الحمادي: «ترسيخ» تعزز ثقافة القراءة في الميدان التربوي

أخبار

كشف وزير التربية والتعليم، حسين إبراهيم الحمادي، عن مبادرة جديدة لتعزيز ثقافة القراءة لدى الطلبة وكل العاملين في الميدان التربوي، تحت عنوان «ترسيخ»، إضافة إلى تنفيذ خطة مدرسية مبتكرة تربط المناهج والتقويم مع الأنشطة اللاصفية لدعم ثقافة القراءة، وإدراج القراءة ضمن الخطة التشغيلية للمدارس، من خلال عقد اجتماعات تنسيقية تضم فريق المبادرة مع إدارة التطوير المؤسسي وكل قطاعات الوزارة.

وذكر أن الوزارة تعتزم تضمين معيار القراءة في تقييم أداء المدارس السنوي، الذي يختص بقياس فعالية برامج ومبادرات المدرسة، بحيث تهدف إلى تنمية مكانة القراءة في المجتمع المدرسي، ويتم قياس أثر هذه المبادرات في توجهات الطلبة نحو القراءة وتعزيز مهارات القراءة لدى الطلبة والمجتمع المدرسي والمحلي.

وأكد الحمادي في تصريحات صحافية أن «ترسيخ» تعمل على تعزيز مفهوم القراءة في الميدان التعليمي، خصوصاً الطلبة، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للقراءة 2026، وعام القراءة 2016، وإيجاد جيل قارئ ومجتمع مثقف وواعٍ، كما وضعت وزارة التربية والتعليم إطاراً شمولياً تندرج تحت مظلته معايير وتوجهات تعد ركائز أساسية لغرس القراءة في نفوس النشء.

وذكر أن الوزارة ترتكز على أربعة موجهات رئيسة، تتمثل في تعزيز القدرات اللغوية للطلبة صغار السن، وترسيخ القراءة جزءاً أساسياً في النظام التعليمي، فضلاً عن تأهيل الكوادر التعليمية، وتوفير المحتوى الداعم وبيئة مصادر التعلم المناسبة.

وقال الحمادي إن الحراك التنموي الذي تشهده الإمارات في مختلف الحقول، وما تقتضيه متطلبات الحداثة والمعرفة والجهود الحثيثة نحو التحول إلى مجتمع الاقتصاد المعرفي المستدام، يتطلب غرس عادة القراءة في المجتمع، وتحديداً الطلبة باعتبارهم اللبنة الأساسية والرهان الأصيل لمستقبل مشرق وواعد لدولة الإمارات».

وقال إن خطة الوزارة لتفعيل القراءة وتشجيع الميدان تتم عبر توظيف كل الإمكانات المتاحة، والشراكات الاستراتيجية للوزارة في طرح المبادرات النوعية وتعميمها في الميدان، والاستفادة أيضاً من التكنولوجيا والتقنيات الحديثة في تقديم المحتوى القرائي المنوع بقالب مبتكر وشيق، ومنوع وجاذب للقارئ، علاوة على توفير المعلومة والمرجع والكتاب بأشكاله المتعددة إلكترونياً، ليكون في متناول اليد من أي موقع وفي أي وقت كان.

من جانبها، قالت رئيس مشروع القراءة في وزارة التربية والتعليم، شريفة موسى، إن الوزارة تسعى إلى دعم العملية التعليمية بالتوافق مع استراتيجيات الوزارة، من خلال تهيئة وإعداد مراكز مصادر التعلم في جميع المدارس التعليم العام ورياض الأطفال، وفق أفضل النظم والمعايير والممارسات العالمية، حفزاً للإبداع والابتكار وللوصول إلى تحقيق أهداف التعليم المنشودة.

ويهدف المشروع إلى توفير بيئة تعليمية ممتعة وجاذبة ومحفزة للتعلم والابتكار، وتوفير مصادر تعلم حديثة داعمة للمنهج، وتشجيع التعلم الذاتي والمستمر من خلال توفير خبرات ومصادر تعلم متنوعة، وتنمية مهارات القرن 21 لدى الطالب، وترسيخ ثقافة القراءة بأنواعها في المجتمع المدرسي، وتفعيل الشراكة المجتمعية من خلال مراكز مصادر التعلم.

وأفادت موسى أنه تم تشكيل لجنة من «فريق الإمارات تقرأ» في الوزارة و قطاع المناهج والتقييم، تضم أعضاء من إدارة مصادر التعلم والحلول التعليمية، وأعضاء من إدارات مناهج الحلقات المختلفة، وذلك لوضع خطة لتزويد المكتبات المدرسية بمجموعة من الكتب والقصص والمحتويات التفاعلية لإثراء المنهاج، إضافة إلى تعزيز ثقافة القراءة لدى المجتمع المدرسي تماشياً مع توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بجعل عام 2016 عاماً للقراءة.

وذكرت أن اللجنة قامت بوضع معايير اختيار الكتب والقصص والمحتويات الإلكترونية، التي تتواءم مع المعايير الدولية وخصائص المرحلة العمرية ونواتج التعلم المراد تحقيقها، ومن ثم عقدت اللجنة لقاءات مع دور النشر، وقامت بزيارة المعارض الدولية، ومنها معرض الشارقة الدولي للكتاب ومهرجان الشارقة القرائي ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب. كما تم تصميم استطلاع للرأي لكل من الطلبة والمعلمين وأولياء الأمور للتعرف على نوعية القصص والكتب والمحتويات التعليمية المفضلة لديهم.

وعكفت اللجنة على اختيار مجموعة كبيرة من الكتب في مختلف المجالات العلمية والوطنية والثقافية والاجتماعية، ومجالات التنمية المهنية، وقامت اللجنة بتقييم بعض هذه الكتب من خلال التطبيق الإلكتروني، الذي ضم استمارات تقييم إلكترونية أعدت خصيصاً لهذا الغرض، ويسهل الوصول إليها عبر مختلف منصات التشغيل المختلفة، كما يمكن الوصول إليها من خلال الهاتف المتحرك، وفق معايير اختيار الكتب المعتمدة من قبل الوزارة، وكذلك معايير الأجندة الوطنية والوثيقة الوطنية، وقد قامت اللجنة بتقييم ما يقارب 12 ألف عنوان، وقد تم اعتماد 950 عنواناً حتى الآن والمحتويات التفاعلية.

وبلغت مشتريات الكتب، في الفترة من نوفمبر العام الماضي، إلى مارس من العام الجاري، ستة ملايين و800 ألف درهم، إضافة إلى أن مشتريات معرض أبوظبي للكتاب بلغت حتى الآن ما يقارب أربعة ملايين و300 ألف درهم، وسيتم توريدها للمكتبات خلال الأيام المقبلة.

المصدر: الإمارات اليوم