السوق النسائي.. حرفيات ينسجن خيوط الإبداع

أخبار

لاقى السوق الشعبي المشارك ضمن فعاليات الجناح الإماراتي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته الـ32، اهتماماً كبيراً من زوار وضيوف المهرجان من مختلف الجنسيات والثقافات، حيث حظيت المعروضات بما تقدمه من موروث وطني مستمد من البيئة المحلية والتي تمثل الإنسان الإماراتي الأصيل، بإقبال من الجمهور واهتمام واسع للعادات والتقاليد التي تعكس الحياة الإماراتية وماضيها العريق الذي سطر حروفه بماء الذهب، وتاريخها الذي وضع قلادةً على لب الفؤاد، وفي مقلة العين.

وضم السوق الشعبي زخماً ثقافياً وتراثياً، حتى بات متشبعاً بالإرث العريق الذي يحتضنه، من منتجاتٍ تمثل البيئة الإماراتية. كما لقي السوق اهتماماً من قبل الجهات الرسمية، ممثلة بمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، والاتحاد النسائي العام، ومشروع صوغة التابع لصندوق خليفة، ويأتي ذلك تحت إشراف عام من دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي.

وبلغ عدد المحال المشاركة في السوق الشعبي الخاص بالسيدات 15 محلاً، بالإضافة إلى قسم الحرفيات اليدوية والذي يشارك فيه 6 نساء تشمل أعمالهن في صناعة الخوص، والسدو، والتلّي.

وما يميّز السوق بأن جميع المنتجات المعروضة فيه من صنع السيدات المشاركات والأسر المنتجة، وهن من يشرفن على أعمالهن بالوقوف والترحيب بالزوار، وعرض ما لديهن من منتجات محلية، تعكس ثيمة الوطن، وقيمة المواطن وما لديه من إرث ثمين.

مشاركات وطنية

قالت صافية القبيسي، مسؤولة قسم الحرف اليدوية في دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي: «في كل سنة هناك تزايد واضح وملحوظ من المشاركات الوطنية، والكوادر النسائية من الأسر المنتجة، ما يعطي مؤشراً إلى أننا وصلنا إلى ما نطمح إليه، وحققنا ما نريده»، وأشارت إلى أن مثل هذه المشاركات الدولية الوطنية تبرز المنتج الوطني، وتساهم بإظهاره للجمهور للاطلاع عليه، والتعرف إليه بصوره أوضح.

وتوجد في قسم الحرفيات اليدوية 6 نساء حرفيات بأنامل لامست شغاف القلب بنعومة الحياة، وعذوبة الماء بصفاءٍ ونقاءٍ سكن فيهن لينقلوا ما جادت به ضمائرهم لجميع مرتادي السوق من الجمهور والزوار، حيث يتبعن النساء لدائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، وتنوعت أعمالهن ما بين السف، والتلّي، والسدو، والغزل، والشمّل، والخياطة. كما أن القسم عبارة عن ورشة مصغرة تعلم الزائر المهتم للمهنة كيفية صنع الحرفة اليدوية، وتقديم كل المعلومات التي تثري الزائر وتضيف إليه الفائدة في المجال نفسه.

وقالت طماعة راشد الظاهري: «مشاركتي عبارة عن تطريز زيّ المرأة الإماراتية على التلّي، ليرى الجمهور ذوق المرأة الإماراتية في العصر القديم، وحب التزيّن بكل حشمة ووقار. بالإضافة إلى أن المرأة الإماراتية قديماً كانت تتميز بأناقة لباسها وثوبها مثل «البادلة، والقيطان، والمراير»، وكل تلك الزينة تصنع يدوياً، وهذا ما يميّز زيّ المرأة في السابق».

وتبين هداية الكعبي، أنها تسف خوص النخل لصنع الأدوات التراثية مثل «المكبه، والصرود، والحصير، والمهفة، والسلة الصغيرة مع الغطاة». وبالنسبة لمشاركتها، فهي الثانية لها على التوالي، قائلة: «يجب على الشخص أن يثبت وجوده من خلال هذه المشاركات التي تؤكد الانتماء الحقيقي للوطن».

أسر منتجة

تشارك بعض الأسر الإماراتية المنتجة في السوق الشعبي للجناح الإماراتي، حيث قالت عتيجة المنصوري، إنها المشاركة الثانية التي تحظى بها في الجنادرية. وهي تعرض المنتجات التراثية مثل العطور والبخور بأنواع مختلفة، والتي تصنع يدوياً في المنزل. فيما أشارت فاطمة المنصوري، قائلة: «مشاركتي عبارة عن منتجات محلية تراثية عدة، وأهمها الزيّ المخوّر الذي يلفت أنظار الزوار لما تميّزت به الإمارات من تطريز يبهر الأنظار بذائقته الرفيعة، وألوانه الزاهية المتناسقة». وأعربت آمنة الرميثي عن سعادتها بوجودها في هذا المحفل التراثي الكبير، موضحة أن الحضور بحد ذاته إضافة ثرية تدفع الشخص ليبدع في مجاله.

المصدر: الاتحاد