الإرهاب أساليب جديدة في استهداف الآمنين

أخبار

مع تراجع تنظيم داعش الإرهابي على الأرض بعد أن تقلصت المساحة التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق بـ12 في المئة منذ يناير الماضي بعد خسارته مناطق عدة في البلدين..

تشتت العمليات الإرهابية التي باتت ينفذها هذا التنظيم وغيرها من التنظيمات الإرهابية في أكثر من مكان في العالم مستهدفة الآمنين من خلال اتخاذ أساليب جديدة غير التي كان الإرهابيون يستخدمونها سابقاً بغية تغطية هزائمها أمام العالم والتحالف الدولي المصمم على الانتصار على هذه الآفة.

فالهجوم الذي هز مدينة نيس الفرنسية يعد أحد الأمثلة عن الأساليب الجديدة التي لجأت إليها التنظيمات الإرهابية لترويع الآمنين حينما عمد منفذ الهجوم إلى استبدال الزجاج الأمامي والجانبي للشاحنة التي استخدمها في الاعتداء قبيل العملية، وتركيب زجاج مقاوم للرصاص.

فمن الحرق داخل الأقفاص إلى القتل غرقاً إلى الالقاء من الأعالي والدهس والعمليات الانتحارية المتزامنة كلها أساليب يتبعها ما يطلق عليهم »الذئاب المنفردة« فيما يبدو جلياً أن الإرهاب الأعمى لم يترك أحداً حيث لم تسلم منه دور العبادة والكنائس.

هجوم دقيق

ودفع هجوم نيس الأخير والذي حصد 84 قتيلاً في ثوان معدودات بالمدنيين في فرنسا إلى المطالبة بتفريغ خزانات المركبات بعد انتهاء فترة العمل بها. وتحدثت وسائل إعلام فرنسية بأن الفحص الأولي الذي أجرته السلطات عقب الاعتداء الإرهابي الذي ضرب نيس أظهر أن الحديث يجري عن شاحنة تم تجهيزها بشكل مُحكم، لا يمكن القيام به سوى من قبل أشخاص لديهم خبرات كبيرة.

وأشارت المصادر إلى أن الزجاج الأمامي والجانبي للشاحنة استبدل قبيل العملية، وتم تركيب زجاج مقاوم للرصاص، ما يعني أن الإرهابي منفذ العملية والذي كان يقود الشاحنة، كان على علم بأنه قادر على قيادتها لأكبر مسافة ممكنة، دون أن تصيبه طلقات الشرطة، وهو الأمر الذي يعد تطورًا في أساليب عمل التنظيمات الإرهابية.

استبدال زجاج

وبحسب تقارير أظهرت الصور أن العديد من طلقات الرصاص التي صوبت نحو زجاج الشاحنة لم تتمكن من اختراقه، وكان من الواضح للعيان أن هناك فجوات في الزجاج دون وجود كسور او شروخ طويلة أو عرضية، ما يدل أنه تم استبدال زجاج الشاحنة قبيل العملية.

وعاب خبراء الموقع على الأجهزة الأمنية والشرطة الفرنسية، والتي يفترض أنها تعمل على تأمين حدث وطني كبير للغاية، هو العيد الوطني الفرنسي، وما يحمله من حساسيات بالغة، وأنه ما كان يفترض أن تنجح شاحنة يبدو أنها خضعت لمرحلة تجهيزات كبيرة في دهس العشرات من الذين احتشدوا للاحتفال بالحدث.

وتساءل الخبراء »كيف فشلت عناصر الشرطة المدججة من جانب آخر في وقف الشاحنة؟«، وقالوا إنها لو تجاوبت سريعاً وبكثافة نيران عالية جداً، لكانت أصابت على الأقل إطارات الشاحنة وأوقفتها، طالما لم تكن تحمل أسلحة يمكنها اختراق الزجاج المضاد للرصاص، لتضاف تلك النقطة إلى إشكالية عدم استخدام الشرطة لأسلحة محددة.

رفع مستوى الحذر

وشهد النصف الأول من العام الجاري رفع مستوى الحذر في غالبية دول القارة الأوروبية، بعد عدد من العمليات الإرهابية، التي راح ضحيتها عشرات القتلى. وأبرز هذه الهجمات الهجوم المسلح على بلدة سانت إتيان دو روفراي في منطقة نورماندي شمال فرنسا..

حيث نحر مسلحان كاهناً بهجوم شناه على كنيسة وهجوم ميونيخ الألمانية، حيث قُتل 8 أشخاص بإطلاق نار في أحد مراكز التسوق التجارية بالمدينة فرنسا، كان لها النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية، حيث قتل 130 شخصًا..

وأصيب أكثر من 386 آخرين، في هجمات متزامنة وقعت في 6 أماكن في باريس نوفمبر الماضي، في حادث وصفه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولوند بأنه »عمل إرهابي غير مسبوق«. سلسلة أخرى من التفجيرات تبناها تنظيم داعش استهدفت عدة مناطق في بلجيكا مارس الماضي.

إرهاب جديد

وأكد تقرير أميركي أن الجماعات الإرهابية استخدمت أخيراً أساليب أكثر شراسة في هجماتها.

مشيرا إلى استخدامها طرقا عنيفة وحشية مثل قطع الرؤوس والصلب.ولعل أكثر الاساليب بشاعة مانشره تنظيم »داعش« الارهابي في فيديو يصوّر عملية اعدام ثلاثة عراقيين بتهمة التجسس لسلطات بغداد. مستخدماً الاحصنة خلال عملية الاعدام، بحيث امتطى »الدواعش« الجياد ووثقوا ضحاياهم بسلاسل مربوطة وقاموا بقطع رؤوسهم في استعراض دموي جديد للمخيّلة الارهابية.

مشكلات جديدة

في غضون ذلك، يواجه المسؤولون عن مكافحة الإرهاب، وفقا لمدير برنامج ستاين للاستخبارات ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن ماثيو ليفت مجموعة جديدة من المشكلات بفعل تزايد الهجمات الفردية، كما هو الحال في أوتاوا وسيدني وبروكسل إذ تفيد الخارجية الأميركية بأن هذه الهجمات قد تنبئ بحقبة جديدة أصبحت فيها القيادة المركزية لمنظمة إرهابية أقل أهمية، وهوية التنظيمات أكثر مرونة.

استراتيجية

أقرت الأمم المتحدة استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب والتي تشكل أداة لتعزيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة هذه الآفة الخطيرة وفق دعائم أربع هي: معالجة الأوضاع التي تساعد على انتشار الإرهاب؛ ومنع الإرهاب ومكافحته وبناء قدرات الدول الأعضاء على منع الإرهاب ومكافحته وتعزيز دور منظومة الأمم المتحدة في هذا الصدد؛ وضمان احترام حقوق الإنسان للجميع وسيادة القانون.

وزارة الخارجية الأميركية : إيران أكبر راعٍ للإرهاب في العالم

وصف تقرير لوزارة الخارجية الأميركية إيران بأنها أكبر راعٍ للإرهاب في العالم، مشيراً إلى أن طهران تدعم الصراعات في سوريا والعراق.

وقال القائم بعمل منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب جوستين سايبريل، إن أكثر من 55 في المئة من الهجمات المنسوبة لإرهابيين العام الماضي وقعت في خمس دول هي العراق وباكستان والهند وأفغانستان ونيجيريا. وأضاف أن الهجمات الإرهابية زادت في أفغانستان وبنغلادش ومصر والفلبين وسوريا وتركيا وكذلك أعداد القتلى.

وجاء في التقرير أن »خطر الإرهاب العالمي استمر في التطور سريعاً عام 2015 ليصبح منتشراً ولا مركزياً على نحو متزايد«.

وأضاف: »رغم وقوع هجمات إرهابية في 92 دولة في 2015 فإنها كانت مركزية على نحو كبير من الناحية الجغرافية مثلما كانت خلال السنوات العديدة الأخيرة« وأظهرت بيانات أعدتها جامعة ماريلاند لوزارة الخارجية الأميركية وقوع 11774 هجوماً إرهابياً في أنحاء العالم خلال العام سقط خلالها أكثر من 28300 قتيل بالإضافة إلى نحو 35300 مصاب.

وذكر التقرير أن تنظيم داعش يمثل الخطر الإرهابي الأكبر عالمياً رغم الخسائر الجسيمة التي مني بها في العراق وسوريا العام الماضي ممثلة في فقدان الكثير من الأراضي. لكن التقرير أشار إلى أن التنظيم حقق مكاسب في ليبيا التي يوجد له فيها نحو 5000 مقاتل. نيويورك – الوكالات

«يوروبول»: «الذئاب المنفردة» الأسلوب المفضل لدى «داعش»

أعلن المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول) أن الهجمات التي ينفذها من تطلق عليهم تسمية »الذئاب المنفردة« تشكل خطرا كبيرا في أوروبا، وتثبت الأحداث الأخيرة في فرنسا والمانيا ان »من الصعب رصدها ووقفها«.

وأفاد يوروبول في بيان ان هذه الهجمات لا تزال »تكتيكا مفضلا لدى تنظيمي داعش والقاعدة«. وتابع ان »الجماعتين دعتا تكرارا المقيمين في البلدان الغربية الى ارتكاب هجمات من هذا النوع«.

ففيما تبنى تنظيم داعش اعتداءات اورلاندو في الولايات المتحدة ومانيانفيل ونيس في فرنسا وفورتسبورغ في المانيا »لا يبدو ان أيا منها قد أعد أو لقي الدعم أو نفذ مباشرة من قبل التنظيم« بحسب يوروبول الذي تحدث خصوصا عن اختلاف الخطاب في تبني تلك الهجمات عما صدر بشأن اعتداءات باريس في نوفمبر او بروكسل في مارس الماضي.

وفي العام الماضي لقي 151 شخصا حتفهم جراء اعتداءات إرهابية وأصيب 350 بجروح، على ما أفاد تقرير »يوروبول« بشأن تطورات الإرهاب في أوروبا. ويقتصر التقرير على أحداث العام 2015 ولا يشمل بالتالي اعتداءي نيس وبروكسل.

وقال مدير يوروبول روب وينرايت ان الهجمات المخطط لها على غرار هجمات باريس »اثبات على ارتفاع مستوى الخطر المحدق بالاتحاد الاوروبي بسبب أقلية من المتعصبين، إضافة الى شبكة أفراد ولدوا ونشأوا في اوروبا«.لاهاي-الوكالات

المصدر: البيان