الإمارات ملتزمة بأهداف مكافحة الإرهاب

أخبار

أكّد معالي د. ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة، أنّ دولة الإمارات ملتزمة بأهداف المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، وأنها عضو فاعل في التحالفات الإقليمية والدولية القائمة لمحاربة هذه الظاهرة على كافة الصعد الأمنية والثقافية والفكرية، مشدّداً على ضرورة قيام منظمة التعاون الإسلامي بلعب دور أكبر ومؤثر في إيجاد الحلول الناجحة للصراعات والأزمات التي تشهدها المنطقة، وذلك من خلال التصدي للأيديولوجية الإرهابية ومنع الخطاب الديني المتطرف.

ولفت الزيودي إلى موقف دولة الإمارات الثابت والرافض لكل أشكال الإرهاب والتطرف والطائفية، التي تقوض الدول وتمزق النسيج الاجتماعي والتوافق الوطني وتهدد الأمن والسلام الدوليين، مجدداً دعوة الإمارات إلى ضرورة التضامن الدولي وتبني المحاور الثقافية والفكرية والإعلامية، كأركان أساسية من الاستراتيجية الشاملة لمكافحة الإرهاب وتعقب مرتكبيه والمحرضين عليه وتجفيف منابعه.

وشدّد معاليه على النهج الواضح للسياسة الخارجية لدولة الإمارات الذي يرتكز إلى مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام سيادتها ووحدة أراضيها، مؤكّداً رفض دولة الإمارات المطلق والقاطع للتدخلات الإقليمية في شؤون الدول الأخرى وإثارة القلاقل والفتن بين أبناء الشعب الواحد، داعياً إلى احترام هذه المبادئ ونبذ أوهام الهيمنة والتمدّد الإقليمي، والامتناع عن تشجيع عدم الاستقرار، والكف عن دعم الميليشيات المسلحة ومنع العبث بمكونات الدولة الوطنية.

وجدّد الزيودي دعوة دولة الإمارات إيران إلى التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة للدولة للتوصل إلى حل سلمي ينهي احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى، عبر الحوار والتفاوض المباشر أو اللجوء إلى التحكيم الدولي وفق ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

جاء ذلك في كلمة دولة الإمارات التي ألقاها معاليه خلال أعمال الدورة الـ44 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت من 10 إلى 11 يوليو الجاري في أبيدجان بجمهورية ساحل العاج حيث ترأس وفد الإمارات.

وأكّد معالي د. ثاني الزيودي التزام الإمارات التام ودعمها الكامل لمنظومة مجلس التعاون الخليجي، والمحافظة علـى أمن واستقرار الدول الأعضاء في ظل الأزمة التي تمر بها منطقة الخليج العربي في الوقت الراهن مع قطر والتي قررت دول الخليج على إثرها قطع العلاقات معها.

ونوه معاليه إلى أنّ بلوغ هذه الأزمة ذروتها والأسباب التي دعت لاتخاذ هذا الإجراء جاء نتيجة استمرار السلطات القطرية في سياستها التي تزعزع أمن واستقرار المنطقة والتلاعب والتهرّب من الالتزامات والاتفاقيات التي وقعت عليها، ومواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية وعلى رأسها الإخوان المسلمون، وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشر وغير المباشر، فضلاً عن إيواء المتطرفين والمطلوبين أمنياً على ساحتها وتدخّلها في الشؤون الداخلية لدولة الإمارات وغيرها من الدول، واستمرار دعمها للتنظيمات الإرهابية ما سيدفع بالمنطقة إلى مرحلة جديدة لا يمكن التنبؤ بعواقبها وتبعاتها. وشدد على احترام دولة الإمارات وتقديرها البالغين للشعب القطري الشقيق لما يربطها معه من أواصر القربى والنسب والتاريخ والدين.

حل

وبشأن سوريا، أكد معالي وزير التغير المناخي والبيئة دعوة دولة الإمارات إلى مواصلة العمل على وضع حد لآلة القتل والأوضاع المأساوية التي يتعرض لها الشعب السوري الشقيق، وضرورة السعي لإيجاد حل سياسي للأزمة يرتكز على متطلبات بيان «جنيف 1» ويحقق تطلعات الشعب السوري بتشكيل سلطة انتقالية بصلاحيات كاملة لإنهاء دوامة القتل والتدمير، وتوفير أرضية وطنية لبناء سوريا تستوعب كل مكوناتها الوطنية وتحارب الإرهاب والتطرف والطائفية.

وأكد د. الزيودي موقف دولة الإمارات الداعم للشرعية الدستورية في اليمن واحترام سيادته واستقلاله ورفض التدخل بشؤونه الداخلية، مشدداً على ضرورة أن يرتكز أي حل سياسي للوضع في اليمن على الأسس والمرجعيات، وفي مقدمتها الشرعية والمبادرة الخليجية وإعلان الرياض ومخرجات الحوار الوطني وقرارات جامعة الدول العربية ومجلس الأمن، لاسيّما القرار رقم 2216، مجدداً دعم الدولة لجهود المبعوث الأممي في إيجاد تسوية سياسية للأزمة اليمنية.

دعم

ونوه معاليه إلى أنّ التوصل إلـى تسوية سلمية في الشرق الأوسط مسألة حيوية لمواجهة التوترات في المنطقة، مشدداً على موقف دولة الإمارات المتمسك بضرورة انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والعربية إلى حدود ما قبل عام 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد د. الزيودي التزام الإمارات بتقديم الدعم الكامل للصومال من خلال تنفيذ البرامج والـمشاريع التنموية والاقتصادية والإنسانية لمصلحة الصومال وشعبه، من أجل بناء مستقبل الصومال وتحقيق تطلعاته وآماله في الاستقرار والأمن والتنمية، داعياً في الوقت ذاته كافة الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى اتخاذ كل ما يلزم لمعالجة الوضع الإنساني الرهيب الذي يتعرض له اللاجئون الروهنغا.

وفي مستهل كلمة دولة الإمارات تقدم معالي د. ثاني الزيودي بالتهنئة إلى جمهورية ساحل العاج عـلى توليها رئاسة الدورة الـ44 لـمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، مؤكّداً دعم دولة الإمارات للجهود التي ستبذل خلال فترة الرئاسة لتحقيق تطلعات وأهداف المنظمة وخدمة مصالح شعوب الأمة الإسلامية، معرباً عن تقدير الدولة لجمهورية أوزبكستان الشقيقة على الإدارة الحكيمة والناجحة لأعمال الدورة الـماضية.

وفد

وضم وفد الدولة إلى اجتماعات الدورة الـ44 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في أبيدجان معالي د. ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة ويعقوب الحوسني مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية، ومحمد سالم الراشدي سفير الدولة لدى جمهورية السنغال، وحمد عبيد إبراهيم سالم الزعابي سفير الدولة لدى جمهورية باكستان، وخالد الملا السويدي رئيس قسم منظمة التعاون الإسلامي ود. أحمد بن عبد العزيز الحداد ود. محمد أحمد القرشي، وأحمد حسين البيرق.

المصدر: البيان