الجبير: قطر منحت جوازها لأكبر إرهابي عرفته السعودية

أخبار

كشف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الدوحة منحت جوازاً قطرياً للإرهابي عبدالعزيز المقرن مكنه من دخول أراضي المملكة، وتمكن من تنفيذ عدة عمليات إرهابية. وأضاف الجبير أن الدوحة قدمت تسهيلات للمقرن، أحد أخطر الإرهابيين الذين عرفتهم المملكة، حتى ارتكابه ثلاثة جرائم إرهابية في المملكة قبل مقتله على يد أجهزة الأمن السعودي، مؤكداً تورط قطر في العمليات الإرهابية التي تعرضت لها المملكة طوال العقدين الماضيين.

يقدم هذا الإعلان دليلا جديدا يضاف إلى قائمة طويلة من الأدلة، التي تثبت تورط قطر بدعم الإرهابيين وتجنيسهم، لضرب أمن دول الخليج وغيرها من الدول المجاورة.

وكان المقرن قضى مدداً متفاوتة ما بين 1990 و1994 في أفغانستان ثم قاتل أيضا في الجزائر والبوسنة، ثم عاد إلى الرياض في 2004 عبر جواز سفر قطري منفذاً عدة هجمات في المملكة منها استهداف مبنى إدارة الطوارئ بوزارة الداخلية في الرياض ما أسفر عن قتلى وجرحى.

وتمكنت الأجهزة الأمنية من قتله في 18 يونيو/ حزيران 2004، في عملية أمنية بحي الملز في الرياض، وهو يحمل الجواز القطري للتنقل، وأشرف على تفجيرات المحيا والخبر، وكان سبق أن قاتل في البوسنة وأفغانستان وإثيوبيا والجزائر، وقضى أكثر من 16 عاماً في خدمة«القاعدة».

واستهدف تنظيم القاعدة بقيادة المقرن هجوم ينبع في المدينة الصناعية النموذجية، بعدها قتل التنظيم مواطناً ألمانياً بالرصاص في حي الحمرا، كما نفذوا 3 هجمات أخرى أدت إلى مقتل 20 شخصاً.

وتزعم المقرن، تنظيم القاعدة في السعودية لمدة ثلاثة أشهر، كانت الأكثر دموية في تاريخها. وبدأ الرجل رحلة التطرف من أفغانستان في التسعينيات، حيث تلقى تدريبه في معسكرات القاعدة. وبعد تنقله بين دول عدة، عاد إلى الرياض متزعماً القاعدة، بمهمة دموية، عبر جواز سفر قطري. وبدأت المهمة الإرهابية للمقرن وأتباعه عام 2004، فيما يعرف ب«تفجير المرور» بالرياض، حين استهدفت سيارة مفخخة مبنى إدارة الطوارئ بوزارة الداخلية ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي مايو/ أيار من العام نفسه، نفذ التنظيم «هجوم ينبع» مستهدفاً شركة في المدينة الصناعية النموذجية وأوقع ذلك الاعتداء الإرهابي قتلى وجرحى قبل أن يُقتل المنفذون باشتباكات مع الشرطة. وبعدها بثلاثة أسابيع قتل التنظيم بالرصاص مواطناً ألمانياً في حي الحمرا بالرياض.

وفي الشهر ذاته نفذ تنظيم القاعدة بالخبر اعتداء من ثلاث مراحل، قتل فيها رجال أمن وموظفين ونحو 22 شخصا في فندق من بينهم أجانب.

أما الحادثة المفصلية فكانت في التاسع من يونيو حين قتلوا موظفا أمريكيا في شركة حربية وخطفوا آخر، واستغل التنظيم المخطوف لمساومة السلطات، والمطالبة بالإفراج عن معتقلين للقاعدة مقابل عدم قتله. وانتهت العملية بقتل التنظيم الإرهابي للرهينة الأمريكي، وكانت هذه الحادثة بداية النهاية لتنظيم القاعدة بالسعودية.

من جهة أخرى، قال السفير السعودي في الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي، إنه يترتب على الحكومة القطرية أن تقرر بنفسها أين تقع مصلحتها، إن كانت مع إخوانها العرب وجيرانها في الخليج، أو أن تختار دولاً أخرى، مشيراً إلى أن اللعب على تناقضات الدول ومحاولة نشر الفوضى وإثارة الفتن لم يعد مجدياً.

وأوضح الأمير خالد في حوار أجرته معه صحيفة «اليوم» السعودية، أن ما يربط قطر وإيران علاقة تآمر، مشيراً إلى أن دعم الدوحة لبعض المنظمات ليس من أجل الخير، بل هو دعم سياسي تحريضي لنقض الأمن وزعزعة استقرار الدول الأربع.

وأضاف السفير أنه يستبعد اللجوء إلى الحل العسكري، موضحاً أن سياسة المملكة ليست ضد سيادة الدول بل تنتهج نهجاً بعدم التدخل في شؤون الآخرين.

وأضاف الأمير: «قناة الجزيرة تروج للحرية الصحفية وحرية الفرد وحرية الرأي وتدعو إلى ما يسمى الديمقراطية، فكل هذه الأشياء النبيلة أو ما يعتقد أنها نبيلة لا تجدها في قطر، فالأولى أن تقوم الجزيرة بنقل ما يحدث داخلياً».

وقال: «أصبح لزاماً على الحكومة القطرية أن تقرر هي بنفسها أين تقع مصلحتها، هل هي مع إخوانها وجيرانها أو مع دول أخرى، وهي لا تأخذ بالاعتبار مكانها الجغرافي وبعدها الديمغرافي، ولكن الحق دائماً يبقى، فاللعب على تناقضات الدول ومحاولة نشر الفوضى وإثارة الفتن في الدول داخلياً لم يعد مجدياً، فهذه الوسائل تم استعمالها سابقاً في فترة الخمسينيات والستينيات إلا أنها لم تنجح».

(وكالات)

المصدر: الخليج