«التربية» تطلق أسبوعاً وطنياً للوقاية من التنمر في المدارس

أخبار

تطلق وزارة التربية والتعليم اليوم بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وبمشاركة أكثر من 20 جهة محلية واتحادية حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر خلال الفترة من 22 إلى 28 أبريل الجاري وذلك بهدف رفع مستوى الوعي حول ظاهرة التنمر في جميع أنحاء الإمارات.

تأتي الحملة تحت رعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

وسيقوم على مدار هذا الأسبوع مجموعة من المعلمين والخبراء الاستشاريين المدربين بزيارة المدارس الحكومية والخاصة وإلقاء الضوء على شتى المسائل المتعلقة بالتنمر مثل ماهية التنمر وأشكاله المختلفة وما هو التنمر عبر الإنترنت وما هي خصائص الشخص المتنمر وتأثير التنمر على الأطفال وكيف يمكن أن يؤثر التنمر سلباً على حياتهم وصحتهم العقلية ولماذا يتصرف المتنمرون بالطريقة التي يتصرفون بها.

وسيتم خلال هذه الزيارات إرشاد الطلبة وتقديم النصح لهم حول كيفية التصرف مع الشخص المتنمر والتصدي له وكيفية التصرف عند مشاهدة شخص يتعرض للتنمر في المدرسة أو المنزل أو في أي مكان آخر.

دافعية

وأكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن تنظيم حملة الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يمنح الوزارة وشركاءها الدافعية والتكاملية ويحفز الجهود ويوحدها لدعم الأطفال وتنفيذ أفضل البرامج والمبادرات التي تحقق الرفاه لهم، لافتاً إلى أن جهود سموها في تعزيز مقومات الحياة لدى هذه الشريحة وحمايتها كان له بالغ الأثر في تحقيق الاستقرار لها.

وقال معاليه إن قضية مهمة مثل التنمر لا يمكن بأي حال من الأحوال استثنائها أو إهمالها كونها من القضايا الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر في الظروف المحيطة بالطالب والتي قد توسع الفجوة بينه وبين مجتمعه المدرسي إذا لم يتم التعامل معها بمنهجية مدروسة وبحث ومعالجة مسبباتها من جذورها عبر جمع البيانات حولها وتقدير حجمها في مدارسنا.

وأضاف أن الوزارة حريصة كل الحرص على توفير معلومات دقيقة حول التنمر في البيئة المدرسية للحصول على فكرة واضحة حول مدى شيوع التنمر في مدارسنا والتمكن من تزويد صناع القرار التربوي بالبيانات التي تساعدهم في اتخاذ القرارات الصائبة في هذا الشأن، مشيراً إلى أن فعاليات الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر تهدف إلى ترسيخ مفاهيم تربوية ذات صلة وأثر كبير في مجتمعنا عبر تسليط الضوء على ضرورة تكاتف الجهود المجتمعية والمؤسسية للقضاء عليها.

تصميم

من جانبها قالت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام في تصريح لها: «نحن مصممون في ضوء هذه الحملة التوعوية على تثقيف طلابنا وطالباتنا ورفع وعي الجمهور حول ظاهرة التنمر وآثارها الضارة، مشيرة إلى أن دراسات بحثية متعددة قد توصلت إلى أن آثار التنمر في المدى القريب وعلى المدى البعيد على الأشخاص المتعرضين للتنمر وعلى النظام التعليمي أو المجتمع بشكل عام هي أشد عمقاً وديمومة على عكس ما كان يعتقد سابقاً».

وأضافت معاليها أن التنمر يؤثر بشكل سلبي على أداء الطلاب التعليمي ونموهم العاطفي والعقلي فعلى سبيل المثال غالباً ما يكون تكرار التنابز بالألقاب والشتائم والمضايقة والاعتداء الجسدي سبباً في زيادة التغيب بين هؤلاء الطلبة الذين يشعرون بالاستضعاف وعدم الأمان والإقصاء.

وأوضحت أنه وفقاً لأحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية فإن عدداً كبيراً من أطفال مدارسنا يتولد لديهم إحساس متنام بأن المدرسة ليست مكاناً آمناً بالنسبة لهم وبالتالي تسهم هذه المشاعر في إيجاد البيئة المدرسية التي تضطرب فيها العملية التعليمية ويتم هدر الوقت المخصص للتدريس في إدارة الفصل الدراسي بينما يزدهر أداء المعلمين والطلبة في بيئة العمل الآمنة والخالية من التنمر والقائمة على الاحترام والإيجابية، كذلك فإن معنويات الطلبة تتحسن بشكل كبير عندما يكون المعلمون والمربون قادرين على التركيز بشكل أكبر على التدريس وبشكل أقل على تحقيق الانضباط في المدرسة، مؤكدة أن الثقافة المدرسية القائمة على الاحترام بشكل عام تولد بيئة أكثر ترحيباً لأسرة الطالب ويمكنها من أن تسهم في زيادة مشاركة الوالدين في إنجاح العملية التعليمية.

فرصة

من جانبه أكد معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، أن الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر في البيئة المدرسية فرصة مهمة لتسليط الضوء على هذه الظاهرة وتثقيف المجتمع عنها الأمر الذي تتحقق أهدافه بالدرجة الأولى من خلال تقاسم الأدوار بين البيت والمدرسة والتواصل المستمر بين أقطاب العملية التربوية بما يسهم في تصحيح ومعالجة المسارات السلوكية وتفادي تأثيرها على المجتمع المدرسي.

وقال إن البيئة التعليمية المستقرة الخالية من الشوائب والتراكمات السلبية هي البيئة التي نتطلع إليها ونريدها لطلبتنا فلا يمكن ضمان تحصيل تعليم جيد في ظل مخاوف وانعكاسات تولدها ظاهرة التنمر التي تطال طلبة يكونون ضحية لهذا السلوك سواء بالإيذاء اللفظي أو البدني.

وأضاف معاليه أن من إحدى علامات التعرض للتنمر هي ظهور علامات انسحاب على الطالب من المشاركة في أنشطة التعليم بأشكالها المختلفة في محاولة للتهرب مما يتعرض له من تنمر على يد أقرانه في المدرسة وهنا يكمن كل من الضرر المتمثل بالتأثير السلبي على أداء الطالب وكذلك الحاجة لمجابهة هذه الظاهرة والتصدي لها بكافة الأشكال.

ولفت معاليه إلى أن ظاهرة التنمر قد تستمر بتأثيرها السلبي على الطالب في مرحلة الدراسة الجامعية مما قد يدفعه إلى ترك مقاعد الدراسة أو الانزواء باستمرار وقد يخلق منه في بعض الأحيان شخصية متنمرة تحاول بدورها مضايقة من تصادفهم من ضعاف.

وأعتبر أن الأسبوع الوطني للوقاية من التنمر والذي يأتي برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك يشكل إضافة قيمة للميدان التربوي ويعكس جهود سموها المستمرة في تطوير منظومة التعليم.

تثمين

من جانبها ثمنت معالي حصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، مبادرة أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك على رعايتها لهذه الحملة وحرصها على استنهاض الجهود وتحفيز التعاون بين وزارة التربية والتعليم والجهات المعنية بالنشء لمواجهة ظاهرة التنمر ووضع الخطط والمبادرات الكفيلة بحماية النشء.

وأكدت أن وزارة تنمية المجتمع معنية بدعم سياسات وقوانين حكومة دولة الإمارات الرشيدة في حماية حقوق الأطفال والشباب وتوفير كافة مقومات الرعاية والتنمية الاجتماعية السليمة لبناء أجيال تنعم بالأمان والاستقرار النفسي والتماسك العائلي بما يضمن استدامة السعادة في مجتمعنا وتلاحمه.

وذكرت معاليها أن السياسة الوطنية للأسرة التي تم اعتمادها أخيراً تتضمن في أحد محاورها حماية الأسرة من خلال تطوير برامج إرشادية وتوعوية تتناول كيفية صون سلامة الطفل النفسية والعاطفية.

صحة

من جانبها أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للسعادة وجودة الحياة، الدور المهم الذي تقوم به اللجنة الوطنية للوقاية من التنمر في تعزيز ثقافة الإيجابية وغرس القيم الأخلاقية التي من شأنها الحد من سلوك التنمر وتأثيره النفسي لدى الطلبة في مدارس الإمارات العربية المتحدة، منوهة بأن الاهتمام بالصحة النفسية لطلابنا يمثل أولوية وعنصراً أساسياً في التنشئة السوية لجيل المستقبل، حيث إن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الوقاية من الأمراض الجسدية وتتطلب معالجة استباقية للأسباب الحقيقية التي تدفع الطالب للتنمر على زملائه.

وأكدت الريم بنت عبدالله الفلاسي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، اهتمام المجلس بجودة حياة الطلبة والطالبات، مشيرة إلى أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك من منطلق حرصها على إتاحة الفرص الرائدة للطلبة من العلم وجهت بوضع برامج خاصة بهم للنهوض بمستوياتهم وتوجهاتهم الفكرية والحياتية نحو الأفضل.

ولفتت إلى أن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وضع برنامجاً لمكافحة التنمر في المدارس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، حيث تم تطبيق البرنامج على أكثر من 60 مدرسة بالإضافة إلى مديري ومديرات المدارس والمرشدين والمرشدات الأكاديميين والممرضين والممرضات.
المصدر: البيان