الجيش العراقي يحرر «حمام العليل» ويطهر 6 أحياء في الموصل

أخبار

شهدت معركة الموصل في العراق، أمس، تطوراً عسكرياً لافتاً مع إعلان قيادة عمليات نينوى رفع العلم العراقي على المجلس البلدي في ناحية حمام العليل، بعد نجاح الاقتحام صباح أمس، في حين سجلت القوات العراقية، مدعومة بالتحالف الدولي، في معركتها لتحرير الموصل من «داعش» تقدماً إضافياً في شرقي الموصل واستعادت ستة أحياء وسط اشتباكات عنيفة، فيما استهدف التنظيم المتطرف النازحين بعبوتين ناسفتين في الحويجة، وقتل 26 شخصاً بينهم نساء وأطفال، في حين قتل 10 أشخاص وأصيب 37 آخرون في سلسلة تفجيرات ضربت بغداد، وفي وقت سابق أعلنت الحكومة العراقية إحباطها هجوماً كبيراً كان يعتزم «داعش» شنه على بغداد.

ودخلت عناصر من الشرطة الاتحادية، إلى ناحية حمام العليل، وهي آخر المواقع الواقعة جنوب الموصل. وقال اللواء ثامر الحسيني إن قوات الشرطة الاتحادية أمنت البلدة من أكثر من جهة، وتعمل على تمشيطها والمناطق المحيطة بها بالكامل من عناصر «داعش».

وفي الأثناء، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إنه تم «تحرير قرى الزفتية وطقطق وسنانيك وقتل القيادي في داعش (عمار صالح أبوبكر) جنوب غرب حمام العليل».

وأعلنت القوات العراقية أنها سيطرت على أحياء في شرقي مدينة الموصل، لكنها أكدت أنها تواجه مقاومة شرسة من عناصر تنظيم «داعش»، مما أجبرها على القيام بتراجع جزئي بعيد تقدمها داخل شوارع الموصل للمرة الأولى منذ انطلاق عملية استعادة المدينة.

وقال المقدم منتظر سالم من قوات مكافحة الإرهاب إن قوات مكافحة الإرهاب تقدمت إلى حي الكرامة (شرق المدينة)، مشيراً إلى أنها واجهت إطلاق نار كثيفاً من أسلحة رشاشة وقنابل من مقاتلي التنظيم. وشاهد فريق ل«فرانس برس» متواجد مع قوات مكافحة الإرهاب على المدخل الشرقي للموصل، جرافات ومدرعات تدخل حي الكرامة. وأفادت مراسلة «فرانس برس» بسماع إطلاق نار شبه متواصل، بينما وردت تقارير من الجبهة الأمامية على أجهزة القوات اللاسلكية تفيد بأن «داعش» أقام عوائق وزرع عبوات على طول الشوارع لعرقلة التقدم.

وأرغم ذلك القوات العراقية على القيام بإعادة انتشار جزئي. وقال أحد ضباط فرقة مكافحة الإرهاب «لم نكن نتوقع هذه المقاومة القوية، وفي كل طريق يوجد ساتر عليه دواعش وعبوات». وأضاف «كان من الأفضل أن نخرج من مكان الاشتباكات، ونضع خطة جديدة».

ورغم الاعتراف بضراوة المعارك، قالت قوات من جهاز مكافحة الإرهاب العراقية إنها استعادت ستة أحياء في شرق الموصل. وقال الضابط بجهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن طالب شغاتي إن جنوده شنوا عملية واسعة على مقاتلي التنظيم الذين أصبحوا الآن شبه محاصرين في آخر معقل لهم في العراق. وقال البيان إن «قطعات جهاز مكافحة الإرهاب تحرر أحياء الملايين والسماح والخضراء وكركوكلي والقدس والكرامة في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، وترفع العلم العراقي فوق المباني بعد تكبيد العدو خسائر بالأرواح والمعدات».

وفي سياق استهدافات «داعش» للنازحين، أفادت الشرطة العراقية بأن قنبلتين مزروعتين على الطريق انفجرتا أثناء مرور قافلة تقل عائلات عراقية فارة من بلدة واقعة تحت سيطرة التنظيم في شمال العراق في وقت متأخر من مساء أول أمس الجمعة مما أسفر عن سقوط 26 قتيلاً.

واستهدفت القنبلتان شاحنة تقل سكاناً من بلدة الحويجة على بعد نحو 120 كيلومتراً جنوب الموصل معقل «داعش» أثناء نقلهم إلى بلدة العلم المطلة على نهر دجلة. وقال العقيد نعمة الجبوري من شرطة المنطقة إن 17 من القتلى من النازحين. وقتل شرطي كان يرافق النازحين في سيارة دورية، في حين أعلنت الشرطة في وقت لاحق أن عدد القتلى ارتفع إلى 26 قتيلاً معظمهم من النساء والأطفال.

وقتل 10 عراقيين وأصيب 37 آخرون، إثر سلسلة تفجيرات منفصلة ضرب أنحاء متفرقة من العاصمة بغداد. وذكر ضابط في الشرطة العراقية أن قنابل مزروعة على جوانب الطرق انفجرت في مناطق الشيخ عمر وأبوغريب وراشد والعبيدي، مما أسفر عن سقوط القتلى. ووقع الهجوم الأكثر دموية في منطقة الشيخ عمر، عندما انفجرت قنبلة في مطعم شعبي به، حيث قتل 3 أشخاص وأصيب 9 آخرون، والقتلى فنيو صيانة كانوا يعملون في الجوار وذهبوا إلى المطعم للاستراحة.

وفي وقت سابق، أعلنت قيادة عمليات بغداد، إحباط مخطط لمهاجمة العاصمة بغداد في جانب الكرخ. وقالت القيادة في بيان، إن «مديرية استخبارات مكافحة إرهاب بغداد وبالتنسيق مع استخبارات قيادة عمليات بغداد تمكنت أمس، من إفشال مخطط لمهاجمة مدينة بغداد في جانب الكرخ عن طريق هجمات انتحارية». وأضافت القيادة، أن «القوات تمكنت من قتل أحد الانتحاريين والسيطرة على عجلة نوع ستاركس»، مشيرة إلى أنها كانت تحمل 45 عبوة ناسفة.

وفي محافظة كركوك قال مصدر أمني فيها، إن «سيارة انفجرت، أثناء تفخيخها من قبل عناصر «داعش» في منطقة الحي الصناعي بقضاء الحويجة، مما أسفر عن مقتل نحو 10 عناصر من التنظيم وإصابة 22 آخرين».

من جهة أخرى، صوت مجلس النواب خلال جلسته العلنية أمس على مشروع قانون بحظر استخدام الأسلحة الكاتمة.

المصدر: الخليج