الأمين العام للأمم المتحدة يطالب بوقف «التطهير العرقي» ضد الروهينجا

أخبار

دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أمس، سلطات ميانمار إلى تعليق العمليات العسكرية ضد أقلية الروهينجا المسلمة التي فر أكثر من 400 ألف من أفرادها، هرباً من حملة القمع والعنف والانتهاكات التي يتعرضون لها، إلى بنجلاديش المجاورة طلباً للأمن. وقال جوتيريس خلال مؤتمر صحفي «ادعو سلطات بورما إلى تعليق كافة الأنشطة العسكرية وفرض احترام القانون»، مضيفاً في رد على سؤال إن كان الأمر يتعلق بتطهير عرقي، بالقول «حين يفر ثلث شعب الروهينجا من البلاد، هل تعتقدون أن هناك عبارة أفضل للتعبير عن ذلك؟». وأضاف الأمين العام «أن الأزمة تزعزع استقرار المنطقة وأن الوضع الإنساني كارثي» داعياً جميع الدول إلى تقديم المساعدات النازحين بالداخل في ولاية راخين والفارين الذين عبروا نهر ناف الذي يفصل بورما من بنجلاديش.

من جهتها، ألغت الزعيمة البورمية أونج سان سو تشي، زيارة كانت مرتقبة خلال الأيام المقبلة لنيويورك، للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كما أعلن المتحدث باسمها أمس، وسط انتقادات متزايدة للقيادية الحائزة على جائزة نوبل للسلام على خلفية أزمة الروهينجا. فيما أعلن المتحدث باسم حكومة ميانمار زاو هتاي أمس، أن سو تشي ستتوجه للمرة الأولى منذ اندلاع أعمال العنف الأخيرة، بخطاب متلفز إلى الأمة في 19 سبتمبر الحالي، من أجل «المصالحة الوطنية والسلام».

ودفعت حملة القمع الوحشية التي شنها الجيش البورمي رداً على هجمات نفذها مسلحون من الروهينجا في 25 أغسطس الماضي، أكثر من 400 ألف من أفراد هذه الأقلية التي تعد نحو 1.1 مليون نسمة بميانمار، تكبد المخاطر الجمة وعبور الحدود نحو بنجلادش في غضون أقل من 3 أسابيع. وجاء قرار سو تشي عدم التوجه إلى نيويورك، قبل ساعات من اجتماع مغلق مقرر لمجلس الأمن الدولي لمناقشة أزمة اللاجئين، يتوقع أن تعارض الصين خلاله أي محاولة لتوجيه اللوم للنظام البورمي، حليفها الاستراتيجي في جنوب شرق آسيا. وقال المتحدث باسم الحكومة البورمية، إن «مستشارة الدولة (اللقب الرسمي لها) لن تحضر اجتماعات الجمعية العامة»، مبيناً أن نائب الرئيس هنري فان ثيو سيحضر الاجتماعات.

وأسفر العنف عن أزمة إنسانية على جانبي الحدود وسط تفاقم الضغوط الدولية على سو تشي لإدانة حملة الجيش، التي رأى المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين أنها تحمل جميع صفات عملية «تطهير عرقي». وتعمل بنجلادش جاهدة لتقديم المساعدات للاجئين المنهكين والجائعين الذين يشكل الأطفال نحو 60٪منهم، في حين نزح حوالي 30 ألف بوذي في راخين إضافة إلى هندوس داخل بورما. وتدفق الآلاف من اللاجئين الإضافيين إلى بنجلادش أمس، في وقت عملت السلطات على بناء مخيم جديد لعشرات آلاف الواصلين الباحثين عن ملاذ آمن.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الكويتي أنها وزعت بالتعاون مع هيئة الإغاثة للحقوق والحريات، مساعدات إغاثية على لاجئي الروهينجا في مخيماتهم ببنجلاديش، مبينة أنها تسعى خلال الأيام المقبلة إلى توزيع المساعدات من خلال فريق ميداني تابع للجمعية. كما أطلقت لجنة «الرحمة العالمية» التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي الكويتية حملة «بورما تستحق العطاء» لتقديم إغاثة عاجلة للاجئين في بنجلاديش حيث تم توزيع 4000 طرد غذائي تكفي 16 ألف شخص تقريباً.

المصدر: الإمارات اليوم