السعودية تفتح الأبواب لحجاج قطر وتميم يتحرك لمنعهم من أداء المناسك

أخبار

أنجزت السلطات السعودية أمس إجراءات دخول 120 حاجا قطريا على الأقل، في بداية خطط تنفيذية لقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فتح منفذ سلوى الحدودي والسماح بدخول جميع القطريين الذين يرغبون بأداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية، وإرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل جميع الحجاج القطريين إلى جدة واستضافتهم بالكامل ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج والعمرة.

لكن مكرمة خادم الحرمين التي جاءت بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، سرعان ما اصطدمت بتعنت الجانب القطري الذي اكتفى بترحيب متحفظ بالمبادرة، وقال إن عبدالله لم يكن مكلفا من الحكومة. فيما تحدثت مصادر المعارضة القطرية عن صدور أمر مباشر من أمير قطر تميم بن حمد بعدم التعامل مع المبادرة وتوجيه رسائل إلى جميع موظفي القطاعات الحكومية بعدم التجاوب والذهاب للحج، وأشارت إلى أن السلطات وضعت اسم عبدالله على قوائم الترقب.

وأعلنت إدارة الجوازات السعودية في منفذ سلوى البري الحدودي الذي تم فتحه للمرة الأولى منذ إعلان السعودية والبحرين والإمارات ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها وتمويلها الإرهاب في يونيو الماضي، أنه تم إنجاز إجراءات دخول 120 حاجا قطريا إلى أراضي المملكة حتى الآن. ونقلت قناة «الإخبارية» عن مدير جوازات منفذ سلوى، تأكيده جاهزية الجانب السعودي للعمل 24 ساعة لخدمة الحجاج.

وأكدت الجمارك السعودية استعداداتها في منفذ سلوى لاستقبال وخدمة الحجاج القطريين، وذلك بتوفير جميع الإمكانات البشرية والمادية والتجهيزات التقنية لتيسير دخولهم إلى المملكة بسلام واطمئنان لتأدية مناسكهم بكل راحة وأمن وخشوع. كما أنهت أمانة الأحساء إجراءاتها الاستعدادية لتهيئة مدينة الحجاج الواقعة بطريق سلوى لاستقبال حجاج بيت الله الحرام القادمين من قطر، ودول مجلس التعاون الخليجي. كما وجه رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالحكيم بن محمد التميمي، بتقديم أفضل الخدمات للأشقاء القطريين، لتسهيل أدائهم مناسكهم بيسر وسهولة. فيما أكد وزير النقل سليمان بن عبدالله الحمدان أن جميع قطاعات منظومة النقل على استعداد كامل لاستقبال ضيوف الرحمن من قطر.

وكان خادم الحرمين وجه بالموافقة على ما رفعه له نائب خادم الحرمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بخصوص دخول الحجاج القطريين عبر منفذ سلوى الحدودي لأداء مناسك الحج، والسماح لجميع القطريين الذين يرغبون بالدخول لأداء مناسك الحج من دون التصاريح الإلكترونية وذلك بناء على وساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني الذي أكد خلال لقاء محمد بن سلمان أن العلاقات بين السعودية وقطر علاقات أخوة راسخة في جذور التاريخ، فيما شدد نائب خادم الحرمين على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعب السعودي وشقيقه الشعب القطري وبين القيادة في السعودية والأسرة المالكة في قطر.

ووجه خادم الحرمين بنقل كافة الحجاج القطريين من مطار الملك فهد الدولي في الدمام ومطار الأحساء الدولي على ضيافته ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج والعمرة. وأمر خادم الحرمين أيضا بالموافقة على إرسال طائرات خاصة تابعة للخطوط السعودية إلى مطار الدوحة لنقل جميع الحجاج القطريين على نفقته الخاصة لمدينة جدة واستضافتهم بالكامل على نفقته ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين للحج والعمرة.

في المقابل، سعت الحكومة القطرية إلى التقليل من المبادرة السعودية حيث قال وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «إن بلاده ترحب بقرار فتح الحدود وتوفير رحلات طيران للحجاج القطريين لكن الخطوة ذات دوافع سياسية». وأضاف في مؤتمر صحفي أثناء زيارته السويد «إنه على الرغم من أن منع القطريين من الحج تم لدوافع سياسية ومن أن السماح لهم بالدخول كان أيضا لدوافع سياسية وبطريقة إخراج لها مآرب أخرى، ولكن قطر ترحب ولن تتخذ موقفا، ما يهمنا هو جوهر المسألة، وما زلنا نطالب بأن لا يُزج الحج في الخلافات السياسية».

وقال وزير الخارجية القطري «بالنسبة لما جاء من حديث عن وساطة أو غيرها، فحسب المعلومات التي وردتنا، فإن الشخص الذي كان موجوداً هناك (في السعودية) كان موجوداً هناك بشكل شخصي ولمواضيع شخصية». وقال متحدث باسم الحكومة القطرية إن الشيخ عبد الله بن علي لا يتولى أي منصب وكان في زيارة خاصة إلى السعودية. فيما قالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إنها تعتبر القرار السعودي خطوة نحو إزالة العراقيل والصعوبات التي واجهت إجراءات الحج لهذا العام، ورفضت إخضاع مسألة الحج لأي حسابات أو وساطات سياسية أو شخصية.

من جهتها، تحدثت المعارضة القطرية عن صدور أمر من تميم بن حمد بعدم التعامل مع المبادرة السعودية وتوجيه رسائل إلى جميع موظفي القطاعات الحكومية بعدم التجاوب والذهاب للحج. وقالت صفحة «قطر مباشر» على «تويتر» إن جهاز امن قطر أصدر تعليمات للإعلاميين القطريين لثنيهم عن الحج ومقاطعة أداء المناسك. وأضافت إن السلطات القطرية وضعت الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني الذي يقيم حاليا في منطقة عرعر السعودية على قوائم الترقب. وأكدت مجددا أن حكومة قطر تلجأ إلى وضع كاميرات مراقبة وأجهزة تنصت في الفنادق والمنتجعات لمراقبة السياح الخليجيين وسماع أحاديثهم الخاصة.

المصدر: الاتحاد