150 طالباً إماراتياً بكليات التقنية يصنعون أول طائرة إماراتية محلية

أخبار

يستكمل طلاب قسم تكنولوجيا الطيران في كليات التقنية العليا، تصنيع أول طائرة محلية الصنع في النصف الثاني من العام المقبل، بحسب الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا على مستوى الدولة.

وقال كمالي لـ «الاتحاد» على هامش مشاركته في معرض دبي للطيران الذي يختتم فعالياته الأسبوع الماضي أن نحو 150 طالباً إماراتياً من الدفعات المتعاقبة في قسم تكنولوجيا الطيران شاركوا في تنفيذ مشروع تصنيع أول طائرة محلية الصنع الذي بدأ خلال العام 2006.

وأكد كمالي أن الطلاب الإماراتيين أنجزوا الجزء الأكبر من الطائرة بما في ذلك الأجنحة، والهيكل، كما استكملوا عملية تركيب المحرك، وأجهزة الملاحة، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة والنهائية هي عملية التغليف وإجراء الاختبارات اللازمة، واستخراج التصاريح اللازمة من هيئة الطيران المدني بالدولة.

ولفت كمالي إلى أن أهمية هذا المشروع الطموح تنطلق من كونه يجسد أول مبادرة لتصنيع طائرة بسواعد إماراتية 100%، حيث يشرف الطلاب على تصميم وتصنيع جميع أجزاء الطائرة في تطبيق عملي لما يدرسونه في مجال تكنولوجيا الطيران.
وأشار إلى أن اعتماد كليات التقنية لهذا النهج التطبيقي الذي يستند إلى تمويل وتشجيع مشاريع الطلاب الطموحة، يسهم في الارتقاء بمستوى المخرجات التعليمية التي ترفد سوق العمل وقطاع الطيران في الدولة بالكوادر المواطنة المؤهلة القادرة على توطين صناعة الطيران في الدولة.

وأضاف كمالي أن كليات التقنية العليا تعمل على توفير القوى البشرية المواطنة المؤهلة للمساهمة الفاعلة في اقتصاد الدولة سريع التطور.

كما تبنت كليات التقنية العليا تأهيل جيل جديد من المواطنين وتدريبهم على أكثر وسائل التقنية تطوراً لإكسابهم المعارف والمهارات المتطورة وتنمية ثقتهم بأنفسهم بما يساعدهم على مزاولة مهنهم المختارة بنجاح.

من جانبه، قال الطالب الإماراتي جمال البلوشي في الفرقة الثانية قسم تكنولوجيا الطيران في كليات التقنية العليا – كلية دبي للطلاب إنه شارك إلى جانب زملائه في تصنيع جناح الطائرة معتبراً انه الجزء الأهم والأكثر تعقيداً ضمن مراحل تصنيع الطائرة.

ولفت إلى أن عملية تصنيع الطائرة تبدأ من الجناح الذي يتم تحديد طوله وسمكه ووزنه بناء على معادلات حسابية معقدة ترتبط بوزن الطائرة وأبعادها وكثافتها ومستويات مقاومة الهواء وغيرها من العوامل التي يتم حسابها باستخدام برامج إلكترونية حديثة متخصصة في هذا المجال.

وحول المواصفات الفنية للطائرة التي سميت «Eagle Eye» عين الصقر التي تم استعراضها ضمن جناح كليات التقنية العليا في معرض الطيران قال البلوشي إنها طائرة مدنية ذات محرك واحد بوزن يصل إلى نحو 590 كيلو جراما وتصل سرعتها إلى نحو415 ك/ الساعة، لافتاً إلى أن الطائرة ستكون قادرة على الطيران لنحو أربع ساعات.

وتولى الطالب بدر البستكي عملية تقديم شرح تفصيلي عن الطائرة لزوار جناح كليات التقنية بمعرض الطيران، حيث أكد أن فكرة تصنيع الطائرة بدأت كمشروع تخرج لأحد الطلاب ثم تطور الأمر بعد ذلك ليصبح مشروعاً متكاملاً يهدف إلى تصنيع أول طائرة محلية الصنع.

وقال البستكي إن الطلبة الإماراتيين الذين شاركوا في تصنيع الطائرة يشعرون بفخر كبير انطلاقا من اعتقادهم بأن التطبيق العملي للنظريات العلمية التي يتم دراستها يؤهلهم للمساهمة مستقبلاً في مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة ولاسيما في قطاع الطيران.

من جانبه، قال الطالب عبدالله إبراهيم إنه إلى جانب أن المشروع يشكل أول مبادرة من مؤسسة علمية لتصميم وتصنيع هيكل الطائرة محلياً، أضاف الطلاب تحديا جديدا للمشروع وقاموا باستخدام منتج محلي من الألمونيوم الذي يعد العنصر الأساسي لتصنيع الجناح.

وأضاف إن إقدام طلاب كلية التقنية على عملية تصميم تصنيع الهيكل كانت خطوة جريئة، حيث يشكل الهيكل عادة ما يشكل نحو 50% من عملية تصنيع الطائرة لذا جرت العادة في السابق على استيراد الهيكل والمكونات الرئيسية للطائرة جاهزة والاكتفاء بتجميعها محلياً.

من ناحية أخرى، أكد مدير كليات التقنية العليا على مستوى الدولة أن مشاركة كليات التقنية في معرض دبي الجوي تكتسب أهمية بالغة، حيث تتيح الفرصة لعرض مشاريع ومبادراتهم، إضافة إلى الاطلاع على أحدث ما تقدمه الشركات العالمية العارضة.

ونوه كمالي بأن هذه المشاركة المتميزة تعطي الفرصة لطلاب كليات التقنية العليا في تخصص هندسة الطيران للاطلاع على ما في المعرض من تقنيات حديثة تكسبهم معرفة أحدث ما توفره تكنولوجيا الطيران عالمياً.

ولفت كمالي إلى أن تكنولوجيا الطيران تعد من المجالات التخصصية الدقيقة التي تتطلب أن يكون طلابها على اطلاع دائم على أحدث الابتكارات التقنية في هذا المجال.

وأشار إلى أن كليات التقنية في الدولة تعد بمثابة رافد رئيسي لإمداد سوق العمل بالكوادر الموطنة في قطاع الطيران، مشيراً إلى أن شريحة كبيرة من القيادات الحالية بالقطاع من خريجي كليات التقنية.

وقال «حرصنا على أن يقوم طلبة الكليات الدارسون في تخصصات هندسة الطيران ومشرفوهم من أعضاء الهيئة التدريسية بإدارة الجناح كليات التقنية في معرض دبي للطيران حيث يناقشون المشاريع الطلابية والمساقات الدراسية المتصلة بحقل الطيران».

وبلغت المساحة الإجمالية لمنصة العرض في جناح كليات التقنية العليا 200 متر مربع، ويقع الجناح بقرب المدخل الأمامي للمعرض بجانب الجناحين المخصصين لشركتي مبادلة وبوينج.

المصدر:  يوسف العربي – صحيفة الاتحاد