«الشرعية» تبدأ السيطرة على القصر الجمهوري بتعز.. وتتقدم في تخوم أرحب

أخبار

سيطرت قوات الجيش في الجبهة الشرقية لمدينة تعز جنوب اليمن، أمس، على أول المباني الملحقة بالقصر الجمهوري، فيما تواصلت المعارك على مشارف مديرية «أرحب» شمال شرق العاصمة صنعاء، مع استمرار المعارك العنيفة في جبهتي «ميدي وحرض» في محافظة حجة، التي تستنزف الميليشيات بشكل كبير عبر المواجهات والغارات الجوية لمقاتلات التحالف.

وأكدت مصادر عسكرية ميدانية في «اللواء 22 ميكا» في شرق مدينة تعز، تمكن وحدات من اللواء السيطرة على أول مباني القصر الجمهوري المتمثل بـ«جامع القصر» المشرف على مساحة كبيرة من حدائق القصر والممرات التي تقود الى مقر القصر المهدم بشكل كامل جراء المعارك والغارات، مشيرة إلى أن التقدم في جبهة القصر من قبل قوات الجيش يتخذ طابع الحذر نتيجة وجود «سراديب وأنفاق» تربط القصر بالتشريفات ومواقع عسكرية مستحدثة بالمنطقة تستخدمها الميليشيات في عمليات القنص والتنقلات، فضلاً عن انتشار آلاف الألغام مختلفة الأحجام والأشكال التي زرعها الانقلابيون في تلك المناطق.

وقالت المصادر نفسها إن ثمانية من الميليشيات قتلوا وأصيب آخرون في معارك أمس، فضلا عن أسر ستة آخرين، ليرتفع عدد الأسرى في جبهة القصر إلى 17 أسيراً، بينهم ضابط كبير في قوات الحرس الجمهوري الموالية للمخلوع صالح، أحد طرفي الانقلاب.

وأوضحت المصادر أن الجبهة تشهد تدفقاً كبيراً للمقاتلين من أنصار الشرعية إلى جانب تواجد قيادات عسكرية بارزة تشرف على المعركة، على رأسها قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، الذي أكد اقتراب إعلان تحرير القصر الذي بات «مسألة وقت فقط»، بحسب قوله.

في الأثناء، تمكنت وحدة عسكرية تابع للشرعية من تنفيذ عملية نوعية تمثلت باستدراج مجموعة من الميليشيات الى حي الزهراء القريب من جبهة التشريفات، وبالتحديد الى جوار «مستشفى الحمد»، وانقضت عليهم وأسرت ستة منهم، وقتلت ثلاثة رفضوا الاستسلام، إلى جانب غنيمة أسلحتهم.

من جانبها، واصلت الميليشيات قصف أحياء المدينة، ما خلف ثمانية شهداء من المدنيين وعدداً من الجرحى، وفقاً لمصادر طبية في المدينة.

وفي جبهة نهم شمال شرق صنعاء، تمكنت قوات الجيش والمقاومة بمساندة مقاتلات التحالف من السيطرة على أجزاء كبيرة من منطقة «ضبوعة» على تخوم أرحب في ميمنة الجيش، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات التي فرت باتجاه مناطق أرحب بعد فشل محاولتهم التقدم باتجاه مواقع الجيش في تباب «باذين وحلبان والنخش ورشح» المحيطة بجبل «دوة» الاستراتيجي، الذي تتقاسم قوات الجيش مع الميليشيات السيطرة عليه، وفقاً لمصادر ميدانية.

وفي العاصمة المدينة، تواصلت الاحتجاجات لعناصر ومنتسبي أجهزة الأمن التابعة لوزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الميليشيات والواقعة على طريق مطار صنعاء الدولي جوار «حديقة الثورة»، على الرغم من التعزيزات التي أرسلتها الميليشيات الحوثية لقمعها.

وكان محتجون من منتسبي الداخلية تظاهروا أول من أمس، أمام مبنى وزارة الداخلية وطريق المطار وبالقرب من معقل الميليشيات الرئيس بالعاصمة «منطقة الجراف» وقطعوا الطريق وأحرقوا الإطارات، ووضعوا الأحجار الكبيرة في المنطقة احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم منذ تسعة أشهر، على الرغم من استمرار الحوثيين بصرف مبالغ مالية كبيرة لعناصرهم المشرفة على الوزارة والأجهزة الأمنية في تمييز وصفوه بالعنصرية.

من جهة أخرى، تواصل الميليشيات الانقلابية منعها إقامة صلاة التراويح في عدد من مساجد المدينة، وكثفت من تواجد عناصرها على عربات عسكرية أمام المساجد لمنع إقامة صلاة التراويح وفتح مكبرات الصوت، الأمر الذي وصفته الحكومة الشرعية بأنه اضطهاد ديني تمارسه الميليشيات في العاصمة، إلى جانب ما يتعرض له أبناء الطائفة «البهائية» من قمع واضطهاد ديني مستمر من قبل الميليشيات.

ودعت وزارة حقوق الإنسان اليمنية، في بيان، أمس، الأمم المتحدة، إلى ممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين من أجل إطلاق سراح المختطفين البهائيين في صنعاء، ومنع الممارسات الخارجة عن الأعراف والقوانين التي تتيح للجميع ممارسة طقوسهم الدينية.

وأشارت الوزارة إلى أن للميليشيات الانقلابية سجلاً حافلاً في قمع الحريات ومصادرتها واضطهاد الآخر المختلف في التوجّه والمعتقد، وتهجيره أو تصفيته في أغلب الأحوال، كما حدث مع الطائفة اليهودية في صعدة وعمران.

وفي صعدة شمال اليمن كثفت مقاتلات التحالف من غاراتها على مواقع الانقلابيين في مناطق متفرقة من المحافظة، وتمكنت من تدمير «منصة صواريخ قصيرة المدى» بمديرية الظاهر، فضلاً عن استهداف تعزيزات عسكرية لهم في أطراف مديريتي باقم ومجز كانت في طريقها الى جبهات القتال والحدود مع السعودية. كما تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير مخزن صواريخ «مطورة محلياً» في منطقة طخية بمديرية مجز، ما أسفر عن تدميرها بالكامل وفقاً لشهود عيان بالمنطقة.

وفي حجة الحدودية أيضاً مع السعودية، تواصلت عمليات التمشيط لصحراء ميدي من الجهتين الشرقية والجنوبية من قبل مدفعية الجيش الوطني وطيران أباتشي التابع لقوات التحالف العربي، تم خلالها تدمير مخازن صغيرة للأسلحة تابعة للميليشيات كانت مدفونة على جانب الطريق الرابط بين «ميدي وحيران».

وفي الحديدة المجاورة لحجة، تمكنت المقاومة في إقليم تهامة من تنفيذ أربع هجمات على تجمعات للميليشيات في أحياء وشوارع المدينة خلفت قتلى وجرحى في صفوفهم وإعطاب عربة عسكرية، فيما كانت أبرز الهجمات تلك التي استهدفت طقماً عسكرياً للميليشيات في شارع صنعاء، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من العناصر التي كانت على متنه.

المصدر: الإمارات اليوم