنة 2011، كانت من المتحمسين للتدخل العسكري الأميركي في ليبيا، بعد بداية الاشتباكات بين قوات الرئيس معمر القذافي والمعارضين.

وفي الأسبوع الماضي، عندما اختارها أوباما سفيرة في الأمم المتحدة، قالت للصحافيين وهي تقف إلى جانبه: «عندما كنت طفلة صغيرة في دبلن، وأتحدث بلكنة دبلن القوية، لم أكن زرت أميركا. لكنني كنت أعرف أن العلم الأميركي هو رمز الحرية والرخاء.. كنت أعود من المدرسة، وأجلس أمام المرآة، وأتكلم بلكنة أميركية، حتى أكون أميركية».

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط