الإمارات: الملف الدولي للصـــقارة.. ريادة إماراتية في صــــون التراث

أخبار

أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن انضمام كل من النمسا والمجر إلى ملف الصقارة الدولي الذي قدّمته الإمارات إلى منظمة اليونسكو وتمّ اعتماده، ويجري بشكل سنوي تطويره في إطار التوجه نحو إضافة دول أخرى إلى الملف للمشاركة في تعزيز تسجيل الصقارة تراثاً عالمياً في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية في منظمة اليونسكو.

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية، الذي عقد في مقر اليونسكو بباريس خلال الفترة من الثالث الى السابع من شهر ديسمبر الجاري، بمشاركة وفود ‬146 دولة عضواً في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، التي أعلنت عن قائمة عناصر التراث الثقافي المعنوي على المستوى العالمي.

وتتولى الإمارات مسؤولية الملف الدولي للصقارة، وتقوم بالتنسيق والتعاون في هذا الصدد مع العديد من الدول العربية والأجنبية. ومن المتوقع بعد موافقة «اليونسكو» على انضمام النمسا والمجر، أن تسعى دول أخرى للمشاركة في الملف الدولي للصقارة، ما يعزز جهود الإمارات وريادتها على المستوى العالمي في مجال صون التراث الثقافي غير المادي.

مهرجان الظفرة

حدّدت اللجنة العليا المنظمة لمهرجان الظفرة في دورته السادسة، التي ستقام في مدينة زايد في المنطقة الغربية بأبوظبي، خلال الفترة من ‬15 حتى ‬29 ديسمبر الجاري، شروط وفئات مسابقة الصيد بالصقور لضمان استكمال الحدث بأفضل صورة.

وقال مدير الفعاليات التراثية في مهرجان الظفرة، عبيد خلفان المزروعي، إنه «توجد ثلاث فئات في المسابقة: فئة الجير الحر بجميع أنواعه مثل الثري كوارتر و‬8/‬7 والقرموشة جير والبيور جير، وفئة الجير شاهين بجميع أنواعه مثل الجير شاهين والجير وكري، إضافة إلى فئة الجير تبع»، مشيراً الى أنه يشترط في المسابقة ضرورة تثبيت فئة الصقر من قبل لجنة، في حال الاشتباه، في فئته، وعدم السماح بدخول أي صقر ما لم يحمل رقم حلقة.

من جهته، أشار مدير مهرجان الظفرة، سالم إبراهيم المزروعي، إلى نجاح المهرجان في إحياء هوايات تراثية يحرص عليها الشباب من عشاق التراث، من داخل الدولة وخارجها، لافتاً الى أن اللجنة العليا المنظمة للمهرجان تحرص على وضع المعايير اللازمة لضمان نشر الهوايات التراثية وفق المعايير البيئية، وفي مقدمتها استخدام الصقور المهجنة بديلاً عن صقور البرية للحفاظ عليها وحمايتها، إذ يشهد المهرجان للعام الثاني تنظيم مسابقة الصيد بالصقور المكاثرة في الأسر ضمن المسابقات التراثية في مهرجان مزاينة الظفرة، في إطار استراتيجية المهرجان الرامية لصون التراث وتشجيع الصيد المستدام من خلال استخدام الصقور المهجنة بديلاً عن صقور البرية، وبالتالي ضمان استمرار هذا النوع وبقائه في الطبيعة. وتلقى الصقور المكاثرة في الأسر اهتماماً كبيراً، إذ تنظم لها العديد من المسابقات مثل منافسات الصيد بالصقور أو مسابقة أجمل الصقور المكاثرة في الأسر، والتي حققت شهرة كبيرة، واستقطبت العديد من مزارع الصقور في المنطقة والعالم، وحازت تقدير الجهات الإقليمية والدولية المعنية بصون التراث وحماية البيئة.

ركيزة

أكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، «أهمية تسجيل عناصر التراث الثقافي في (اليونسكو)، خصوصاً تلك العناصر التراثية المشتركة بين الدول، بما يسهم في تعزيز لغة الحوار والتعاون في المجال الثقافي»، مُشيراً إلى أنّ «الصقارة تعد ركيزة أساسية في تراث الإمارات والمنطقة عموماً، وصونها هو صون للهوية الوطنية وللتراث الثقافي الإنساني على حدّ سواء، وهذا ما يؤكده انضمام دول جديدة لملف الصقارة التي تمارس في العديد من دول العالم في الشرق الأوسط وآسيا وأوروبا وغيرها».

وكانت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة قد نظمت أخيراً ورش عمل لمناقشة كيفية إضافة كل من جمهوريتي النمسا والمجر إلى ملف الصقارة الدولي، واستكمال الإضافات والمعلومات الخاصة بالصقارة في الدولتين، ومراجعة عناوين الموضوعات واستكمالها، بالإضافة إلى استعراض الوثائق الداعمة، وكذلك الصور والأفلام والخرائط ذات الصلة.

من جهته، أوضح مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مبارك حمد المهيري، أن جهود الهيئة ستتواصل في مجال صون التراث الثقافي غير المادي، وبحث سبل انضمام دول جديدة في المستقبل للملف الدولي للصقارة، الذي أشادت «اليونسكو» بدقته وشموليته، ووصفته الرابطة العالمية للصقارة بأنه أكبر عملية تسجيل لعنصر من عناصر التراث المعنوي في تاريخ «اليونسكو».

من جانبه، قال مدير إدارة التراث المعنوي في الهيئة، د. ناصر علي الحميري، إنّ لجنة الخبراء التابعة لـ«اليونسكو» قد وصفت الملف الدولي الذي تقدمت به الإمارات بأنه أفضل ملف دولي تم تقديمه لها حتى الوقت الحالي، وقالت إن الملف مبني على عمل ميداني غير مسبوق، ودراسة علمية، وتوثيق دقيق.

اهتمام عالمي

أبدت الصحافة العالمية أخيراً اهتماماً كبيراً بملف تسجيل الصقارة في قائمة منظمة اليونسكو للتراث الإنساني الحي، مركزة على الصقارة فلكلوراً حياتياً يشترك فيه العديد من دول العالم. وأشادت الصحف بدور الإمارات في حشد عدد من الدول المهتمة بالصقارة، وتقديمها ملفاً متكاملاً أشارت «اليونسكو» إلى أهمية استخدامه مرجعاً في تقديم هذا النوع من الثقافات المعنوية.

وكان رئيس الرابطة العالمية للصقارة، فرانك بوند، قد أكد أنه لولا الجهود التي بذلتها الإمارات لما أمكن تحقيق هذا النجاح، وقال «لابدّ من أن نحني الرأس احتراماً لما يحظى به التراث في الإمارات من اهتمام من أعلى المستويات القيادية بالدولة وعموم أفراد الشعب، فالصقر ليس مجرد طائر يستخدم للصيد هنا، وإنما هو رمز تتمثله الدولة في أهم رموزها، بدءاً من عملتها الوطنية وطوابعها، وشعار الكثير من الفعاليات والأنشطة التراثية والاجتماعية فيها».

كما أكد المسؤول في الرابطة، باتريك موريل، أن المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، حظي بالكثير من التقدير في العالم أجمع، كأحد الصقارين الرواد، الذي كان له تأثير كبير في عالم الصقارة، بينما كنا في الغرب لا نزال في بداية الطريق.

وكانت «اليونسكو» قد أعلنت كذلك عن تسجيل «السدو»، مهارات النسيج التقليدية في الإمارات، في قائمة «اليونسكو» للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، الذي يحتاج إلى صون عاجل، في نوفمبر عام ‬2011، خلال الاجتماع السادس للجنة الدولية الحكومية للدول الأطراف في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، التي عقدت في جزيرة بالي الإندونيسية. ويعد السدو شكلاً من أشكال النسيج الذي تقوم به المرأة في المجتمعات الريفية في الإمارات لإنتاج الأثاث الناعم وإكسسوارات الزينة للإبل والخيول.

المصدر: الإمارات اليوم