الاحتلال يعترف بإعدام شهيد في الخليل لم يحمل حزاما ً ناسفا ً

أخبار

اعترف جيش الاحتلال بأن الشهيد الفلسطيني عبدالفتاح الشريف الذي تم إعدامه في الخليل لم يكن يحمل مواد متفجرة أو حزاماً ناسفاً، نافياً بذلك مزاعم الجندي الذي أعدمه ومحاميه واليمين المتطرف الذي عبر عن تأييده للجريمة التي اقترفها الجندي «الإسرائيلي».

ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر عسكرية تأكيدها أن التحقيق الأولي الذي أجراه جيش الاحتلال أظهر أن الجندي الذي أطلق الرصاصة على رأسه وأدت إلى استشهاده، جاء إلى موقع الجريمة بعد ست دقائق، وبعد أن كان الشريف ممدداً على الأرض ولا يقوى على الحركة، وكان زميله قد استشهد.

وذكر جيش الحرب أنه قبل قدوم القوة التي كان الجندي أحد أفرادها، تفحص ضابط جسد الشريف وتأكد من أنه لا يحمل حزاماً ناسفاً.

ويظهر الفيديو الذي يوثق جريمة الإعدام الذي صوره متطوع فلسطيني في منظمة «بيتسيلم» أن عدداً كبيراً من الجنود تواجدوا حول الشريف، وتبين في غضون ذلك أن الجندي منفذ جريمة الإعدام ينتمي لليمين المتطرف.

ودافع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عما أسماه «أخلاق» الجيش بعد اعتقال الجندي منذ عملية الإعدام.

واعتقل الجيش الخميس الجندي الذي ظهر في تسجيل فيديو وهو يطلق النار على رأس الفلسطيني بينما كان ملقى على الأرض بعد طعنه جندياً آخر، والسكين ملقى بعيداً عنه. واستشهد رمزي عزيز القصراوي (21 عاماً) وعبدالفتاح يسري الشريف (21 عاماً) وهما من الخليل صباح الخميس بعد أن أقدما على طعن جندي «إسرائيلي».

ويظهر شريط الفيديو الذي تم تبادله بشكل واسع على الإنترنت وعرضته قنوات التلفزيون «الإسرائيلية» واحدة من أوضح الحالات على استخدام القوات «الإسرائيلية» للقوة المفرطة ضد الفلسطينيين. وفي الشريط، تصل سيارات إسعاف «إسرائيلية» إلى المكان وتبدأ بنقل الجندي المصاب بجروح طفيفة، في حين يوجد شخصان مصابان ممددان على الأرض.

وكانت منظمة بيتسيلم «الإسرائيلية» كتبت «في هذه الأثناء يطلب أحد الجنود من السيارة الرجوع قليلاً لتغطية إطلاق النار على رأس الشاب الفلسطيني الملقى أرضاً». وأكدت أن الشاب عبدالفتاح الشريف هو الذي يظهر في الفيديو. ويسمع صوت الرصاص ويرتفع رأس الشاب قليلاً ويسقط أرضاً مع إطلاق النار.

وندد المدافعون عن حقوق الإنسان ب«الإعدام» بينما وصفه الفلسطينيون ب«جريمة حرب».

وقال نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته «أي تشكيك في أخلاق الجيش أمر مرفوض وشائن». وأضاف «الجنود «الإسرائيليون» أولادنا يحافظون على قيم أخلاقية عالية وهم يحاربون بشجاعة قتلة متعطشين للدماء في ظروف عملانية صعبة». 

وقال وزير التعليم نفتالي بينيت من حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف إن تأنيب الجندي يضر بالبلاد. وأضاف «أن الهجوم على الجندي الذي يحمينا جميعاً حتى قبل أن يبدأ التحقيق يضر بالجيش وبسمعة «إسرائيل» وبمساعينا لإحباط هجمات مستقبلية».

وقال افيغدور ليبرمان وزير الخارجية السابق القومي إنه «من النفاق ومن غير المبرر التكاتف ضد الجندي».

ووضع اليمين المتطرف مئات من الملصقات والمنشورات على جدران في عدة مدن يطالب فيها باستقالة رئيس الأركان جادي ايزنكوت ونتنياهو ووزير الحرب موشيه يعالون مرفقة بشعار «عندما يأتي أحد لقتلك، اقتله أولاً».

وذكرت إذاعة الجيش «الإسرائيلي» أن 11 دقيقة مرت بين وقت إصابة الفلسطينيين بعد أن هاجما جندياً وبين قيام الجندي بقتل الشاب. 

ونقلت منظمة هيومن رايتس ووتش أن المتطوع الذي صور شريط الفيديو في الخليل، عماد أبو شمسية تلقى تهديدات من الجيش ومن مجهولين.

وقالت الخارجية الفلسطينية: «أسقطت مقاطع الفيديو جميع الشعارات التي يتغنى بها قادة الاحتلال عن أخلاقيات الجيش «الإسرائيلي».

وطالبت الوزارة المجتمع الدولي والمنظمات والمجالس الحقوقية والقانونية والإنسانية الدولية، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية، بضرورة إجراء مراجعة قانونية دولية شاملة، لجميع عمليات الإعدام الميدانية؛ للوقوف على حقيقة وملابسات تلك الجرائم، وتقديم المجرمين وقادتهم للمحاكم الدولية المختصة.

وطالب محافظ الخليل كامل حميد، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جريمة إعدام الاحتلال الشابين: رمزي القصراوي، وعبد الفتاح الشريف، في مدينة الخليل الخميس الماضي.

ودانت جامعة الدول العربية أمس بأشد العبارات عملية إعدام ميدانية لشاب فلسطيني جريح في الخليل بالضفة الغربية.

المصدر: صحيفة الخليج