استراتيجية ترامب: معاقبة إيران وتعديل «النووي» أو إلغاؤه

أخبار

ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الجمعة، بسلوك «الديكتاتورية الإيرانية»، معتبراً أنها «أكبر داعم للإرهاب في العالم»، وفيما أعلن أنه لن يوقع على الاتفاق النووي مع إيران، قال: إنه وفق القانون الأمريكي فإن الاتفاق لا يخدم مصلحة الولايات المتحدة.

وقال الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض خلال إعلانه موقفه من الاتفاق النووي مع إيران، إن طهران «تزرع الموت والدمار والفوضى في أنحاء العالم» و«عدوان الديكتاتورية الإيرانية مستمر حتى اليوم». وقال الرئيس الأمريكي، إن طهران لن تحوز السلاح النووي أبداً، مؤكداً أنه كرئيس للولايات المتحدة يمكنه إلغاء الاتفاق في أي وقت. وشدد على أن الاتفاق النووي مع طهران كان أسوأ اتفاق وقعته الولايات المتحدة عبر تاريخها، وأن النظام الإيراني أخاف المفتشين الدوليين، لمنعهم من تفتيش المنشآت النووية. واشتكى من أنه لا يسمح للمجتمع الدولي سوى القيام «بعمليات تفتيش ضعيفة» بموجب الاتفاق المبرم عام 2015، الذي تم التفاوض عليه من قبل الحكومة الأمريكية في ظل سلفه الرئيس السابق باراك أوباما، وخمس قوى عالمية أخرى مع إيران(5+1).

وتساءل الرئيس الأمريكي: «ما هو الهدف من اتفاق يؤدي في أفضل أحواله إلى تأخير امتلاك إيران للقدرة النووية لفترة قصيرة فحسب»، وأضاف: الاتفاق النووي كان يفترض أن يسهم في تحقيق السلم والأمن الدوليين؛ لكن طهران لا تلتزم بروح الاتفاق النووي.

وقال: «سنعمل على استراتيجية جديدة تجاه إيران، أهمها أن طهران لن تحصل على سلاح نووي، وسيتم فرض عقوبات على «الحرس الثوري» الإيراني، الذي هو «منظمة خبيثة» استخدمت أموالاً طائلة؛ لتمويل عمليات إرهابية، وأخرى تستهدف برنامج طهران للصواريخ البالستية.

وأوضح ترامب، أن إيران تخضع لنظام متطرف ومتشدد، نشر الرعب والقتل في أنحاء العالم، مشيراً إلى أن ميليشيات «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران دمرت مقار للولايات المتحدة في لبنان، وقتلت أكثر من 200 جندي أمريكي.

وأشار إلى ضلوع إيران في عمليات إرهابية في السعودية وإفريقيا، وأن نظام طهران استضاف العديد من الشخصيات الإرهابية، لاسيما بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وقال ترامب: إن إيران تدعم العديد من الجماعات الإرهابية في العالم، مثل: «طالبان» و«القاعدة»، وهي أكبر داعم للإرهاب في العالم.

ونوّه إلى أن نظام الملالي قمع شعبه، ومارس أفظع أشكال الظلم ضد الطلاب خلال أحداث «الثورة الخضراء».

وشدد على أن إيران ارتكبت جرائم بحق الشعب السوري، ودعمت فظائع رئيس النظام السوري بشار الأسد، لاسيما الهجمات الكيماوية ضد المدنيين.

وكان البيت الأبيض، قد كشف قبيل كلمة ترامب، في بيان صحفي له، أبرز نقاط الاستراتيجية الجديدة حيال إيران.

وبدأ البيان باقتباس جملة للرئيس ترامب، أكد فيها أنه قد آن الأوان لأن ينضم إلينا العالم كله في مطالبة الحكومة الإيرانية بإنهاء سعيها إلى الموت والدمار. وجاء في أبرز نقاط تفاصيل الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأمريكي، أن الرئيس ترامب وافق عليها بعد التشاور مع فريقه للأمن الوطني، مشيراً إلى أن الاستراتيجية حصيلة تسعة شهور من المشاورات مع الكونجرس، ومع الحلفاء حول أفضل الطرق؛ لحماية الأمن الأمريكي.

وأوضح البيان، أن الاستراتيجية الجديدة ترتكز على عدد من العناصر الأساسية، وهي: التركيز على تحييد نفوذ حكومة إيران في زعزعة الاستقرار، والحد من عدوانيتها وخاصة دعمها للإرهاب والميليشيات، وإعادة تنشيط تحالفات الولايات المتحدة التقليدية وشراكاتها الإقليمية؛ لتكون كالحصن ضد التخريب الإيراني؛ ولاستعادة التوازن الأكثر استقراراً للقوى في المنطقة، والعمل على منع النظام الإيراني، وبشكل خاص «الحرس الثوري» من تمويل أنشطته الخبيثة، التي يبتزها من ثروة الشعب الإيراني، ومواجهة التهديدات الموجهة إلى الولايات المتحدة وحلفائها من خلال الصواريخ البالستية والأسلحة الأخرى، والسعي إلى حشد المجتمع الدولي؛ لإدانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يقترفها «الحرس الثوري»، واحتجازه غير العادل للمواطنين الأمريكيين والأجانب، باتهامات مزيفة، والأهم من ذلك كله هو أن الولايات المتحدة ستغلق جميع الطرق أمام النظام الإيراني للوصول إلى السلاح النووي.

وتحت عنوان «طبيعة النظام الإيراني تحت قيادة المرشد الأعلى خامنئي»، أشار البيان إلى أن خامنئي قد عمل على مدى سنوات على تطبيع النظام الإيراني بطبعه الخاص، وأن خامنئي و«الحرس الثوري» قد اتبعا سياسة ثابتة في نشر الأيديولوجية الثورية؛ بهدف تقويض النظام الدولي والعديد من الدول عبر القوة والتخريب مستهدفاً بشكل رئيسي ولا يزال الولايات المتحدة التي يسميها «الشيطان الأكبر».

وأفاد البيان، أن إيران تحت قيادة خامنئي تصدر العنف، وتزعزع استقرار جيرانها، وترعى الإرهاب في الخارج، بينما في داخل إيران، فإن الحكومة تحت قيادة خامنئي تقمع الشعب الإيراني، وتستغل حقوقهم، وتقيد وصولهم إلى الإنترنت والعالم الخارجي، وتزور الانتخابات، وتطلق النار على الطلاب المحتجين في الشوارع، وتسجن الإصلاحيين السياسيين، مثل: مير حسين موسوي، ومهدي كروبي.

المصدر: الخليج