الجبير: أزمة قطر صغيرة جداً لا ينبغي أن تشغل الناس

أخبار

وصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أمس أزمة قطر مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) بأنها صغيرة جدا لا ينبغي أن تشغل انتباه الناس، وقال في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الأميركية إن بلاده لا تتبع سياسة تغيير الحكومات وإنما تركز على سياسة تغيير السلوك وعدم نشر خطاب الكراهية والتحريض من خلال وسائل الإعلام الخاصة بها». وأضاف «اعتقد أن القطريين في حالة إنكار، وأنهم بحاجة إلى الانتقال من هذه الحالة إلى التأمل حتى يتمكنوا من حل الأزمة.. إن القضية القطرية صغيرة جدا ولدينا مشاكل أكبر نتعامل معها الآن، مثل الإرهاب والتطرف والسلوك الإيراني العدواني».

وتابع الجبير «لا ينبغي أن تشغل قضية قطر انتباه الناس، فما الذي فعلته الدوحة منذ بدء الأزمة سوى توقيع وثيقة لمنع مكافحة الإرهاب مع واشنطن، وهو الأمر الذي رفضت القيام به منذ سنوات، هذا فضلا عن أنها سمحت للسلطات الأميركية بالولوج إلى نظامها المصرفي»، وأضاف «قطر خفضت دعمها للجماعات الإرهابية في سوريا وليبيا ما فتح الباب أمام تسوية سياسية هناك، وخفضت دعمها لحركة حماس، ما أجبرها على إبرام اتفاق المصالحة مع السلطة الفلسطينية».

وسخرت صحيفة «عكاظ» السعودية من تشدق قطر بلفظ «السيادة» في مواجهة قرارات المقاطعة وإصرار المسؤولين القطريين على تكرار المصطلح بطريقة مثيرة للسخرية في الشارع العربي، في حين تتنازل عن المصطلح ومعناه أمام تركيا، لافتة في تعليق نشرته أمس إلى زيارة وزير الدفاع التركي نورالدين جانيكلي، للقاعدة العسكرية في قطر، وأضافت «أثار حديث المسؤولين القطريين عن السيادة، في ظل تواجد آلاف الجنود الأجانب في هذه الإمارة وتجريد المواطنين القطريين من جنسياتهم، موجة سخرية عارمة في الأوساط الشعبية العربية، وسط تنديد مستمر من منظمات حقوقية بانتهاكات النظام القطري ضد مواطنيه».

من جهته، علق مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير أحمد القوسي على خطة الرئيس دونالد ترامب لاستضافة دول المقاطعة العربية في منتجع كامب ديفيد لحلحلة الأزمة القطرية، بالقول إنه من الطبيعي أن تكون هناك جهود أميركية لاستيعاب الصراع بين الدول الأربع وقطر، وأضاف في تصريحات لـ«صدى البلد» «لا أعتقد بنجاح المسعى الأميركي لأن الأدوار القطرية بدأت تؤثر على دول المقاطعة وتهدد أمنها، خاصة بعد خروج ضابط ليبي يقوم بتهديد مصر بعد لقاء جمعه مع أمير قطر»، متسائلا «هل يمكن أن تتصالح البحرين في ظل تهديد قطر لأمنها القومي؟ وهل تتصالح السعودية بعد إطلاق صاروخ عليها؟ وتابع، أن الأزمة سوف تظل مفتوحة ومحكومة في مستوى التوتر ولن تدخل في أدوار انفعالية.

من ناحيتها، توقعت صحيفة «كونفرسيشن» الأميركية إنّ ما تواجهه قطر قد يؤدي لتغيير محتمل في شكل السلطة بالإمارة قريبا، لاسيما وأن المقاطعة دخلت شهرها السادس، بسبب دعم قطر للجماعات الإرهابية.

وقالت إنّ «الإجراءات التي تفرضها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضربت قطر بقوة، رغم تلقى الدوحة مساعدات تركية وإيرانية»، وأضافت أن «الدوحة اضطرّت بالفعل لضخّ أكثر من 40 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية الذي تبلغ قيمته نحو 340 مليار دولار في بنوكها، في الوقت الذي تبيع حصصا للعديد من الشركات الأجنبية».

وأشارت الصحيفة، إلى مزيد من التخفيضات في مرتبة قطر الائتمانية، وفقا لوكالات التصنيف، والتي تحولت لدرجة سلبية، بسبب تحول موقف قطر إلى هش للغاية، ومن المنتظر أن تصل الدوحة إلى طاولة المفاوضات. وأكدّت أن موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب يبدو قويًا، وأكثر إصرارًا على المطالب من قطر، وبدا ذلك واضحًا خلال اجتماعها الوزاري الأخير في نيويورك، حيث انتهت إلى أنه لن يكون هناك حوار مع قطر حتى يتم الوفاء بجميع المطالب. وخلصت إلى تقارير حول وجود خطة بديلة لدى المقاطعة العربية في تغيير النظام القطري الحاكم بسبب طرح قيادات من المعارضة القطرية بالخارج، ونتيجة الأزمة الاقتصادية الشديدة، أو على الأقل قد تجبرها على التفاوض.

المصدر: الاتحاد