الرياض لا تُريدها زيارة تخديرية – عبدالله الشمري

أخبار

أعلنت واشنطن رسميا الزيارة المقررة للرئيس الامريكي باراك أوباما يومي الجمعة والسبت القادمين برفقة وفد سياسي هام ومحدود يتكون من وزير الخارجية ،ومستشارة الامن الوطني ومساعد الرئيس ونائب مستشارة الأمن الوطني والمساعد الخاص للرئيس ومنسق البيت الأبيض لشئون الشرق الأوسط والخليج ، ولحسن التصادف أن المقال يكتب من مسافة لا تبعد ربما أكثر من كيلو متر من البيت الابيض ، وبعد لقاءات وزيارات غير رسمية للخارجية الأمريكية ومراكز الأبحاث في العاصمة واشنطن ومجلس الوطني للعلاقات العربية الامريكية ولقاءات مع أكاديميين في جامعتى واشنطن وجورج واشنطن ومسئولين ودبلوماسيين خليجيين وعرب في العاصمة الامريكية .

أولا : سأتحدث عن وجه النظر السعودية غير الرسمية والرسمية فالدكتور صالح الخثلان وفي مقال له في صحيفة الحياة عبر عن وجه نظر أكاديمية متفائلة وذهب الى ” أن الرياض وواشنطن نجحتا في تحصين هذه العلاقة ضد أي تهديد واستطاع صناع القرار في العاصمتين تحويل كل تحدٍ للعلاقة إلى فرصة لتمتينها والانطلاق بها من جديد نحو فضاءات أرحب من التعاون الاستراتيجي و” أن السر في متانة التحالف السعودي الأمريكي نجده في الكيفية التي تدار بها العلاقة وأن ” سر صمود التحالف السعودي الأمريكي خلال هذه العقود: “تأطير وتقنين الاختلاف مهما كان حجمه” ، لكن مسئولاً سعودياً رفعياً ذكر لى بصراحة أمرا مختلفا ولا يمكن وصفه بالمتفائل فهو يرى ” أن زيارة الرئيس أوباما قد تمثل فرصة أو قد تمثل إستمرار لأزمة موجودة في العلاقات الثنائية ، وأنه من غير الصحي محاولة اخفائها او تحريم الحديث عنها فالرياض وبصراحة سترحب بحرارة بالرئيس الأمريكي والوفد المرافق له ولكنها لا تريد أن تسمع منه كلاما معسولا مكرارا ووعودا شفهية لن تتحول لسياسات ، هي تردي أفعالاً لا أقوالاً . مضيفا ” انه ليس سرا أن الرياض ليست مقتنعة بكثير من من مواقف الرئيس أوباما سواء فيما يتعلق بموقفه من سوريا أو من مصر أو من هرولته نحو طهران دون مقابل وعلى حساب حلفائه التاريخيين، يجب أن لا تكون الزيارة تخديرية ”

ربما ما يثبت كلام المسئول السعودي ما ذهب اليه الرئيس الأمريكي نفسه والذي قال بوضوح قبل أسابيع “على حلفائنا السنّة أن يتفهموا علاقاتنا مع إيران”… فهي “دولة تملك رؤية استراتيجية”..”ودولة قوية”.. وقد قبلت “التعاون معنا على قاعدة الربح والخسارة”، وهذا “جيد بالنسبة لنا”.

نعم قد يكون هذا الكلام براجماتيا بالنسبة لأدارة أوباما لكنه ليس جيداً من منظور الرياض والتي ترى أن إدارة الرئيس أوباما إنسحبت فجأه من المنطقة ومن العالم أيضا .

ماذا يقول الأمريكان ؟ بالنسبة لوجة النظر الامريكية والتي أنقلها من واشنطن أيضا و عبر مسئولين سابقين وأكاديميين فهي ذات وجهين ، الأول: ويمثله الديمقراطيين ويهم يرون أنه آن لأمريكا أن ترتاح قليلا من أزمات الشرق الأوسط وتغليب المصالح على الايدلويجيا والتي كلفت واشنطن كثيرا في السابق ويذهبون أنه من حق الرياض ممارسه سياسات مستقله وجرئية لكن دون أن يربط ذلك بتوقع دعم أمريكي ، بل ويذهب البعض الى أنه يجب على الرياض عدم التعامل بعاطفية بل بواقعية.

أما الرأي الثاني والذي يمثله جمهوريون وأمربكيون أخرون فهم يؤمنون أن سياسات الرئيس أوباما تسببت في زيادة الفوضى في الشرق الاوسط وخاصة بعد أن تركت أمريكا المنطقة فجأه وأن الرئيس أوباما قد يكون كشخص محبوباً لكن سياسيا لا يوجد لدية قيادة مؤثرة رغم وجود فريق مميز.

السؤال الأخير : ماهي الخيارات السعودية في حالة عدم تقديم واشنطن الحد الأدنى من توقعات الرياض ؟ ، الإجابة وحسب مسئول سعودي أيضا فأن ” الخيارات لن تكون أسوأ من خيارات الستينات والسبعينات فالسعودية واجهت في تلك الفترة أزمة مع مصر وتهديدا أيرانيا من شاه أيران المتوثب للأستيلاء على البحرين ودول الخليح-والتي لم تستقل بعد- بعد الانسحاب البريطاني وكانت من جهه تحارب الشيوعية السوفيتية ..ما تحتاجه الرياض فقط تعزيز جبهتها الداخلية ”

الرئيس أوباما سيسمع في روضة خريم صراحة دبلوماسية تمتزج بالطبيعة الصحراوية الصافية والواضحة والتي قد تخفف حدتها الأجواء الربيعية والآمال بوجود تفهم وتفاهم ثنائي أفضل.

خاص لـ الهتلان بوست