السعودية تنتقد الربط بين الإرهاب والإسلام في خطة مكافحة التطرف العنيف

أخبار

أبدت المملكة العربية السعودية عدداً من الملاحظات الجوهرية على خطة عمل الأمم المتحدة لمنع التطرف العنيف، خلال المؤتمر الدولي لمنع التطرف العنيف الذي عقد على مدى يومين في جنيف واختتم أمس.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية «واس» عن مندوب المملكة في الأمم المتحدة في جنيف، السفير فيصل طراد، قوله في كلمة أمام المؤتمر، إن الخطة توضح بأن مفهوم التطرف لا يقتصر على منطقة بعينها أو جنسية أو عقيدة، وهو ما وصفه بالأمر الجيد، منتقداً الخطة لأنها لا تناقش سوى إرهاب القاعدة أو تنظيم داعش أو بوكوحرام دون التعرض إلى الإرهاب في أنحاء أخرى من العالم، إضافة إلى ان الخطة تستخدم تعبير «الدولة الإسلامية» في الإشارة إلى تنظيم داعش الإرهابي، ما يؤدي إلى ربط الإرهاب بالدين الإسلامي.

وأوضح السفير السعودي أن جزم الخطة بأن نشر الديمقراطية والتعددية في المجتمعات والاحترام الكامل لحقوق الإنسان والمساواة وتمكين المرأة يمثل أفضل استراتيجية لنزع الجاذبية عن التنظيمات المتطرفة، يغفل حقيقة وجود التطرف العنيف والإرهاب في العديد من الدول الغربية والمتقدمة والديمقراطية، مثل جماعة «كلو كلوكس كلان» وجماعة «أوم شنريكيو».

وتساءل، كيف يمكن تفسير انضمام آلاف الشباب والأشخاص من الجنسين من هذه الدول الغربية والمتقدمة والديمقراطية لـ«داعش».

وقال «يضاف إلى ذلك إغفال حقائق إضافية عن إهمال المسببات الرئيسية للتطرف العنيف، مثل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة في فلسطين لحوالي 6 عقود، وعدم حل النزاعات المسلحة، ودعم بعض الحكومات للميليشيات المسلحة القائمة على أساس عرقي، والفقر واستمرار الحرمان الاقتصادي والتهميش والعزلة ضد الأفراد بسب دينهم ومعتقدهم في المجتمعات الديمقراطية، وإطلاق العنان للحريات التي تتجاوز حدود المسؤولية بإهانة الرسل والأديان والمعتقدات».

5 محاور

وفي ذات السياق، دعت دولة الكويت، المجتمع الدولي إلى ضرورة الالتزام بخمسة محاور أساسية في سياق مواجهة التطرف والإرهاب، وقال مندوب الكويت الدائم لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، السفير جمال الغنيم، إن الكويت تركز في المحور الأول على عدم جواز نسب التطرف العنيف أو الإرهاب لدين أو حضارة أو ثقافة أو عرق أو جنسية بعينها، ويتضمن المحور الثاني وضع خطط دولية وإقليمية ووطنية لمكافحة التطرف العنيف، في حين يركز المحور الثالث على خلق توازن بين المنظور الوقائي «مقاومة التطرف» والمنظور العلاجي «التصدي للإرهاب»، فيما يؤكد المحور الرابع على الأسباب الجذرية لظاهرة التطرف العنيف مثل التمييز والعنصرية وازدراء الأديان والأجانب والاحتلال.

وفي المحور الخامس الاهتمام بالتعليم ونشر الوعي والاهتمام الكافي على صعيد مكافحة الأفكار الهدامة الداعية إلى التطرف العنيف.

سرطان الإرهاب

إلى ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الغالبية العظمى من ضحايا الإرهاب في جميع أنحاء العالم من المسلمين، موضحاً أن ظاهرة التطرف العنيف التي تؤدي إلى الإرهاب، لا تتجذر أو تقتصر على أي دين أو منطقة أو جنسية أو مجموعة عرقية.

وحذر كي مون، أمس، أمام وسائل الإعلام على هامش المؤتمر الدولي في جنيف في شأن مكافحة التطرف، من أن تنظيم داعش ومتطرفين آخرين «ينتشرون كمرض السرطان» في أرجاء العالم، داعياً الدول إلى مزيد من التعاون لمكافحة «آفة الإرهاب».

المصدر: صحيفة البيان