السعودية: بدء مشاريع تجريبية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية

أخبار

تخطط المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لخفض استهلاكها من الوقود الذي قال الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم محافظ المؤسسة لـ«الشرق الأوسط» إنه يبلغ 300 ألف برميل مكافئ من النفط يوميا.

وبحسب آل إبراهيم فإن مؤسسة التحلية تعمل على تنويع مصادر الطاقة عبر استخدام الطاقة الشمسية والرياح وطاقة جوف الأرض في غرب السعودية وهذه الأخيرة ما زالت قيد الدراسات الأولية لتقييم مدى الاستفادة منها، وذلك لخفض استهلاك الوقود الذي يعد معضلة حقيقية تواجهها السعودية مع مرور السنوات، حيث ينمو الطلب على المياه سنويا بمعدل يفوق 8 في المائة.

ويقول محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لـ«الشرق الأوسط» إن المؤسسة تسعى إلى خفض استهلاك الوقود لكنه لم يحدد مستويات تستهدفها التحلية في الفترة الراهنة وإنما اكتفى بالقول إن المؤسسة تعمل على ذلك وتضعه ضمن أهدافها الاستراتيجية.

أشرف آل إبراهيم يوم أمس على الاستعدادات النهائية لبدء إنتاج مشروع وحدة الطاقة الشمسية الذي ينفذه معهد أبحاث التحلية بالجبيل بالتعاون مع شركة «هيتاشي زوسن» اليابانية الذي يبدأ إنتاجه نهاية أبريل (نيسان) الجاري، وهو خطوة أولى ضمن المرحلة الثانية من مبادرة خادم الحرمين الشريفين للتحلية بالطاقة الشمسية التي تستهدف إنتاج 300 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميا.

يشار إلى أن المبادرة تقع في ثلاث مراحل مرحلتها الأولى إنتاج 30 ألف متر مكعب من المياه المحلاة بالطاقة الشمسية عبر محطة الخفجي التي يتوقع أن تبدأ الأعمال الإنشائية فيها بنهاية العام الجاري.

بينما ما زال مجلس إدارة المبادرة يدرس عددا من الخيارات لتنفيذ المرحلة الثالثة على الساحلين الغربي والشرقي للسعودية.

وسينعكس مشروع الطاقة الشمسية الحديث على تخفيض تكلفة إنتاج المياه المحلاة وتنويع مصادر الطاقة، وكذلك خفض استخدام الوقود، وتحقيق غايات المؤسسة السبع الاستراتيجية، من خلال الاستفادة من الطاقة الشمسية وتحديد أفضل الظروف التشغيلية والتصميمية لعملية ربط وحدات التحلية الحرارية بمجمع الطاقة الشمسي وذلك من خلال وحدة طاقة شمسية تجريبية تم بناؤها لهذا الغرض.

وأشرف محافظ المؤسسة على الاختبارات النهائية لبدء الإنتاج من مشروع محطة الطاقة الشمسية والذي يحتوي على مجمع للطاقة الشمسية ويستخدم فيه مرايا فرينيل مبتكرة قابلة للانحناء ذات كفاءة عالية مقارنة بما هو مستخدم حاليا وتقع وحدة التحلية الشمسية على مساحة 1200 متر مربع وتنتج 375 كيلوواط ويمكن ربطها بإحدى وحدات التحلية الحرارية الموجودة بالمعهد، وأشرف على لحظة انبعاث البخار وهو يتولد من وحدة الطاقة الشمسية والمستخدم في عملية تحلية المياه المالحة.

وبدء العمل في تصميم وتركيب وحده الطاقة الشمسية منذ عام 2012 وتم الانتهاء من التشغيل التجريبي لها وسيتم تشغيلها في نهاية شهر أبريل الحالي لمدة عام كامل لتحديد الظروف التشغيلية لهذه الوحدة تحت الظروف المناخية السائدة في السعودية.

كما اعتبر محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة مع بدء تشغيل وحدة الطاقة الشمسية التجريبي أن البحث والتطوير هو الجانب المشرق في كل مؤسسة ومعيار تفوقها مضيفا أن المؤسسة انحازت للتفوق والإبداع والتطوير فاختارت هذا الطريق ثقة أن النجاح سيكون حليفها فضلا عن حرصها على تنويع مصادر الطاقة، وخفض تكلفة الوقود.

وأكد أن البحث والتطوير يحتاج إلى مزيد من الدعم المالي والبشري والتأهيل للفريق البحثي ودعم هذا التوجه سيكون مستمرا وفاعلا.

ولفت الدكتور عبد الرحمن آل إبراهيم إلى أن إدارة البحث والتطوير هي عملية متقدمة وشاقة ولا تماثل في احتياجاتها للعمليات الإدارية النمطية الأخرى وتزداد أهميتها في حال امتلاك التقنيات والمؤسسة ماضية في هذا الاتجاه لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

من جهة أخرى احتفل معهد أبحاث التحلية التابع للمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بمدينة الجبيل بحضور محافظ المؤسسة بانتهاء المشروع البحثي لتطوير نظام الهجين الثلاثي لتحلية المياه الذي يجمع بين وحدات التحلية التي تعمل بالتبخير المتعدد التأثير ووحدات التناضح العكسي ووحدات أغشية النانو والذي تم عبر شراكة بين معهد الأبحاث وتقنيات التحلية بالجبيل وشركة «ساساكورا» اليابانية ومركز إعادة استخدام المياه الياباني، وتمخض عنه ابتكار جديد لتصميم وحدة تبخير متعدد التأثير تحتوي على عدة تركيبات وتعطي كفاءة عالية تصل إلى ضعف الكفاءة الحالية المعمول بها حاليا في معظم المحطات العاملة مما يعني تخفيض الطاقة المستهلكة للنصف بنفس كمية المياه المحلاة المنتجة، ونتج عن المشروع أيضا ابتكار نظام للتحكم بالقشور الملحية والذي يمكنه من الاستفادة القصوى من المياه المعالجة بأغشية النانو ومياه الرجيع الخارجة من أغشية التناضح العكسي. وأثمر عنه الحصول على أربع براءات اختراع.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط